شعار الموقع (Our Logo)

 

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

اندريه تاركوفسكي: «المرآة» يعمق تساؤلات عن الحياة والموت

سكورسيزي: صورة الذات عبر مجنون السينما والجراثيم والطيران

امير كوستوريكا طفل السينما العالمية المشاغب

باب الشمس اختارته الـ التايم من أفضل‏10‏ أفلام علي مستوي العالم

جيهان نجيم فيلمها القادم عن جون كيري

بيدرو المودوفار.. كلمة ختام حياتنا لم تكتب بعد

 

 

 

 

 

ثلاثون عاما على رحيل

فريد الأطرش

يوسف الغزو

 

 

 

 

في ذكراه:

حكاية فريد الأطرش مع الزعيم سعد زغلول!!

كتب - سمير سعيد:

تحتفل اعتباراً من الغد الأوساط الفنية والإعلامية بذكري رحيل الموسيقار فريد الأطرش الذي أثري الساحة الفنية بالعديد من الروائع الخالدة وساهم في تطوير أسلوب الموسيقي والغناء كواحد من العمالقة تقدم اذاعة الأغاني غداً وعلي امتداد اليوم أشهر اغنياته والثنائيات التي قدمها وتسجيلات نادرة تذاع لأول مرة لمحبي فريد.

تقول نبيلة مكاوي رئيس اذاعة الأغاني سيتضمن الاحتفال أشهر أغنيات أفلامه خاصة الاستعراضية التي تميز بها ومن أشهر الثنائيات "مالكش حق" مع نور الهدي و"زينة" مع شادية و"ايدي في ايدك" مع اسمهان و"ماتقولش لحد" و"بساط الريح" و"فارس الأحلام" و"يا سلام علي حبي وحبك".

وأغنياته الوطنية "حيوا البطل" و"المارد العربي" و"يا بلادي" و"نشيد الشباب" ومن قصائده التي غناها "اضنيتني بالهجر" و"يا زهرة في خيالي" و"أول همسة" و"الربيع".

وألحانه التي قدمها لغيره ومنهم صباح وشادية واسمهان وليلي مراد ونور الهدي ومها صبري ووردة وشهرزاد ومحمد رشدي وفهد بلان ومحرم فؤاد.

صوت العرب

في صوت العرب تقدم الاذاعية نادية توفيق في الساعة 12.00 منتصف ليلة الغد عدة لقاءات تم تسجيلها معه في فترة الخمسينيات والستينيات يتحدث فيها فريد الأطرش عن أسباب لجوء الأمير الأطرش إلي مصر التي رحبت به وبأسرته قيادة وشعباً حيث خصص لها الزعيم الوطني سعد زغلول معاشاً شهرياً واقتنع الشعب المصري بموهبة فريد واحتضنه وفتح له أبواب الشهرة والنجومية. كما يبدي رأيه الفني في اسلوب تطوير الموسيقي والغناء العربي.

زيارة الضريح

تقوم جمعية محبي فن الموسيقار الراحل فريد الأطرش بمسيرة وفاء إلي ضريحه بالبساتين ووضع أكاليل الزهور وقراءة الفاتحة علي روحه صباح الغد الأحد ضمن احتفالية تقيمها الجمعية لاحياء ذكري الموسيقار الكبير تقديراً لما قدمه علي مدي ما يقرب من نصف قرن من الزمان.

صرح بذلك عادل السيد رئيس جمعية محبي فن الموسيقار فريد الأطرش وقال: يفتتح مساء غد الأحد اسبوع لأفلام فريد الأطرش بقصر السينما حيث تقرر عقد ندوة قبل عرض كل فيلم يعلق عليها مؤرخ موسيقي أو أحد النقاد الفنيين.. كما يقام حفل غنائي علي مسرح ساقية عبدالمنعم الصاوي تقدمه فرقة الفن الأصيل يشارك فيه عدد من المواهب والأصوات الغنائية.. كما يقام في مدخل الساقية معرض صور فوتوغرافية للراحل تتضمن مراحل حياته المختلفة منذ طفولته وحتي رحيله.

كما تقيم جمعية الشباب المسيحية بالقاهرة الثلاثاء القادم احتفالية ثقافية غنائية يحضر الحفل المطرب محمد ثروت والمونولوجست حمادة سلطان والمطربة آيات فاروق والمطربان طه البرلسي وناجي رفاعي والفنانة زينب بركان والتونسي عز العرب الأناسي والفلسطينية جميلة.. وعازفو العود سيد منصور ونور عثمان ومصطفي مرزوق إلي جانب فرقة كريستينا والفنانين سمير يحيي ومارتينا رزق ودينا فهمي وحسن شلبي بالاضافة إلي لفيف من الشعراء والنقاد ورجال الإعلام ويدير اللقاء رشيد جبران.

صرح بذلك مراد رمزي مدير عام الجمعية.

 

أسبوع لأفلام فريد الأطرش بقصر السينما

كتب ـ علي سالم إبراهيم‏:‏ 

بمناسبة الذكري الـ‏30‏ لرحيل الموسيقار فريد الأطرس تنظم جمعية محبي فن الموسيقار فريد الاطرش بالتعاون مع قصر السينما التابع لهيئة قصور الثقافة احتفالية فنية‏8‏ مساء غد في مقر القصر بجاردن سيتي‏.‏

وصرح عادل السيد رئيس الجمعية‏:‏ بأن الاحتفالية تتضمن إقامة أسبوع لعرض أفلام الموسيقار الراحل‏,‏ ويعقب عرض الفيلم ندوة يشارك فيها النقاد والمهتمون بالسينما والغناء وذلك في مقر قصر السينما‏.‏

كما يقام حفل غنائي علي مسرح ساقية عبدالمنعم الصاوي تقدمه‏,‏ فرقة الفن الأصيل لاحياء تراث الموسيقار فريد الاطرش‏,‏ حيث يقدم عدد من المواهب الشابة مجموعة من أغنيات الموسيقار فريد الاطرش‏,‏ بالإضافة إلي إقامة معرض بالصور الفوتوغرافية للراحل يتضمن مراحل حياته المختلفة منذ طفولته وحتي رحيله‏.‏

الجمهورية المصرية

25 ديسمبر 2004

 

هناك دائماً زمن اسمه زمن الإبداع بأطيافه كلها او بعضها وهناك زمن خاو محروم من أي طيف من أطيافه يحاول الباحث ان يجد السبب, فيربط بين حال الأمم وظروفها المعاشية وبين التجليات الإبداعية لها... وأنا لا اميل الى هذا الربط... واعتقد ان ظهور المبدعين كميلادهم, لا علاقة له بهذا الظرف المعاشي او ذاك. فهناك مبدع قد تشكل في أحضان الفقر والإحباط... وهناك اخر قد شب في ظلال الامل والرخاء. واذا ما تناولنا الحقبة الزمنية التي تلت الحرب العالمية الأولى في مصر الى اواخر الستينيات من القرن الماضي, لوجدنا ان معظم الظواهر المبدعة في مجال الفن والادب والاجتماع والتربية قد تشكلت في تلك الفترة. وقد اخترت مصر كنموذج لان لها السبب الواضح في مخاضات التشكل الابداعي. ولأن الشخصية قيد البحث قد نشأت وابدعت فيها. اي انها قد نزحت الى هناك من الشام مثلها مثل عشرات المبدعين لاسباب سياسية شديدة الوضوح. وفي تلك الحقبة وضعت اتفاقية سايكس - بيكو التي قسمت المنطقة العربية الى مزارع نفوذ بين القوتين الاعظم آنذاك بريطانيا وفرنسا... واصبحت مصر بموجب ذلك النفوذ خاضعة لبريطانيا. ومثلها كانت الاردن والعراق وفلسطين. اما سوريا ولبنان فقد اصبحتا تحت الوصاية الفرنسية المباشرة.

وتفرق احرار العرب... فمنهم من جاء الى الاردن ليكون في رعاية الشريف الهاشمي عبدالله الاول بن الحسين وهم كثر... وكان في مقدمتهم سلطان باشا الاطرش. ومنهم من نزح الى مصر ليكون في بلد لا تطاله القبضة الفرنسية الظالمة ومن هؤلاء كانت اميرة درزية واطفالها الثلاثة اسمها علياء المنذر زوجة احد الامراء الدروز من اقارب سلطان باشا... واسمه فهد الاطرش. اما الاطفال الثلاثة فهم امال وفؤاد وفريد الاطرش. وكانت مصر مجالاً رحباً لهؤلاء النازحين بسبب بعدها عن النفوذ الفرنسي اولاً... وللامكانات المتاحة للعيش والعمل والإبداع ثانياً.

وقد أقامت تلك السيدة ذات الأطفال الثلاثة في حجرة متواضعة بحي الظاهر في القاهرة. ولم يكن أصحاب تلك الحجرة يعرفون ان احد الأطفال الصغار فيها سيغدو اكبر ظاهرة فنية في العصر الحديث. واسم هذه الظاهرة فريد الأطرش (1909 -1974).

ولد فريد الاطرش في قرية «القرايدا» في جبل الدروز.1909 اتخذ لنفسه اسماً مستعاراً في المدرسة كي لا يعرف المدرس الفرنسي بالقاهرة انه من آل الاطرش. وهو الاوسط بين اخته آمال التي عرفت فيما بعد باسم «اسمهان» وبين اخيه فؤاد. عمل في محل لكيّ الملابس وتوصيل الطلبات الى المنازل. احب آلة العود منذ طفولته وراح يتدرب عليها. ولم يكن اولئك الذين يقوم على خدمتهم في توصيل الطلبات اليهم يعرفون انه ابن الامير فهد فرحان الاطرش الذي اشغل العديد من المناصب المدنية والعسكرية حتى وصل قبيل التحاقه بثورة ابن عمه سلطان باشا الاطرش الى منصب رئيس الاستئناف في السويداء عاصمة جبل الدروز كله. ولا يعرفون ايضاً ان امه هي الاميرة علياء المنذر التي تنحدر من قبيلة سورية يرجع نسبها الى الملك النعمان بن المنذر ملك الحيرة في عهد الدولة الغسانية. وقد عمل ذلك الصبي ايضاً بعد ان اتقن العزف على العود, عازفاً في الصالات والمسارح... وغنى مع الفرق الغنائية الي ان اقتحم دار الإذاعة المصرية 1934 بأغنية من كلمات والحان يحيى اللبابيدي.. وهي الاغنية الوحيدة التي لم يضع ألحانها بنفسه: ياريتني طير لاطير حواليك ». ومن هناك اقتحم مجال العمل السينمائي فكان فيلمه الاول: «انتصار الشباب» الذي مثله مع شقيقته اسمهان واصر ان يضع لاغاني الفلم الالحان كلها وكانت رحلة النجاح الصعبة. من هنا يمكن التحدث بالصورة الانطباعية عن فريد الظاهرة... ذلك الطفل الهارب مع امه واخوته الى بلد آخر كبير يعج بالعمالقة فاستثمر مخزونه وطوره وصاغ الحاناً وصلت الى كل قلب عربي من المحيط الى الخليج... ثم جاوزت المحيط والخليج بعد ذلك.

فريد الأطرش لم يكمل دراسته.. لا في المدرسة... ولا في معهد الموسيقى العربية... ثم انصرف الى نبع الهامه الفني, فوضع عدداً من الالحان الراقصة لاغنيات اداها بنفسه... ثم سرعان ما اذاعتها الاذاعة المصرية بعد اجازتها واعلنت عن ميلاد مطرب صاعد اسمه فريد الاطرش... وعند تعاقده على انتاج فيلمه الاول اصر - كما اسلفنا - ان يضع الحان كل اغنيات الفيلم بنفسه.... وعندما اعترض المنتج تعهد فريد بأن يتحمل خسارة فشل ذلك الفيلم... الا ان الفيلم نجح نجاحاً هائلاً وبخاصة ذلك الاوبريت الذي يحمل اسم الفيلم او يحمل الفيلم اسمه «انتصار الشباب» ويرى ان احد الحاضرين للفيلم تساءل بالخفة المصرية المعروفة « اذا كان صاحب هذه الالحان اطرش? فماذا لو كان يسمع?». وفي أوائل الأربعينيات... وبعد نجاح فيلمه الاول وضع فريد لاخته اسمهان لحناً اهداه لها بمناسبة عملها في فيلمها الثاني والاخير... ذلك اللحن هو : «ليالي الانس في فينا» وما زال ذلك اللحن رغم مرور ستين عاماً على وضعه يتردد في دنيا العرب... وقد غنته عزيزة جلال واشتهرت به... وعزف اللحن جنباً الى جنب مع الحان لعباقرة الموسيقى في العالم. وفريد الاطرش هذا هو الذي طور فن الاوبريت الغنائي... اذ قلما خلا فيلم من افلامه منه. وقد غنى تلك الاوبريت مع مطربات من الصف الاول امثال صباح واسمهان ونور الهدى... وكان يستلهم جمله الموسيقية من اعماق الفولكلور الشعبي لدول عربية عديدة كالشام ومصر والعراق والمغرب العربي والسودان.. ولعل «بساط الريح» الذي لم يرق الى مستواه الفني اي عمل اخر في مجال التعبير عن وحدة العالم العربي في الروعة والانتاج والاتقان هو خير دليل على ذلك. ومن خلال الصورة الانطباعية الى ذلك الفنان: او تلك الظاهرة لا بد من ملاحظة اننا لسنا امام فنان نجم متفوق... ولكننا في الحقيقة نقف امام اربعة من الفنانين... وكلهم كبار فمن هم هؤلاء الفنانون الاربعة? انهم:

 1- العازف فريد الاطرش: ذلك ان العزف المتقن على آلة العود و التي باتت ترتبط بفريد فهو - وباعتراف الكثيرين - اعظم عازف عود في هذا العصر.. بل في كل العصور.

. 2- الممثل فريد الأطرش: كنا ونحن صغاراً نقول هذا فيلم فريد صحيح ان نجاح افلامه يعود الى شهرته كمطرب.... ولكنه مثل 31 فيلماً ومثل معه في ادوار ثانوية عدد من عمالقة السينما المصريين امثال: عادل امام, حسين فهمي, يوسف وهبي, فريد شوقي, اسماعيل يس, عماد حمدي ورشدي اباظه وآخرين.

3- المغني فريد الاطرش: كثيرون هم نجوم الغناء الذين وصلوا الى القمة بموهبة الغناء وحدها وها هو عبدالحليم حافظ... وتلك هي ام كلثوم... وذاك هو محمد عبدالمطلب... فهو اذن نجم من نجوم الغناء... ان لم نقل نجم ففي صوته عذوبة متكئة الى القوة... وفيه شجن يبعث الفرح... وفيه دفء يذوب في الاحاسيس رحيقاً يبعث السعادة في الروح... وفيه اقناع يغرف من موهبة , وفيه ارسال نابع من عبقرية.. وفيه انسيابية متصلة ببعضها كاتصال امواج البحر. صوت فريد... فريد بين الاصوات - لا يقلد, ولا ينسى. لا تشعر وانت تستمع اليه ان حنجرة واحدة هي التي تصدر ذلك الصوت... انما حالة صوتية كونية متفوقة توشك ان تصل الى حد الاعجاز. ومن هنا كان سر انتشار صوته عبر المكان... وعبر الزمان ايضاً... والا فكيف تغنى اغنية كالربيع مثلاً على مسرح القاهرة اكثر من عشرين مرة في كل عام وتبقى متجددة كتجدد الربيع ويعجب به الناس في دنيا العرب.

 4- الملحن فريد الاطرش: وفي رأيي ان الحانه هي سر خلوده. فقد خدمت موهبته كملحن وكل ما ذكر من مواهبه السابقة حتى أضحى فريد صاحب مدرسة لحنية لا تخطئها الاذن.. انه يبعث الحياة بالحانه حتى في الكلمة البسيطة ومنها ما تغنى به غير الناطقين بالعربية ومن هؤلاء داليدا.. والتركي ابراهيم نوران والأسبانية «ماي كازبيانكا» والثلاثي الأميركي «تريو» وقد عزفت الحانه في شتى انحاء العالم.

هؤلاء هم الفنانون الاربعة الذين يشكلون ظاهرة فنية خالدة اسمها «فريد الاطرش» حتى ان اي دارس محايد لمجمل الابداعات الفنية في عقر العمالقة ربما يتوصل الى ان فريد الاطرش هو الأول في ميزان الفن, كأعظم عازف.. واروع مطرب واشهر ممثل واكبر ملحن.. ويكفي ان فيلمه «لحن الخلود» قد حقق ارقاما قياسية في النجاح حتى أصبح معيارا للأفلام التي اتت بعده وحتى أن مدرسته الغنائية الراسخة قد أصبحت جزءا من الذوق العام.

بقى ان نعرف ان مشوار فريد الأطرش لم يكن سهلا.. فقد ظهر في عصر العمالقة.. واتخذ القرار الصعب بأن لا يعيش على هامش الفن .. فقد تطلع الى الوقوف الى جانب العمالقة وتجاوزهم إن امكن.. وكيف يستطيع ذلك وهو الشاب الفقير الفار من ظلم الاستعمار الى بلاد واسعة غريبة عليه.. وأهلها هم اساتذة العالم العربي في كل مجال من مجالات العلم والادب والفن? كانت هناك الموهبة وكان هناك ايمانه بتلك الموهبة.. فهو لم يكتف بما حققه من الافلام والاغنيات القصيرة رغم نجاحها.. بل تطلع الى وضع روائع تقف جنبا الى جنب الى جوار «كيلوباتره» و «الجندول» و «النهر الخالد» لمحمد عبدالوهاب.. فكان لحن «الخلود» و«نجوم الليل» و«أول همسة» و«حكاية غرامي» و«عش انت»... فهو لم يكتف بتلحينها وغنائها للاذاعة.. بل قدمها مباشرة للجمهور اكثر من مرة وفي حفلات تجاوز معظمها الساعة الكاملة. وحانت النهاية.. وكم كنت اتمنى لو توقف فريد عن العمل منذ اشتد عليه المرض... وكم اتمنى لو لم تشكل قضية التلحين لام كلثوم وعبد الحليم حافظ جرحا في قلب فريد. لان أم كلثوم لم تصل الى ما وصلت اليه الا بالحان المبدعين من الملحنين امثاله.. وكذلك عبدالحليم... قد تكون الحاجة الى المال هي السبب.. ولكن ليته استثمر دخوله الهائلة من افلامه وحفلاته واغانيه في اعمال تجاربه كما فعل الاخرون.. وكيف يفعل ذلك وهو الامير نسبا.. الكريم منهجا, المنقطع الى فنه مثيرا. وفي لحظاته الاخيرة على فراش المرض في بيروت.. نظر الى احد الاصدقاء حوله وطلب منه ان يفتح جهاز الراديو الذي الى «جوار سريره.. فانطلقت اغنية «أول همسة» فتساءل عن المحطة التي تبثها.. فقيل له «انها عمّان» ثم اغمض عينيه وكانت آخر همسة.

أما الاسئلة الحائرة فهي كثيرة، ولعل اول هذه الاسئلة موجه الى الاخوة المصريين: لماذا لا يحتفى بذكرى مولد ووفاة فريد الاطرش كما يحتفى بام كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ? ولماذا لا يخصص له جناح في معهد الموسيقى العربية كما خصص لمحمد عبدالوهاب? ولماذا تكتب قصة حياة عبدالحليم لتتحول الى فيلم سينمائي او مسلسل ولا تكتب قصة فريد?.. علما بان الدراما في قصة حياة فريد ستكون اكثر عمقا وتأثيرا اذا ما تطرق الكاتب الى طفولته وكفاح اسرته ضد الاستعمار الفرنسي البغيض. وتتوالى الاسئلة الحائرة: فريد الاطرش هذا لو كان عند غيرنا من الامم فهل سيفتك به النسيان? هذه الشخصية المبدعة المتفوقة, والتي سطعت كالشهاب في سماء الفن العربي, لماذا لا يشبعها الكتاب والنقاد الفنيون بحثا وتحليلا? لماذا لا تقدم بها رسائل الماجستير والدكتوراة في مجال الفنون? لماذا لا يرصد التراث الفني الهائل لهذه الظاهرة الفنية ثم يعاد تسجيله واخراجه بطريقة تمكن هذا الجيل والاجيال القادمة من الاطلاع عليه.

الرأي الأردنية في 26 ديسمبر 2004