شعار الموقع (Our Logo)

 

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

اندريه تاركوفسكي: «المرآة» يعمق تساؤلات عن الحياة والموت

سكورسيزي: صورة الذات عبر مجنون السينما والجراثيم والطيران

امير كوستوريكا طفل السينما العالمية المشاغب

باب الشمس اختارته الـ التايم من أفضل‏10‏ أفلام علي مستوي العالم

جيهان نجيم فيلمها القادم عن جون كيري

بيدرو المودوفار.. كلمة ختام حياتنا لم تكتب بعد

 

 

 

 

 

معظم جوائز دورته العاشرة يذهب الى آسيا...

الصين وإيران ولبنان تحصد جوائز مهرجان «كل الشاشات» السويسري

جنيف - أيمن يوسف

 

 

 

 

 

انتهت منذ أيام فاعليات الدورة العاشرة لمهرجان «كل الشاشات» السويسري الدولي الذي يختتم مهرجانات السينما في سويسرا في عام 2004. احتفال المهرجان الخاص بمرور عشر سنوات على ميلاده لم يأت بجديد في العمق. إذ بدت التغييرات التي أضيفت إليه هذا العام ثانوية، مثل تمديد مدته إلى عشرة أيام بدلاً من أسبوع، واطلاق اسم جديد على جوائزه هو «بريق الذهب» الذي يبدو أن إدارة المهرجان استوحته من اسم جائزة «نظرة الذهب» الخاصة بمهرجان فريبورغ (السويسري أيضاً). وربما يكون التغيير الوحيد والإيجابي الذي أضافه المهرجان الى هذه الدورة هو تحويل قسم «رؤى ما» إلى قسم تنافسي إلى جانب المسابقة الرسمية الدولية للأفلام الطويلة.

من ناحية أخرى، مازال الاهتمام بسوق الفيلم وحساباته التجارية، والاهتمام بالقنوات التلفزيونية المساهمة في رعاية المهرجان، مستمراً أكثر من اهتمام المهرجان باختيار أفلام المسابقة الروائية الطويلة.

ومن المؤكد أن كثراً رأوا في هذا خطأ كبير يجب على المهرجان تجاوزه في دوراته المقبلة، حتى ولو كان يهتم بشؤون التلفزيون ويسعى إلى إذابة الحدود بين الشاشتين الكبيرة والصغيرة، ليؤكد في النهاية أن الفن الجيد لا يتأثر بالوسيط الذي يقدم من خلاله، وأنه يمكن أن يقدم بالجودة نفسها سواء كان الانتاج تلفزيونياً أو سينمائياً.

وللتدليل على فكرته الرئيسية، يستضيف المهرجان سنوياً أحد مخرجي السينما المخضرمين من الذين قدموا أفلاماً من إنتاج التلفزيون، في برنامج «سينمائيون كبار على الشاشة الصغيرة». وكان ضيف هذه الدورة البريطاني ستيفن فريرز الذي عرض له المهرجان أفلامه الخمسة التي أخرجها للتلفزيون. ومن المخرجين الذين استضافهم المهرجان في دوراته السابقة دفيد كروننبرغ، جون فرانكنهايمر، أتوم آغويان، واسم الألماني الكبير الراحل راينر فاسبندر وآخرون.

المسابقة الرسمية

إثنا عشر فيلماً شاركت في المسابقة الرسمية نصفها كان بمشاركة الانتاج التلفزيوني، ومن بينها خمسة أفلام صورت بكاميرا رقمية. القليل منها، في العموم، كان على مستوى التنافس. لعل أحد المزايا في مسابقة هذا العام أن كل دولة شاركت بفيلم واحد فقط ما أتاح مشاهدة ثقافات سينمائية متعددة في فترة محدودة. الأفلام هي: «الأخوان» (فنلندا)، «ضدهم جميعاً» (البرازيل)، «تفاصيل» (السويد)، «المرأة الأخرى» للمخضرمة مارغريت فون تروتا (ألمانيا)، مسلسل تلفزيوني شعبي كان مشاركاً في مهرجان بوسان الكوري الجنوبي (الصين)، «الجنوب» (هولندا)، «كيف قتلت قسيساً؟» (مقدونيا)، «الحلم المر» (إيران)، «الجرح» (فرنسا)، «الملاك السابع» (الأرجنتين)، «شترنبرغ» (سويسرا)، «العودة إلى الوطن» (صربيا - ألمانيا) و«الحجارة» (فرنسا - إسرائيل).

أقسام تنافسية أخرى

وتكونت مسابقة الأفلام الروائية القصيرة من تسعة وأربعين فيلماً معظمها من أوروبا الغربية مع مشاركة استثنائية بفيلم واحد لكل من المجر والمكسيك وإيران والهند، إلى جانب الولايات المتحدة التي شاركت بثلاثة أفلام. أما مسابقتا «المسلسلات التلفزيونية الدولية»، و«الحلقات الدرامية التلفزيونية الطويلة»، فشملت، للأولى، سبع حلقات مسلسلة كان نصيب الانتاج الاميركي منها ثلاث، وحلقة واحدة لكل من روسيا، إنكلترا، كندا والبرازيل. وكانت حلقة «لمسة الشر» الأميركية البوليسية النفسية أحد أفضل هذه الأعمال. الحلقات من إنتاج النجم بروس ويليس، وتحكي عن ضابط شرطة شاب يصاب أثناء مطاردته إحدى العصابات بطلقة نارية في رأسه تؤدي إلى عدم إحساسه الكامل بمشاعر العاطفة وعدم قدرته على التحكم في كبح غضبه أمام السلوكيات الخاطئة بصفة خاصة. وتضفي هذه الخصائص الجديدة على الضابط كريغان مزايا في مهمته لتعقب مختطفي الأطفال وهؤلاء المنحرفين ذوي الولع باحتجازهم. ويستطيع كريغان الايقاع بأحد العلماء الذي كان بعيداً عن شكوك الشرطة إلى أن لاحظ الضابط الشاب غموضه وحرصه الشديد فتعامل معه بحدة وأنقذ ثلاثة صبية كان احتجزهم في مخبأ سري. لكن، على رغم أن هذه المزايا الجديدة التي طرأت على كريغان تفيده في مجال عمله، فإنها مثلت في الوقت ذاته إعاقة حقيقية في مسيرة حياته اجتماعياً وعاطفياً.

قسم «الحلقات الدرامية الطويلة»، تكون من ثمانية أعمال، من بينها اثنان لكل من إنكلترا والسويد، وفيلم واحد لكل من السويد وفرنسا وفنلندا وايرلندا بفيلم متميز في فكرته ومعالجته هو «الدليل» الذي يناقش مشكلة تهريب مهاجرين غير شرعيين إلى إيرلندا. ونشاهد ضحايا هذا التهريب، مثل واقعة وفاة فتاة من أوروبا الشرقية تبلغ الثالثة والعشرين داخل إحدى الحاويات، وحادث مقتل أحد الأشخاص الذي يسرق من آن إلى آخر السيارات، وأيضاً مقتل محاسب مرتشٍ. جميع هذه الحوادث لها علاقة بعمليات الهجرة غير الشرعية، لكن الأهم هو أن من يتعاونون مع سماسرة هذه التجارة هم من أصحاب النفوذ والمال والسلطات العليا ومن السياسيين الفاسدين.

في قسم «رؤى ما» أو «رؤى خاصة»، تنافس اثنا عشر فيلماً من أهمها الفيلم اللبناني «معارك حب» للمخرجة اللبنانية الشابة دانيال عربيد (34عاماً) الذي عرض وشارك في مهرجانات عدة طوال العام 2004, والذي يأخذ من الحرب خلفية لأحداثه التي تناقش ثقافة الحياة والموت الممثلة في شخصيات الفيلم نفسها.

من الأفلام المهمة أيضاً في هذا القسم «المدينة الجميلة» للمخرج الايراني أسجهار فارهاتي (32عاماً)، والفيلم البريطاني «الصليب المقدس» للمخرج مارك بروزل. يناقش الفيلم الإيراني فكرتي الاختيار والغفران وذلك من خلال صبي لم يبلغ بعد سن الرشد يقتل حبيبته ويُوضع في إصلاحية للأحداث. عندما يصل إلى سن الثامنة عشرة يكون هذا علامة على موعد إعدامه. الشخص الوحيد الذي في إمكانه انقاذه من الموت هو والد حبيبته الذي يسعى على تنفيذ القصاص. بعد رحلة طويلة وشاقة من إقناع الأب والتوسل إليه يوافق الأب على إلغاء إعدام الصبي لكن بعد أن يساوم على أشياء أخرى.

«الصليب المقدس» تدور أحداثه في إيرلندا الشمالية، عن العنف شبه اليومي بين الكاثوليك والبروتستانت: طالبتان يجب عليهما أن تسلكان يومياً الطريق نفسها لتذهب كل منهما إلى مدرستها الخاصة، إحداهما كاثوليكية والأخرى بروتستانتية. وعلى رغم تدخل القانون لتوفير الحماية للطلاب الكاثوليك عند ذهابهم إلى مدارسهم فإنهم لا يسلمون من الإهانات الثقيلة الموجهة إليهم من قبل متطرفين بروتستانت طوال الطريق. الفيلم مأخوذ عن وقائع حقيقية لهذا الصراع الطائفي الذي نشأ في منطقة في شمال العاصمة بلفاست عام 2001.

المسابقة السويسرية

ثمانية أفلام تنافست على جائزة أفضل فيلم تلفزيوني سويسري، وكان من المتوقع منذ البداية أن تذهب الجائزة (عشرون ألف فرنك سويسري) إلى أحد الأفلام الثلاثة: «حدثني عن الحب»، «رفيق جيد للطريق»، و«اللوم يلقى على الدمية»، (بطولة النجم باسكال أولي الذي نشرت «الحياة مقابلة معه في وقت سابق). وبالفعل ذهبت الجائزة الى فيلم «رفيق جيد للطريق» للمخرج الشاب فريدريك ميرمو، ربما لأن «حدثني عن الحب» للمخرج لورنزو غابرييل حاز على جائزة قناة TV5 الفرنسية لأفضل فيلم فرانكفوني، وربما أيضاً لمعاناة «اللوم يلقى على الدمية» ضعفاً ما في السيناريو على رغم الإخراج والتمثيل الجيدين.

جوائز المهرجان

وتكونت لجنة التحكيم الرسمية من سبعة أعضاء برئاسة المخرج الاميركي مونت هيلمان، ومنحت جائزة «بريق الذهب» (عشرة آلاف فرنك) لأفضل فيلم إلى الفرنسي - الإسرائيلي المشترك «الحجارة» كما منحت الجائزة نفسها (القيمة المادية نفسها) لأفضل إخراج إلى الصيني ووإير - شان عن فيلمه «مسلسل تلفزيوني شعبي»، جائزة التمثيل الرجالي منحتها اللجنة لإيفان جوردفيك عن دوره في «العودة إلى الوطن» للمخرج يوفان ارسينيك، وجائزة أفضل تمثيل نسائي للممثلة برنيلا أوخست عن دورها في الفيلم السويدي «تفاصيل»، للمخرج كريستيان بيتري، وقيمة الجائزة خمسة ألاف فرنك لكل من الممثلين.

الفيلم الإيراني «الحلم المر» للمخرج محسن أمير يوسفي حصد ثلاث جوائز: الأولى من لجنة التحكيم الرسمية للمساعدة في توزيع فيلمه (المهرجان تولى وضع الترجمة على شريطه)، والثانية هي جائزة أفضل فيلم من لجنة التحكيم الدولية لنقاد السينما، والثالثة من لجنة تحكيم الشباب.

أما فيلم «معارك حب» لدانيال عربيد، فحاز على جائزة «بريق الذهب» من لجنة تحكيم قسم «رؤى ما»، فيما حاز الفيلم الإيراني «المدينة الجميلة» من اللجنة نفسها على جائزة تشجيعية هدفها تعزيز انتشار الفيلم إذ تتولى إدارة المهرجان طبعه على اسطوانات «دي في دي» على نفقتها. أما جائزة الجمهور (3 آلاف فرنك) فذهبت للفيلم السويسري شترنبرغ.

الحياة اللبنانية في 24 ديسمبر 2004