شاهين يشيد بثورة اللبنانيين المخرج المصري الشهير يأمل بأن تنعكس ثورة الشباب اللبناني على الواقع العربي لتحريره من الأنظمة القمعية. بيروت - من ربى كبارة |
اعرب المخرج المصري الشهير يوسف شاهين (79 عاما) عن "سعادته الكبيرة" بانتفاضة الشباب اللبناني بعد اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري املا بان ينعكس "توهجها" على الواقع العربي. وقال شاهين الذي اخرج اكثر من اربعين فيلما وحاز العديد من الجوائز العالمية في بيروت ان "ما شهده لبنان سيشكل قدوة للشباب العربي رغم الخوف المسيطر عليهم من الانظمة القمعية". واضاف شاهين الذي يزور بيروت للمشاركة في نشاطات احياء ذكرى الحرب اللبنانية (1975-1990) "اتمنى ان احول هذه المشاهد الى سينما. اردت ان اعيشها عن قرب لاحس بها عميقا". واكد انه "سعيد جدا جدا وفخور بان شعبا عربيا عبر بهذه الطريقة خصوصا واني انتمي اليه بطريقة غير مباشرة"، في اشارة الى جذوره اللبنانية. واضاف "لا يمكنني ان اصف حجم السعادة التي شعرت بها عندما عرفت ان الشباب في مكان ما من العالم العربي قادرون على النزول الى الشارع بهذا الحجم من اجل قضية ورغم فداحة الثمن الذي دفعه لبنان (اغتيال الحريري) فرحي كبير لان تحرك الشباب حمى لبنان من ان يتحول بالكامل الى دولة امنية يحكمها نظام مشابه للدول العربية". واكد شاهين ان "الشباب اللبناني اتخذ قراره ونزل الى الشارع وهز العالم، كانه يقول للشباب العربي انزل الى الشارع واسمع صوتك". وقال "لا بد وان تصل الرسالة رغم الخوف المتجذر بسبب الانظمة البوليسية. عندنا الشباب لا يعبرون فالتفكير مستحيل في ظل الخوف". وكان شاهين يشير بذلك الى التحركات التي تشهدها ساحة الشهداء ساحة الحرية في وسط بيروت ويشارك فيها شبان من مختلف الطوائف والمناطق حيث اقاموا خياما قرب ضريح الحريري للمطالبة بكشف الحقيقة في عملية الاغتيال وبسحب سوريا قواتها من لبنان. كما كان يشير الى التظاهرة الحاشدة التي جرت في 14 اذار/مارس وشارك فيها حوالى مليون لبناني في بلد لا يتعدى عدد سكانه الاربعة مليون نسمة. وقال ان "يتحرك مليون شخص يعني توفر قاعدة نقاش وحوار وانفتاح تبلورت بهذا الخروج العفوي الى الشارع". وتدعو افلام شاهين بمجملها الى التمرد وخصوصا فيلم المصير (1997) بطولة ليلى علوي ونور الشريف ومحمود حميدة والذي تحمل اغنيته الرئيسية عنوان "علي صوتك". وقال شاهين ان "طموحي كان دائما التعبير عن ضرورة التمرد على السلطات. اشعر بان هذا تحقق على الارض بفعل الشباب اللبناني". واعترف شاهين بانه مصاب "بداء عدم حب السلطة (...) ويشارك مع كل من ينزل الى الشارع في مصر ضد السلطة". واضاف بسخرية "انا شجاع لان شهرتي في الخارج تحميني من تعديات الاجهزة". ورأى شاهين في طريقة التعبير التي اتبعها اللبنانيون لاحياء الذكرى الثلاثين للحرب الاهلية عبر نشاطات رياضية وثقافية وفنية "طريقة حضارية" في التعبير. واضاف "اريد ان استفيد منها للسينما فهي اقوى وسيلة ترويج" وقد شارك آلاف اللبنانيين الاربعاء باحياء الذكرى الثلاثين للحرب الاهلية التي اندلعت في 13 نيسان/ابريل عام 1975 ومزقت وطنهم على مدى 15 عاما، بمسيرات وندوات وامسيات غنائية وصلاة موحدة تؤكد تمسكهم بتلاحم الطوائف. ليلا شارك شاهين في اختتام الاحتفالات، التي استمرت اربعة ايام، بامسيات غنائية احيتها في ساحة الشهداء ماجدة الرومي وفي كنيسة مجاورة احيتها هبة قواس. وكان شاهين قدم فور وصوله الى بيروت مساء الاثنين تلبية لدعوة منظمي نشاطات احياء ذكرى الحرب التعازي لنازك الحريري ارملة رئيس الوزراء الراحل ثم زار ضريح الحريري برفقة شقيقته النائب بهية الحريري. وقد دخل شاهين المستشفي لاصابته في جلطة بذراعه اليسرى قبل يومين من اغتيال الحريري حيث امضى ثلاثة اسابيع. وقال "لم استطع الحضور على الفور. ما ان تمكنت حتى اتيت تضامنا مع العائلة ومع لبنان ولانني تعرفت اليه شخصيا". وبحزن يتذكر شاهين كيف التقى الحريري عام 1998 في منزله الجبلي في فقرا (شمال شرق بيروت) قبل اسبوعين على تركه منصب رئيس الحكومة. وقال "طلبت منه مساعدة مادية للسينما اللبنانية التي يملك العاملون فيها امكانات كبيرة. وعدني بصندوق لدعمهم لكنه ترك منصبه". ولخص شاهين انطباعه عن الحريري بقوله "كان فريدا من نوعه، طيبا، يحب العلم ومنفتحا". حاليا يعمل شاهين على سيناريو فيلم جديد "انهى ثلثيه". وفي الاشارة الى مضمونه اكتفى بالقول "يحكي عن جهنم التي يسببها الخوف". وكان آخر عمل قدمه شاهين "اسكندرية-نيويورك" وهو رابع افلام سيرته الذاتية بعد "اسكندرية ليه" و"اسكندرية كمان وكمان" و"حدوتة مصرية" ويدور حول غضبه من الولايات المتحدة. موقع "ميدل إيست أنلاين" في 14 أبريل 2005 |
|