شعار الموقع (Our Logo)

 

كتبوا في السينما

 

 

 

مقالات مختارة

اندريه تاركوفسكي: «المرآة» يعمق تساؤلات عن الحياة والموت

سكورسيزي: صورة الذات عبر مجنون السينما والجراثيم والطيران

امير كوستوريكا طفل السينما العالمية المشاغب

باب الشمس اختارته الـ التايم من أفضل‏10‏ أفلام علي مستوي العالم

جيهان نجيم فيلمها القادم عن جون كيري

بيدرو المودوفار.. كلمة ختام حياتنا لم تكتب بعد

 

 

 

استفاد من تصوير أعمال كبرى في تونس

طيب جلولي:

تشكيل البطل العربي ضرورة فنية في زمن الهزائم

حوار: احمد غريب

 

 

 

 

 

 

ما الذي يمكن ان تضيفه دبي بدخولها على خط الأنشطة والفعاليات السينمائية؟

ربما لم يطرح هذا السؤال بصيغته المباشرة خلال مهرجان دبي السينمائي الدولي الذي أقيم الشهر الماضي، لكنه سؤال يعتمل بالفعل في الكواليس بعدما تلقى شحنة وطاقة تحركه وتحرك بعض السينمائيين لتقديم اجابات متنوعة حوله. وفي هذا الحوار مع المنتج السينمائي التونسي طيب جلولي الذي يسعى حالياً لتقديم اجابته عملياً من خلال شركة انتاج سينمائي غرست بذرتها أخيراً في مدينة دبي للإعلام نستكشف زاوية للرؤية ترى في دبي امكانات متعددة لحجز مكان على خريطة مراكز الانتاج السينمائي.

زاوية الرؤية التي ينظر من خلالها طيب جلولي تتعلق بصورة العربي. في السينما العالمية، وهي سلبية خاصة في السنوات الأخيرة، مؤكداً على ان “وجود بطل سينمائي عربي ضرورة خاصة في زمن الهزائم”.

عمل طيب جلولي في عدد من الافلام العالمية منتجاً منفذاً ونال عدة جوائز أوسكار.

·         منذ متى وأنت تفكر في العمل السينمائي في دبي؟

لما زرت دبي منذ حوالي سنة ونصف ارتأيت انها ستكون من عواصم  ومدن صناعة التلفزيون والسينما في العالم، فأخذنا اجراءاتنا للاستقرار فيها.

·         لماذا تراهن على دبي تحديداً؟

لأن لديها بنى تحتية قوية وعندها موقع متوسط بين مناطق الانتاج التقليدية بين مصر وأوروبا والهند وجنوب افريقيا، وهي مناطق انتاج تاريخية، وهذه المناطق اصبحت نوعاً ما في ضيق داخل مواقعها التاريخية وهناك مسألة الضرائب القوية في هذه البلدان، ودبي عالجت مسألة الضرائب بشكل مريح.

نمط جديد

·     هل يمكن ان ينجح الانتاج السينمائي المنطلق من دبي في جذب كوادر وخلق تعاون من هذه المناطق المختلفة والمتعددة مع استقرارها التقليدي؟

يمكن ذلك من خلال نمط انتاج جديد، وهو مطلوب للتلفزيونات المتكاثرة والقنوات التي تولد يومياً.

·         أود لو تشرح فكرة النمط الجديد من خلال المشروع الذي تنوي ان تبدأ به؟

لدينا مشروع اولي هو مسلسل تاريخي بوليسي من نمط الجاسوسية تدور احداثه في القرن الرابع الهجري. ثم هدفنا بعد ذلك بعث سينما ذات بُعد عالمي تنطلق من دبي باستعمال الطاقات الموجودة سواء في بوليوود ام المناطق القريبة لندخل المناطق المحرم هوليودياً،  أي لكسر الصورة النمطية للعربي كإرهابي وكاذب، فهذه الصورة يمكن ان نكون مهمة كأداة ويمكن ان تكون أداة لتلاق حضاري، فما اعتبره دوراً وواجباً هو التعريف بحضارتنا من خلال افلام كبرى بالاشتراك مع منتجين ونجوم غربيين وعرب لنبلغ صورة ايجابية عنا. هناك مشكلة بخصوص صورة العربي والمسلم ويجب وقف تفاقمها وتنامي الكليشيهات. دورنا كمنتجين عرب ومسلمين اعطاء  صورة اخرى عنا، نحن امة تدعو الى السلام ولسنا ارهابيين فقط ويجب ان نظهر هذا الوجه الحضاري، واعددنا برامج لإنتاج فيلمين أو ثلاثة موجهة للسوق العالمية وليس العربية فقط.

·         ما أبعاد وأطر السينما التي يمكن انتاجها من دبي؟

أطر السينما التي يمكن ان تخرج من دبي ستكون موجهة لسوق عالمية وليست اقليمية، فهذا يعطيها فرصة اكبر حتى تبرز وتصور السينما الذي احب ان أقدمه ليست سينما نخبوية بل سينما الترفيه لأن سينما النخبة لا تسمح بالقيام بعملية  تجارية، وسنطرح إما مشكلات عالمية يمكن ان تكون في أي بلد، أو اطروحات ترفيهية.

غليان فضائي

·     ربما يكون التوجه للتلفزيون أقرب للتصور الذي تطرحه، خاصة مع تزايد القنوات العالمية التي تبث في المنطقة وتقدم خدمة الترجمة؟

القنوات التلفزيونية تشهد حالة غليان ويتزايد عددها بكل اشكالها الممولة اجنبياً او عربياً والموجهة وغير الموجهة، وأعتقد انه بعد وقت سينطفىء هذا الغليان وتبقى في السوق القنوات الجدية. ومن الأشياء التي نحن بحاجة لها هي خلق البطل العربي فحتى في زمن الهزائم لا بد من وجوده، وخلال العام الحالي سننتج مسلسلاً يعمل على هذه الفكرة، لا يقدم بطلاً عنترياً ولا هو البطل المهزوم والمحاط بالكوابيس، وسيكون العمل جاهزاً للعرض في العام المقبل.

·         ما الخطوط العريضة لمشروع هذا المسلسل وكيف تبدو صورة البطل العربي فيه؟

القصة تدور في الوقت الحاضر، وفيها شخص يواجه عدداً من المؤامرات من قبل بعض دوائر الاستخبارات مثل “سي آي ايه” و”الموساد” حول مسائل مهمة حياتياً للإنسان العربي، وينقذ هذا البطل مدينة عربية من أسلحة الدمار الشامل كانت ستفتك بها، أي اننا نقلب الآية.

·         كيف يمكن توفير تمويل لأعمال يمكن ان تقتحم السوق العالمية؟

نعمل على بعث شركة تمويل للانتاج السمعي والبصري والسينمائي على اساس ان تكون شركة استثمار ثقافي وسيكون مقر الشركة دبي ونعتمد على الشراكة الاماراتية كأساس الى جانب اطراف اخرى.

·         الوجود العربي في السينما الغربية محدود لكنه أيضاً منعدم التأثير لماذا؟

صورة العربي في السينما هي امور تاريخية مرجعها اليد الطولى للصهيونية والعنصريين، وهم لا يرون مانعاً من تلبيس الشخصيات السلبية وجه العربي لكن لو دخلنا في التمويل يمكن ان نوقف ذلك ونفرض وجهاً آخر لصورة العربي وبشكل ذكي من دون الاصطدام بالرأي العام.

·         من واقع التجربة التونسية في جذب تصوير الافلام العالمية ما الذي تبحث عنه هذه الافلام؟

في السنوات العشرين الأخيرة كانت تونس محطة لتصوير عدد من كبريات الافلام في العالم، وعمل فيها مخرجون ذوو اسماء كبيرة . وما يمكن ان توفره تونس هو القرب الجغرافي من اوروبا، والاستقرار الاجتماعي وتنوع المناظر الطبيعية في منطقة صغيرة جداً، فهي صغيرة المساحة وهذه المواصفات تتوافر في الامارات، وفيها خبرات عالمية من العرب والهنود والانجليز الموجودين فيها، والى جانب تنوع المناظر تتمتع ببنية تحتية قوية، وفيها الرغبة لجذب السينما اليها.

·         ربما جذب الافلام العالمية للتصوير ممكن لكن ألا ترى ان هناك صعوبة في الانتاج؟

مسألة الانتاج صعبة، ولكن ما عودنا عليه الاخوان في الامارات انهم اذا ما ارادوا اقتحام مجال اقتحموه وامتازوا فيه وليس المطلوب شركة انتاج فهي متوافرة وانما مؤسسة استثمار وتجميع الاموال حول المشروع.

·         لماذا ظلت السينما التونسية عند معدل انتاج بين 5 و6 أفلام سنوياً؟

السينما التونسية ككل صناعة تريد اسواقاً، وهي مثل السينما في شمال افريقيا لم تستطع ان تكتسح وتفتح لنفسها سوقاً  فبقيت بين المحلية وعروض المهرجاناتً، وهذا حال السينما في كل الدول العربية المنتجة للسينما ما عدا مصر فلديها سوقها المكتسب منذ فترة طويلة.

·         إلى أي مدى أضافت لك تجربة العمل في فيلم “حرب النجوم”  مع المخرج جورج لوكاس؟

التجربة مع جورج لوكاس وفريق “حرب النجوم” كانت ثرية لأنهم في قمة التكنولوجيا السينمائية، وتعاملت معهم في جزأين من سلسلة الافلام وكانت تجربة ثرية جداً ، وفي فيلم “المريض الانجليزي” عملت منتجاً منفذاً ومهندس ديكور، وتمكنت خلال سنوات العمل معهم من اعطاء صورة اخرى عن العرب والمسلمين غير تلك الصورة النمطية.

الخليج الإماراتية في 10 يناير 2005