محمود يس فى ندوة حول غياب الكبار عن السينما المصرية القاهرة – أحمد الشرقاوي |
|
كان الفنان محمود يس ضيف ندوة مشوار نجم التى أقيمت على هامش معرض القاهرة الدولى للكتاب كأحد نجوم العصر الذهبى للفن وفارس الرومانسية على الشاشة الفضية العربية وقد أدار الندوة الناقد طارق الشناوى الذى تناول فى حديثه المشوار الفنى لمحمود يس والسيرة الذاتية له ، وأشهر أعماله السينمائية والتليفزيونية. وفى رده حول رأيه فى سينما الشباب التى سيطرت على شاشة السينما فى السنوات الأخيرة قال أنه ليس ضد سينما الشباب ولكنه يريد أن يكون هناك مساحة فى الأدوار للفنانين الآخرين أصحاب الخبرة إلى جانب النجوم الشباب كما يحدث فى السينما العالمية. وأشاد بفيلم سهر الليالى ومخرجه تامر حبيب وكل أبطاله كما أبدى إعجابه بكل من كريم عبد العزيز وحلا شيحة، بالإضافة إلى أنه أشاد بالفنان العالمى عمر الشريف الذى استطاع أن يضع اسمه فى السينما العالمية ويواصل نجاحه رغم كبر سنه حتى الآن باقتدار. وفى رده عن تساؤل حول غياب النجوم الكبار عن السينما قال إن هذه مشكلة كبيرة وجزء منها بفعل فاعل ولم يترك الفنانون الكبار السينما ولكنى أرى أن السينما فن شاب لايسير إلا فى ركاب الشباب وليس معنى ذلك أن الفنانين الذين كبروا فى السن لايكون لهم دور ولكن القيادة دائماً لصالح الشباب ودليل ذلك أننى قدمت 130 فيلماً بطولة مطلقة وأنا بين سن 20-45. ووجه إليه أحد الحضور سؤالاً حول ظاهرة تواجد واستمرار عادل إمام رغم غياب الفنانين الكبار فقال إن \"السينما تركز حالياً على الشباب والقصص الموجودة محصورة فى قالب الشباب أما عادل إمام فهو فنان عظيم يبعث على الضحك ولديه تجارب ثرية وهو شديد الإبهار ويمثل عامل ثقة فى السينما المصرية حالياً ومع ذلك فسينما الشباب جيدة بشرط ألا يكرروا أنفسهم فعلى سبيل المثال أحمد السقا قدم مجموعة من الأعمال التى تكشف عن فنان شديد الجدية والاحترام للناس ولكن أرجو أن يدخل فى خطوط أخرى غير الحركة مثل كريم عبد العزيز الذى يطالبه بالخروج من الإطار الكوميدى وإثبات مواهبه فى مجالات أخرى ، مؤكدا على وجود أعمال جيدة يقوم بها الشباب يستطيعون أن ينافسوا العالمية حيث أتيحت لهم تلك الفرصة، وأهم الأفلام فى وجهة نظرى حتى الآن هو فيلم سهر الليالى لأنه نفذ بعبقرية كبيرة\". وفى رده عما إذا كان له دور فى اعتزال الفنانة شهيرة ولماذا لايقنعها بالعودة إلى التمثيل والفن مرة أخري، قال \"باعتبارى زوجاً لسيدة لها مكانتها وعقيدتها وفكرها وثقافتها وإيمانها فهى التى اختارت ترك الفن والتفرغ لعمل آخر وهو يعد الأولى لها والأقرب إلى ضميرها وهو علاقة الإنسان بربه سبحانه وتعالى ومع ذلك فهى تحترم الفن وتعتبره رسالة وتتابع رسالتها من خلال الزوج والأولاد\". وحول سؤال عن أسباب دخول ابنه مجال الفن وهل هو من توسط له أجاب أن \"الفن ليس فيه واسطة وكثيراً ماشاهدنا نجوماً كباراً وليس لأحد أفراد أسرهم علاقة بالفن، فالسيدة أم كلثوم ابن اخيها مطرب ولكنه لم ينجح ونفس الشيء مع عبد الحليم حافظ الذى احتوت عائلته على عدد كبير من أصحاب الأصوات الجيدة ومع ذلك لم نسمع سوى عن عبد الحليم حافظ وأنا تركت ابنى يأخذ فرصته مع المخرجين ولو فشل فهو لايستحق النجاح\". وسأله أحد الحضور هل هو محايد فى مساندته لابنته رانيا؟ فأجاب \"بنعم وقال إنه فى الجزء الثانى من مسلسل العصيان فوجئ بالمؤلف يطلب من رانيا أن تكمل مكان شخص آخر ولكنه كان رافضاً لذلك لأنه لايحب أن يشاهد ابنته فى موقف لاتستحقه، ولأن الشخصية بها كثير من الشر فكان متخوفاً فى أن يكرهها الجمهور، وأضاف أنه قال للمخرج والمؤلف إنه إذا موافقاً على الجزء الثانى فهو فى نفس الوقت يرفض مشاركة ابنته فيه ولكنها عندما وافقت على الدور بعد أن قرأته لم أستطع معارضة رغبتها وأحببت أن تتولى مسئولية قراراتها وبالفعل لعبت الدور الذى تريده\". سينما الشباب وقد وجه الناقد طارق الشناوى سؤالاً للنجم محمود يس بأن عدد الأفلام التى يقدمها الشباب اليوم فى السينما محدود بالنسبة للنجوم السابقة فما هو تفسيره وهل هذا لصالح النجم أم لا؟ فقال محمود \"هذا السؤال صعب يحتاج لمزيد من الوقت، من المؤكد أن الزمن اختلف وأبرز اختلاف واضح أن %90 مما يقدم هى أفلام خفيفة ، والفترة اللاحقة لمرحلة ازدهار السينما كانت فترة ركود ومرت بها أيضاً ظروف صعبة لدرجة أن السينما خلال تلك الفترة توقفت عن تقديم أكثر من فيلم أو فيلمين فى السنة ولذلك كان الاتجاه أكثر نحو الكوميديا والتى تجذب الأسرة التى عندما يضحك الطفل على مشهد ما فى الفيلم يجعل الأب والأم أيضاً يضحكون وتنتهى المسألة وتخرج الأسرة سعيدة وهذا هو المطلوب ، وأفلام اليوم تكلف أصحابها الملايين ومن يفشل فيلمه يكون مسكيناً لأنه يخسر الكثير ومن هنا كانت قلة الأفلام فى السينما اليوم\". أبو العربى وعن رأيه كبورسعيدى عما يحدث فى فيلم أبو العربى قال\" رغم أننى بورسعيدى إلا أننى أؤيد هذا الفيلم ولاأرى فيه أى إساءة للبورسعيدية مطلقاً بالرغم من عدم حضورى الفيلم ولا جميع أفلام العيد لأنى كنت أؤدى فريضة الحج، إلا أننى كنت أتابع الفيلم بصفة شخصية لحبى الشديد للفنان هانى رمزي\". كما تحدث الفنان محمود يس عن أعماله التى لم تلقى أى اهتمام فى مصر رغم الاهتمام بها فى العالم العربى مثل مسلسل جمال الدين الأفغانى فارس السيف والقلم وأعمال أخرى وكلها أعمال مليئة بالقيم الأخلاقية والثقافة التى علينا الاستفادة منها والتى تفوق بكثير الأعمال الأوروبية ، حيث إن العالم العربى يتمتع بالحضارة الإنسانية من إسلامية ومسيحية ويهودية وهذه بها الكثير من القيم والمبادئ والمثل العليا وهذا كله تقوم عليه مسلسلاتنا والتى تصبح وجبة دسمة يستفيد منها الجميع مؤكداً أن عمر السينما المصرية لم يتجاوز القرن من الزمان وقدمت مئات المواهب والتى لو توفر لها من قبل رؤوس الأموال الكافية لكانت صناعة قوية تأتى بالعملة الصعبة لمصر وتساهم فى نهضتها الاقتصادية وقد وصل فنانون مصريون للعالمية أمثال عمر الشريف ويوسف شاهين وكمال الشيخ. موقع "العرب أنلاين" في 15 فبراير 2005 |