'المشهد الأخير' فيلم سينمائي جديد من إخراجه
جورج حايك |
"المشهد الأخير" عبارة تتكرر كثيراًً في الفيلم السينمائي الذي ينهمك الممثل غسان اسطفان في إخراجه منذ أكثر من شهرين، ترافقه مجموعة ممثلين معروفين مثل عمار شلق وبرناديت حديب ووفا ملك وخالد السيد وجان قسيس ووفاء طربيه وجوزف بو دامس وعماد فغالي وول سليمان وربيع بحرصافي. ولأن عبارة "المشهد الأخير" تتكرر في السيناريو والحوار، إختارها الكاتب جوزف بو دامس عنواناً للفيلم الذي من المتوقع أن يعرض في شباط المقبل. من عمق التجارب الدرامية التلفزيونية الناجحة نسبياً، خرج غسان اسطفان الى تجربة سينمائية، ليطلّ هذه المرة، مخرجاً وممثلا، يلهمه نص يصفه "بالدرامي الذكي الذي يدعو الجمهور الى المتابعة بأعين يقظة لأنه متعدد الخيوط، واقعي، ومغلّف بالفرح". واللافت في هذا الفيلم ان الممثلين يؤدون الأدوار بأسمائهم الحقيقية مع تغيير طفيف أحياناً. فما هي تفاصيل تلك الخيوط المتشعبة؟ يجيب اسطفان: "عمار شلق يؤدي دور مخرج يشغله تنفيذ فيلم سينمائي ويعقّد له حياته ولا يعرف كيف ينهيه عندما يصل الى المشهد الأخير، ولم يتخط مشكلة وفاة أحد اقربائه بمرض "الإيدز". وبرناديت حديب تجسد دور المرأة التي تعاني سيئات المجتمع الذكوري بحيث لا تستمر في أيّ وظيفة بسبب التحرشات. وغسان اسطفان يتعرض للخيانة من خطيبته ثم من زوجته ويعيش في عزلة. ووفا ملك تعود من الغربة بعد 14 عاماً لتستقر في البلاد برفقة ابنتها الوحيدة، وهي منفصلة عن زوجها". · نلاحظ خيوطاً عديدة في هذا الفيلم، أين الترابط بينها؟ - الترابط موجود، وقصص هذه الشخصيات متشابكة. فوفا وبرناديت صديقتان منذ زمن طويل، وعمار مغرم ببرناديت والأخيرة طالبة لدى غسان في الجامعة، وهكذا دواليك. · لكن ألا تؤدي الخيوط العديدة، الى الضياع في رأيك؟ - لا أظن أن هناك ضياعاً لسبب واحد: ثمة تصاعد في الفيلم يسير في شكل منطقي لتوضيح ترابط تلك الخيوط، والجنريك يساهم في توضيح علاقة كل الشخصيات ببعضها البعض، علماً أنني أحب ان أترك للجمهور بعض الفسحات للتفكير والتحليل. · ما هو نوع الفيلم؟ - درامي وواقعي، ومحور موضوعه أن الحياة تستمر. لا يتضمن بكاء بل ينكّت ويسخر من أوضاع معيّنة، ويضحك على المصيبة احياناً. · كيف نفذته إخراجياً؟ - إعتمدت أكثر الكاميرات تطوراً أي 16 ملم ديجيتال، والإضاءة لطوني ابي سعد والموسيقى التصويرية من تأليف بسام دكاش. لم أصل الى قرار حاسم في شأن طريقة عرضه، إلا أنني لا أميل الى تحويله 35 ملم لأن تكلفته ستكون باهظة. · البعض يفضّل غسان اسطفان الممثل ولا يحبذك مخرجاً، فما رأيك؟ - لا أعتقد أن الناس اختبروني مخرجا فعلا، وتجربتي في هذا الإطار إقتصرت على تيليفيلم من تأليف انطوان غندور لمناسبة عيد الاستقلال عام 1984 والمسلسل التلفزيوني "الحالة وأبو زيد الهلالي" وتيليفيلم آخر من بطولة عمار شلق وخمس حلقات من مسلسل "فاميليا". خبرتي ليست كبيرة اخراجياً، وسيكون هذا الفيلم إختباراً جدياً يمكن الناس بعده أن يحكموا عليّ. · اين تجد نفسك أكثر؟ - عموماً ليس لدي مشكلة، إلاّ أنني أمثل اولا وأخيراً، ولن أتخلى عن محاولات إخراجية أخرى. فيلم "المشهد الأخير" يعمل فيه فريق منسجم، يحب ما يفعله وينفذه بكل حماسة، والجمهور سيتابع عملا فنياً مدته أقل من ساعتين، إلاّ أنه تطلب جهداً كبيراً وهو مغامرة خاضها إسطفان ورفاقه بإمكانات إنتاجية لا تتجاوز الحد الأدنى، والعبرة في النتيجة حتماً. دليل النهار اللبنانية في 22 يناير 2005 |
اودري توتو عيناها هما قدرها "بؤبؤا" عيني "الطفلة" اودري توتو هما اللذان فتحا أعين العالم كله عليها... عيناها اللتان تشبهان ليلا حالكاً لا نهاية له على أفيش فيلم Venus Beauté أضاءتا النجوم في عيني المخرج وكاتب السيناريو جان - يار جينيه. لقد تسمّر يومها في الشارع أمام "الأفيش" ونسي الع الم أمام بريق تينك العينين الاسطوريتين... لقد كان سعيداً لأنه وجد أخيراً "اميلي ولان" التي قلبت كيانه و"شقلبت" قدر تلك الممثلة الصغيرة وحوّلته... أسطورياً وخصوصاً بعدما عرف الفيلم نجاحاً عالمياً وقطف جوائز من طينة السيزار والاوسكار . ويبدو أن "قدر" اودري توتو أن تمنحها عيناها الأسطوريتان دائماً الفرص الذهبية. عيناها على "أفيش" Venus Beauté لفتا نظر جان - يار جينيه فقدم لنا فرصة العمر، وعيناها أيضاً اللتان إمتلأتا بالدموع في جلسات اختيار الممثلين لفيلم Venus Beauté، هما اللتان رققتا قلب مخرجة الشريط توني مارشال، فوافقت على منحها فرصة الإلقاء رغم وصولها متأخرة ساعة كاملة عن موعد جلسات الاختيار. وطبعاً لم تندم مارشال على ذلك الاستثناء الذي فرضه إجهاش توتو بالبكاء لتفويتها فرصة "الكاستينغ" وكيف تندم وبطلتها صاحبة العينين الاسطوريتين والاداء المتميز نجحت في الفوز بجائزة السيزار كأفضل ممثلة تبشر بمستقل واعد وهي في عمر الحادية والعشرين. واللافت ان جينيه أختارها لدور اميلي ولان قبل أن تصدر ترشيحات السيزار وقد إضطر ان يحارب من أجل فرضها في دور أميلي وخصوصاً ان المنتجين كانوا يرغبون بممثلة معروفة من الجمهور العريض. صحيح ان اودري توتو تحولت نجمة مضيئة في ليل عينيها السوداوين وفي سماء الشهرة العالمية، الا أنها ظلت متواضعة لأنها أدركت ان فيلم "قدر اميلي ولان الاسطوري" ما أن عرض، لم يعد ملكاً لها. وهكذا طردت البخار من رأسها وعادت الى الاستوديو لتصوّر أفلاماً صغيرة مقارنة بفيلم أميلي، وقبلت بادوار ثانوية كما في أفلام L'Auberge Espagnole لسيدريك كلايش وles Marins perdus لكلير دييرس، كما لو كانت تريد وقتاً "لتهضم" كل الانفعالات التي رافقت قدر أميلي. لقد تعلمت من والدها طبيب الاسنان ان "تقضم" نجاحها بتمهل وأن تنظف رواسب كل نجاح سابق حتى تستقبل الجديد على أرض منبسطة لم يملأها الغرور بجبال من الاوهام. نجاح قدر اميلي ولان زرع الخوف في قلب توتو التي اصبحت تُستثنى من جلسات "الكاستينغ" وكأنها الهة لا تُمس. يوم إختارها المخرج ستين فريرس لتقدم أول دور انكليزي لها في فيلم Dirty Pretty Things بعدما شاهدها على لاتو تصوير فيلم "A la Folie, pas du tout" لليتيسيا كولومباني، رجته اودري ألا يحضر العرض الخاص لفيلم "اميلي ولان" الذي دعي اليه في لندن. لقد خافت أن يقارنها بأميلي وخصوصاً ان دورها في فيلم فريرس كان مختلفاً تماماً. وقد علّق يومها فريرسقائلا: "لم أكن أعلم بالزوبعة التي أثيرت حولها في فرنسا وطبعاً جاء جهلي لمدى شهرتها ونجاحها في مصلحتي. لو أنني كنت مخرجاً فرنسياً لكان من الصعب علي جداً ادارتها والتعامل مع اسطوريتها". مشوارها مع السينما العالمية أكمل بعد ذلك مع فيلم Happy End للمخرج اموس كوليك الذي تم تصويره في نيويورك، أما نجاحها العالمي فمكمل بدوره وخصوصاً بعدما استعادت مخرجها الاسطوري جان - يار جينيه ومعه قدمت Un Long Dimanche de Fiançailles الذي حصل على ترشيح للغولد غلوب وقريباً للأوسكار. اودري توتو التي حملت اسم النجمة أودري هيرن، حملت أيضاً قدرها الرائع. انه قدر نجمة عينها على عملها ولكن عين السينما عليها. "جوزفين حبشي" دليل النهار اللبنانية في 22 يناير 2005 |