شعار الموقع (Our Logo)

 

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

اندريه تاركوفسكي: «المرآة» يعمق تساؤلات عن الحياة والموت

سكورسيزي: صورة الذات عبر مجنون السينما والجراثيم والطيران

امير كوستوريكا طفل السينما العالمية المشاغب

باب الشمس اختارته الـ التايم من أفضل‏10‏ أفلام علي مستوي العالم

جيهان نجيم فيلمها القادم عن جون كيري

بيدرو المودوفار.. كلمة ختام حياتنا لم تكتب بعد

 

 

 

 

 

صوفيا لورين تألق في السبعين

إعداد-هالة دروج

 

 

 

 

 

 

أثارت الممثلة الشهيرة لورين باكال التي جاوزت الثمانين من العمر ضجة اعلامية عندما اعترضت خلال حديث صحفي معها أثناء حضورها العرض الأول لفيلمها htriB الذي تظهر فيه الى جانب نيكول كيدمان وتلعب فيه النجمتان دور الأم وابنتها على وصف أحد الصحفيين لكيدمان بأنها أسطورة· وقالت أن كيدمان لاتزال صغيرة على أن تنال مثل هذا الوصف· لكن بالتأكيد تتفق باكال على أن صفة الأسطورة يمكن أن تطلق بسهولة على نجمة مثل صوفيا لورين· فهذه الحسناء الايطالية لاتزال تجذب الانتباه اليها أينما وجدت اذ لا تزال تحافظ على تألقها بالرغم من احتفالها بعيد ميلادها السبعين قبل فترة وجيزة· ولم تستطع الخطوط الرفيعة التي بدأت تظهر حول العينين أن تؤثر على جمالها وجاذبيتها فهي لاتزال من الممثلات اللواتي يتلقين عروض عمل مهمة· فقد أنهت لورين مؤخرا تصوير فيلم (inareG ieD asaC aL ) وهو فيلمها رقم ·101

وبالرغم من كل هذا النجاح والتألق تقول لورين التي عاشت طفولة عانت فيها من الفقر: ''لا تنعتوني بالأسطورة· فهذا ليس مديحا لأن الأسطورة شيء خرافي غير حقيقي وغير محسوس· أما أنا فأجد نفسي قروية بسيطة ولست أسطورة·'' فالفنانة التي فازت بجائزة الأوسكار عن دورها في فيلم emoW owTَ الذي يعود لعام 1961 والتي لمع نجمها على مدى أكثر من خمسة عقود لاتزال ترى في نفسها صوفيا سيكولون الابنة غير الشرعية التي كانت مشردة في الشوارع إبان الحرب العالمية الثانية· وتعلق على ذلك بقولها: ''الانطباع الذي يكونه المرء عن نفسه في الطفولة يظل ملازما له مدى الحياة· فقد كنت ألقب بالعصا ولطالما كنت رمز الاغراء· عندما خضعت لأول امتحان في التمثيل قالوا لي أن أنفي طويل، وفمي كبير وذقني قصيرة· لكنني تعلمت فنون المكياج كي أجعل صورتي في أحسن حال ممكن·''

ظلت لورين تتمتع بصحة جيدة الى ما قبل أربع سنوات حيث أدخلت الى المستشفى لمعاناتها من مشكلة في القلب· لكنها تمكنت من تجاوز الأزمة واستعادة عافيتها بشكل كامل حيث عادت الى العمل في 2002 في فيلم sregnartS neewteB من اخراج ابنها ادواردو بونتي· كما تنوي النجمة الشهيرة الاستمرار في عطائها الفني اذ تقول: ''أنا راضية جدا عما قمت به من عمل في حياتي· وما زال في جعبتي الكثير لأقدمه وأشعر أن أمامي متسعا من الوقت لذلك· أريد أن أعمل في مزيد من الأفلام فأنا ولدت لأكون ممثلة وما زلت أمتلك الحماس لهذا العمل·''

خلال الخمسينات والستينات كانت لورين تعمل بشكل متواصل بمعدل عشر أفلام سنويا· وظهرت في أعمال ملحمية مثل (eripmE namoR eht fo llaF ehT  )  كما ظهرت في أفلام فازت بجوائز الأوسكار مثل (yaD laicepS Ah worromoT dna yadoT ,yadretseY
 ) وهما الفيلمان المفضلان لديها·

وتؤكد لورين أن نجوميتها ما كانت لتتحقق لولا دعم والدتها روميلدا فيلاني التي كانت نفسها تحلم أن تكون ممثلة· وتتذكر النجمة علاقتها بوالدتها قائلة: ''كانت تروي لي حكايات ما قبل النوم عن استديوهات التصوير في روما والنجوم الذين يعملون فيها· وكانت تصطحبني الى السينما كلما توافر لديها المال حيث كنا نذهب الى العرض الأول في صباح الأحد ونبقى هناك حتى العرض الأخير في الليل· كان هناك سحر يجذبني الى تلك الأماكن، وكنت دائما آمل أن أعمل في التمثيل·''

ملكة جمال بالستائر

عملت الأم روميلدا على اشراك ابنتها في مسابقة للجمال حققت فيها الفوز بما كانت ترتديه من فستان أعد من ستائر غرفة الجلوس في منزل جدتها· وبالنقود التي حصلت عليها من هذه المسابقة رافقت روميلدا ابنتها لأداء امتحان للتمثيل في أول فيلم ظهرت فيه· تتذكر لورين بدايات عملها السينمائي وتقول: ''كنت خجولة جدا· منحتني أمي القوة والطاقة كي أصبح ممثلة، ولولا دعمها لما تمكنت من تحقيق النجاح·''عملت صوفيا في فيلمها الأول sidaV ouQ في عام 1951 وهي في عامها الخامس عشر· وعندها اكتشفها المنتج كارلو بونتي الذي كان يكبرها بأكثر من عشرين عام فغير اسمها، وصقل صورتها كممثلة، وأقدم أخيرا على الزواج بها· تقول لورين: ''أحيانا أقرأ ما يكتب عني وعن حياتي فأجدها حياة سهلة، ويبدو لي أنني قمت بكل ما قمت به وكأنني أحمل عصا سحرية· صحيح أن الحياة أعطتني أكثر مما توقعت لكن كان هناك الكثير من التضحيات والمخاطر التي مررت بها·'' ومن بين هذه المخاطر علاقة صوفيا بكارلو بونتي الذي كان رجلا متزوجا· ولم يكن الطلاق ممكنا في ايطاليا لذلك استمرت علاقتها به فترة طويلة قبل أن يتمكنا من الزواج· ضغطت صوفيا على بونتي لتدبر أمر الزواج والا كانت ستتزوج من غيره اذ لم تكن تريد أن تسفر العلاقة عن أطفال غير شرعيين يعيشون بدون أب، وهي التي عانت بنفسها من حرمان الأب لنفس السبب· تقول لورين: ''عشت تجربة مريرة لعدم وجود أب في حياتي، وعرفت صعوبة أن يعيش الطفل بين أبوين غير متزوجين· لذلك لم أشأ أن أجعل أطفالي يعيشون نفس الظروف· كبرت وكان حلم حياتي أن يكون لي أب· لذلك سعيت للأبوة بكل طاقتي فقدمت أفضل أفلامي مع ممثلين ومخرجين كبار السن وتزوجت رجلا كبيرا بعمر والدي·''

تدبر بونتي أمر الحصول على طلاق غير نظامي وتزوج من صوفيا لورين· لكن الكنيسة الكاثوليكية في ايطاليا لم تعترف بالزواج وأعلنت الزوجين من الآثمين وهددت بالقبض عليهما بتهمة الزنى· بعد عشر سنوات من ذلك حصلا على الجنسية الفرنسية وأصبح زواجهما قانونيا· تتحدث صوفيا عن زواجها من بونتي الذي يبلغ الآن من العمر 92 عاما: ''عندما تجد الشريك المناسب يجب أن تتمسك به· مررت بلحظات اكتئاب وحزن ولكنني تجاوزتها· فالحب هو الذي يدوم· الصداقة بين الزوجين هي أساس العلاقة الناجحة اذ لا بد من وجود الثقة والتفهم والتسامح·''

إيجابية التفكير

تؤمن صوفيا أن الايجابية في التفكير تساعد المرء على الوصول الى ما يصبو اليه اذ تقول: ''أعتقد أنه عندما يسخر المرء طاقته للحصول على أمر ما فهو بالتأكيد سيكون في متناول يديه· أردت أن أتزوج من بونتي وفعلت· أردت أن أنجب أطفالا واستطعت بالرغم من العقبات الصحية التي واجهتها اذ تعرضت لحالتي اجهاض·'' وتستمتع صوفيا بأمومتها من خلال علاقتها بابنيها المخرج السينمائي ادواردو الذي يبلغ من العمر 30 عاما، وكارلو الذي يكبره بأربعة أعوام· وتضيف عن علاقتها بأسرتها: ''أهتم كثيرا بعائلتي فقد توقفت عن تقديم أفلام كثيرة لا ترقى الى المستوى لأكون مع أطفالي·''

لكن أطفال صوفيا ليسوا مثلها اذ نشأوا في بيئة مترفة· الا أن الأم تظل تذكرهم بأصولها المتواضعة فهي تحدثهم دائما عن أيام الحرب العالمية الثانية، وكيف كانت تنام في النفق حيث كان هناك الجرذان والمرض والموت· وظلت صوفيا تعاني بسبب ذلك من رهاب الظلام فهي لا تجرؤ على اطفاء النور عند النوم·لكن صوفيا لورين لا تخشى التقدم بالعمر وتقول: ''لماذا علي أن أخاف· فكل انسان سيكبر، ان كان محظوظا· التقدم بالسن أمر رائع·'' أما وصفتها للحفاظ على الشباب فتلخصها بقولها: ''لا توجد هناك وصفة للشباب· فأنا أحاول أن أحافظ على مظهري قدر الامكان، ولاأزال متحمسة للحياة وأحب أن أخوض تجارب جديدة·'' وبالرغم من حزنها الشديد على وفاة أمها في عام 1991 الا أنها لا تزال ماثلة في ذهنها وتضيف: ''كانت موجودة كلما احتجت اليها· جعلتني أشعر بالقوة وعندما أفكر في حياتي أشعر بالسعادة لأنني حققت لها حلمها من خلالي· لقد صنعت مني ممثلة واستمتعت بنجـــــــاحي· كانت هي صوفيا لورين الحقيقية ولست أنا·

الإتحاد الإماراتية في 24 ديسمبر 2004