"ليلا قالت هذا" فيلم آخر لزياد دويري يُظهر قدرته على بناء فيلم متكامل نديم جرجورة |
بعد ظهر اليوم، تبدأ العروض المحلية لثلاثة أفلام جديدة رُشّح اثنان منها لعدد من جوائز <<أوسكار>>، التي تُعلن نتائجها النهائية في السابع والعشرين من شباط الجاري، علماً أن أفلاماً أخرى مُرشّحة للجوائز نفسها يُفترض بموزّعيها اللبنانيين إطلاق عروضها في خلال الأسبوعين المقبلين. الأفلام الثلاثة الجديدة هي: <<لِيلاَ قالت هذا>> للمخرج اللبناني زياد دويري (في صالات مجمّع <<أمبير>> في <<دون>> و<<إسباس>> و<<سوديكو سكواير>> و<<أمبير أ ب ث>> في الأشرفية و<<غالاكسي>>)، <<راي>> لتايلور هاكفورد (في صالتين من صالات المجمّع نفسه في <<دون>> و<<أمبير أ ب ث>> في الأشرفية) و<<البحث عن نيفرلاند>> لمارك فورستر (في صالات <<كونكورد>> و<<الزوق>> و<<ستارغايت>> في زحلة و<<أبراج>> و<<سيتي كومبلاكس>> في طرابلس و<<سينما روز>> في برمانا). لا شيء يجمع هذه الأفلام الثلاثة بعضها إلى البعض الآخر، باستثناء علاقة مواضيعها الدرامية بالواقع والحياة. فالفيلمان الأميركيان يرويان تفاصيل مختلفة من سيرتي شخصيتين معروفتين (المغني وعازف البيانو الأعمى والأسود راي تشارلز ومؤلّف <<بيتر بان>> جيمس أم. بارّي)، في حين أن الفيلم الروائي الطويل الثاني للمخرج اللبناني زياد دويري مُقتبس عن قصّة حقيقية وضعها الشاب تشيمو في كتاب صدر في العام 1996. الفيلمان الأميركيان مُرشّحان لعدد من جوائز <<أوسكار>>، لكن <<البحث عن نيفرلاند>> تفوّق على <<راي>> بفارق ترشيح واحد، إذ حصلت سيرة جيمس أم. باري على سبعة ترشيحات في مقابل ستة لقصّة حياة راي تشارلز، من بينها أربعة متشابهة، في فئات التمثيل والأزياء والتوليف والتصوير. من ناحية أخرى، نال الممثل الأسود جيمي فوكس ترشيحين في فئتي أفضل ممثل عن دوره في <<راي>> لتايلور هاكفورد وأفضل ممثل مساعد عن دوره في الفيلم الأخير لمايكل مان <<مُصاحب>> (Collateral). اكتفى جوني ديب بترشيح واحد، عن دور تمثيلي لم يرقَ إلى مستوى الأداء الجميل لجيمي فوكس في فيلمي هاكفورد (المُرشّح بدوره عن <<راي>> في فئة أفضل إخراج، في مواجهة مارتن سكورسيزي عن <<الطيّار>> وكلينت إيستوود عن <<فتاة بمليون دولار>> ومايك لي عن <<فيرا دريك>> وألكسندر باين عن <<طرق جانبية>>) ومان على حدّ سواء. فعلى الرغم من الغنى الدراميّ والقلق الوجودي وألم الحب والتمزّق الروحي والفشل الإبداعي السابق لابتكاره شخصية <<بيتر بان>> المستمرّة في إثارة المخيّلة الإنسانية، وهذه كلّها أدوات درامية فاعلة في شخصية جيمس أم. باري، إلاّ أن جوني ديب ظلّ على مسافة واضحة من التفاصيل الحيّة التي يُفترض بممثل جيّد مثله أن يُترجمها حسّياً وبصرياً وفنياً في فيلم صوّر محطّات أساسية أفضت بباري إلى <<بيتر بان>>، والتقط نبض المجتمع الإنكليزي المحافظ في مطلع القرن العشرين. على نقيض ذلك كلّه، بدا جيمي فوكس أكثر ألقاً وجمالاً وتأثيراً في ذات المُشاهد وانفعالاته، بتأديته دور راي روبنسون تشارلز، المغنّي وعازف البيانو الأسود والأعمى، وباختزاله مراحل تاريخية عدّة مرّ بها المجتمع الأميركي المتخبّط بعنصريته وعزلته وقسوته، وأبناؤه المتحدّرون من أصول أفريقية في رحلة الحرية. مرايا المجتمع والذات ليس فيلما <<البحث عن نيفرلاند>> و<<راي>> سياسيين أو اجتماعيين بشكل مباشر، غير أن ارتباط الشخصيتين الأساسيتين فيهما بمجتمعهما، وبما في هذين المجتمعين من غليان وتحوّل وبحث عن لغة أخرى تواكب العصر، أبرز (هذا الارتباط) ملامح من السياسي والاجتماعي في بلدين ومجتمعين ونمطين مختلفين تماماً في عاداتهما ومساريهما التاريخيين. فلندن 1904 غارقة في خطابها الأخلاقي المتزمّت والمُحافظ، وفي صرامة العلاقات التي واجهت تمرّداً واختراقاً (لم يبحث الفيلم في هذا كلّه، بل لمّح إليه). والمجتمع الأميركي عرف تخبّطات كثيرة منذ مطلع ثلاثينيات القرن المنصرم (حين وُلد راي روبنسون) حتّى وفاته في العام الفائت، خصوصاً بالنسبة إلى الصراع ضد العنصرية والمسار الطويل من الكفاح الدموي والعنيف غالباً للحصول على الحقوق الشرعية للفرد الأسود في مجتمعه هذا، وأيضاً على مستوى النبرة الموسيقية التي أسّسها راي تشارلز، وتحديداً باستعارته اللحن الديني لأغنيات الحبّ والشبق، وبقدرته الفنية البديعة في نتاجه المازج <<بلوز>> و<<سول>> واللحن الديني معاً، مما أثار غضب ملتزمين دينيين سود. لم يكن جوني ديب ممثّلاً مؤثّراً في تأديته شخصية جيمس أم. باري، كما أن <<البحث عن نيفرلاند>> لم يكن بديعاً في إعادة صوغ التفاصيل الخاصّة برحلة البحث عن بيتر بان. أما جيمي فوكس فخالف النمطين الفني والدرامي (العاديين) المعتمَدين في إنجاز <<راي>>، إذ تمكّن من تأدية دور لا يخلو من الصعوبة بجمالية لافتة للنظر، على نقيض المسار الحكائي والشكل التقني في الفيلم. حاول فوكس أن يجعل من تجربته التمثيلية المتواضعة أساساً لتحوّله إلى راي تشارلز، فلم يغرق في تقليد الشخصية الحقيقية (تابع راي تشارلز مسار تحقيق الفيلم قبل وفاته في الحادي عشر من حزيران 2004، وقيل إنه عبّر عن إعجابه بجيمي فوكس) بقدر ما اقتبس منها ما يتلاءم مع تقنية الأداء التمثيلي السليم، من دون أن يتخلّى عن حركات عدّة تميّز بها راي تشارلز في مشيته وطريقة كلامه وتداعيات إدمانه المخدّرات وغيرها. فهل نبع هذا كلّه من كون راي تشارلز حيّا يُرزق في خلال التحضير للفيلم وتصويره، مما أتاح للممثل أن يستعين بما يساعده على بعض الإبهار؟ أم إن المسألة مُتعلّقة ببراعة ما في الأداء؟ وهل يعني هذا أن غياب جيمس أم. باري (9 أيار 1860/3 حزيران 1937) لعب دوراً سلبياً في عجز جوني ديب عن تقديم شخصيته بشكل أكثر تأثيراً وإقناعاً، علماً أن ديب ممثلاً جيّداً قدّم سابقاً أدواراً متنوّعة لم تكن كلّها ذات سوية إبداعية جميلة؟ غنى دراميّ منقوص التقت شخصيتا جيمس أم. باري وراي روبنسون تشارلز في الغنى الدراميّ والقدرة الذاتية والفنية/الثقافية على تجسيد مراحل تاريخية وتحوّل اجتماعي ما. غير أن فيلميّ <<راي>> ويالبحث عن نيفرلاند>> لم يعكسا هذين الغنى والقدرة بشكل دراميّ إبداعيّ راق. فباستثناء الأداء الجميل لجيمي فوكس وبعض الملامح الدرامية الجيّدة في <<راي>> والصُوَر الفانتازية في <<البحث عن نيفرلاند>>، لم يكن هناك ما يثير المخيّلة، وإن دفع فيلم مارك فورستر مشاهديه إلى شيء من التأثّر العاطفي، أكان ذلك بموت سيلفيا لويلين دايفيس (كايت وينسلت)، أم ببناء عالم نيفرلاند الساحر والفانتازيّ والطفوليّ. أدّى لقاء باري بالأرملة سيلفيا وصبيانها الأربعة إلى كتابة الأول القصّة الجميلة لبيتر بان، بعد فشل ذريع سبّبته مسرحية سابقة له. علاقته بمدير المسرح (داستن هوفمان) متينة إلى درجة مكّنته، بعد فترة زمنية ما، من إقناعه بتبّني مسرحية جديدة مكتوبة للصغار (بيتر بان)، استمدها من لقائه الأرملة وعائلتها، في ظلّ مجتمع صارم، وأم (والدة الأرملة) قاسية، وزوجة لم تعد قادرة على تحمّل غيابه. المحطات/المشاهد الجميلة في <<البحث عن نيفرلاند>> قليلة للغاية، تماماً كما في <<راي>> لتايلور هاكفورد الذي تميّز بمفاصل عدّة (هي أيضاً قليلة)، بدءاً بتصوير الطفولة الفقيرة (بل المُعدَمة) لراي روبنسون وموت شقيقه الصغير غرقاً في مياه إناء الغسيل أمام عينيه (عاش راي طويلاً أزمةً نفسيةً خانقةً بسبب عجزه عن مساعدة شقيقه وإنقاذه)، وإصابته بالعمى، وسعي والدته إلى تلقينه كيفية الاتّكال على ذاته وتمرينه على تقوية شخصيته وتحرّره من منطق الضحية ورفضه الشفقة. قدّم هاكفورد مرحلة الطفولة بمناخ درامي مختلف تماماً عن المراحل الأخرى في حياة راي: فباستعادته الماضي، اختار المخرج أن يصوّر البيئة الفقيرة بألوان غامقة تميل إلى البؤس وتُظهر الألم وتلتقط قوة الإرادة لمواجهة القدر. أما المسار الآخر (بداية حياته الفنية عازفاً مقطوعات لنايت كينغ كول في ملاه ليلية، استغلاله البشع، تمرّده الذي أفضى به إلى شقّ طريقه صوب الإبداع والنجومية، علاقاته العاطفية، زواجه وإنجابه، فرقه الموسيقية، إدمانه المخدّرات، عقود العمل مع الشركات المختلفة، تأسيسه شركة خاصّة به للإنتاج، إلخ.)، فمُصوّر بأسلوب عاديّ ظلّ غالباً على سطح المعاناة والتحوّل والقلق، وهي حالات قدّمها جيمي فوكس بأداء جميل ومؤثّر. جديد زياد دويري اختير الفيلم الروائي الطويل الثاني للمخرج اللبناني زياد دويري، <<لِيلاَ قالت هذا>>، لافتتاح الدورة الثانية ل<<مهرجان سينما الشرق الأوسط>>، في تشرين الأول الفائت. لكن إدارة المهرجان ألغت هذه الدورة، من دون ان تتخلّى عن الفيلم، فأشرفت على عرضه تجارياً في حفلتين اثنتين في صالة سينما <<كونكورد>> قبل أسابيع عدّة، بحضور المخرج وجويل توما (شاركته في كتابة السيناريو) قبل أن يُطلق عرضه التجاري بدءاً من بعد ظهر اليوم. لا علاقة للفيلم الجديد ب<<بيروت الغربية>>، الروائي الطويل الأول لدويري، الذي عرف نجاحاً جماهيرياً لبنانياً لافتاً للنظر، بتحقيقه إيرادات عالية (ستون ألف مُشاهد لبناني تقريباً) لم يعرفها أي فيلم لبناني روائي طويل سابق منذ النجاح الجماهيري الآخر ل<<الإعصار>> لسمير حبشي (نحو خمسين ألف مُشاهد، في مطلع تسعينيات القرن المنصرم). فالروائي الأول غاص في آثار اندلاع الحرب اللبنانية على أناس اقتبس دويري حكاياتهم وحالاتهم وهواجسهم من واقع اختبره أو من تجربة شخصية عاشها. والروائي الثاني حاول تشريح الذات الإنسانية من خلال قصّة حبّ بين شاب عربي يُدعى تشيمو (محمد خوّاص) وفتاة فرنسية تُدعى لِيلاَ (فاهينا جيوكانتي) في مرسيليا، فتحت أمامهما آفاقاً عاطفية وجسدية وروحية، ودفعتهما إلى تخوم المواجهة الحادّة مع البيئة الاجتماعية التي يقيمان فيها. أعلن <<بيروت الغربية>> ولادة مخرج سينمائي لبناني متمكّن من تقنياته وأدواته الفنية. فدويري عاد من دراسة وتمرين غربيين (في الولايات المتحدّة الأميركية، كما عمل لفترة في الفريق التقني لكوانتين تارانتينو) إلى مدينته بيروت كي يعيد صوغ حكاية ذاتية مفتوحة على أسئلة الحرب والفراغ والخراب ببساطة درامية. وفي <<لِيلاَ قالت هذا>>، برهن دويري مجدّداً تمكّنه من بناء فيلم سينمائي متكامل إلى حدّ بعيد بعناصره الفنية والتقنية المرتكزة على قصّة عادية روت الحب والشغف ومعنى السرد الروائي والالتباس العنيف بين الحقيقة والكذب، أو بين الواقع والوهم/الخيال. امتلك تشيمو أسلوباً جميلاً في الكتابة، لكن الفقر الذي خلّفه تخلّي الأب عنه وأمه (كارمن لبّس) دفعه إلى العيش على هامش المجتمع، برفقة أصدقاء مشرّدين ومغامرين مثله. لقاؤه بلِيلاَ بدّل من نظرته وتفاصيل يومياته، إذ وجد نفسه منساقاً إلى عالمها المليء ب<<الحدود>> الضائعة بين التناقضات، بعد أن فتحت أمامه باباً واسعاً لاكتشاف ذاته وجسده، مُدخلةً إياه في دوّامة الالتباسات المُختلفة والجميلة. جهد تشيمو لإخفاء علاقته بلِيلاَ عن أمه ورفاقه، لكن المجتمع ضيّق، وعشق الصبيّة الفرنسية للتمرّد فضح مكنونات نفسها أمام الآخرين، الذين تأخّروا في فهم حقيقتها وواقعها. حكاية جميلة مشغولة بأسلوب مبسّط في سرد تفاصيلها وتقديم شخصياتها الغارقة في أوجاعها وهواجسها وانكساراتها. السفير اللبنانية في 3 فبراير 2005 |
تحيّة لشارع الحمراء نديم جرجوره لن يكون المقرّ الجديد ل<<مسرح المدينة>> في صالة <<سينما سارولا>> المساحة الوحيدة للنشاط الثقافي في قلب شارع الحمراء، على الرغم من أن افتتاحه قريباً وبدء تنفيذ برنامجه الفني المتنوّع سيكونان الحدث الأبرز والأهمّ فيه منذ أعوام طويلة. ذلك أن هناك محاولات عدّة جرت سابقاً، سعى أصحابها إلى إضفاء مسحة ثقافية وفنية ما على هذا الشارع، الذي استعاد شيئاً من حقّه على مستوى الخدمات الحياتية والبنى التحتية، من دون أن يتوصّل إلى استعادة أي شيء من ذاكرته الغابرة. في حين أن الخطوة التي قامت بها الفنانة اللبنانية نضال الأشقر باختيارها صالة <<سينما سارولا>> مقرّاً جديداً لمسرحها، بدت وكأنها تحية للشارع وتاريخه، شرط أن ترتبط هذه التحيّة المُتجدّدة يومياً بالآنيّ، وأن تتأقلم مع المُستجِدّ والمتطوّر والمتلائم مع الحديث. في السادس عشر من شباط الجاري، يفتتح <<مسرح المدينة>> مقرّه الجديد، بإعلان بدء مغامرة أخرى في الثقافة والمجتمع والفن والإبداع واللغة، كأدوات حيّة تساهم في مقاومة خطاب الموت والخراب المتفشي في جسد المدينة وروحها. ربما يتّخذ الافتتاح طابعاً إعلامياً واحتفالياً يتوافق مع المكانة البارزة للفنانة ولمسرحها على حدّ سواء، لكن ذلك يجب ألاّ يُخفي تجارب فردية متواضعة ارتأت أن تُعلي صوتها من قلب الشارع نفسه، وإن بخفر وهدوء وبساطة. شكّل <<النادي الثقافي العربي>> هامشاً مستقلاًّ بحدّ ذاته، لعراقته في الحضور والفعل الثقافيين الملتزمين همّا قومياً عربياً لا يتحرّر من وطأة الإيديولوجيا ولا يجهد لتطوير آلية العمل والتأثير. كما أن ما يحاول بعضٌ آخر أن يقدّمه للشارع ومنه لا يقلّ أهمية وحساسية وجمالية عمّا يجري التحضير له. لم يخرج جميل قاسم من الدائرة الصغيرة التي رسمها لنفسه ولدار النشر الخاصّة به (الأنوار)، ولم يجعل من قاعته (بالقرب من <<فيرو مودا>>) أكثر من حيّز ما لمعرض وأمسية. لم يستطع أن يحوّل المقرّ إلى بؤرة نابضة ومتحرّكة، بقصد منه أو ربما لقلّة الإمكانيات. لكنه اختار أن يكون موجوداً في الشارع، بداره ومقرّه، لعلّه يساهم في إعادة بعض النبض الثقافي الحيّ إلى شرايينه. وعلى بعد خطوات قليلة منه، بات <<شي أندره>> ملتقى أسبوعياً لشباب مقبلين إليه من الشعر والصداقة والرغبة في اكتشاف القول والمعنى، جاعلين منه مساحة لقصيدة تروي بكلماتها تعابير حبّ وحرية وشبق وتمرّد وقسوة وفرح، وتجمع في ثناياها بهاء الإلقاء وجمال النكتة وروعة الكأس وغضب الذاكرة وجنون الحاضر وتجاهل الغد. ولعلّ اختيارهم <<شي أندره>> نابعٌ من كونه صرحا عريقا في أمس الشارع والمدينة، ورفيقَ مبدعين تائهين في زحمة الرصاص والموت والحرب، وأنيس مستمرّين في جعله محطّة استراحة رحبة. لا أتوهّم أن هذا كلّه سيعيد ماض انتهى. لكنه على الأقلّ يصنع مساحة أقلّ قسوة في هذا الحاضر المُدمِّر والقاتِل. السفير اللبنانية 3 فبراير 2005 |