يهاجم الوسط السينمائي والتليفزيوني و لا يريد ان يصبح شهيدا للسينما علي عبد الخالق: ما يعرض سينمائياً عوّد الجمهور علي التفاهة والسطحية القاهرة ـ محمد عاطف |
في حسرة وندم تحدث المخرج علي عبد الخالق عن ابتعاده عن السينما.. ورغم انه أكد من قبل علي تواجده بالتليفزيون بشكل مؤقت إلا انه يستمر في أعماله وقدم أكثر من مسلسل. البعض يتهم علي عبد الخالق بانه يهرب من السينما بعد فشل أعماله الأخيرة خاصة فيلم يوم الكرامة الذي تأجل أكثر من مرة ثم عرض ولم يحقق اي إيرادات رغم أنه يعتمد علي الوجوه الجديدة والشابة الذين يجسدون موجة السينما الشبابية الحالية. يتهم علي عبد الخالق الجمهور في السنوات الأخيرة الذي يري الأعمال التافهة.. وهو يرفض أن يفشل بينهم. في البداية سألنا المخرج الكبير علي عبد الخالق: · ما رأيك في مقولة أنك اتجهت للإخراج التليفزيوني هروباً من فشل افلامك في السينما؟ ليس هروباً لأنني إذا لم اجد السيناريو الذي يرضيني كمخرج حقق اسما كبيراً في عالم السينما فالأفضل لي الجلوس بالمنزل لأشاهد التليفزيون أو الأفلام العالمية.. وأعتبر عملي شيئا ممتعا بينما السينما الآن غير ممتعة. · في اول تجربة تليفزيونية قلت أنك مجرد زائر للشاشة الصغيرة لكنك كررت التجارب.. ما تعليقك؟ حتي هذه اللحظة أعتبر نفسي زائراً.. وكما قلت في السينما.. أقول في التليفزيون أنني لن أضطر لعمل لا يرضيني لمجرد التواجد.. وللعلم الأعمال السينمائية تعرض علي كثيراً وأعتذر عنها لأنني غير متحمس لها أو للعودة إلي السينما الآن. · ولماذا فقدت هذا الحماس؟ الحالة السينمائية الموجود الآن لا تتناسب مع أحلامي وحماسي.. وما ارغب في تقديمه غير متاح بسبب الجمهور الذي تعود في السنوات الخمس الأخيرة علي التفاهة والسطحية ولو وقدمت لهم عملا جاداً فإن فشله هو المحقق ولا اريد أن أدخل في تجربة فاشلة. · ولهذا فشلت تجربتك الأخيرة يوم الكرامة رغم انك اعتمدت فيها علي النجوم الشباب؟ الفيلم عرض بعد ثلاث سنوات من تصويره.. وفي توقيت سييء جداً.. ولم تكن الدعاية له بشكل علمي لأن هذه النوعية تحتاج إلي دعاية خاصة ليس مجرد عرض مشاهد من العمل.. وبالنسبة لمشاركة الشباب في الفيلم فهذا لدواعي درامية بحتة.. حيث إن موضوعه يتناول قصة حياة ضابط بحري من بدايته حتي فترة معينة.. ومن غير المعقول ان يقدمه ممثل كبير السن.. ولا ننسي أنني من أول أعمالي السينمائية وأنا أدفع بالممثلين الشباب. · نشعر بالسلبية في كلامك.. ما السبب؟ لا أحب ان اكون فدائياً فأعمل فيلما ويفشل وتكتب الأقلام ان أفلام علي عبد الخالق فشلت. ربما يري البعض أن ذلك سلبية مني.. لكنني لا اريد أن أصبح شهيداً للسينما في أزمتها الحالية.. وأعتقد أن ابناء جيلي من المخرجين يتفقون معي في هذا الرأي.. ولذا قررت الابتعاد عن السينما حتي لا اعرف طعم الفشل. · ألا تري ان هناك تجارب سينمائية جادة حققت نجاحاً كبيراً؟ هناك فيلم أو اثنان مثل سهر الليالي و بحب السيما . هما نجحا لكنني اعتبرهما شذوذا عن القاعدة.. وعندما ينجح عمل يمثل الاستثناء فلا تكون ظاهرة يمكن ان تستمر. · كيف تري تجربتك التليفزيونية الأخيرة أصحاب المقام الرفيع ؟ أراه مسلسل له شكل مختلف يتقمص قدرا من الرمانسية وفي نفس الوقت يناقش قضايا اجتماعية وإنسانية.. والجديد فيه أنه أول مسلسل يستعرض جمال مصر من جميع النواحي بداية من مصر الفرعونية فالإسلامية فالحديثة.. وقدمت من خلاله مزجاً بين الحاضر والماضي. · لوحظ اهتمامك في المسلسل باستخدام اسلوبك السينمائي مثل زوايا التصوير وتلوين الكادرات حتي تقطيع المشاهد.. والبعض يري ان في ذلك صعوبة كبيرة؟ لا توجد فروق كبيرة بين لغة السينما ولغة الفيديو لأنني اري ان العمل الدرامي يحكي بالكاميرا.. وقد اعتاد الناس أن بعض المسلسلات تحكي بالديالوج بمعني انك تستطيع ان تعطي ظهرك للمسلسل وتستمع للحوار ولا تشعر بأي نقص في المشاهدة. وأعتبر أن هذا النوع من المسلسلات ينتمي للإذاعة اكثر وليس التليفزيون وهو لا يناسبني فأري ان الصورة لا تنفصم عن الحوار والاهتمام بالصورة هو شغلي الشاغل. القدس العربي في 29 \يسمبر 2004 |