شعار الموقع (Our Logo)

 

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

اندريه تاركوفسكي: «المرآة» يعمق تساؤلات عن الحياة والموت

سكورسيزي: صورة الذات عبر مجنون السينما والجراثيم والطيران

امير كوستوريكا طفل السينما العالمية المشاغب

باب الشمس اختارته الـ التايم من أفضل‏10‏ أفلام علي مستوي العالم

جيهان نجيم فيلمها القادم عن جون كيري

بيدرو المودوفار.. كلمة ختام حياتنا لم تكتب بعد

 

 

 

 

 

ليلي علوي القاسم المشترك في قضايا الأقباط أمام المحاكم في الآونة الأخيرة

سأقدم مزيداً من الأدوار ولا فرق عندي بين مسلمة و مسيحية

القاهرة ـ وليد طوغان

 

 

 

 

 

 

وسط حوادث متشابهة جاء قرار وزير الإعلام بمنع عرض مسلسل بنت من شبرا علي شاشة التليفزيون المصري ليثير جدلا لم تكن قد خمدت ناره بعد، خصوصاً وأن نفس الضجة كان قد أثارها فيلم بحب السيما منذ فترة قصيرة بدعوي أنه (مثلما دفع البعض تجاه مسلسل بنت من شبرا) يحض علي تقويض الوحدة الوطنية، ويثير ما يمكن ان يقال أنه خوض في أساس العقيدة المسيحية.

و لعل قرار وزير الإعلام بمنع عرض مسلسل بنت من شبرا هو الذي جعل بعض المحامين المسيحيين يرفعون الدعوي القضائية لمنع سفر فيلم بحب السيما للاشتراك في مهرجانات دولية، بعد أن كانت المحكمة قد رفضت دعوي أولي لمصادرة نسخ الفيلم الخام.

المثير في الموضوع أكثر من جانب، لكن الأكثر إثارة كون ليلي علوي هي القاسم المشترك في الدعاوي المرفوعة ضد الأفلام التي سميت بأفلام غضب الأقباط.

مسلسل بنت من شبرا الذي اشترت حق إذاعته أكثر من قناة فضائية مصرية والتي تقوم ببطولته الفنانة ليلي علوي يكاد يكون مشابها إلي حد كبير مع فيلم بحب السيما بطولة ليلي علوي أيضاً. وبعض الدعوات المرفوعة تختصم ليلي علوي بصفتها أحد الأبطال للعملين.

وشخصية ليلي علوي في العملين شخصية مسيحية تقابل ظروفا تريد تغييرها، وهو ما جعل البعض يتساءل عن معني اشتراك ليلي علوي في العملين؟!

وهل قصدت ليلي علوي إثارة المشاكل ، أم أنها كانت تود أن تقدم رسالة فنية حقيقية جديرة بالتقديم.

ولماذا اختارت ليلي الموافقة علي لعب دور في بنت من شبرا بعد الجدل الذي أحدثه فيلم بحب السيما والذي لم تخمد نيرانه بعد؟!

تقول ليلي علوي: لا يوجد فنان يقصد إثارة مشاكل بعمل فني يقدمه، فالأعمال الفنية رسالة سامية لها من المعاني ما يمنعها من ان تكون أداة للمشاكل والعرض علي ساحات القضاء .

موافقتي علي تقديم مسلسل بنت من شبرا كانت علي ما أذكر الجدل الذي صاحب بحب السيما، وبفرض لو كان جدل بحب السيما حدث قبل عرض نص مسلسل بنت من شبرا علي فالأكيد أن رأيي وموافقتي لم تكن لتتغير لعدة اعتبارات أراني ملتزمة بها علي أساس رسالتي التي أؤمن بها فعلاً.

·         ما هي تلك الاعتبارات خصوصاً وأن قضايا من هذا النوع بدأت تأخذ حيزا وشكلا ما علي الساحة الإعلامية لم تكن متوقعة؟!

حتي هذه اللحظة لا أعرف سر الاعتراض علي فيلم بحب السيما، وليس لدي أي رأي مقبول يجعلني أري ان مسلسل بنت من شبرا بأحداثه يمكن أن يثير مشاعر مضادة للوحدة الوطنية، وأعتبر كل ما قيل عنه من انه يصور نقاطا ضد المسيحيين المصريين عار تماماً من الصحة. تضيف: مثل تلك الأقوال هي التي تظهر الوحدة الوطنية مجرد شعار أمام وسائل الإعلام في الخارج، مع ان هذا ليس صحيحاً، المصريون كما في معظم أجزاء الوطن العربي يعيشون مع بعضهم البعض كمواطنين وليسوا طوائف دينية، وحتي هذه اللحظات معظم الإخوان المسيحيين لم يجدوا أي غضاضة في عرض مسلسل بنت من شبرا، لكن مع ذلك هناك من أدمنوا الإثارة، وجدوا أن صدي لجوئهم للقضاء إنما يعطيهم مزيداً من الشهرة ويظهر صورهم في وسائل الإعلام، ولم تلحظ معظم هؤلاء أنهم بتلك الأفعال إنما يثيرون نوعا من البلبلة لا أساس له.

·         لكن البعض يري ان مثل هذه الأعمال في حد ذاتها هي التي تثير البلبلة؟

لا أعتقد هذا، مسلسل بنت من شبرا قصة الأستاذ الأديب الراحل فتحي غانم، وهو أستاذ اجيال له من السمعة ما لا يدخله ابداً منعطف الإثارة أو الادعاء، رحمه الله، الأستاذ فتحي كما يعلم الجميع استاذ من اساتذة الزمن الجميل وقصة بنت من شبرا تحمل بالأكيد صفاته التي يعرفها الجميع، أما بخصوص فيلم بحب السيما فمؤلفه هاني فوزي مسيحي مصري، ومخرجه أسامة فوزي مسيحي مصري هو الآخر، والعمل الفني لم يكن أبداً ليصل لدرجة ان تحكم عليه لمجرد أن مؤلفه مسيحي أو مسلم، ولا كان الفن يناقش علي تلك الأسس التي تناقش علي أساسها اعمالنا الفنية اليوم.

تكمل: عندما قبلت دوري في مسلسل بنت من شبرا فعلته علي اساس عمق القصة وتفاصيلها فقدمت دور فتاة مسيحية كاثوليكية وقعت في حب شاب مسلم، وهذه ليست سبة أو وصمة عار لا في وجه الفتاة، ولافي وجه الشاب المسلم، والقصة نموذج لقصص ممكن ان تحدث كل لحظة وهي دليل علي أن التعامل في المجتمع المصري ليس مجتمع فرقة، إنما هو مجتمع متكامل يجمع كافة الطوائف تحت لوائه.

·     رغم كل ما تقولينه فإن مسلسل بنت من شبرا يمكن ان يشيع نوعا من التساؤلات الخاصة بموضوعه، فالأكيد أن حب المسيحية للمسلم يمكن ان يثير انتقادات البعض؟

مع احترامي للجميع فإن ما أراه يمكن أن يثير تساؤلات هو شيء يقلل من حجم فلان أو يثير حفيظة فلان لأنه شيء ضد سمعته أو شرفه، لكن لا يوجد في مصر عاقل يمكن ان يزدري دين.. نحن دولة وأشخاصا ومؤسسات نحترم أي دين سماوي ونقدسه، ونموذج المسيحية التي وقعت في حب مسلم ممكن أن تقابله في حياتك سواء داخل مصر أو خارجها.

و في الوقت نفسه لا يعني وجود هذا النموذج أي شيء ولا اية دلالة كان يقصدها المسلسل غير أنه يلقي الضوء علي نماذج اجتماعية تعالج درامياً .

تكمل: قرأت هذه التصريحات لأسامة فوزي مخرج فيلم بحب السيما علي صفحات إحدي الجرائد المصرية يقول فيه إن الرقابة بدأت تتفهم إلي حد كبير مدي دولية الرسالة الفنية للدراما، وطلب توحد جهات الرقابة علي الأعمال التي كان من المفروض ألا تفرق بين عمل وعمل علي أساس ديني، إنما وفق نقد مدروس يأخذ الاعتبارات الفنية وحدها كمساحة للنقاش ، لكن الذي يحدث هو تعدد الجهات الرقابية، فإذا وافقت رقابة المصنفات علي فيلم بحب السيما يخرج من الجماهير من يطالب منعه، وإذا وافقت الرقابة علي نص سيناريو فتاة من شبرا بدا لو أن لدي بعض المسؤولين تحفظ لعرضه لأنه يتعلق بالمسيحيين، وهي الأمور التي بالتأكيد تثير تساؤلات لدي الكثيرين حول ماهية الدراما التي أشبهها كمشرط الجراح الذي يغوص في الجسد ليعالج قضايا، وبين مزيد من الإثارة غير المبررة.

·     لو عرض عليك دور آخر مشابه يبحث نفس القضايا بعد الضجة التي أثارها بحب السيما ومسلسل بنت من شبرا هل تقبلينه دون تفكير؟

لم يسبق لي أن قبلت أمراً دون تفكير، ولو عرض علي دور مشابه يطرح وجهة نظر غير مسفة ولا تزدري الرسالات السماوية إنما تحترمها بالتأكيد سوف أقبله لأن رسالة الفن غير محدودة، رغم أن هناك من يريدون تحديدها برؤية غير متفهمة ولا فاهمة .

القدس العربي في 17 ديسمبر 2004