مارتن سكورسيزي لـالأهرام العربي:
هوليوود- محمد رضا |
سكورسيزي وإيستوود مرشحان لجائزة أفضل مخرج رشح المخرجان المخضرمان مارتن سكورسيزي وكلينت إيستوود أول من أمس للجائزة الذهبية للاخرج في دفعة مهمة لفرص فوزهما بجائزة أفضل مخرج في مهرجان أوسكار السينمائي. رشح فيلم «الملاح» لمارتن سكورسيزي وفيلم «طفل المليون دولار» لكلينت ايستوود ضمن خمسة أفلام لجائزة أفضل مخرج. كما رشح للجائزة كل من تيلور هاكفورد عن فيلم «راي» ومارك فورستر عن فيلم «العثور على نفرلاند» والكسندر باين بفيلم »الممرات الجانبية». وتعتبر الترشيحات الأميركية لجائزة أفضل مخرج التي سيعلن الفائز بها في 29 يناير مؤشرات جديرة لاحتمال الفوز بجائزة أوسكار لافضل مخرج. وكان فيلم «طفل بمليون دولار» الذي اخرجه ايستوود حصل على جائزة جمعية نقاد دالاس ـ فورت ثورث. د. ب .أ البيان الإماراتية 8 يناير 2004
|
في أقل من شهر يتعرض مارتن سكورسيزي, المخرج الأمريكي المرموق, إلي امتحان جديد. أعضاء جمعية مراسلي هوليوود الأجانب انتخبوا فيلمه الأخير الملاح ليكون أحد ستة أفلام متسابقة علي ثاني أهم الجوائز السينمائية التي تمنح في القارة الأمريكية, جائزة غولدن غلوب. هو أحد المرشحين لجائزة أفضل مخرج وممثله الأول ليوناردو دي كابريو مرشح لجائزة أفضل ممثل في فيلم درامي, بينما ممثلته كيت بلانشيت نالت حظها من الترشيح في مسابقة أفضل ممثلة مساندة بينما نال كاتب السيناريو جون لوغان ترشيحا آخر في مجاله. هذه ليست المرة الأولي التي يتم فيها ترشيح سكورسيزي إلي الغولدن غلوب, وإذا ما حدث المتوقع, فإن ترشيحه لهذه الجائزة لن يكون سوي تمهيد لترشيحه أيضا إلي الأوسكار. وهو أخفق عدة مرات في الحصول علي الأوسكار آخرها سنة2002 عندما قدم عصابات نيويورك. يومها ذهبت الجائزة العزيزة إلي رومان بولانسكي عن عازف البيانو. بينما نال أوسكار أفضل فيلم شيكاغو لروب مارشال. آمال سكورسيزي كانت مرتفعة بوضوح آنذاك, فماذا عن اليوم؟ الملاح فيلم عن السنوات الأولي من حياة المنتج والصناعي الأمريكي الثري هوارد هيوز الذي ولد في24/12/1905 ومات عن70 سنة في4/1976/.5 بعد أن ورث عن والده وهو لا يزال شابا ثروة كبيرة شق طريقه كرجل أعمال وضاعف ثروته قبل أن يقرر العمل في السينما منتجا ومخرجا و(أحيانا) مساعد مخرج... فقط ليكون قريبا من السينما, أو- كما يؤرخ له بعض كتاب السير, من الممثلات. فهيوز ارتبط بعدد كبير من الممثلات معروفات وغير معروفات بينهن بيتي ديفيز وأفا غاردنر. حبه الآخر كان للطيران وفيلم الملاح يؤرخ لتلك الفترة من حياة هيوز ليعكس حبه للمغامرة وليقدمه كشخص متيم بالملاحة الجوية علما بأن ما حمله إلي الأجواء كان ذلك الحب للمغامرة ولم يكن إتقانه قيادة الطائرات. السنوات الثلاثون الأخيرة من حياة هيوز كانت كابوسية, ولا مجال لسردها هنا, لكن يكفي إنه- وحسب العديد من المراجع- أدمن العزلة وجرب حظه مع بعض المخدرات والكثير من الكحول وانتهي شخصية مهووسة لم تقص شعرها أو أظافرها ولم تغتسل أو تستحم لسنوات عديدة. حين مات كان الطعام لم يدخل معدته منذ أسبوع. الرجل ترك نفسه يموت عاريا وسط كوابيسه وأحزانه. سكورسيزي يعلم ذلك, لكن المخرج الذي يتحدث بسرعة24 صورة في الثانية لم يكن في وارد الحديث عن تلك السنوات الأخيرة. سنوات هيوز · مستر سكورسيزي, لنبدأ من نهاية عصابات نيويورك. حين أتممته والتقينا في مبني جمعية المخرجين في لوس أنجلوس قلت لي إن فيلمك المقبل سيكون أقل كلفة بكثير من عصابات نيويورك, لكن الملاح يتجاوزه أليس كذلك؟ تقريبا الكلفة ذاتها. هذا الفيلم تكلف100 مليون دولار أو أقل قليلا وعصابات نيويورك تكلف97 مليون دولار. · لكن ما الذي حدث لرغبتك في العودة إلي الأفلام الصغيرة؟ هذا الفيلم له قصة طويلة. قبل سنوات عدة... أعتقد قبل عشر سنوات أو خمس عشرة سنة كان هناك مشروع عن هوارد هيوز عرض علي ولم أتحمس له. بعد انتهائي من عصابات نيويورك وصلت إلي المكتب ذات يوم وشاهدت هذا السيناريو الضخم علي المكتب. أخذته معي إلي البيت وبدأت أقرأ فيه من منطلق أنني لا زلت لا أري سببا لإخراجه. ما أخبرتك إياه بعد عصابات نيويورك كان صحيحا. كنت أريد أن أختار فيلما مختلفا تماما في الناحية الزمنية ومن حيث الحجم. لكن وجدت نفسي ألتهم صفحات السيناريو وأستكشف اهتماما مفاجئا عندي. · من المفارقة أن مايكل مان( مخرج صحبة وحرارة) كان مفترضا به إخراج هذا الفيلم لكنه عاد عنه لأنه لم يرد إنجاز فيلم هوليوودي كبير وأخذته أنت؟ أعتقد أن مايكل كان يحضر لفيلم صحبة ولم يرد العمل علي مشروع قد يؤجل ذلك المشروع. · يختار الفيلم السنوات الثلاثين الأولي من حياة هوارد هيوز العملية, هل هذا في الأساس وارد في السيناريو أم أنك قررت التوقف عند تلك الفترة؟ سيناريو جون لوغان يتخصص بتلك الفترة وحين سألته السبب قال إنه لم يكن يود التطرق إلي كل سنوات حياة هيوز لأن ذلك كان سيعني فيلما مختلفا وطويلا جدا. ورده أعجبني. لو أن السيناريو الذي كتبه شمل كل سنوات حياة هيوز... لا أقل إنه كان مستحيلا إنجازه, بل كان سيحمل مشاعر مريرة. · هل تقصد إن الفيلم حينها كان سيبدأ به شخصية محبوبة وينتهي به شخصية سلبية مهووسة؟ نعم. في هذه الحالة كان من الصعب توجيه الفيلم إلي جمهور واسع. كان من الصعب التركيز علي فئة الجمهور الذي يريد أن يشاهد هذه الشريحة الزمنية والشخصية من حياة هيوز. السيناريو كان يمكن له أيضا أن يبدأ وينتهي في السنوات الصعبة الأخيرة من حياة هيوز. لكنني لست متأكدا من أنه كان سيستهويني في تلك الحالة. دي كابريو ليس دي نيرو · ما دور ليوناردو دي كابريو في التوليفة الكاملة للفيلم؟ أليس كونه نجما ساعد أيضا علي التخصص بالسنوات الشابة من حياة هيوز؟ لا. الموافقة علي السيناريو واقتراح التغييرات المناسبة تم قبل التأكد من أن ديكابريو سوف يقبل الدور. ليوناردو وأنا كنا علي اتفاق بعد عصابات نيويورك علي العمل مرة أخري. وفكرت به باكرا بلا ريب, لكني تريثت في عرض المشروع عليه. كنت أريد الوثوق من أن حماستي لهذا المشروع لن تنحسر سريعا. جماهيريا ونسبة لنجومية دي كابريو فإن دوره في التوليفة الكاملة للفيلم كما قلت مهم جدا. · ما مزايا العمل مع دي كابريو؟ إنه ممثل نبيه جدا ويمكن الاعتماد عليه. لكن لست أفضل من يتحدث عن ممثليه. أتحدث إليهم نعم. عنهم حديثي سيكون منحازا ليس في هذا الفيلم فقط بل في أفلامي الأخري. · معروف عنك حسن إدارتك للممثلين... مثلا من الذي قال إن شارون ستون ذات الوجهة الواحدة في الأداء ستكون طيعة وجديدة حين لعبت بطولة كازينو؟ شارون ستون ممثلة جيدة ولم تستغل علي هذا النحو. هناك تنميط يتعرض له الممثل وإذا ما نجح علي نحو معين فإن هذا النحو هو كل ما يهم هوليوود. إنها ليست مستعدة للمغامرة علي أي نحو يدفع الممثل للإجادة خارج نوعية أدائه وهذا ما حدث مع شارون ستون. لكنها ممثلة موهوبة. · هل تفكر في روبرت دي نيرو عندما تعمل مع ليوناردو دي كابريو؟ أري إلي أين تتجه بهذا السؤال, لكن الجواب لا. الفترة التي عملت فيها مع دي نيرو مختلفة. كنت ودي نيرو في مطلع عهدنا وكل منا وجد في الآخر ما يكمله. الوضع يختلف مع دي كابريو. إنه ممثل أكثر استقلالا وأنا أصبحت أكثر خبرة. كلانا بحاجة للآخر لإتمام عمل وليس لتكملة شخصية أو مهنة. · أفكر في أن الغريب أنك أخرجت فيلما عن طيار والطيران والتحليق بسرعة وبخطورة بينما أنت نفسك تخشي الطيران؟ أرجع ذلك إلي أنني أحب ما أخشاه. الخوف من الطيران لا يمنعني من السفر بالطائرة. أعتقد إنني أخشي أن أترك أمري بيد آخرين. في الطائرة كلنا رهينة الملاح ومساعديه. حين كنت صغيرا كنت أهرب من هذه المواجهات إلي السينما. الآن لا مجال للهرب. حين أترك نيويورك إلي لوس أنجلوس علي إما أن آخذ قطارا يضعني هناك بعد ثلاثة أو أربعة أيام أو طائرة تضعني في هوليوود بعد خمس ساعات. لا وقت أضيعه · هل مازلت تحب السينما كما كنت تحبها وأنت صغير؟ أعتقد ذلك. بالتأكيد. لكني الآن غارق في السينما بحيث لا أستطيع أن أتراجع إلي الوراء بضع خطوات لأعاين هذا الحب. لقد تشربته ومن المتأخر جدا أن أحلله. لكنني نعم لا زلت أحبها كما كنت أفعل سابقا. · هل تفكر في غولدن غلوب وأوسكار؟ ليس أكثر من تفكير أي مرشح آخر. أعتقد أن كل من يتم ترشيحه يفكر في احتمالات فوزه. لكنك تتعلم أن تترك الأمور تعالج نفسها بنفسها. إذا فزت كان هذا جيدا, بل نصرا شخصيا. إذا لم أفز فإنني لن أتوقف. · هل كانت لديك فرص لتحقيق أفلام تجارية ولم تقدم عليها؟سأصحح السؤال: الملاح وعصابات نيويورك وكازينو وكيب فير من قبل أفلام لا تتوجه إلي فئة خاصة. ليست مثل شوارع منحطة وملك الكوميديا وسواها. ما الذي يقف وراء هذا التنويع؟ أعتقد أن كل فيلم أخرجته تملكني جدا قبل الإقدام عليه. لا أملك بين أفلامي ما اندفعت لتحقيقه لأني كنت مضطرا إليه ماديا أو بسبب ضغط عامل خارجي آخر. أعتقد أنني لا أملك وقتا أضيعه علي أفلام لا تهمني وهذا يأتي أولا. قبل اعتبار ما إذا كان الفيلم صغيرا أو كبيرا. متوجه لجمهور خاص أو جمهور عام. علي أن أحب المشروع وإلا لن أقدم عليه. · سأسألك في النهاية ما سألتك إياه سابقا... هل فيلمك المقبل من الحجم الصغير والحميم أو من حجم الملاح وعصابات نيويورك؟ (ضاحكا)... عندي مشاريع أقوم فيها بوظيفة المنتج أو المنتج المنفذ. لكن فيلمي المقبل كمخرج هو المنطلق وإلي الآن يبدو إنه سيكون من النوع المتوسط. لا تنس أن تحقيق الأفلام هو الذي أصبح مكلفا وليس المشاريع بحد ذاتها*
الأهرام العربي في 8 يناير 2005 |