مخرج علي الطريق من أجل عرض فيلم «كليفتي» محمد خان |
حينما دعوت طلاب معهد السينما ومحبيها لمشاهدة تجربتي الديجتال «كليفتي» بقاعة مركز الإبداع في عرضين متتاليين، كان الإقبال فوق ما توقعت مما استدعي عرضا إضافيا بصالة الأوبرا الصغيرة لكل من لا يستطيع حضور عرض الفيلم بسبب كمالة العدد في كل من العروض السابقة بمركز الإبداع فالفيلم الديجتال مثل «كليفتي» هو في نهاية الأمر فيلم بمعني الكلمة سواء علي شريط سيليولويد 35 مم أو شريط رقمي، روائي طويل تحت عرف المدة الزمنية هيكله مبني كقصة وله أبطال، فني في تنفيذه صور بكاميرا ومعدات سينمائية وتحت إشراف مدير تصوير وإدارة مخرج إلي جانب نخبة من المحترفين سواء في الصوت أو المونتاج، صفات لا تفرقه عن مفهوم أي فيلم سينمائي، إلا أن في غياب آلات عرض ديجتال 100% مما يقلل بعض الشيء من مستواه البصري عن الأصل. لذلك العيب ليس في الشريط الرقمي قدر ما هو في نوعية آلة العرض الديجتال مثل كل الأجهزة الرقمية الأخري من «الفيديو» والـ دي في دي والكاسيت والسي دي.. إلخ هناك ماركات ومستويات و بالتالي أسعار مختلفة، من أكفأ أجهزة عرض الديجتال علي شاشات السينما هي ماركة «كريستي» التي انتشرت في صالات عرض بالولايات المتحدة وفرنسا وإنجلترا بهدف توفير نفقات طبع النسخ والعرض بالنظام الرقمي سواء بالاسطوانة أو الساتالايت. اليوم اكتشف أن في الصالات الحديثة لدينا مثل «جود نيوز» و«سيتي ستار» و«بندر المعادي» تعرض الإعلانات ومقدمات الأفلام المصرية بنظام الفيديو «ديجتال» حيث تم تجهيز هذه الصالات لهذا العرض. وإذا كنت قد قررت تسويق «كليفتي» عبر القنوات الفضائية العربية والأجنبية بعد أن تم وضع ترجمة بالفرنسية والإنجليزية لهذا العرض، فقد فكرت مؤخرا في استغلال هذا المنفذ الجديد والمتاح ليصل الفيلم إلي بعض شاشات العرض السينمائي دون اللجوء إلي تحويل النظام الرقمي إلي 35 مم إذ إنه مكلف بسبب ارتفاع سعر الدولار محليا، وليكون بمثابة خطوة مهمة نحو انتشار سينما مستقلة نحن اليوم في ألح الحاجة إلي ظهورها وهذا يستدعي اعتراف غرفة صناعة السينما وأصحاب دور العرض بهذا الواقع وتشجيعهم لسينما أخري لها جمهورها. فلو خصصت كل من هذه السينمات قاعة أو حتي حفلة في اليوم لهذه السينما، ستفتح أبواب لمواهب كثيرة من المخرجين والفنيين والممثلين وسيجد الجمهور نوعا آخر من الأفلام إلي جانب السائد، وبأقل التكلفة التي ستنحصر أغلبها في الدعاية وبدلا من عدد النسخ التي أحيانا تتعدي الثلاثين نسخة للفيلم، من الممكن الاكتفاء بخمس أو عشر نسخ من الفيلم الديجتال، فسينما «جود نيوز» لديها ثلاث قاعات وبالمثل «بندر المعادي» ثم هناك 13 صالة بسينما «سيتي ستار» وغيرها من القاعات بالقاهرة والإسكندرية وتدريجيا بالأقاليم. وإذا كان المركز القومي للسينما قد ا تجه مؤخرا إلي الديجتال في إنتاج الأفلام القصيرة ففرص وصول هذه الأفلام إلي شاشات السينما أصبح واقعا. فالاعتراف بسينما الديجتال بلا استحياء أو هروب سيتم عاجلا أو آجلا لأنه مؤشر واضح لسينما الغد فالمهرجانات الدولية مثلا احتضنت سينما الديجتال مؤخرا بدون تردد، هذا ما عدا مهرجان القاهرة ولو أنه دعاني لعرض «كليفتي» علي ضيوفه الأجانب في حفلة صباحية بمركز الإبداع دون التنويه عنه في برنامجه الرسمي أو إلحاقه في كتالوجه مما جعل عرضه وكأنه في الخفاء «حضره ثمانية أشخاص، اثنان فقط من الأجانب». اليوم أمام المهرجان القومي للسينما هذا العام فرصة تشريع للفيلم الديجتال في مسابقته الرسمية لتصبح هذه الخطوة بمثابة قدوة لخريجي معهد السينما من المخرجين الذين لايزالون يبحثون عن فرص ومنافذ يحققون بها أحلامهم السينمائية فقد آن أوان إعادة النظر في لوائح المهرجانات والمسابقات معاصرة لما يحدث من تطور في العالم الحديث. جريدة القاهرة في 14 ديسمبر 2004 |