محمد كريم: كان يرد علي الوجوه الجديدة بنفسه(4/4) الشخصية القوية.. شرط العمل في السينما سامي كمال الدين |
في زمن صارت فيه الأغنية تصنع نجما وفيلم يرفعه إلي عنان السماء, لم يعد أحد يهتم إلا بنفسه, ولاداعي للوجوه الجديدة دون واسطة ولاداعي للأصوات النادرة فهي تظهر كم من الأصوات الحالية قميئا, لذا لا نجد من يتفرغ الآن لاكتشاف المواهب الجديدة, أو حتي يهتم بالرد علي رسائل المعجبين والمعجبات, وإن كان يرد فمن خلال مدير أعماله, لكن مخرجا عظيما مثل محمد كريم لم يتوان عن الرد بنفسه وبخط يده علي خطابات المعجبات والمعجبين وعلي الوجوه الجديدة التي كانت تريد أن تشارك في مجال التمثيل, وإن كانت هذه الطريقة هي التي قدمت فنانة رائعة في قامة فاتن حمامة التي التقاها كريم ووالدها وأجري لها عدة اختبارات لتشارك في فيلم يوم سعيد مع محمد عبد الوهاب, وهناك الآن مئات من فاتن حمامة ليت مخرجينا يبحثن عنهن لأننا في حاجة إلي ممثلات مثل فاتن حمامة وسعاد حسني وشادية.فمثلا كتب كريم: القاهرة في17 مارس سنة1934. عزيزتي الآنسة.. تحياتي واحترامي, وبعد فقد وصلني خطابك الثاني ومعه الصورتان, وإني أشكر لك اهتمامك وألبي طلبك مستعدا للمقابلة في الوقت الذي يروق لك, علي أن تحدثيني تليفونيا في الساعة الثانية بعد الظهر من أي يوم تشائين. وآسف أن أبلغك بأن اطلاعي علي الصورتين لم يمكني من الاهتداء إلي حكم صحيح, وذلك لصغر حجمهما وعدم وضوحهما. فارجيء هذا إلي حين مقابلتك وأرجو أن تتقبلي فائق تحياتي. وفي رسالة أخري كتب: فقد تسلمت خطابك الذي تعرضين علي فيه أمر اشتغالك في السينما, ومع أن مبدئي هو إهمال الخطابات التي لا تسفر صاحبتها عن الاسم الكامل دون التستر وراء الحروف الأولي منه. فإني أتجاوز في ذلك وأجيبك بأني أقبل النظر في رغبتك. أرجو موافاتي بصورتك الفوتوغرافية أولا. وفي رسالة لأخري تريد الاشتغال في السينما رد عليها قائلا: وبعد فقد تسلمت مع الشكر الفائق خطابك الرقيق وصورك الفوتوغرافية. وسرني أن أصارحك بأنني بعد اطلاعي عليها. أتنبأ لك بمستقبل باسم. إذ تدل هذه الصور علي ما تتمتع به صاحبتها من شخصية هي النقطة الأساسية التي يحتمها الفن في من تهوي السينما. علي أنني أفضل ـ مادمت بعيدة عن القاهرة ولا يتسني لي أن أراك أن تتفضلي بإرسال طائفة من صورك في أوضاع طبيعية مختلفة تلتقط بواسطة آلة التصوير للهواة وكم يكون سروري فائقا إذا تكرمت بمعلومات أوفي عن نفسك أستطيع بواسطتها تكوين رأي أتم مما صوره لي خطابك الذي نحن بصدده. وفي انتظار ردك أرجو التفضل والقبول. وهناك رسالة أخري كتب فيها: إن أول ما لفت نظري في جوابك هو موافقة والديك علي اشتغالك في السينما إذ لا نقبل مطلقا أن يكون دخولك في هذا المجال يصدر منه أي عمل منك مخالفا لرغبتهم, فالشرط الأساسي لأن تشتغل فتاة من بنات العائلات المحترمة هو موافقة ذويها. وإذ كنا نود ألا تكون هناك عقبات تقف في سبيل الفتاة التي تود الاشتغال في السينما ونتمني لها النجاح, ومع فرض تغلبك علي رغبة والديك وإجبارهم للنزول علي رغبتك. فإن هناك عقبة أخري ظاهرة في صورتك وهي بدانتك التي تحول بكل أسف دون قبولك والعمل في الفيلم الذي نشتغل بإخراجه. مع خالص تحياتي. محمد كريم ويبدو أن محمد كريم يحضر لفيلم سينمائي جديد سمعت عنه أو قرأت عنه خبرا في إحدي الجرائد فأرسلت إلي كريم تطلب العمل معه في هذا الفيلم ويبدو أنها تنتمي إلي إحدي العائلات العريقة في مصر قبل أن تتآكل الطبقة الوسطي التي كانت بمثابة الميزان الذي يعدل بين الطبقتين الثرية والفقيرة. وهنا يقول: عزيزتي المحترمة الآنسة تحية وسلاما وبعد فقد تسلمت كتابك, وسرني أن أجد فيه خفة الروح وظرف الحديث, كما سرني أن أجد بين الفتيات المتعلمات من تري في نفسها الهواية والكفاية للظهور علي الشاشة. علي أنني أري قبل أن تجشمي نفسك مشاق السفر من الإسكندرية أن تبعثي إلي بصورتك الفوتوغرافية ثم تنتظري مني الرد الذي أتعشم أن يكون متضمنا استدعاءك للاتفاق وإني انتهز هذه الفرصة فأرجو أن تتقبلي وافر شكري وفائق احترامي. القاهرة في12 مارس سنة.1934 وفي رسالة أخري أرسلها عزاء لزوج سيدة قد رحلت وهي قريبة من قلبه وعقله ويعتز بمعرفتها يقول: عزيزي سمعت بتلك الفجيعة فتأثر بها قلبي وهزتني هزا عنيفا لأني كنت أدرك أثر اختفاء أحب الناس مني في الوجود وبودي أن أقول كثيرا ولكني أخشي من تكرار ذلك علي نفسي المكلومة فأسأل الله أن يلهمك الصبر ويسبغ علي المرحومه شآبيب رحمته وغفرانه. أما محمد صفوت ـ بكباشي ـ فقد كتب إلي كريم قائلا: عزيزي الأستاذ كريم اسمح لي أن أقبلك وأحييك وأدعو لك بالصحة والتوفيق والسعادة. يا سيدي أنا عاجز عن شكرك علي ظرفك ومودتك وكرم أخلاقك. أنت في الحقيقة أسرتني بظرفك ولطفك ومقابلتك الأخيرة لي في مصر تركت في نفسي أعمق الأثر فأنا فخور بك وبأخلاقك وفخور بمعرفتك وصداقتك وثق أني أشعر بالسعادة أن مكنني ربي بالقيام بأي خدمة لك في أي وقت بس أؤمر وألف ألف شكر علي الصور فقد ذكرتني بأيام العجمي الحلوة. وأني أشكر الظروف لأنها عرفتني بالشخصية المحبوبة العزيزة المحترمة التي أعتز بها. ختاما أشكرك وأشكر ظرفك وأرجوك أن لا تنسي أخاك المخلص الذي يتمني لكم أي خدمة. محمد صفوت بكباشي1946/10/1 وفي خطاب يقول كريم دون الإفصاح عن اسم المرسل إليها الخطاب: تسلمت خطابك الرقيق وأشكرك علي ما بدا فيه من شعور نبيل كما أني أهديك تحياتي وأبعث إليك تهنئتي بهذا العيد السعيد. أدامه الله عليكم وأنتم في أحسن صحة وأوفر هناء. بصورتي الفوتوغرافية دليل تقديري لتقديرك. أما في هذا الخطاب فقد أرسل لشاب يطلب العمل في شركة فيلم عبد الوهاب وهي شركة متخصصة في الإنتاج السينمائي لأفلام عبد الوهاب كتب: حضرة... بعد التحية تسلمت خطابك الذي تطلب فيه الالتحاق في فيلم عبد الوهاب كممثل وردا علي خطاب حضرتك أتشرف بإفادتك بأننا لم نشرع بعد في انتخاب الذين سيشتركون في روايتنا الجديدة وعلي كل حال فإني سأحتفظ باسمك مؤقتا لحين النظر في أمر من يقع عليهم الاختيار. وبعد فهذا جزء من خطابات عديدة كتبنا بعضا منها في الحلقات السابقة وهي بمثابة قطعة من القلب تحوي تاريخا مهما للسينما المصرية نتمني أن يهتم بمن يؤرخ له* الأهرام العربي في 4 ديسمبر 2004 |