شعار الموقع (Our Logo)

 

كتبوا في السينما

 

 

 

مقالات مختارة

اندريه تاركوفسكي: «المرآة» يعمق تساؤلات عن الحياة والموت

سكورسيزي: صورة الذات عبر مجنون السينما والجراثيم والطيران

امير كوستوريكا طفل السينما العالمية المشاغب

باب الشمس اختارته الـ التايم من أفضل‏10‏ أفلام علي مستوي العالم

جيهان نجيم فيلمها القادم عن جون كيري

بيدرو المودوفار.. كلمة ختام حياتنا لم تكتب بعد

 

 

 

سمير فريد يكتب عن مهرجانات السينما الثلاثة من المحيط إلي الخليج

غاب النجوم عن مهرجان القاهرة والمشكلة ليست في مراكش ولا في دبي!

 

 

 

المهرجانات العربية.. مهرجانات لأي سينما؟

خالد الرويعي 

في الوقت الذي تندر فيه الأفلام السينمائية العربية، تظهر علينا فجأة ثلات مهرجانات من شرق الوطن العربي إلى غربه، في بادرة غريبة من نوعها من دون إبداء أية اسباب حول هذا التضارب وما حصل من عدم تنسيق، حتى باتت هذه المهرجانات خطاً اقليمياً لتحصيل مصادر الرزق لبعض الفنانيين من النجوم، ممن يتباهى بهم السجاد الأحمر.

الكاتبة فيكي حبيب من الزميلة (الحياة) وهي ترصد مهرجان القاهرة السينمائي، تساءلت حول ذلك كاتبةً: »لماذا تكثر المهرجانات السينمائية في العالم العربي وتغيب السينما؟ سؤال شغل اهل الاختصاص فى الآونة الاخيرة مع تقاطع ثلاثة مهرجانات فى الفترة نفسها، عنينا طبعاً مهرجانات القاهرة ودبي ومراكش. منذ عامين شهدت السينما العربية تضاربا فى المواعيد بين مهرجان القاهرة ومهرجان قرطاج، وهذه السنة طال التضارب ثلاث مدن عربية، ولا نعرف ماذا يخبئ المستقبل.

واذا كان المهرجان القاهري هو الاعرق بين هذه المهرجان، اذ يعود تاريخه الى قبل ٨٢ سنة فإنه حتماً يواجه تحديات جمة خصوصاً مع اصطدام موازنته المتواضعة بموازنات ضخمة يحكى عنها في اروقة المهرجانات الاخرى، حتى انه حكي عن عشرات الاف الدولارات لجذب شون كونري من مهرجان مراكش الى مهرجان دبي من دون جدوي.

والمثير للسخرية فى الامر كله انه فى الوقت الذى تتسابق فيه المدن العربية على المهرجانات السينمائية، تعيش السينما العربية حال شح واضح، فلا يصل الانتاج السنوي الجدير بالمهرجانات الى اربعة او خمسة افلام، اضف الى ذلك تشتت النقاد الذين لا يصل عددهم الى عدد اصابع اليد الواحدة وقلة النجوم الذين يليق بهم اعتلاء السجادة الحمراء.

فى ظروف طبيعية يمكن اعتبار ظاهرة تعدد المهرجانات السينمائية ظاهرة صحية، لكن فى الظروف التى تعيشها السينما العربية لا يسعنا الا التعجب، والسؤال: هل اضحت المهرجانات السينمائية مجرد واجهة اجتماعية ام انها لا تزال تلعب دوراً فى خدمة الفن السينمائي، وبالتالي هل اضحى الممثل او الناقد سلعة غالية يكسبها من يدفع الثمن؟.

مهرجان دبي السينمائي

أسدل الليلة الستار يوم السبت الماضي على مهرجان دبى السينمائي الدولي الاول الذي استمر أسبوعاً عرضت خلاله حوالي سبعين فيلما من ٦٢ دولة بمشاركة مجموعة من نجوم الفن والسينما العرب والأجانب وتغيب عن المهرجان ضيوف كانوا على لائحة التكريم منهم الفنان العالمى عمر الشريف الذى اعتذر فى اللحظات الاخيرة كما غابت أفلام كانت ضمن عروض الليالي العربية لم يشاهدها الجمهور.

وقد أقيم حفل الختام بأحد المناطق الصحراوية حضره العديد من النجوم والشيخ احمد بن سعيد آل مكتوم رئيس المهرجان والقس ديزموند توتو الحائز على جائزة نوبل للسلام حيث شكل المهرجان نقطة انطلاق لدورات مقبلة ستحمل فى جعبتها الكثير من الطموحات والامال.

مهرجان القاهرة السينمائي

فاز الفيلم الإيطالي »حراس السحاب« للوتشيانو أودوريزيو بالجائزة الأولى »الهرم الذهبي« لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي وذلك في حفل ختام الدورة ٨٢ للمهرجان.

وقال رئيس المهرجان شريف الشوباشي في مقابلة خاصة مع (إيلاف) حول تضارب عدد من المهرجانات العربية أنه يجب أن يكون هناك مهرجانات سينمائية عربية، وأي مهرجان سينمائي عربي يدعم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومهرجان القاهرة هو أبو المهرجانات العربية، لأنّه أقدمها، وأكثرها رسوخاً، ولأنّه الوحيد المصنف في تصنيف الإتحاد الدولي لمنتجي السينما، ولكني أتمنى بعد ذلك ألاّ يحدث تعارض في المواعيد لأن هذا ليس في مصلحة أحد، وقد حصل هذا التعارض خلال هذا العام لأسباب خارجة عن إرادتنا.

مهرجان مراكش السينمائي

اختتمت مساء أمس الأول فعاليات مهرجان مراكش السينمائي الدولي الرابع (٦-٢١ ديسمبر) حيث فاز الفيلم الامريكي (سايدويز) للمخرج ألكسندر باين بجائزة النجمة الذهبية. ومنح المهرجان جائزة لجنة التحكيم مناصفة للفيلمين الصيني (أشباح كهربائية) لشياو دجيانج والسنغالي (مولادي) لعثمان سامبين. وفازت بجائزة أفضل ممثلة فيرا فارميكا عن دورها في فيلم (عمق الجرح) للمخرجة ديبرا جرانيك. أما جائزة أفضل ممثل فكانت من نصيب بوكدان ستوبكا عن دوره في الفيلم الروسي (الاقارب) لمخرجه ديميتري ميسخييف. واختتمت الدورة الرابعة للمهرجان مساء أمس في حفل حضرته ثلة من نجوم الفن السابع العالميين ورأسه الامير رشيد شقيق العاهل المغربي بتكريم ثلاثة من عباقرة السينما هم يوسف شاهين وشون كونري وكلاوديا كاردينالي.

الأيام البحرينية في 14 ديسمبر 2004

 

مهرجانات السينما ونظرية المؤامرة  

عماد النويري 

منذ ايام قليلة انطلقت الدورة الثامنة والعشرون لمهرجان القاهرة السينمائي، واليوم تنطلق دورة جديدة من مهرجان مراكش السينمائي، وغدا تنطلق الدورة الاولى لمهرجان دبي السينمائي، ويعني ذلك ان هناك ثلاثة مهرجانات سينمائية عربية تنطلق في اوقات متقاربة جدا، ويسعى كل مهرجان لاجتذاب الاعلام ولتحقيق مكاسب في استقطاب النجوم والافلام.

منذ ان أُعلن عن اقامة مهرجان مراكش ثم أُعلن عن اقامة مهرجان دبي وهناك حالة من القلق الشديد تسود الاوساط السينمائية خوفا من ان تكون هناك مؤامرة لسحب البساط من تحت اقدام مهرجان القاهرة والامر غريب!

مهرجان القاهرة كان يقام في النصف الاول من نوفمبر وتغيرت مواعيده بسبب شهر رمضان الكريم ولأن اختيار ديسمبر موعدا لمهرجانات اخرى لايعنى مطلقا ان الهدف هو القضاء على مهرجان القاهرة الذي اكد وجوده الدولي والعربي، رغم كل المشاكل التي يمر بها. ثم ما المشكلة في ان تقام خمسة او ستة مهرجانات عربية في التوقيت نفسه؟ هناك اكثر من مائتي مهرجان سينمائي تقام في العالم سنويا.

في المغرب يلعب مهرجان مراكش دورا مهما بتعريف اوروبا بالسينما المغاربية بشكل خاص والسينما العربية بشكل عام، كما يفتح المجال لإقامة حوار سينمائي بين السينمائيين لتبادل التجارب والخبرة والمعرفة، وحتى اذا كانت هناك تحفظات على تركيبة المهرجان وطبيعة تمويله ومدى استفادة السينما المغاربية منه فانه في نهاية الامر يمثل نافذة مهمة على السينما الاوروبية والعالمية.

وفي القاهرة وعلى المستوى السياسي لعب مهرجان القاهرة دورا كبيرا في التصدى لمهرجان القدس مع بداية ظهوره وفيما بعد استطاع مهرجان القاهرة ان يلعب دورا كبيرا في توصيل سينمات مختلفة الى المتذوق السينمائي المصري واستطاع ايضا ان يكون بمنزلة بيت العرب السينمائي حيث تلتقى اغلب النتاجات السينمائية العربية، ورغم ان المهرجان يمر بالعديد من المشاكل، خاصة مشكلة التمويل فان اهميته ما زالت تكمن في الاعتراف الدولي به وفي اكتسابه على مدى السنوات القليلة الماضية سمعة مهمة تؤهلة لأن يلعب دورا اكبر اذا توافرت له الامكانات لذلك.

وفي دبي التي ينطلق مهرجانها غدا ومنذ البداية حدد القائمون على المهرجان مجموعة محترمة من الاهداف لابد ان نرفع لها القبعات، وعلى رأس هذه الاهداف مد جسور التواصل الفكرى والثقافي، وخلق مناخ من التفاهم الدولي مع التأكيد على امارة دبي كملتقى خصب يجمع بين جميع الجنسيات التي تعيش على ارضها، اضافة الى ذلك (وهو يكفي) فان المهرجان يهدف الى الترويج لثقافة السلام بين شعوب الارض كافة. ولا يخفي القائمون على المهرجان طموحاتهم بان ينضم مهرجان دبي الى صفوف مهرجانات السينما العالمية وان يتمكن من ان يثبت جدارته كاحدى العلامات البارزة والمهمة على خارطة السينما العالمية.

كما نرى فان هناك ثلاثة مهرجانات مهمة وكبيرة ستوجد على خارطة السينما العربية غير مهرجاني دمشق وقرطاج، ومن المهم تشجيع هذه المهرجانات وتطويرها وتوفير كل السبل لنجاحها لأنها وسيلة مهمة لعرض صورتنا امام الاخر، ولأنها ايضا مهمة كنوافذ على جديد السينما العربية والعالمية، كما انها مهمة لخلق حالة حوار بين السينمائيين في المشرق والمغرب.

واتصور ان الذين يلقون بظلال الشك على مهرجاني مراكش ودبي باعتبارهما طرفي طوق حصار لاسقاط مهرجان القاهرة وباعتبارهما طريقا ممهدا لمشاركة السينما اليهودية ثم السينما الاسرائلية في ما بعد في المهرجانات العربية بعد ان رفض مهرجان القاهرة هذا الامر. على هؤلاء المؤمنين بنظرية المؤامرة الا ينسوا ان هناك علما اسرائيليا يرفرف في القاهرة منذ اكثر من عشرين عاما.

تحية لمهرجان القاهرة الذي استطاع الصمود. وتحية للمهرجانات الوليدة، ونتمنى ان يتلاءم الانتاج السينمائي العربي في القريب العاجل من حيث الكم والكيف مع كثرة هذه المهرجانات.

القبس الكويتية في 14 ديسمبر 2004

 

 

انتهي يوم الجمعة مهرجان القاهرة الـ 28 ويوم السبت مهرجان دبي الأول، ويوم الأحد مهرجان مراكش الرابع، ولم يتح لي حضور أي من المهرجانات الثلاثة ـ ورغم أنني كنت مدعوا للمشاركة في لجنة تحكيم مراكش ـ بسبب نزلة برد شديدة. وقد شاهدت ختام القاهرة في التليفزيون المصري بعد تماثلي للشفاء وانتكست معنويا بأشد من نزلة البرد!

من المؤكد أن مصر بتاريخها السياسي والثقافي العريق والحافل وموقعها الجغرافي المميز وتاريخها في السينما الذي يضعها علي المستوي العاشر علي كل بلاد العالم في المائة عام الأولي من تاريخ السينما من حيث الكم والكيف بعد أمريكا وروسيا والهند واليابان وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا، جدير بأن يقام فيها مهرجان سينمائي دولي كبير وكذلك دبي بموقعها الذي يربط العالم العربي بآسيا ومراكش بموقعها الذي يربطه بأوروبا، والقول بغرابة إقامة مهرجان سينمائي في دبي رغم عدم وجود صناعة سينما بالإمارات خاطئ تماما لأن مهرجانات السينما في العالم كله ترتبط بالأسواق وليس بالإنتاج المحلي وهناك سوق سينمائي في دبي.

مهرجانات السينما الدولية هي للسينما من كل دول العالم وليست للسينما القومية في هذا البلد أو ذاك ولذلك توجد مهرجانات قومية وأخري دولية. ومن ناحية مهرجان دبي قد يكون حافزاً لتنمية صناعة السينما في الإمارات.

وهناك بالطبع مواهب إماراتية في كل الفنون بما في ذلك السينما عبر الأفلام القصيرة وعبر إنتاج التليفزيون مثلها مثل أي بلد في العالم ولكن صناعة السينما لا ترتبط بجنسيات المخرجين الأصلية، وآلاف من الذين صنعوا الأفلام في هوليوود في الماضي لم يكونوا من الأمريكيين وآلاف من الذين يصنعون فيها الأفلام اليوم ليسوا أمريكيين.

أقول إن من المؤكد أن مصر جديرة بأن يقام فيها مهرجان سينمائي دولي كبير، ولكن من المؤكد أيضا أن مهرجان القاهرة ليس جديراً بأن يقام في مصر وإنما في قرية مجهولة في مكان ما من صحراء خالية أو جليد تستحيل الحياة عليه. لقد سحب الاتحاد الدولي اعترافه بالمهرجان بعد دورته الثالثة عام 1978 ومنعه من إقامة مسابقة من 1979 إلي 1990 بسبب الفشل التنظيمي وعدم مراعاة القواعد والأعراف الدولية.

وفي عام 1985 وهي الدورة الوحيدة من المهرجان التي نظمتها وزارة الثقافة والدورة الوحيدة التي تولي إدارتها كاتب هذه السطور تمكنت من إعادة الاعتراف الدولي بالمهرجان كمهرجان من دون مسابقة، وبصعوبة بالغة تمكن الراحل سعد الدين وهبة من إعادة الاعتراف بالمهرجان كمهرجان له مسابقة عام 1991، وبعد وفاة سعد الدين وهبة عام 1997 تولي المهرجان الممثل الفنان حسين فهمي وبذل جهودا للمحافظة علي القواعد والاعراف الدولية، ومنذ ثلاث سنوات تولاه الكاتب الصحفي شريف الشوباشي وبدأ التراجع إلي أن وصل إلي الصفر هذا العام.

شريف الشوباشي من أسرة لها باع طويل في الثقافة تشمل أعلاما مثل محمد مفيد الشوباشي وعبد الرحمن الخميسي، وكان «علي الشوباشي» رحمه الله من الصحفيين الخبراء والأدباء المبدعين والسينمائيين الواعدين وإن لم يحقق أحلاما في السينما، ولكن شريف الشوباشي قضي عشرين سنة مديراً لمكتب الأهرام في باريس، ولم يفكر مرة في حضور مهرجان كان علي بعد ساعة بالطائرة حتي عندما فاز يوسف شاهين بجائزة اليوبيل الذهبي عام 1997. ولم يعرف عنه أي اهتمام بالسينما علي أي نحو ولم يضبط في أي مهرجان سينمائي في أي مكان في العالم، ومع ذلك جاء من باريس ليهبط علي مهرجان القاهرة بالباراشوت.

لن يصدق أي سينمائي في العالم أن رئيس مهرجان القاهرة أصدر منذ شهور كتابا عن اللغة العربية وبغض النظر عن مضمون الكتاب فإن علاقته باللغة العربية مثل علاقته بالسينما.. لا شيء.

وكما واتته الجرأة علي قبول رئاسة مهرجان القاهرة واتته علي البحث في اللغة العربية وهو خبير شعارات سياسية علي الطريقة البعثية العراقية إذ يهاجم العولمة ويدعو إلي تحطيم اللغة العربية، بينما اللغة هي أساس مواجهة العولمة علي الصعيد الثقافي الشامل، ويقاطع السينما الأمريكية والسينما البريطانية منذ الدورة الماضية بسبب التحالف الدولي ضد نظام صدام حسين الذي تقوده أمريكا وبريطانيا، بينما غياب السينما الأمريكية والسينما البريطانية عن أي مهرجان دولي مثل من يكتب عن تاريخ الرواية العربية من دون الإشارة إلي نجيب محفوظ، وفرنسا التي تقود المعارضة ضد التحالف الدولي عرضت في مهرجان «كان» عشرات الأفلام الأمريكية كما في هذا العام وكل عام لأن السينما الأمريكية أهم سينما في العالم ولأن السينما الأمريكية ليست مؤممة ولا تتبع البيت الأبيض ومن دونها يفقد أي مهرجان كونه مهرجانا.

وبينما يقاطع شريف الشوباشي الدولة الأولي والثانية في التحالف كرم هذا العام الدولة الثالثة فيه وهي إيطاليا كضيف شرف بعد أن كرم فرنسا كضيف شرف العام الماضي ومسألة اعتبار سينما ضيف شرف في أي مهرجان ابتكار من غير ذي خبرة لا وجود له في أي مهرجان في العالم وهناك مهرجانات متخصصة في السينمات القومية تعرف في كل دورة بإحداها، ولكن ليس في مهرجان دولي وليس من دون كتاب «مرجع» يصدر عن هذه السينما، ويكرم مهرجان القاهرة ـ بالجملة ـ العديد من الشخصيات من دون كتب أيضا وحتي من دون ولا فيلم أحيانا، وهذا أمر لا مثيل له في أي مهرجان دولي أيضا، فالتكريم في المهرجانات السينمائية الدولية يكون لشخصية واحدة كل دورة.

وقد أعلن شريف الشوباشي منذ شهور أن رئيس لجنة التحكيم المخرج الإيطالي بوبي أفاتي وهو مخرج متواضع القيمة في رأيي كناقد ولكن له محبيه والكثير من أفلامه عرضت في مسابقات مهرجان كان، ومعروف دولي علي أية حال أي لن يسأل أحد من يكون، وفجأة تولي رئاسة اللجنة «مدير» ستوديوهات شيني شيتا في روما وقال عنه الشوباشي في كلمته في حفل الختام إنه رجل مهم جدا لا يكف تليفونه المحمول عن الرنين! وكما هو متوقع فاز الفيلم الإيطالي الذي اشترك في المسابقة بالجائزة الذهبية، وفاز المخرج الوحيد المعروف دوليا نسبيا الذي اشترك في المسابقة «الارجنتيني فيكتور أوليفييرا» بجائزة أحسن مخرج وفازت إيناس الدغيدي عن جدارة بجائزة أحسن فيلم عربي عن «الباحثات عن الحرية» ولكن لماذا يفوز الفيلم المصري الآخر في المسابقة بجائزة أحسن ممثلة هل لتفوز كل الأفلام المصرية في مهرجان مصر؟!

ووجه الشوباشي في كلمته اللوم إلي نجوم السينما المصرية الذين ذهبوا إلي دبي ومراكش، وفضلا عن أن هذا اللوم يتعارض مع نزعته القومية التي تجلت في مسرحيته «لن تسقط القدس» عام 2002 حيث وجه دعوة مبطنة لأحد قادة «العروبة» ليكون صلاح الدين الجديد الذي يحرر القدس، فإن لومه هذا كان إهانة لنجوم مصر الذين حضروا حفل الختام وهم مديحة يسري ومحمود عبدالعزيز وليلي طاهر وإلهام شاهين وبوسي ومحمد هنيدي وعبدالمنعم مدبولي وغيرهم، ثم من قال إن علي كل نجوم كل بلد أن يحضروا كل مهرجان يقام في هذا البلد، من قال لشريف الشوباشي ما قاله إن نجوم فرنسا لا يتركون فرنسا أثناء مهرجان «كان»، ولكن الرجل يظلم نفسه فمن أين له أن يعرف أن هذا الكلام محض هراء؟

ولأنه لا يعرف ـ ورغم «مقاطعته» السينما الأمريكية ـ قام شريف الشوباشي في حفل الختام بتقليد «قرودي» لحفل جوائز الأوسكار الأمريكية حيث سبق الإعلان عن كل جائزة الإعلان عن ثلاثة أفلام كانت مرشحة للفوز بها من قبل لجنة التحكيم، وهذا أمر لا يحدث في أي مهرجان دولي كبير أو حتي صغير لأن نظام الأوسكار يختلف اختلافا جذريا، وما حدث في ختام مهرجان القاهرة لا يعدو كشف لأسرار لجنة التحكيم وتطويلا من دون مبرر ولا يثير سوي الارتباك إلي جانب عرض نفس المقطع من عدد من الأفلام أكثر من مرة لترشيحه لأكثر من جائزة ، ولا تفعل المهرجانات الدولية ذلك لأنه يتضمن تعريضا بالأفلام التي شاركت في المسابقة ولم ترشح لأي جائزة ولا يعرف الشوباشي أيضا أن تبرير كل جائزة بكلمات إنشائية تنطبق علي أي فيلم  وأي تمثيل وأي إخراج ليس من تقليد ولا اعراف المهرجانات الدولية، لقد قتل الرجل المهرجان وبقي معرفة موعد تشييع الجنازة.

جريدة القاهرة في 14 ديسمبر 2004