شعار الموقع (Our Logo)

 

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

اندريه تاركوفسكي: «المرآة» يعمق تساؤلات عن الحياة والموت

سكورسيزي: صورة الذات عبر مجنون السينما والجراثيم والطيران

امير كوستوريكا طفل السينما العالمية المشاغب

باب الشمس اختارته الـ التايم من أفضل‏10‏ أفلام علي مستوي العالم

جيهان نجيم فيلمها القادم عن جون كيري

بيدرو المودوفار.. كلمة ختام حياتنا لم تكتب بعد

 

 

 

 

 

لن يكون آخر ضحايا كراهية الإبداع

اغتيال أبو العربي في بورسعيد !

تحقيق : خالد محمود / محمد عدوي / محمد بكري

 

 

 

 

 فيلم "ابو العربي وصل": استنكار لموقف القوات المسلحة المصرية

استنكرت لجنة السينما التابعة للمجلس الاعلى للثقافة المصري مساء السبت تدخل القوات المسلحة ومحافظ ومجلس محافظة بورسعيد في فيلم "ابو العربي وصل" اول افلام المخرج محسن احمد وحذف مشاهد منه.

وقال عضو لجنة السينما المخرج داود عبد السيد ان "اللجنة اتخذت موقفا بالاجماع يستنكر تدخل النيابة العسكرية ومحافظ ومجلس محافظة بورسعيد في العمل الدارمي للفيلم خصوصا وان الامر يشكل سابقة هي الاولى".

من جهته اكد كاتب سيناريو الفيلم المؤلف طارق عبد الجليل ان "النيابة العسكرية استدعته ومخرج الفيلم ومنتجه كامل ابو علي ونشرت خبرا بذلك في صحيفتي الاهرام والاخبار تضمن ان فيلم +ابو العربي+ يتسبب في دخول صانعيه النيابة العسكرية".

واشار الى انها "المرة الاولى في تاريخ السينما المصرية تتدخل النيابة العسكرية في الاعمال السينمائية حيث طلبوا منا حذف مشهد كوميدي يشارك فيه اربعة ضباط برتبة لواء متقاعدين يحاولون العمل مع ابو العربي في قرية سياحية".

الى جانب "تقديم اعتذار رسمي سينشر في صحيفة الاهرام الاثنين عن هذا الموقف والتعهد بعدم تكراره في اعمال فنية مقبلة بحيث لا يتم التعرض لشخصيات عسكرية في حالات تقاعدها او جودها في وظيفتها".

وقال عبد الجليل "نحن نعتز بقواتنا المسلحة ولم نقصد السخرية منها ولكننا نعي ان من تقاعد في العمل فيها يعود للحياة المدنية ولم ناخذها بصفتها العسكرية بقدر ما كانت تعبر عن موقف كوميدي اعتبرته النيابة العسكرية يسخر من افرادها وهذا ليس صحيحا".

يشار الى ان عددا من الصحف المصرية استنكر هذا التدخل وهاجم بعضها مواقف محافظ مدينة بورسعيد في وقف عرض الفيلم في سينما تملكها الدولة وكذلك تدخل المجلس المحلي للمحافظة ومطالبته المحافظ بوقف عرض الفيلم الذي يلعب بطولته الفنان الكوميدي هاني رمزي والفنانة منة شلبي.

وبدأ عرض الفيلم قبل عشرين يوما حيث استقبل محافظ بورسعيد ابطال الفيلم يوم بدأ عرضه في دور السينما في المدينة التي احتضنت تصوير العديد من المشاهد في الكثير من المواقع المميزة في المدينة ومنها منطقة تمثال صاحب مشروع حفر قناة السويس ديلسبس.

موقع الـ MSN

13 فبراير 2005

 

لم تكن الازمة التي فجرها فيلم أبوالعربي هي الاولي من نوعها وغالبا لن تكون الاخيرة! لذلك لم يكن مدهشا أن يتدخل محافظ بورسعيد وأعضاء المجلس المحلي بالمحافظة لمنع عرض الفيلم بحجة أنه يسخر من تاريخ المدينة العريقة! لم يكن الامر غريبا بعد أن أصبحت السينما والابداع عموما صيدا سهلا لكل من يبحث عن أضواء الشهرة أو يسعي لفرض وصايته علي الجميع وكالعادة تعالت الاصوات بالاعتراض وصرخات الاحتجاج والتحذير من عودة محاكم التفتيش والمصادرة علي الابداع، لكن هل ينجح المثقفون وأهل الفن في صد هذه الهجمات الشرسة التي تهدد بانهيار الابداع المصري أم أن الامر لن يتعدي الشجب والادانة .

المؤلف والسيناريست وحيد حامد يري أن ما حدث لأبو العربي مهزلة بكل المقاييس ويطالب بضرورة وقفها فورا ويقول: المسألة تكررت أكثر من مرة لدرجة انها أصبحت فوضي ومصادرة للابداع، فليس من حق المحافظ أو أي مسئول آخر أن يتدخل في هذه القضية فهناك جهات معنية بهذا الامر والمحافظ مع احترامي الشديد له ليس من حقه أن يتحول الي رقيب والا بالضرورة يصبح من حق الرقيب أن يتحول الي محافظ!

ويضيف وحيد حامد: باختصار شديد ما حدث لفيلم 'أبو العربي' في بورسعيد معناه انفلات شديد ينم عن عدم احساس بأية مسئولية وعدم احترام لأي قانون والذي لا يحترم القانون فلا يمكن أن يكون أمينا علي أي شيء حتي المنصب الذي يتشدق به وبالتالي يجب ايقاف هذه المهزلة بأسرع ما يمكن.

الواقع والخيال

أما علي أبوشادي رئيس الرقابة فيؤكد أن ما يحدث من جانب مواطني بورسعيد ومجلسهم المحلي شيء مبالغ فيه ويدعو للدهشة وقد يصل الي حد الكوميديا حيث ان شخصية 'أبوالعربي' ليست مقدسة ولا رمزا قوميا حتي لا نتعرض له وان من يتصور ان السينما المصرية يمكن أن تسيء لتاريخ مدينة مصرية مثل بورسعيد فهو في الحقيقة شخص واهم ويضيف أبوشادي:

من الخطأ أن نخلط الفن بالواقع والحقيقة بالخيال وما قام به البورسعيدية تجاه الفيلم به شيء من الحساسية المفرطة وبدون مبرر علي الاطلاق فلا يتصور أحد علي أرض مصر أن ما تم تجاه أبو العربي مقصود فمن قديم الازل ونحن نأخذ من الصعايدة مادة درامية غنية وقدمت السينما علي سبيل المثال شخصية 'كبير الرحيمية' وبشكل أقرب ما يكون الي الحقيقة ومع ذلك لم يعترض احد منهم الي هذه الدرجة لاننا مصريون ونغار علي وطننا وكل بلادنا من مشرقها الي مغربها ولا نسخر من أي شعب فأبو العربي فيلم كوميدي أقرب ما يكون الي أفلام اسماعيل ياسين بها قدر كبير من المبالغة خاصة أن بطل الفيلم 'هاني رمزي' شخصية مشهورة ومعروفة بالمبالغة في الاداء فلماذا اذن تم اقحام الشهداء وابطال أكتوبر في القضية! خاصة أن الفيلم كوميدي ومعروف ان الكوميديا تحتمل كل ذلك فهي لا يجب أن تكون مطابقة للواقع وهذا العمل يعتمد علي الكاريكاتورية وكلنا نعرف أن الكاريكاتير تعرض للعديد من الشخصيات السياسة البارزة في مصر واستطاع أن يرصد اتجاهات الجماهير والرأي العام أفضل من عشرات المقالات وحتي هذه اللحظة هو فن يحترمه الجميع.

ويتساءل الفنان محمود ياسين.. كيف تتجدد من حين الي آخر دعاوي رفع الأفلام من دور العرض ولمصلحة من؟! ويقول: أن هذا عدوان علي السينما المصرية كلها، فالسينما فن وابداع وصناعة منذ أكثر من قرن.. وهناك جهة اسمها 'جهاز الرقابة علي المصنفات' وليس من المقبول في هذا الزمان ان يعامل الابداع من خلال قواعد رجعية.

وللأسف نفاجأ بانه كلما تم ظهور عمل فني يتناول مهنة محددة تجد من يعترض ويغضب.. وهنا أقول فليغضب من يشاء لأن هذا الاعتراض مبني علي باطل..

وأري أن هاني رمزي ومحسن احمد بطل ومخرج الفيلم المضطهد علي مستوي فني راق من خلال تجاربهم السابقة ومن غير المقبول ان يتم رفع فيلم تكلف انتاجه أموالا باهظة ووقف العرض ليس فقط يعرض الفيلم لخسائر بل تراجع وذبح لصناعة السينما عندنا وهي ليست بحاجة الي مشاكل اخري!

الفنانة سميرة أحمد: تري ان دعاوي الهجوم علي بعض شخصيات الأعمال الفنية أمر غير مقبول لأنه في النهاية فن.. والفن له مطلق الحرية، واذا كان العمل الفني السينمائي يمس شخصية معينة موجودة في الواقع فهناك مسئول رقابي يدلي برأيه.. واذا لم يكن كذلك وكانت الشخصيات الفنية من خيال المؤلف.. فليس من حق احد ان يعاديه أو يمنعه..

وتقول: يجب ان نتكاتف جميعا وان نقول ان منع عرض الأفلام خطأ كبير.. فعلينا ان نعي ماهو الفن ونتعامل معه من هذا المنطلق.

المؤلف عاطف بشاي يقول: هناك كارثة تحيط بنا بدأت منذ فترة وهي أن أي فئة أو طائفة تتصور ان السينما أو الفن عموما هو محاكاة للواقع.. والحقيقة ان الفن ليس كذلك بل هو تعبير عنه وانعكاس لمشاكله.. فاذا اخذت نموذجا لشخصية او فئة فمن حقك أن تتعامل معها كما تشاء أما ان تقابل بهجوم فهذا ضد حرية التعبير والفن الذي هو بطبيعة الأمر اختيار وتقدم فيه الشخصيات بسلبياتها وايجابياتها.

ويستطرد: ففي فيلم مثل 'بحب السيما' نجد رجلا متزمتا وهذا ليس تعبيرا عن حال المسيحية ولا المسيحيين وانما هو حالة لشخصية درامية ألفها كاتب باختياره ليبرز من خلالها معني وليس لتتطابق مع فئات بعينها.. وذلك عبر رسم الشخصية متضمنا الابعاد الاجتماعية والنفسية والصراع في الدراما يقوم علي هذا التفاعل فلماذا إذن تصوروا ان هذا تعبير عن المسيحية. واذا كان الفن خيالا وابداعا فالشخصية الدرامية تنطلق بوجهة نظرها الخاصة انما ما يحدث هو خلط لبديهيات وهذا يخلق نوعا من السلوك القمعي لدي بعض الجهات التي تريد العودة لثقافة الهكسوس من منع وتحريم لمجرد ان العمل لايروق لوجهة نظرهم.. ان الفن اسمي من هذا وليس من سلطة احد ان يصادر ابداع فنان حتي لو اختلف معه. يجب ان يكون حكمي فنيا وليس قمعيا.. وهذا المنع ليس فقط ضد الفن بل ضد الانسانية كلها ويقضي علي التعددية ووجهات النظر المختلفة.

الناقد والسيناريست د. رفيق الصبان يقول: أنا ضد إيقاف أي فيلم مهما كانت الأسباب التي تدعو لذلك فلنترك الفيلم يواجه الجمهور ولنترك المخرج والكاتب يعبران عن رأيهما في حرية تامة لأن في ذلك حقا مقدسا لهما بغض النظر عن قيمة الفيلم الفنية، أما بالنسبة ل'أبو العربي' فأنا أعتقد أن الفيلم قد أساء فعلا إلي شخصية أبوالعربي الفولكلورية وأنه في سبيل الحصول علي الإضحاك قد ضحي بكثير من القيم المهمة ولكن هذا لا يستدعي بأي شكل من الأشكال مصادرة الفيلم ومنعه، فالرقابة نفسها ليس من حقها منع عرض الفيلم بعدما أجازته فما بالنا بالمجالس المحلية البعيدة كل البعد عن هذه المسائل الفنية لأن هذا الفيلم لا يستطيع أن يشكك في التاريخ البطولي لهذه المدينة، ولكن يبدو أن الشعب البورسعيدي يري مبررات لمنع الفيلم قد لا نراها نحن وفي نفس الوقت أعتقد أنه من حق الفنانين والمؤلفين أن يدافعوا عن فنهم وإبداعهم وعن الحرية التي يمارسونها تحت مظلة القانون والتي تستوعب كل فئات المجتمع.

ويري الناقد السينمائي سمير فريد أن كل من يتدخل في هذه القضية ويحاول بشكل أو بآخر منع عرض الفيلم في بورسعيد أو في دور عرض أخري فهو مخطئ حتي لو كان المحافظ نفسه، ويقول: المجلس المحلي والمحافظ لا يملكان سلطة منع عرض الفيلم قانونا خاصة أن ما جاء بالفيلم لا يدعو لذلك هذا من ناحية، ومن ناحية أخري لا يجب الخلط بين الواقع والخيال فالسينما تعبر عن الواقع من منظور كوميدي أو كاريكاتوري أي أنها لا تعبر عن كل الواقع بل عن جزء منه ويخطئ من يتخيل أن السينما مرآة للواقع بكل تفاصيله والسينما شأنها في ذلك شأن باقي الفنون وبالتالي فالخلط بين الواقع والفن من شأنه أن يدمر الفن كله وليس السينما فقط.

مصطفي درويش يري أن ما يحدث هو أشبه بالردة الثقافية ويقول: لم يعد هناك أي ضمان للفيلم السينمائي بعد الموافقة عليه من الرقابة.. فالرقابة هي المسئول الوحيد لإعطاء التصريح بالعرض وهي الجهة الوحيدة المنوطة بمعاقبة الفيلم ومحاسبته أو تمريره وهذه المسئوليات حددتها الدولة.. ولا أدري لماذا يحاول البعض تجاوزها. وفيلم أبوالعربي أحد ضحايا هذه الهجمات التتارية وليس آخرها فمنذ أيام قرأت نداء باحدي الصحف لوحيد حامد من أحد الصحفيين يطالب بوقف فيلمه الجديد 'عمارة يعقوبيان' لأن به دورا لصحفي شاذ ولا أعرف لماذا يتورط البعض في هذه المسائل التي تقيد الحرية.. فالمفترض أن يدعو أهل الصحافة والفن إلي المزيد من الحرية بدلا من التورط في مثل هذه الدعواتفي مجتمع يكون التفكير فيه أحادي الجانب لابد أن تحدث تلك الحساسية المرضية تجاه الفكر والرأي فترفع دعاوي تصل إلي ساحات القضاء تتصدي لأفكار المبدعين بدعوي الإساءة إلي مهنة أو فئة ما ومثل تلك الحوادث تتكرر من الباحثين عن الشهرة كما حدث من قبل مع فيلم 'الافوكاتو' الذي عرض عام 1984 وهو نفس ما حدث مع فيلم 'بحب السيما' رغم أن أحداثه يمكن أن تدور في أي مجتمع بل وفي أي بلد والله يرحم أيام زمان عندما تم تقديم فيلم 'من فات قديمه' عام 1943 من اخراج فريد الجندي الذي لم يقم سوي بإخراج ثلاثة أفلام روائية فقط والذي قيل أنه يسخر من الزعيم مصطفي النحاس ولم تقم الدنيا مثلما يحدث الآن، لأن الأمر يظل في إطار حرية المبدع والتفكير ولأن الثقة والنقد الذاتي أمر صحي في أي مجتمع يتمتع بالديمقراطية الحقيقية وآخر هذه الأمراض غير الصحية مطالبة المجلس المحلي لمدينة بورسعيد بمنع فيلم السيد أبوالعربي وصل أول أفلام مدير التصوير محسن أحمد الذي هو في نهاية الأمر مواطن مصري.

أخبار النجوم المصرية في 12 فبراير 2005