سمير الجمل يكتب من مراكش
|
بينما الشكوك والأقاويل تحاصر نتائج وأفلام مهرجان القاهرة السينمائي الأخير في دورته رقم 28.. يستحوذ مهرجان مراكش علي الاهتمام العربي والعالمي بكل المقاييس.. ففي دورته الرابعة نال جائزة فيلليني السينمائية التي تمنحها منظمة اليونسكو للمهرجانات الرائدة وقد نالها مهرجان «كان» منذ مائة عام هي عمر الجائزة.. وكان مراكش هو الثالث بين من حملوا هذه الجائزة التي تسلمها ولي العهد الأمير رشيد.. خلال حفل الختام. ويكفي أن تعرف بأن لجنة التحكيم التي رأسها سير آلان باركر منحت جائزتها الذهبية للفيلم الأمريكي «طرق فرعية».. وفي نفس التوقيت كان الفيلم الفائز يتوج بجائزة «جولدن جلوب» وهي المؤشر الحقيقي للأوسكار وقد حصل الفيلم علي الترشيحات كأفضل فيلم كوميدي أو موسيقي وأفضل ممثل رئيس «بول جياماتي» وأفضل ممثل مساعد «توماس هارت» وأفضل ممثلة مساعدة «فيرجنيا ماريش» وأفضل مخرج «الكسندر باين» وأفضل سيناريو «باين وجيم نابلور». وعن لجنة التحكيم حدث ولا حرج.. فقد كانت تضم آلان باركر صاحب أفلام «بوكس مالون» «ميدنايت اكسبريس» و«شهرة» و«بيردي» و«قلب الملاك» و«حروق مسيسبي» و«مرحبا في الجنة» و«الالتزامات» و«ايفنيا» و«رماد انجيلا» و«حياة دافيد كال».. ومعه المخرجة وكاتبة السيناريو البلجيكية «شونطال اكرمان» والممثلة والمخرجة الأمريكية «روزانا اركيت» و«الممثلة الإيطالية «فايريا كولينو» والممثلة الإيطالية «لورا مورانت» والممثل والمخرج الفرنسي «يكدمر كاني» والكاتب البرازيلي الشهير «باولو كويلهو» والمخرج وكاتب السيناريو الايفواري «هنري ذيباك» والناقد السينمائي المصري الكبير «سمير زيد» الذي تعذر سفره لظروف صحية ولم يتم اختيار بديل له تقديرا لمكانته.. وأخيرا من المغرب رئيس الغرفة السينمائية المنتج «صارم الفارسي». ويبدو أن شموخ المهرجان امتد إلي جميع أفرع نشاطه وإلي أفلامه الـ «14»، حيث حققت الحد الأدني من المستوي السينمائي الحافل.. بالدهشة والابتكار والمغامرة وزاد البريق السينمائي للمهرجان المراكشي الوليد بحضور كلوديا كاردنيالي وشين كونري واوليفر ستون بفيلمه «الإسكندر الأكبر» وملكة جمال الهند «ايثواريا».. ويوسف شاهين ونور الشريف ويسرا وحشد آخر من الأسماء اللامعة سينمائيا.. شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وقد توازي نجاح المهرجان مع نهضة عامة يشهدها المجال السينمائي في المغرب.. حيث زادت معدلات إنتاج الأفلام من فيلمين إلي 12 فيلما.. وتقف الدولة خلف السينما.. ويقدم المركز المغربي بدعم طويل الأجل للأفلام التي يتم إجازة نصوصها.. قد يصل إلي نصف مليون دولار أو يزيد، ولا يجب الضغط علي المنتج لإعادة المبلغ لأن الأساس هو خروج الفيلم وظهوره وشملت النهضة تجديد دور العرض وزيادة المطبوعات السينمائية المتخصصة. لقد قفزت التجربة السينمائية المغربية خطوات واسعة للأمام منذ انطلاقها في الخمسينيات علي يد «محمد عصفور» ثم توالت أعمال «حميد بناتي» و«نور السميحي» و«الجيلالي فرحات» و«أحمد معنوي» و«أحمد بوعناني». القانون المفيد ويقول نور الدين الهايل الناقد السينمائي ونائب رئيس مهرجان مراكش؛ لقد تعززت مسيرة السينما عندنا بفضل القانون الذي صدر في الثمانينيات لدعم الفيلم حتي كان مجمل الإنتاج في النصف الأول في هذا العقد أكثر من 30 فيلما،ثم حدث التلاحم مع الجمهور في التسعينيات وبعد أن كانت السينما تعزف بعيدا عن المهرجانات وللصفوة وتعانقت مع الجمهور مثل أفلام «حب في الدار البيضاء» لعبدالقادر لقطع و«البحث عن زوج مراتي» لمحمد عبدالرحمن التازي حتي بلغت الميزانية المخصصة لدعم الأفلام عام 2004 ما يصل إلي 12 مليون درهم أي نحو «مليون جنيه» تم توزيعها علي ثلاثة مشاريع جديدة لأفلام «يا له من عالم جميل» للمخرج بن سعيدي و«بوتي اباريبي» للزيتون و«استيقظي يا مغرب» للنجار. ورزازات قدمت لي ممثلة مغربية صورتها مع فراعنة «الكباش» وسألتها متي زرت الأقصر؟! فقالت أنا لم أدخل مصر نهائيا.. والصورة التقطت لي في مدينة ورزازات التي تعتبر من أكبر الاستديوهات السينمائية المفتوحة.. والمغرب استقبلت مبكرا الأخوين لوميير سنة 1895 وانعكس هذا في تلك المرونة الواضحة لاستقطاب كبار مخرجي العالم والنظر إلي منطقة ورزازات كما يصفها الناقد «عبدالاله الجوهري» في كتابه «ورزازات فضاء للسينما» هي منطقة تحتضن سنويا العشرات من المشاريع السينمائية فهي توفر للسينمائي كل ما يبحث عنه.. فيها كثبان رميلة ومناطق خضراء وواحات وسلاسل جبلية يكسوها الثلج.. واليد العاملة الرخيصة متوفرة والقصور القديمة.. وفي هذه المنطقة تم تصوير الأفلام الكبري من نوعية «سدوم وعمورة» و«لورانس العرب» و«كلاديانور» و«مشاعر في الصحراء» و«أوديب ملكا» و«جوهرة النيل» و«المبدع الأمريكي» و«الإغواء الأخير للمسيح». ومن هنا سميت تلك المنطقة هوليود إفريقيا.. وتقع ورزازات بالجنوب الشرقي تحدها شمالا ولاية مراكش وشرقا الراشدية وجنوبا إقليم فراكورة وجنوبا إلي الغرب إقليم طاطا.. ومساحتها 19.464 ألف كيلو متر.. وأبرز الاستديوهات هناك استديو الأطلسي الذي تم تشييده عام 1983، واستديو اندروميدا «استير سابقا». ويرصد عبدالاله في كتابه أعداد الكومبارس في الأفلام ومتوسطها في الغالب 3 آلاف لكل فيلم بينما بلغت ميزانيات الأفلام المصورة في ورزازات عام 1998 ما يقرب من 52 مليون دولار تزايدت تباعا. وميزانية الفيلم التي تتكلف في مدينة السينما الإيطالية 11 مليون دولار تتقلص في المغرب إلي خمسة ملايين فقط.. وهو عنصر جذب وقد تأثرت هذه الأنشطة بعد 11 سبتمبر ولكن بدأت المغرب تستعيد عافيتها مرة أخري.. وما المهرجانات المتواصلة في المدن المغربية العديدة أصيلة وسلا وطنجا وتطوان وخريبكة والدار البيضاء والرباط ومراكش.. إلا محطات للترويج وتسويق المغرب كاستديو مفتوح. كانت هذه النظرة. ويبقي لنا هنا الحسرة.. بعد أن تقلص إنتاجنا السينمائي وانحدر المستوي وانحصر في التسلية.. وتقام المهرجانات للاحتفالات والولائم واللجان وتنفض بلا طائل أو عائد.. والقوانين والشروط الجمركية طاردة للنشاط السينمائي الأوروبي والأمريكي.. حتي بدأنا نخشي أن يهرب الفيلم المصري نفسه.. إلي خارج البلاد خوفا من الضرائب والجباية واللوائح التي أكل عليها الدهر وشرب ولا حول ولا قوة إلا بالله. وثائق وأرقام وأقوال من أبرز أفلام السينما المغربية: «السفر الكبير» و«تينجا» و«باب البحر» و«الراقد» و«ذاكرة معتقلة» و«فوق الدار البيضاء» لا تحلق الملائكة» و«الدار البيضاء في الليل» و«درب مولاي الشريف» و«جوهرة» و«ألف شهر» و«رحمة» و«جنة الفقراء» و«عشاق موخادور» و«أقل من دقيقة تحت الشمس» و«ما وراء جبل طارق» و«طيف نزار» و«سنوات المنفي» و«ياقوت» و«زنقة القاهرة» و«كنوز الأطلس» و«الباب المسدود» و«ظل فرعون» و«خفايا» و«أبواب الليل السبعة» و«شاطي الأطفال الضائعين» و«أيام من حياة عادية» و«باب السماء مفتوح» و«نهيق الروح» و«الناعورة» و«الزفت» و«بامو» و«للاشافية» و«أموك» و«عرائس من قصب» و«ابن السبيل» و«أين تخبئون الشمس» و«تانمونجا» و«ساعي البريد» و«الضوء الأخضر» و«ألف يد ويدي» و«علي ربيعة والآخرون» و«كيد النساء» و«باديس». بلغ عدد الأفلام الدينية الضخمة التي تم تصويرها بين عامي 1993 و2002 نحو 20 فيلما «بمتوسط إنتاج بلغ 3 ملايين دولار». يكفي أننا في المغرب عندما كان إنتاجنا لا يزيد علي أربعة أفلام بالسنة.. كان واحد منها يطوف العالم في كل المهرجانات ويعود بعشرات الجوائز.. والكلمة للناقد محمد بوكريم جريدة القاهرة في 4 يناير 2005 |
2004 العام الافضل للسينما المصرية رياض أبو عواد القاهرة (رويترز): ابدى العديد من نقاد وصناع السينما المصرية تفاؤلهم بالنتائج التي حققتها السينما المصرية العام 2004 بعد ان تجاوزت ايراداتها للمرة الاولى حاجز ال100 مليون جنيه (15 مليون دولار تقريبا) لتصل الى 115 مليون جنيه (5،17 مليون دولار). اضافة الى ذلك تمكنت السينما المصرية بعد فترة تجاوزت العشرة اعوام من انتاج 24 فيلما بعد ان كان انتاجها قد انخفض احيانا الى ما دون العشرين فيلما في التسعينات. ورغم الانتقادات اللاذعة التي وجهها النقاد السينمائيون والمهتمون بالفن السابع الى العديد من الافلام التي عرضت هذا العام على الشاشة الفضية وخصوصا "عوكل" لمحمد سعد و"خالتي فرنسا" لمنى زكي وعبلة كامل وافلام المطربين التي عرضت في موسم عيد الفطر، فان ذلك لم يمنع ظهور فيلمين يعتبران من اهم ما انتجته السينما المصرية. اول هذين الفيلمين هو "بحب السيما" لاسامة فوزي قصة هاني فوزي وبطولة ليلى علوي ومحمود حميدة والطفل يوسف عثمان الذي تطرق الى التزمت الديني والسلطوي من خلال عائلة قبطية. وقد اعتبر النقاد هذا الفيلم من اهم الافلام التنويرية خلال الاعوام الاخيرة الا ان رجال الدين المسيحيين هاجموه واعتبروه مسيئا للكنيسة ولجأوا الى القضاء لمنع عرضه. والفيلم الثاني هو "احلى الاوقات" لهالة خليل تأليف وسام سليمان وبطولة هند صبري وحنان ترك ومنة شلبي وخالد صالح. ويتطرق الفيلم الى محاولة انتزاع الفرحة حتى في احلك الظروف. واكدت احصائية قامت بها اسبوعية "الاهرام العربي" استفتت فيها اهم اسماء العاملين في الحقل السينمائي وبينهم السيناريست الكبير وحيد حامد والفنانان اشرف عبد الباقي واسعاد يونس ومن الشخصيات العامة استاذ القانون الدولي حسام عيسى ورجل الاعمال نجيب ساويرس ومن المحللين السياسيين ضياء رشوان وجميل مطر على "اهمية الفيلمين في خروج السينما المصرية من مأزقها الفني والفكري". كما كشف استطلاع رأي اجرته اسبوعية "الاهرام العربي" واخر لصحيفة "الاهرام" الى جانب مقالات في عدة صحف خاصة اختيار الفنانة ليلى علوي افضل ممثلة عن ادوارها في فيلمي "حب البنات" و"بحب السيما" ومسلسل "بنت من شبرا" تليها الفنانة التونسية هند صبري عن فيلم "احلى الاوقات" الذي جسدت فيه دور فتاة من حي شعبي. ولم يتردد المشاركون في الاستطلاع في اختيار الفنان محمود حميدة كافضل ممثل عن دوره الى جانب ليلى علوي في فيلم "بحب السيما" ودوره في فيلم "اسكندرية نيويورك" ليوسف شاهين. وفي هذا السياق ايضا تم اختيار الفنان خالد صالح كافضل فنان صاعد عن دوره في "احلى الاوقات" و"تيتو" لطارق العريان وبطولة احمد السقا. وابرزت غالبية الصحف المصرية المعارضة والحكومية الخطوة الكبيرة التي قطعتها السينما المصرية هذا العام في الانتاج واعتبرتها بادرة تفتح امامها آفاقا واسعة في عام 2005 الذي سيرى عودة الى البطولة الجماعية مع فيلم "عمارة يعقوبيان" الذي بدأ تصويره قبل ايام وتشارك فيه مجموعة من كبار نجوم السينما المصرية مثل عادل امام ويسرا ونور الشريف وسمية الخشاب واسعاد يونس العائدة الى التمثيل بعد غياب طويل. ورغم الانتقادات التي تعرض لها فيلم "خالتي فرنسا" فان الفنانة منى زكي اثبتت ان لديها "مقومات نجمة الشباك لامتلاكها مثل هذه الكاريزما التي لم تحققها اية فنانة من جيلها" كما يرى الناقد طارق الشناوي الذي اكد ان ذلك "يفرض عليها مسؤولية في المستقبل في اختيار ادوارها". يشار الى ان زيادة ايرادات السينما هذا العام تعود الى حد كبير لزيادة عدد صالات العرض التي وصل عددها الى 250 صالة بزيادة 45 صالة عن العام الماضي. الا ان المهتمين بصناعة السينما دعوا الى مراعاة التوزيع الجغرافي لدور العرض لتشمل مختلف المدن المصرية وعدم التركيز فقط على العاصمة حيث تستأثر ضاحية مدينة نصر القاهرية وحدها ب47 قاعة عرض.. موقع "إيلاف في 3 يناير 2005 |