شعار الموقع (Our Logo)

 

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

اندريه تاركوفسكي: «المرآة» يعمق تساؤلات عن الحياة والموت

سكورسيزي: صورة الذات عبر مجنون السينما والجراثيم والطيران

امير كوستوريكا طفل السينما العالمية المشاغب

باب الشمس اختارته الـ التايم من أفضل‏10‏ أفلام علي مستوي العالم

جيهان نجيم فيلمها القادم عن جون كيري

بيدرو المودوفار.. كلمة ختام حياتنا لم تكتب بعد

 

 

 

 

 

أفلام ومسلسلات شهدت موت نجومها قبل وأثناء عرضها

 

 

 

 

 

أفلام ومسلسلات وأغاني يتيمة، تعبير جديد تشهده أروقة الفن المصري خاصة والعربي والعالمي بالطبع عامة وهي ليست أفلاما أو مسلسلات تفقد أحد والديها أو كليهما معا ولكنها تفقد أحد عناصرها الرئيسية برحيل مخرج كبير أو فنان متألق أو فنانة لها نجوميتها أو بطلا وبطلة نجوم شباك أو منتجا مؤمنا بالعمل مما يوقع بقية اسرة العمل فى مأزق الخروج منه ويصبح قمة في الصعوبة وان خرجوا فيكون على حساب العمل ذاته وقلة من الفنانين الذين يخرجون من هذه الدائرة الذين اعتزلوا الفن قبل الرحيل وفي مقدمتهم الفنانة المتألقة وسندريلا الشاشة العربية سعاد حسني ويوسف وهبي.

أما عن قائمة الفنانين والفنانات والمطربات الذين تركوا اعمالا في حكم اليتيمة فقائمتهم تطول بداية من موسيقار الاجيال الفنان محمد عبدالوهاب والعندليب عبدالحليم حافظ بدليل اكتشاف تسجيلات نادرة لهم عقب الرحيل، فعبدالحليم لم يستطع تسجيل »من غير ليه« وفائزة أحمد غنت »لا يا رروح قلبي« وهي على فراش المرض ومن قبلها غرق اسمهان واحتراق كاميليا وآخرها المسلسل التلفزيوني »أبيض في أبيض« الذى ارتدى العاملون فيه زي الحداد لرحيل مؤلفه ووفاة الفنانة سناء جميل، وفيلم »عربي تعريفه« الذي رحل بطله الفنان علاء ولي الدين قبل الانتهاء من تصويره، وكان آخر الفنانين أحمد زكي الذي رحل ولم يشاهده فيلمه الذي انجز منه ٠٩٪ منه.

والقضية من البداية فجرها العديد من الاحداث التى جعلتنا نطلق على مثل هذه الاعمال صفة الاعمال اليتيمة أو الحزينة، فآخر الراحلين منذ أسابيع فى هذه السلسلة الكاتب والسيناريست »محسن زياد« الذى كان متفائلا بالحياة لأبعد الحدود وكان طموحه بلا حدود ايضا في تقديم الجزء الثاني من »السيرة العاشورية« وفى نفس الوقت يعمل على صياغة ملامح وتفاصيل شخصية »المطران كابوتشي« لتقديمها فى فيلم سينمائي من انتاج جهاز السينما.

كما كان يكتب الحلقات الاخيرة من مسلسل »بنت بنوت« ليقدم به »ياسر« مخرجا فى عمل من اعماله الدرامية ولكن القدر لم يمهله لتحقيق كل احلامه، وجاء الموت ليخطفه ومعه احلامه.

قبل ذلك ومع نهاية العام الماضي وبداية العام الجديد رحل عدد كبير من نجوم الوسط الفني وكلهم كانوا على ذمة اعمال فنية، ولكن مسلسل »أبيض في أبيض« كان له النصيب الاكبر من الحوادث المؤسفة حتى اكتسى بالسواد تدريجيا، وكانت البداية بوفاة مؤلفه »أسامة غازي« الذى لقي مصرعه فى شهر نوفمبر الماضي فى حادث انقلاب سيارته بعد اصطدامها بصخرة فى طريق عودته من مدينة الانتاج الاعلامي بالسادس من اكتوبر، حيث كان يتابع تصوير المسلسل وتوقف التصوير أربعة أيام حدادا عليه، وقد رحل قبل كتابة الحلقتين الاخيرتين من المسلسل، مما اضطر أحمد صقر مخرج المسلسل لتنفيذهما بالتصور الذى وصل اليه مع أسامة خلال جلسات الدردشة بينهما.

نكبات هذا المسلسل لو تتوقف ولكنها شملت ايضا الفنانة الكبيرة سناء جميل التى شعرت بألم شديد في صدرها أثناء التصوير ودخلت على اثره الى المستشفى لتكتشف وجود ورم بالرئة أدى الى رحيلها قبل استكمال دورها الذى صورت فيه ثمانية مشاهد فقط، واضطر المخرج الى الاستعانة بالفنانة ماجدة الخطيب لأداء الدور واعادة تصوير المشاهد الثمانية مرة اخرى مما استلزم بناء ديكوراتها من جديد والغريب ان الفنان »صبري عبدالمنعم« اكتشف هو الآخر اصابته بنفس المرض (ورم في الرئة) ولكن حالته استدعت اجراء عملية جراحية لاستئصال الورم فى مصر ثم استكمال علاجه الكيميائي بالسعودية وعاد بعد ذلك لينضم الى اسرة المسلسل.مسلسل (المال والبنون) تعرض أيضاً لموقف مأساوي منذ سنوات عندما عرض المخرج مجدي ابو عميرة بطولة (عبدالله غيث) الجزء الثاني الذي قام ببطولة الجزء الأول منه فتردد بشدة وأبدى رغبة بالاكتفاء بجزء واحد فقط من المسلسل لاحساسه بأن الجزء الثاني سيشهد رحيله، الا ان ابو عميرة نجح باقناعه بالموافقة لكن عبدالله غيث رحل بالفعل بعد تصوير اقل من عشرين مشهدا ولم يكن امام المخرج بديل سوى شقيقه حمدي غيث الذى رحب بالترشيح ليعيد المشاهد التى صورها شقيقه من جديد.

وفى مسلسل (عصر الفرسان) توفي صلاح قابيل قبل انتهاء التصوير بسبعة مشاهد فقط ليستكمل ابن عمه محمد قابيل هذه المشاهد.. وقد تم التصوير من بعد حتى تبدو المشاهد وكأنها لصلاح قابيل.

حدود الإرباك

وحدوث أي حالة وفاة في أي عمل فني يحدث إرباكاً فمن ناحية يجري البحث عن بديل ومن ناحية أخرى توجد صعوبة فى استثناف التصوير، خصوصاً اذا كانت الوفاة للمخرج وهو ما حدث اثناء تصوير مسلسل (السكوت فى بئر سبع) عندما شعر المخرج نور الدمرداش بالآم فى صدره وعلى الفور توجه به فريق العمل الى أقرب مستشفى لكنه كان قد فارق الحياة ولم يكن انتهى سوى من عشر حلقات فقط من المسلسل.. وتوقف التصوير ما يقرب من شهرين حتى تم ترشيح المخرج أحمد توفيق صديق عمره لاستكمال التصوير.. وقد رفض توفيق فى لفتة طيبة منه كتابة اسمه كمخرج على الشاشة وأصر على بقاء اسم (نور الدمرداش).

نفس الشيء فعله استفان منير مساعد المخرج حسام الدين مصطفى الذى رحل فى نهاية تصوير (عصر الفران) وتطوع استفان لاستكمال العمل مع إبقاء اسم حسام الدين مصطفى كمخرج للعمل واكتفى بوضع اسمه كمخرج منفذ.. المشكلة الأساسية فى وفاة هؤلاء المخرجين لم تكن فى من سيكمل العمل ولكن من سيكون أميناً على استكمال العمل.

ففى فيلم (جبر الخواطر) توفى المخرج عاطف الطيب عقب التصوير مباشرة واحتار الجميع فى من سيجري عملية الانتاج بالمستوى اللائق لسينما عاطف الطيب خصوصاً أن المونتاج ضابط الايقاع لأي عمل.. وتمت هذه المهمة تحت اشراف شيريهان بطلة الفيلم.

ولكن للأسف تم المونتاج بطريقة اعتبرها معظم النقاذ على حساب العمل ككل، ومن هنا يتضح أن أي عمل فني لا بد من استمرار العمل لعدم إهدار الأموال ولحتمية خروجه الى الدور، من الحوادث الغريبة التى لا تنساها ذاكرة الفن المصري أيضاً وفاة المخرج عزالدين ذو الفقار فيما كان يعد العدة لاخراج فيلم (الناصر صلاح الدين) وكان قد انتهى من وضع التصورات النهائية له ومجرد موعد التصوير رحل فكان الفيلم من نصيب (يوسف شاهين).

وهناك ايضاً الفنان المخرج حسين كمال الذى شارك فى حفل عيد ميلاد الفنانة نبيلة عبيد ورأسه يموج بالعديد من المشروعات الفنية لدرجة أنه فاتح الفنانة نبيلة عبيد ولكن القدر لم يمهله ليرحل ومعه الطموحات فثابر وترك البصمة وحاز على الاعجاب ومكانها الرقصة الأخيرة ورقصة الرحيل، والقدرلم يمهل أيضا نجيب الريحاني لرؤية آخر افلامه »غزل البنات« حيث توفي في نفس اليوم الذي انتهى فيه من تصوير آخر مشهد له.

أعمال ملعونة

هناك ايضا اعمال ملعونة رفض القائمون عليها الاستعانة بالبديل، ففي فيلم »الحقيقة اسمها سلام« الذي شهد نهاية مأساوية »لوداد حمدي« التي قتلها ريجيسير الفيلم ورفض المخرج احمد صقر الاستعانة ببديل وأنهى دورها من خلال احداث الفيلم وفي فيلم »الأقوياء« عندما مات »رشدي أباضة« بطل الفيلم أثناء أدائه لدوره واستعان المخرج اشرف فهمي بصلاح نظمي لاستكمال الدور وأصر على ان يكون التصوير عن بعد حتى لا تظهر ملامحه وليعتقد الناس أنه »رشدي اباظة ولم يضع اسم صلاح على التيترات حتى لا يلفت الأنظار لما حدث.

وفي فيلم »علاقات مشبوهة« توفي »عادل ادهم«« قبل نهاية التصوير بثمانية مشاهد فقط من دوره فرفض سمير صبري منتج الفيلم الاستعانة ببديل واكتفى بإنهاء الدور بشكل طبيعي من خلال الأحداث الدرامية وكتب على أفيش الفيلم »إهداء الى الفنان الكبير »عادل أدهم«.

وكان فيلم »العار« حالة خاصة جداً ، فقد أصر المخرج علي عبدالخالق على عدم الاستعانة ببديل لعماد حمدي بعد رحيله حيث كان يلعب دور والد »نور الشريف« و»حسين فهمي« و »محمود عبدالعزيز« وتوفي بعد تصوير مشهدين فقط من دوره وبدأ يستعد لانهاء دور عماد حمدي الا ان المؤلف محمود أبو زيد ومعه أبطال الفيلم أقنعوه بضرورة الاستعانة ببديل خاصة ان دور الأب مليء بالتفاصيل المبينة للأحداث فيما بعد ولابد من ظهوره في مساحة كبيرة وهكذا كان البديل عبد البديع العربي وكان ان سبب تعاطف المخرج علي عبدالخالق مع حالة عماد حمدي ان عماد كان مصاباً في هذه الفترة بحالة اكتئاب شديد جعلته معزولاً عن الناس والحياة الفنية حتى نجح علي عبدالخالق في إخراجه من هذه الحالة واقناعه بالدور.

وهناك أعمال ملعونة مات اصحابها أما حرقاً أو غرقاً ومنهم الفنانة »كاميليا« التي لاقت مصرعها حرقا في حادث سقوط طائرة عام ٠٥٩١ أثناء تصويرها فيلم »آخر كذبة« ورفض المخرج احمد بدر خان وقتها ان يأتي ببديل وانتهى دورها عند آخر مشهد صورته وشهد المسرح أيضا بعض الحوادث المماثلة اذ توفي ابراهيم عبدالرزاق على خشبت المسرح وهو يؤدي دوره في مسرحية »كعلبون« ورحل حسن عابدين وهو يؤدي دوره في مسرحية »شيكابيكا«.

عالم الغناء

أما في عالم الغناء فابرز الأعمال التي تعرضت للعنة الكوارث اغنية »لا ياروح قلبي أنا« والتي مات مؤلفها »حسين السيد« مجرد أن كتب كلماتها قبل ان يتم تلحينها، مات الموسيقار رياض السنباطي فأكمل اللحن ابنه احمد السنباطي زوج ابنة فائزة احمد التي سجلتها وهي على فراش المرض ورحلت قبل ان تصدر الأغنية في شريط كاسيت.

هناك أيضا القصة الشهيرة لأغنية »من غير ليه« التي كان جمهور عبدالحليم حافظ ينتظرها بعد عمل دعاية كبيرة لها ولكن عبدالحليم رحل في لندن قبل ان يسجلها وبعد اكثر من ٢١ عاماً ظهرت الأغنية بصوت ملحنها والموسيقار محمد عبدالوهاب بعد ان تم عمل مكساج لها بفرقة موسيقية كاملة على تسجيل بالعود لعبدالوهاب الذي كان حريصا على التقاط صورة له في استوديو ٦٤ بالاذاعة أثناء التسجيل.. ثم صدرت على شرائط كاسيت وبعد سنوات اصدر مجدي العمروسي تسجيلا صوتياً للأغنية نفسها على العود يجمع عبدالوهاب وعبدالحليم في إحدى البروفات عليها.أما أغنية »حبيبتي من تكون« فقد رحل عبدالحليم قبل غنائها في حفله السنوي المعهود لكنه كان قد سجلها على شريط صدر في الأسواق بعد رحيله.

سيدة الغناء العربي أم كلثوم أيضا كانت قد اتفقت مع سيد مكاوي على تقديم أغنية »أوقاتي بتحلو معاك« واجرت معه عدة بروفات على العود لكنها رحلت وذهبت الأغنية الى »وردة« التي غنت ايضا »عتاب« وهي اغنية كان من المفترض ان تصبح اللقاء الأول بين الموسيقار فريد الأطرش وأم كلثوم ولكن فريد رحل قبل استكمال تلحينها ثم رحلت أم كلثوم واكمل بليغ حمدي اللحن وغنته »وردة«.

الأيام البحرينية في 12 أبريل 2005

من أنور وجدى إلى أحمد زكى..

السرطان مرض النجوم

القاهرة - وصع:

من أنور وجدى إلى أحمد زكى قصة طويلة بين النجوم والمرض الخبيث السرطان وبات السؤال مطروحاً. هل أصبح السرطان مرض النجوم؟ التساؤل يقفز إلى الأذهان بعد المعاناة التى مر بها الفنان أحمد زكى مع هذا المرض اللعين ولم يكن الفنان أحمد زكى الوحيد الذى وقع ضحية لهذا المرض فقد أصبح بالفعل هو مرض النجوم ولو عددنا ضحاياه فى العالم من النجوم والفنانين لاتسع الأمر لكتاب موفور الصفحات و فى مصر فملف المرض اللعين مليء بأسماء النجوم بداية من أنور وجدى وسامية جمال والفنانة ليلى فوزى إلى الفنانة الشابة هالة فؤاد والفنان ممدوح وافى وأخيراً الفنان عبدالله محمود وكثيرين من النجوم لذا كان لابد أن نفتح الملف حول علاقة هذا المرض ونجوم الفن خاصة أن هذا المرض يفاجئ صاحبه تماماً وما هى إلا أيام أو شهور حتى يذهب به إلى النهاية المحتومة وعدد النجوم كبير ومنهم الفنانة سامية جمال التى عانت من المرض وعاشت أيامها الأخيرة فقيرة من جرائه وابتعدت عن الفن بسببه أما الفنانة الجميلة ليلى فوزى والتى ماتت بهذا المرض قبل شهور عانت أيضاً منه معاناة طويلة فى صمت أما قصة الفنان محمد فوزى فهى طويلة مع المرض وكذلك قصة الفنانة الشابة هالة فؤاد مع هذا المرض الخبيث فطويلة فقد أصيبت بسرطان الدم "اللوكيميا" واعتزلت الفن بسببه وهى فى مجدها وريعان شبابها ومن المصادفة أن يعانى زوجها أوطليقها الفنان أحمد زكى من نفس المرض ولا نعرف وجه المصادفة فى أن يكون الفنان ممدوح وافى أحد أبرز أصدقاء أحمد زكى هو أىضاً من ضحايا المرض ويذكر الجميع كيف وقف وافى متأثراً بإصابة أحمد زكى بالمرض وبكاؤه الشديد على صديقه الذى يعانى من الألم ولم يكن يعرف أنه هو نفسه لديه نفس المرض حيث اكتشف فجأة إصابته بسرطان البنكرياس ومات بهذا المرض. وكان عبد الله محمود الممثل الشاب آخر ضحايا المرض إلا أن العناية الإلهية أنقذته حيث اكتشف المرض مبكراً وتم استئصال الورم وأصبح عبد الله محمود بخير .. ، وكان عبد الله قد أصيب بورم خبيث فى الجانب الأيسر من المخ قد اكتشف المرض مؤخراً أثناء تصويره لآخر مشاهد فيلم واحد كاببتشينو وهو أول بطولة مطلقة له وقالت زوجته أنه قد أصيب بالمرض منذ فترة طويلة لكنه اكتشفه فى وقت متأخر عندما سقط مغشياً عليه فى البلاتوه فى يوم اصطحب فيه ابنه الأكبر معه وعندما علمت حضرت على الفور وتم نقله إلى المستشفى وهناك علمت بالخبر الحزين الذى أخفيناه عنه إلى أن تجرى له عملية جراحية لاستئصال الورم وأجريت العملية فى معهد ناصر للأورام على نفقة الدولة وحالياً هو تحت المراقبة الطبية المركزة حتى تتم السيطرة على المرض تماماً وفى فترة مكوثه بالمعهد استلم رسالة من الفنان الكبير أحمد زكى رجمه الله فقد تحمل مبلغاً من المال مع توقيعه بكلمات حنونة جاء فيها >أتمنى لك الشفاء العاجل حتى تأتى لتزور أباك أحمد زكى " أما الفنان أحمد زكى نفسه فقد اكتشف بالمصادفة إصابته بسرطان الرئة فى أواخر العام الماضى عند قيامه بعمل أشعة على مفصله فى مستشفى دار الفؤاد وتذكر وقتها حالة الألم التى يشعر بها فى صدره فطلب من الأطباء عمل أشعة له وفوجئ بإصابته بالسرطان وتراكم المياه على الرئة، وقد سافر على أثرها إلى فرنسا للعلاج وحقق نتائج ناجحة وقتها وعاد إلى مصر يستأنف العمل فى فيلم العندليب لكنه لم يلبث إلا و عانى من مضاعفات الورم السرطانى فى صدره الذى انتشر فى أنحاء مختلفة بجسده شملت الكبد والغدد اللمفاوية فى البطن مما سبب له استسقاءً بروتينياً والتهاباً رئوياً وضيقاً حاداً فى الشعب الهوائية وحالياً يرقد فى مستشفى دار الفؤاد فى حالة غير مستقرة بالمرة لكن الأيام القليلة القادمة ستكون حاسمة بالنسبة لحالته الصحية الحرجة وقد ينهى المرض حياته بين لحظة وأخرى.

محمد فوزى

ونعود بالذاكرة إلى الخلف قليلاً حيث كانت أشهر حالات الإصابة بمرض السرطان من نصيب المطرب محمد والذى توفى عام 1966 بعد رحلة معاناة طويلة مع هذا الوحش الكاسر الذى اكتشفه بعدما لوحظ فقدانه لوزنه بصورة غريبة حيث كان وزنه قبل مرضه 84 كيلو ونقص وزنه وقت وفاته 37 كيلوا. ثم جاءت وفاة الفنان أنور وجدى متأثراً بإصابته بالسرطان فى المعدة مما أضطره إلى إشهار إفلاسه بسبب تكاليف العلاج الباهظة وقد كان ممنوعاً من كافة أنواع الطعام وفى حديث قديم له أكد أنه مستعد أن يدفع حياته ثمناً لأن يتناول "طبق فول". والفنانة الاستعراضية نعيمة عاكف كانت من ضحايا السرطان هى الأخرى وكانت بدايتها الفنية حينما اكتشفها المخرج حسين فوزى عام 1949 فى فيلم "العيش والملح" ومن أهم أفلامها تمر حنة وقد توفيت في23 إبريل عام 1966 متأثرة بإصابتها بسرطان الدم. وجاء بعدها وفاة المطربة مها صبرى الملقبة بالسلطانة ثم ناهد يسرى زوجة الشاعر صلاح چاهين بسبب الإصابة بنفس المرض أيضاً، والفنانة ناهد شريف كانت قد أصيبت بسرطان الثدي، وتوفيت على أثره بعد فترة معاناة مريرة دامت أكثر فى خمس سنوات ، أما فايزة أحمد فرحلت فى الثمانينيات بسبب المرض اللعين وسافرت للعلاج ولكن أتت الجراحة بدون نفع، الأمر الذى أدى إلى اعتزالها وملازمتها للفراش حتى الوفاة. أما الفنانة شادية فقد هاجمها المرض فى مجدها مما اضطرها للاعتزال وسافرت لأمريكا وخضعت للجراحة لكن دون نتيجة مما أدى إلى اضطرار الأطباء إلى استئصال أجزاء من جسدها حتى تتم السيطرة على السرطان وتجنب انتشاره وبعد عودتها من الجراحة اعتزلت شادية الفن وتبرعت بشقتها الخاصة لكى تكون مركزاً للأبحاث الطبية السرطانية. كما أصيبت الفنانة مديحة كامل هى الأخرى بسرطان الثدى واعتزلت العمل الفنى وارتدت الحجاب ورحلت عن عالمنا فى 1997 بعد آخر أفلامها >بوابة إبليس< مع محمود حميدة وهى مواليد عام 1946 ، والغريب أن الفنانة هالة فؤاد توفيت لإصابتها بالسرطان ورحلت عن عالمنا وهى صغيرة فى السن . وجه شريهان ومرض الفنانة شريهان كان الأشهر حيث لاحظت وجود بثور داكنة اللون بوجهها وعندما عرضت نفسها على الأطباء اكتشفوا حالتها ونصحوها بالسفر لفرنسا لإجراء الفحوصات وهناك اكتشفت إصابتها بالسرطان فى الجلد فنتج عنه تجمع المياه على رئتيها وتورم فى خدها الأيمن وفكها وإصابة الغدة اللعابية وأجرت عدد اًكبيراً من العمليات الخطيرة لاستئصال الورم وتغيير الغدة اللعابية، وحتى الآن تسافر شريهان إلى فرنسا بانتظام لإجراء فحوصات دورية بعد تراجع وزنها إلى 32 كيلوا وكانت شريهان قد فازت بجائزة أحسن ممثلة فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الثامنة عشرة، ولكنها اعتذرت عن الحضور وتسلم الجائزة نائبها لسفرها للعلاج وبعدها اعتزلت شريهان الفن. الفنانة الشابة ميرنا المهندس أصيبت بسرطان القولون وهى لازالت فى بداية الثلاثينيات من عمرها وسافرت إلى لندن وأجرت عدة عمليات جراحية وتحسنت حالتها نظراً لاكتشاف المرض مبكراً وعادت لحياتها الطبيعية الآن. أما المخرجة منى أبو النصر صاحبة أول فيلم كارتون مصرى أصيبت بسرطان فى الدم وقداكتشفته بعدما أصيبت بنزلة برد وسعال شديدين ورحلت فى رمضان قبل الماضى ولا ينسى أحد مبتكرة شخصية >بكار< التى راحت ضحية هذا المرض. ومؤخراً أتت وفاة المطرب محمد قنديل بعد اكتشافه للمرض منذ أكثر من عام وأجرى عمليات لإزالة المياه على الرئة وراح ضحية المرض بعد معاناة طويلة.

الاضاءة والمكياج

وعن الاسباب التى جعلت من مرض السرطان مرض النجوم يقول د.عصام النجار أخصائى أمراض جلدية أن معظم الأمراض السرطانية التى تصيب الجلد تحدث بسبب التعرض المباشر للإضاءة بتركيز شديد وبدرجة تساعد على تحويل الصبغات إلى خلايا سرطانية ، وكدا أن طبيعة عملية التصوير واستخدام الأفلام الحساسة تتطلب تسليط الإضاءة المركزة على الفنان هذا إلى جانب تفاعل الإضاءة مع المكياچ بصورة سريعة مما يؤدى إلى الإصابة بالسرطان وبالتالى فالنجوم من أكثر الشخصيات تعرضاً لسرطان الجلد بسبب الإضاءة والميكاچ . أما د. محمد عبد الهادى استشارى القلب والباطنة فيؤكد أن تناول الخمور يؤدى إلى تكوين القرحات بالمعدة واستمرار شربها يؤدى إلى إصابة المعدة أكملها بالسرطان وأحيانا ً يصاب القولون أيضاً نظراً للإفرازات التى تخرج من هذه القرح وتزيد من نشاط الخلايا السرطانية ، وكدا أن أغلب الفنانين مدخنون والتدخين هو السبب الرئىسى لسرطان المخ وهذا يجعلهم عرضة للإصابة بالسرطان بأنواعه المختلفة. وتضيف د. جليلة مختار أستاذة طب الأطفال وأمراض الدم أن مادة النيكوتين والسموم الناتجة عن التدخين من أهم الأسباب وراء إصابة الإنسان بسرطان الدم وهو أفتك أنواع السرطان وأسرعهم قتلاً ، مؤكدة أن طبيعة عمل الممثلين تجعلم معرضين يومياً لعوامل الإصابة بمرض السرطان وطرق الوقاية منه قد تؤثر على عملهم ومزاجهم الشخصى الذى يؤثر بدوره على آدائهم وتلقائيتهم أمام الكاميرا.

موقع "العرب أنلاين" في 29 مارس 2005