شعار الموقع (Our Logo)

 

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

اندريه تاركوفسكي: «المرآة» يعمق تساؤلات عن الحياة والموت

سكورسيزي: صورة الذات عبر مجنون السينما والجراثيم والطيران

امير كوستوريكا طفل السينما العالمية المشاغب

باب الشمس اختارته الـ التايم من أفضل‏10‏ أفلام علي مستوي العالم

جيهان نجيم فيلمها القادم عن جون كيري

بيدرو المودوفار.. كلمة ختام حياتنا لم تكتب بعد

 

 

 

 

 

المخرجة التونسية زهيرة بن عمار:

جيل الكبار ابتعد عن المسرح وجيل الشباب تركه

أسست فرقة السنديانة عام 2000

القاهرة .ـ عمر صادق

 

 

 

 

 

 

المخرجة التونسية زهيرة بن عمار حالة فنية خاصة تعشق المسرح منذ الصبا.. أسست عام 2000 مسرح سنديانة ومعناها الشجرة العتيقة ثابتة الجذور في الأرض.. ومن هنا فكل اعمالها ثابتة مثل السنديانة .. بدأت عام 1980 رحلتها مع المسرح المستقل كعضو مستقل لمسرح المثلث وفي عام 1987 وحتي 1998 قدمت العديد من الأعمال الهادفة التي تناقش قضايا الهوية العربية ضد الغزو الخارجي الذي يحاول طمسها.. لعبت العديد من الأعمال كمخرجة وممثلة مع أسماء كبيرة مثل فاضل الجعايبي ومحمد إدريس وتوفيق جبالي وغيرهم.

تري ان الدولة لا بد أن تدعم دور الفن.. كما تأسف للمشهد المسرحي العربي الحالي فهي تراه غاية الإزعاج بعد تواري الاهتمام بالمسرح في المنطقة العربية. تري المسرح مثل ناقوس الجرس لابد أن يدق من حين لآخر محذراً مما يحدث للأمة العربية وحولها والتغاضي عن سماع هذا الجرس معناه انتكاسة جديدة للثقافة العربية واتجاهاتها.

·         كيف ترين مسيرة المسرح التونسي.. ودور وزارة الثقافة في دعمها؟

- المسرح في تونس شأنه شأن الفنون الأخري حصل علي فرصته في مجال الإبداع منذ سنوات بعيدة وبالتحديد من 15 سنة تنوعت خلالها الاتجاهات واختلف الطرح وتأسست خلاله الفرق المستقلة المختلفة ذات الفكر والرؤي والهدف كل ذلك لم يأت من فراغ ولكن من خلال دعم وزارة الثقافة التي تساند العملية الإبداعية بشكل عام والحركة المسرحية بشكل خاص الأمر الذي أدي إلي ظهور حركات مسرحية متألقة ونهضة حقيقية في تونس.

·         هل يمكن للمسرح التونسي النجاح بدون مساعدة ومساندة الجهات المعنية وعلي رأسها وزارة الثقافة؟

- إذا لم تكن الدولة مؤمنة بأهمية الدورالذي تلعبه الفنون في حياة الأمم والشعوب وتشجيع كافة عناصره فإن نجاح هذه العملية سوف تخضع للصدفة والتجارب الموفقة أو التي يحالفها الفشل.. وأري أن الدعم عملية مهمة جداً لاستمرار الفرق المسرحية في مشوارها وتقديم الجانب التنويري لها في إضاءة القضايا الملحة.. فالدعم المادي هام للغاية من اجل التواصل والاستمرار مع الآخر.

·         المشهد المسرحي العربي.. كيف ترينه.. وماذا ينقصه؟

- للأسف المشهد المسرحي العربي غاية في الإزعاج ويدعو للحزن والرثاء.. لقد تواري الاهتمام بالمسرح في الدول العربية وأخذت تداعياته تظهر حيث غاب جيل الشباب والمثقف وابتعد الكبار عن متابعة العروض المسرحية مما أصاب المسرحيين بالإحباط وقتل الإبداع بداخلهم ولا شك أثر هذا المشهد علي الروح الإبداعية بشكل عام والمسرح بشكل خاص.. فالمسرح يلعب دورا مكملا للكتاب في حياة الأمم.. إهمال دور المسرح معناه انتكاسة نمو الثقافة الشاملة ووقف مسيرتها واتجاهها نحو مسرح مشرق وإيجابي يخدم قضايا الأمة العربية ويحرك المياه الراكدة فيها.

·         من وجهة نظرك كيف ترين الطريق لتفعيل دور المسرح الآن؟

- أري ان المهرجانات والملتقيات والاحتفالات بالمسرح هي الشرارة الأولي للتــــواصل والتلاقي بين كل المهمومين بمسرح عربي جاد.. أنا مـــثلاً بينكم هنا بالإسكنــــدرية في ملتقي المسرح المستقل لدول البحر المتوسط وأوروبا التقيت بفـــــاعليات 11 دولة مشاركة وهذه اللقاءات من شأنها أن تحرك الفن المسرحي العربي نحو الآخر وأقصــد هنا بالآخر الدول الأوروبية التي قطعـــــت شوطاً بعيد المنــال في هذا النوع من المسـرح والنتيجة احتكاك مفيد مع فرق هذه الدول لتعم النتيجة والفــــائدة ويعود الكثير علي الفنانين المشاركين حيث ننـــــاقش قضايانا ورؤيتــــنا المسرحية وهذا له مردود طيب علي الملتقي وهو الجمهور الذي يتابع عروضنا ويتـعرف عن كثب همــــوم المسرح ومشـاكله وأحلامه وقضاياه ولاشـــك أن هذا التواصــــل يرسل إشارة إلي الدول والحكومات العربية بأهمية المسرح ودوره في دعم ثقافة الشعوب وكل هذه الفعاليات لاشك تساعد بشكل أو بآخر في تفعيل دور المسرح.

·         اختلف رؤية عرض سنديانة بين المثقفين لأنه يطرح العديد من الأفكار ماهو الخط البياني الرئيسي في العرض؟

- العرض ينبه بقوة إلي فكرة مهمة وحساسة في هذا التوقيت وهي عدم التفريط في الثوابت تحت دعاوي التواصل ويوجه دعوة للسلام بين الشعوب ويندد بالقتل الذي يتعرض له الإنسان علي الأرض العربية في فلسطين والعراق.

العرض يناقش أيضاً قضايا سياسية تتعلق باحتلال الدولتين ويندد بالسيـاسة القمعية التي تنتهجها الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطــقة العربية وكبــــت الحريات وسلب حق الشعوب العربية في أن تعــيش رهن إرادتهما لا إرادة الآخرين ويطلق صـــرخة مدوية من محاولات البعض التلاعب بالشعوب وطمـــس ثقافته ودهس حضاراته تحت دعاوي باطلة لأن تجارة الموت تجلب الويل للشعوب وتدفع الدول المتآمرة لشن حروب ضدنا اكثر ضراوة وشراسة.. فالعرض واضح ونطالب بتكاتف الأمة العربية واشتداد عودها مثل شجرة السنديانة ثابتة الجذور.

القدس العربي في 3 فبراير 2005