حصاد سينما العام 2004 ..
عمان - ناجح حسن |
مفكرة ... وداعا يا فيديو محمد رضا محلات ديكسون البريطانية واحدة من أكبر محلات بيع الأدوات الالكترونية. ولديهم فروع من مطار هيثرو في لندن الى محطة قطار دبلن في ايرلندا. لذلك جاء اعلانهم بأنهم سيتوقفون، بدءا من العام 2005 عن تخزين آلات الفيديو مهماً، ليس فقط للانجليز بل لنا جميعاً على أساس أن اعلانا واحداً من هذا النوع لا ريب يعبّر عن وضع منتشر او في سبيله للانتشار. طبعاً السبب مادي. آلات الفيديو، تلك التي تدخل فيها شريطك فتطلع لك صورته، ما عادت تبيع اليوم كما كانت تبيع بالأمس. كما يذكر معظمنا كان الفيديو أهم اختراع في عالم الصورة والترفيه قبل نحو عشرين سنة او أكثر قليلاً. ما عندك فيديو يعني انك لم تدخل بعد تكنولوجيا العصر. ومع أن الاستنباطات التقنية الأخرى لم تتأخر عن الوثوب الى رفوف المحلات، ومنها على سبيل المثال، اسطوانات الليزر، الا أن الفيديو بقي في المقدمة. وبين الفيديو واسطوانات الليزر فإن الليزر هو أفضل. الصورة نقية كما لو أنك تمسك الحياة بيديك. لكن ما اشتغل ضد الليزر حقيقة أن الناس تريد أن تسجل من التلفزيون والليزر يمنح الصورة فقط ولا يأخذها او يسجلها. انتشار الفيديو جعل حفنة من المنتجين أكثر ثراءً، مما كانوا عليه قبل اختراع الفيديو. الفيلم صار لديه ثلاثة أسواق عوض سوقي السينما والتلفزيون. لكن ما سطا على الفرحة والكثير من ايرادات المنتجين والموزعين قرصنة الفيديو التي شاطرت المنتجين والموزعين ايراداتهم بنسبة 30 -35 في المائة من مجمل الايرادات. هذا يعني اجمالي قدره آنذاك، بسعر الدولار في مطلع الثمانينات، قرابة 4 بلايين دولار سنوياً. لكن بينما كانت شركات الانتاج والتوزيع الأمريكية تحث الكونجرس الأمريكي سن قوانين لحماية الفيديو وتبني الضغط على الدول الأجنبية لكي تطبّق قوانين حماية الأفلام من القرصنة، كان أصحاب الصناعات التقنية ينجزون النقلة الأهم... أشرطة الاسطوانات المدمجة التي تستطيع توفير صورة نقية. تلك الصورة التي لم يتح لشريط الفيديو توفيرها بذات النصاعة والنقاوة. وفي البداية اعتقد كثيرون أن الاسطوانات المدمجة (او المرقّمة كما هو اسمها أيضا والمعروفة ب DVD) ستنتهي الى حيث انتهت اسطوانات الليزر، فهي أيضا لا تستطيع الاستقبال. وسوق الاختراع كان محدوداً. لكن بعد عشر سنوات على الحياة القصيرة لاسطوانات الليزر كان الجمهور أخذ على عاتقه أن يكون أكثر صبراً. شركات الانتاج والتوزيع وجدت في هذا الانتاج سوقاً رابعة بذلك يمر الفيلم عبر قنوات السينما ثم الفيديو والدي في دي ثم التلفزيون ويلتقط من كل قناة بلايين من الدولارات.. لم لا؟ لكن هذه المرحلة القريبة بدورها تتغيّر اليوم. اسطوانات الأفلام المدمجة في العامين الأخيرين صارت، وللمرة الأولى، تبيع بمستوى او أكثر من أشرطة الفيديو، مع امكانية التسجيل عليها اذا ما كانت لديك التكنولوجيا الصحيحة لذلك. وحين تكون لديك مثل هذه الامكانية وفوقها امكانية مشاهدة الفيلم ناصعاً، فإن اهتمامك بالفيديو سيقل وبل سيتوقف. أنت تريد نوعا واحداً من الأفلام هو النوع الأفضل. والدي في دي هو ذلك النوع. البقاء للأقوى حتى على مستوى الآلات التي لا تتكلم وليست بحاجة لأن تأكل او تشرب وتعتدي على الغير لتؤمن بقاءها على قيد الحياة. المسألة اقتصادية والعالم يتغير سريعاً ولا أحد ينتظر أحداً. وداعاً يا فيديو.. أنا نفسي لم أحببك يوماً. كنت أجدك نسخة مشوّهة عن الأصل. لكني لا أستطيع أيضا أن أقول مرحى يا دي في دي. سيغيب من يغيب وسيغزو من يغزو وأنا لا أستطيع تغيير شيء. لكني أستطيع التمسّك بالأصل. بالفيلم كما وعيت عليه صغيراً وأحببته وما زلت. الفيلم الذي تستطيع أن تشاهده اليوم كيفما تريد (فيديو.. دي في دي.. على محطة أرضية او فضائية او حتى على الكمبيوتر) لكني ما زلت أفضل مشاهدته في عتمة الصالة. هذه هي السينما! الخليج الإماراتية 26 ديسمبر 2004 |
حمل العام 2004 مؤشرات تنبىء بحراك قادم على صعيد المشهد السينمائي المحلي، فقد استمرت تعاونية عمان لصناعة الافلام التي يشرف عليها المخرج الأردني حازم البيطار في تقديم مجموعة من المواهب الشابة التي انتظمت في ورش وجلسات عمل تخللها دروس نظرية في حقل انجاز الافلام القصيرة، حسب اسلوبية كاميرا الفيديو الديجتال، اتيح لعدد منها في المشاركة في مهرجانات الاسماعيلية، وقرطاج، ودبي، كما انه استمرت الهيئة الملكية للافلام في التعريف بنفسها داخل وخارج الاردن وبذلت جهوداً في الاتصال مع صناع السينما والافلام الاردنيين والتشاور معهم عن صيغة تعاون مشترك، وافسحت المجال للعديد من الشباب بعرض نماذج من اعمالهم في باحتها الخارجية على نسق عروض السينما الصيفية وكانت تجربة ثرية ولاقت استحسانا واقبالا جماهيريا لافتا ولا زالت الهيئة تقوم بخطوات متسارعة في سبيل الوصول الى هدفها الاساسي والغاية التي انشئت من اجلها في البحث عن استثمارات سينمائية عالمية وتصويرها بالاردن، وتواجد حضور الهيئة غالبا في مجمل النشاطات والفعاليات التي اقيمت بعمان طوال العام الماضي. وساهمت لجنة السينما في مؤسسة عبدالحميد شومان بفعالية في اثراء الثقافة السينمائية المحلية، واقامت سلسلة من العروض السينمائية في صالتها داخل مبنى مؤسسة عبدالحميد شومان ومثلت جميعها قامات سينمائية رفيعة من النتاج السينمائي العالمي الذي يغطي اكثر من بقعة جغرافية ويعرف ايضا بصناعها المكرسين في خريطة السينما العالمية لما يمثلونه من مدارس واتجاهات متعددة، وخصوصا كما بدا في افلام فرنسية حديثة وكلاسيكية لاقطاب الموجة الجديدة: فرنسوا تروفو، جان لوك غودار، والسينما اليابانية ايضا وافلام اكيرا كوروساوا، والسينما الايرانية، والسينما العربية الجديدة، والسينما الصينية، والاسبانية، وتنويعات اخرى في السينما الاوروبية، ويحسب للجنة السينما في مؤسسة شومان استمرارها برعاية مهرجان الفيلم العربي الفرنسي الذي تقيمه سنويا مواكبا لاهم انجازات السينما العربية من المحيط الى الخليج، وبتعاون بناء ومثمر مع الملحقية السمعية البصرية واللغات والمركز الثقافي الفرنسي في السفارة الفرنسية بعمان، بدعم ومساندة من الدائرة الثقافية في امانة عمان الكبرى، التي قدمت صالتها السينمائية لعروض المهرجان، وهي الصالة ذاتها التي شهدت لعروض المهرجان، وهي الصالة ذاتها التي شهدت فعاليات ايام عمان السينمائية التي اقيمت ضمن مهرجان جرش للثقافة والفنون، للعام الجاري واشتملت عروضه على مجموعة عروض من افلام السينما التسجيلية والروائية وبعضها انتاج اردني كما في الفيلم الطويل القادم من اميركا «الضفة الاخرى لبروكلين» لمخرجه الاردني الشاب غازي البلوي والآخر انتاج عربي مشترك، كما اقيمت ليال سينمائية مخصصة للافلام القصيرة على هامش ايام عمان المسرحية عرضت في صالة فخر النساء زيد لشباب اردنيين وعرب في اطلالاتهم الاولى على صناعة الافلام القصيرة، وتم الكشف من خلالها على اكثر من عمل يتميز بالصدق وعمق الادراك للصورة الموظفة بذكاء لتعزيز رؤيتها داخل اجواء ضاغطة. وجرى في احدى صالات السينما بالعاصمة الاحتفال بمهرجان الفيلم الاوروبي لدورة العام 2004 الذي دأبت على اقامته سنويا المجموعة الاوروبية بعمان، وكان الملاحظ بروز افلام جديدة لدول انضمت حديثا الى المجموعة مما اطال فترة المهرجان الى اسبوعين، وكانت السفارة الاسترالية بعمان قد اقامت هي الاخرى مجموعة من العروض للافلام الحديثة في السينما الاسترالية مما شكل فرصة ثمينة للمشاهد المحلي ان يتعرف على نماذج واساليب جديدة في السينما العالمية. وبدت «مكان» في جبل اللويبدة بعمان حريصة على تطعيم فعالياتها الثقافية المتنوعة بالنشاط السينمائي واختارت يوم الاربعاء من كل اسبوع مناسبة لعرض واحد من الافلام العالمية التي سبق لها وان حظيت بشهرة نقدية لدى مشاركاتها في مناسبات سينمائية عالمية وغطى مجموع الافلام المعروضة فيها جوانب هامة من المشهد السينمائي العالمي وتياراته مثل السينما الايرانية والاوروبية وسينما اميركا اللاتينية. من جهتها اخذت دارة خالد شومان للفنون بجبل اللويبدة على عاتقها طوال العام الماضي في تعريف المشاهد المحلي على نماذج رفيعة من الافلام العالمية المستمدة احداثها من الاعمال الادبية الشهيرة وقدمت عروضا متنوعة من الافلام التسجيلية في باحة خارجية والصالة الداخلية فقد اقامت عروضا للافلام الايطالية الروائية الطويلة وعروضا اخرى لمجموعة من الافلام العربية والفلسطينية التي سبق لها المشاركة في اكثر من مهرجان وحازت فيها على جوائز تقديرية، واثارت ايضا الكثير من الاعجاب والجدل. وشهد العام الذي لا زال يطوي ايامه الاخيرة محاولة لاعادة احياء لجنة الانتاج السينمائي التي انبثقت منذ اربعة اعوام مضت وتم تجميدها في محاولة لاستقطاب الكفاءات السينمائية الشابة وتمكينها من تحقيق انجاز سينمائي لفيلم اردني طويل، وما زالت الاسئلة تطرح في اكثر من مناسبة عن ضرورة اقامة مهرجان سينمائي في عمان في بلد لا زال يفتقر الى صناعة سينمائية، اذ انه قد يشجع على انجازات سينمائية ويحرك الراكد في الثقافة السينمائية وتعميمها خصوصا مع تزايد استخدامات كاميرا الفيديو - الرقمية (الديجتال) بين ايدي الشباب وما نشهده من تنام في انشاء الكليات والمعاهد في حقل الفنون الجميلة، والتقنيات الكومبيوترية، ومن ثمرات العام 2004 كان الفيلم الاردني القصير «حظ سيء» لمخرجه الشاب عمار قطينة الذي شارك في قسم الافلام القصيرة في مهرجان دبي وحظي باستقبال جارف وسط منافسة قوية من افلام عالمية مشاركة. على غرار مشاركة فيلم زميله حازم البيطار «القدس ثمن باهظ للبقاء» في مهرجان قرطاج. على الصعيد العربي، شكل العام 2004 بوادر ايجابية لكثير من السينمات العربية التي اصابها الانتعاش كما في السينما التونسية، والسينما المغربية، واللبنانية لكنه حمل ايضا انحسارا في السينما السورية التي ما زالت تحقق وتنجز افلامها عبر المؤسسة العامة للسينما وهي قطاع حكومي يتبع وزارة الثقافة ومع ان اكثر من مخرج قد انهى تصوير مشروعه السينمائي الا ان السينما السورية لم تقدم لمهرجانات السينما العالمية هذا العام اي عمل جديد فافلام مثل: «رؤى حالمة» لواحة الراهب، «ما يطلبه المستمعون» التي شاركت في دورة مهرجان قرطاج، وبينالي السينما العربية بفرنسا هما من انتاج العام الماضي 2003 الا ان فيلم المخرج محمد ملص «باب المقام» الذي انجزه باسلوبية الفيديو الديجتال العام 2004 لم يبغ ان يشارك فيه داخل مهرجانات العام في تونس، القاهرة ودبي رغم الاعلان مسبقا عن المشاركة واكثر ان يتجه به صوب مهرجانات عالمية قبل برلين العام 2005، في مصر ظلت حال صناعة السينما تسير وفق اذواق ورغبات منتجيها الذين تأسرهم افلام ما اصطلح على تسميتها بافلام الكوميديانات الجدد، لكن حفنة من الافلام القليلة استطاعت ان تفلت من حصار السينما المصرية السائدة وتنجح في اثبات وجودها في المشهد السينمائي العربي وتحوز على اعجاب النقاد العرب والاجانب وان تمنحها مهرجانات عديدة جوائز تستحقها كما هو في فيلم «اسكندرية.. نيويورك» ليوسف شاهين رغم ما قيل من مأخذ عليه، وفيلم «باب الشمس» ليسري نصر الله بجزئية الذي صوره في سوريا ولبنان، وبطاقم من الفنانين العرب ومن بينهم الممثلون الاردنيون: محتسب عارف، نادرة عمران، وهناك الفيلم الذي ما زالت تتناوله الافلام النقدية باعجاب «بحب السيما» لاسامة فوزي، وفيلم «السخرية والعنف» لاسماء البكري المستمدة احداثه عن رواية ادبية تحمل ذات العنوان للكاتب المصري الاصل الذي يقطن باريس منذ نصف قرن البير قصير ي ولم تسنح له الفرصة بعد العرض في اي مهرجان عربي ودولي. وكانت السينما المغرببية هذا العام على موعد مع زخم من الابداعات السينمائية التي قدمتها اعمال مثل: «فوق الدار البيضاء الملائكة لا تحلق»، «الرحلة الكبرى» الاول لمحمد العسلي، والثاني لمخرجه اسماعيل فروخي، وفيهما حصدت السينما المغاربية حفنة من الجوائز الهامة شرقا وغربا عدا عن التكريم والاحتفاء بهما في اكثر من مهرجان كان آخرها مهرجان دبي الذي افتتح فعالياته «بالرحلة الكبرى» في بادرة تكريمية للفيلم وصانعه، واستمرت نجاحات السينما المغربية عندما قدم المخرجان حسن بن جلون، وجيلالي فرحاتي فيلمي «درب مولاي الشريف»، «ذاكرة معتقلة» المليئين بالجرأة في مناقشة قضايا وسائل تتعلق باحداث جسيمة عاشها بلدهما في منتصف حقبة السبعينات من القرن الماضي، وكان ان حاز فرحاتي على جائزة افضل سيناريو في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الاخير. اما النصيب الاكبر فقد جاء من تونس التي تشهد وفره في صناعة الافلام قدمت في مهرجان قرطاج وبرز منها افلام: «الامير» لمحمد الزرن، و«بابا عزيز» لناصر خمير لكنه لم يعرض عقب الاعلان عنه في مهرجان قرطاج ودبي وعلى غرار زميله السوري محمد ملص اثر ان يشارك فيه باحد المهرجانات الاجنبية، «باب العرش» لمختار عجيمي، و«كلمة رجال» لمعز كمون، «هو وهي» لالياس بكار. ومن الجزائر يأتي فيلم «المنارة» لبلقاسم حجاج، وقدمت السينما اللبنانية فيلما «زنار النار» لبهيج حجيج، و«معارك حب» لدانييل عربيد وحازت على اكثر من جائزة ما بين تونس وباريس. ومع غياب اي انتاج سينمائي طويل من السينما الفلسطينية في الاراضي المحتلة العام 1967، يجيء فيلما «عطش» لتوفيق ابو وائل، و«الشهر التاسع» لعلي نصار وكلاهما من فلسطين العام 1948 وشاركا فيهما بأيام قرطاج السينمائية بتونس. لكن السينما العربية شهدت هذا العام قيام المخرج محمد خان بتحقيق آخر اعماله السينمائية بكاميرا الديجتال وعرض تحت عنوان «كليفتي» في بينالي السينما العربية بباريس وهو نوع من الاحتجاج على واقع السينما المصرية التي لم تسعف مخرجا مكرسا مثل خان بتوفير التمويل اللازم لصنع افلامه مما جعله يصر على تقديم عرضه عبر وسيلة الفيديو امام المتفرجين ومن دون ان يقوم بتحويله ونفخه على اشرطة السيللويد السينمائية كما فعل اكثر من مخرج صادف متاعب انتاجية في تحقيق عمله. لكن السينما العربية قدمت عددا وفيرا من الافلام التسجيلية المتفاوتة الطول وحافظت مجموعات سينمائية مستقلة من الشباب في مصر ولبنان والاردن على اطر عملها بتحقيق افلام روائية قصيرة وبانتاج بعضها مستقل والبعض الاخر تمويل مشترك، وشاركت اغلبيتها في مهرجان الاسماعلية الثامن للافلام التسجيلية والقصيرة، ومهرجان بينالي السينما العربية ببارس، وايام قرطاج السينمائية، ومهرجان دبي، وبرز منها على وجه الخصوص افلام مثل: «يعيشون بيننا» لمحمود اسماعيل، «غير خدوني» لتامر السعيد، «غرفة المراقبة او الاخبار» لجيهان نجيم، «الوان من الحب» لاحمد غانم، «علامة انتماء» للتونسي كمال شريف، «ساعة ببغداد» لطارق هاشم من العراق، «طوي عشبة» للاماراتي وليد الشحي، «سجائر» لمحمد الطريفي، «اكتشاف دبي» للاماراتية المقيمة بكندا نائلة الخاجة، «تأشيرة» للتونسي ابراهيم اللطيف، «ارض النساء» للبناني جان شمعون، «نحن العراقيون» للعراقي عباس فاضل، «سيدة القصر» لسمير حبشي من لبنان، «البهجة» للجزائري ناصر الدين بن عليا، «على خطر النسيان» للتونسية رجاء بن عماري، «سريدا امرأة من فلسطين» للمصرية تهاني راشد، ويحسب للسينما التونسية قدرتها على انجاز مجموعة من الافلام التسجيلية مثل: «شطحات» لمحمود صالح همامي، «كاستينغ» لفارس نعناع، «بين نومين» لخالد برصاوي في قداسة ظل الاشجار «لفيتوري بلهية، و«نسمة وريح» لسعد دخيلي، و«هدية المتقاعد» لكمال يوسف وسواها كثير. خليجيا تم بنجاح عقد الدورة التحضيرية لمهرجان دبي السينمائي والذي يأمل القائمون عليه بان يصبح واحدا من المهرجانات الدولية نظرا لما يشكله التطور الاجتماعي والاقتصادي في دولة الامارات من نقطة اتصال مع حضارات العالم ورغبتهم ان يكون المهرجان فرصة للتسويق السينمائي وكان ان وجهت دعوات المشاركة في المهرجان لصناع ونجوم ومخرجين يشكلون اطيافا متعددة من الانتاج السينمائي العالمي بدءا من هوليوود ومرورا بالسينما العربية وانتهاء بالسينما الاسيوية والافريقية، حيث عرضت اعمال هندية وباكستانية ومن بنغلادش والفلبين وجنوب افريقيا وسواها واتاح المهرجان الفرصة لعدد من المخرجين الشباب في عرض نتاجهم السمعي البصري بانواعه التسجيلي والروائي والتجريبي، ومن الامارات ايضا استمرت مسابقة افلام الامارات والمخصصة للافلام القصيرة لشباب جدد في منطقة الخليج تحديدا وتخضع اعماله لقرارات لجنة تحكيمية، وتمكن المخرج السينمائي البحريني بسام الزوادي من انجاز فيلمه السينمائي الطويل الثاني «زائر» وشارك في اكثر من مهرجان وفي الكويت حقق اكثر من مخرج هناك مشاريع افلامهم من نوعية الفيلم القصير بشقيه التسجيلي والروائي مثل فيلم «شباب كول». نتاج العام 2004 من الافلام العربية غلب عليه التمويل المشترك مع سينمات وشركات اوروبية مثل ذلك الدعم الذي قدمته ايطاليا للفيلم المغربي «فوق الدار البيضاء الملائكة لا تحلق» وفرنسا للافلام التونسية واللبنانية، ولم تغط تلك النتاجات الصورة الحقيقية لتطور السينما العربية، فقد ظلت رهينة ما يقدم لها من تمويل ودعم وهناك من صانعي هذه السينما ما زال ينتظر تمويل مشاريعهم المكتوبة على الورق او ما افتقد الدعم لدى قيامه بالخطوات الاولى في تصوير عمله. لكنها مهما تفاوتت اراء النقاد العربي فيما فقد عبرت الى عمق الحالة العربية سواء في الذات الجريحة او الواقع المأزوم وقدمت بجرعات من الاحاسيس والمشاعر المفعمة بجماليات الامكنة وصلابة شخصياتها، ورسمت التفاصيل الخاصة بالعلاقة المتضاربة بين اجيال متعددة، ولم يمنع ذلك من وجود لنتاجات عربية اختلفت مستويات تقنياتها واساليبها الابداعية والجمالية والدرامية فهناك من اتجه صوب تشريح حالة الفقر والتسلط الاجتماعي والسياسي كما في الافلام المغربية والجزء الاخر تناول مأزق التباين بين المدينة والريف والصحراء في مزيج من الرؤى الشعرية والفلسفية والاشتباك مع الواقع. في حين ظلت السينما الاميركية التي تنجزها هوليوود هي النوع الطاغي على المشهد السينمائي العالمي برمته بحكم عوامل العرض والتوزيع التي تشتغل عليها الشركات الكبرى مما ابقى على هيمنتها في الصالات العالمية، واستحوذت على اقبال جماهيري جارف لما تقدمه من اثارة وتشويق ومغامرات متكئة على استخدامات تكنولوجية وكمبيوترية متطورة وسعتها على الخيال الجامح، وبالتالي ادى الى انحسار الافلام الاميركية التي تعمل بعيدا عن توجهات الشركات الهوليوودية، ولم تستطع ان تفلت من خارج حدود الولايات المتحدة، وهذا ما استدعى ان يتنبه لها مهرجان سندانس بالولايات المتحدة ويأخذ على عاتقه التعريف بها في اركان المعمورة ولكن ظلت جهوده محصورة، الا في ما ندر من افلام كرستها افلام النقاد بالثناء والاعجاب مما مكنها من اقتحام خجول لشبابيك التذاكر. بيد ان السمة التي علمت على المشهد العالمي سينمائيا كان في تلك الضجة التي واجهها ولا زال فيلما «آلام المسيح» لميل غيبسون وفيلم «فهرنهايت 11/9» لمايكل مور. من اميركا ايضا وعشية توزيع جوائز الاوسكار تزداد حدة الضجة والخلافات التي تعصف باعضاء الجمعيات السينمائية التي يقع على عاتقها توزيع الاوسكار لهذا الفيلم او ذاك فقد صادف النجاح التجاري افلام مثل «هيمنة بورن»، «الوصول» لسبيلبيرغ، «قبل الغروب» لروبرت روديغز، «كل شيء يمكن ان يحدث» لنانسي مايرز، و«اقتل بيل» لكونتين تارانتينو، «ملايين» لداني بويل، «قطار القطب السريع» لروبرت زيمكس، «اوشن الثاني عشر» لستيفن سوديبرغ، وسواها دون ان تمكن المتلقي من تنويع ذائقته السينمائية باعمال تمتلك جمالياتها الخاصة او في طرح قضايا وهموم ملحة عن تناقضات الحياة المعاصرة، لكن غياب القيمة الحقيقية في الافلام الاميركية كان لا بد ان نعثر عليها في نتاجات عالمية قادمة من اوروبا واسيا واميركا اللاتينية، وبلدان اسيوية مثل روسيا، الصين، اليابان، وايران، فقد كشفت مهرجانات «كان»، «برلين»، «البندقية»، «موسكو»، «هونغ كونغ»، «نانت» عن جملة من تلك الافلام من بينها: «اخر موعد» للودي بويكن ومايكل آلان ليز من فرنسا وفيلم «متاهة» للورن بيشن، «اضربها مثل بيكهام» للبريطاني غريندر شادا، «حلم مر» للايراني محسن امير يوسفي، »انظر اليّ» لانيس جاوي و«مغنو الكورال» لكريستوف يارتيه وكلاهما من فرنسا، «دمعة البرد» للايراني عزيز الله حميد نيزاد، «الشركة» للكندي مارك اشبار، «ارض ورماد» للافغاني لعتيق رحيمي، «الطفل العجوز» للكوري هونغ سانغ رسو، «موسيقانا» للفرنسي جان لوك غودار، «تربية سيئة» للاسباني بيدرو المودفار، «الحالمون» للايطالي بيرناردو بيرتولوتشي، «يوميات دراجة نارية» للبرازيلي والترساليس، والفيلم الالماني «الاصطدام بالجدار» لمخرجه التركي الاصل فاتح اكين الذي سبق وان شاهد له الجمهور الاردني اكثر من عمل من ضمن احتفالية السينما الالمانية في مركز الحسين الثقافي التي اقامتها الدائرة الثقافية بامانة عمان الكبرى بالتعاون مع لجنة السينما في شومان. كما عرضت مهرجانات عالمية مثل لوكارتو ولندن ونانت مجموعة من افلام العالم الثالث في قارات اسيا وافريقيا واميركا اللاتينية.
* الفيلم المصري «بحب السيما» لاسامة فوزي. * الفيلم التونسي «الامير» لمحمد الزرن. * الفيلم المغربي «فوق الدار البيضاء الملائكة لا تحلق» لمحمد العسلي. * الفيلم الجزائري «المنارة» لبلقاسم حجاج. * الفيلم التسجيلي الطويل «غرفة التحكم الاخبار» لجيهان نجيم. * الفيلم اللبناني «معارك حب» لدانييل عربيد. * الفيلم التسجيلي الطويل «سحر ما فات من كنوز المرئيات» لمدكور ثابت. * الفيلم البحريني «زائر» لبسام الزوادي. * الفيلم الاردني التسجيلي القصير «حظ عاثر» لعمار قطينة. * الفيلم التونسي القصير «تأشيرة» لكمال لطيف.
* اصدار كتاب «سلطانات الشاشة» لمنى غندور * اصدار كتاب «تحولات السينما العربية المعاصرة» لعدنان مدانات. * اصدار «كتاب السينما» لمحمد رضا. * اقامة مهرجان دبي السينمائي في دورته التحضيرية. * الاعلان عن اقامة مهرجان الجزيرة للانتاج التلفزيوني والافلام القصيرة. * غياب الممثل بيتر اوستينوف. * غياب المخرج المصري كمال الشيخ. * غياب الناقد والباحث السينمائي اللبناني غسان عبدالخالق. * اقامة مهرجان «اصيلة السينمائي بالمغرب: جنوب جنوب». * انجازات المخرجة السعودية هيفاء المنصور لعدة افلام قصيرة.
* فيلم «فهرنهايت 11/9» للاميركي مايكل مور. * فيلم «الحياة معجزة» للبوسني اميركوستاريكا. * فيلم «بيت الحمقى» للروسي اندريه كونشالوفسكي. * فيلم «تربية سيئة» للاسباني بيدرو المودفار. * فيلم «السلاحف تستطيع الطيران» للايراني بهمن قمادي. * فيلم «مذكرات دراجة» لوالتر ساليس من البرازيل. * فيلم «الاصطدام بالجدار» للتركي فاتح اكين «المانيا». * فيلم «موسيقانا» للفرنسي جان لوك غودار. * فيلم «اللصيق» للاميركي مايكل مان. * فيلم «آلام السيد المسيح» لميل غيبسون.
* فيلم «حظ عاثر» لعمار قطينة. * فيلم «ما خلص» لغادة سابا. * فيلم «النساء قادمات» لوفاء حسين. * فيلم «الجدة لطيفة» ليحيى عبدالله. * فيلم «آلام القلب» لميس وحسام حمارنة. * فيلم «ثلاث غيتوات وارض واحدة» لسهاد الخطيب. * فيلم «الموت بالشوكلاته» عمل جماعي لاحدى ورش تعاونية عمان لصناعة الافلام. * فيلم «صنع في الصين» لداليا الكودي. الرأي الأردنية في 26 ديسمبر 2004 |