الأهرام العربي تنفرد بالرسائل الخاصة لمؤسسي السينما المصرية(3/4) يوسف وهبي: سلفني ألف ليرة يا كريم!! سامي كمال الدين |
تستطيع أن تخسر حبيبة ويطويها النسيان مع الزمان, لكنك لا تستطيع أن تخسر صديقا حفر مكانا في قلبك وعقلك وحياتك وأيامك, فحتي لو تعرفت إلي مئات الأصدقاء سيبقي مكانه شاغرا وذكراه طيفا لا تنساه, ولم يستطع محمد كريم أن ينسي ربيب طفولته وصديق عمره يوسف وهبي رغم كل ما فعله فيه, علي حسب كلام ابنته ديانا كريم التي صرحت به فقد تنكر لأبيها ولم يعطه أجره عن فيلم أولاد الذوات أول فيلم مصري ناطق, وبل كان الاتفاق المسبق بينهما أن يسافر كريم لتصوير وتحميض الفيلم في فرنسا وأن يتعهد يوسف بدفع مصاريف شهرية لديانا ووالدتها تخصم من أجر إخراج كريم للفيلم, لم يعطهم شيئا, وقد التقته ديانا ووالدتها ومعه كريم في إحدي الحفلات, وسلم كريم علي صديقه بحفاوة لكن والدة ديانا رفضت أن تسلم عليه حين مد يده إليها, ولما طالبته بحقهم قال لها وهل معك عقد, هل معك ما يثبت؟! ورغم هذا ظل الإخلاص طابعا في كريم حتي رحيله لصديق عمره, ونحن لا نقلل من قامة فنان كبير في مكانة يوسف وهبي, فهو قد كتب في مذكراته التي أعدها حسين إمام عمر, أكثر من هذا, قال إنه كان يمارس الجنس ولا يفيق منه طوال عمره, وأنه كان يشرب الخمر بشراهة, ولم يوجد بلد سافر إليه إلا وكانت له فيه ليالي حمراء, إذن هو اتخذ الصراحة في مذكراته ولا تعيبه الصراحة علي صفحات الأهرام العربي في مجموعة الرسائل التي تنفرد بها, ففي هذه الرسالة التي أرسلها يوسف وهبي من بيروت إلي صديقه كريم الذي كان في روما يقول: عزيزي كريم: أرسلت لك خطابا البارحة ولعله وصلك, وأقول لك يامحمد إذ ليس لي صديق إلا أنت, إن حالتي المالية صعبة جدا لأنه حدثت لي كارثة ألزمتني بصرف كل ما عندي وأخبرك بلا خجل لأنك محمد أخي, وتفهمني أكثر من أي إنسان في العالم, إن سكوني في اللوكاندة ليس إلا نتيجة أن صاحبة البانسيون لم تقبلني بدون نقود, أنا خجل أن أذكر لك كل ذلك, ولكن ليس لي أخ إلا أنت صدقني, ويمكنني أن أصرح له بحقيقة آلامي, فيا محمد أرجو أن تسمح لي أن أرجوك رجاء هل يمكنك أن تساعدني بمبلغ ألف ليرة لو كان في إمكانك حتي يرسل لي أبي مصروفي الشهري, وأنا أرسلهم لك, أنا خجل جدا يا محمد من ذكر ذلك لك ولكن أنت تعلم أن ليس لي أخ في العالم إلا أنت وأن آلامي مبرحة وأبكي ليل نهار من أجل ذلك, فإن أمكنك يا وحيدي فأرسلهم لي بالبوستة, حين وصول هذا, وكن علي ثقة أنك تنجيني بذلك من مواقف قتالة من الخجل, وعلي كل أنا شاكر لك ألف شكر, ولو وصلتني الفلوس سأدفع ما علي وأحضر إليك في روما وأشرح لك كل ما حدث لي ولعلك تكون ناجحا إن شاء الله في كل أعمالك وتقبل من أخيك يوسف آلاف القبلات والمحبة. يوسف وهبي 1921/1/24 وفي الاحتفال بالعيد الفضي لفرقة رمسيس أرسل إلي كريم في1937/2/25: حضرة الأستاذ المحترم محمد كريم أتشرف بإبلاغ حضرتكم بأن احتفالات العيد الفضي لفرقة رمسيس, تبدأ بعد ظهر يوم الاثنين10 مارس سنة1947, ولا يخفي ما كان للجهود الفنية لفرقة رمسيس, مدي خمسة وعشرين عاما, وعلي رأسها الأستاذ يوسف وهبي بك, من أثر كبير في النهضة التمثيلية الحديثة, سواء في المسرح أم السينما, الأمر الذي جعل هذه الجهود تتوج بالرضاء السامي. ولما كنا نثق تماما في أنكم تقدرون الجهد الفني كل التقدير, لذا كان واجبا علينا أن نتشرف بدعوة حضرتكم للمشاركة في احتفالات العيد الفضي, تكريما للفن والفنانين. فنرجو أن تتفضلوا حضرتكم بالمساهمة بما ترون مشكورين, لتظهر احتفالات هذا العيد في إطار بديع يعبر أكمل التعبير عن أجمل معاني التكريم. وغني عن البيان ما سيكون لاشتراك حضرتكم من أكبر الأثر لدي القائمين بهذا العمل النبيل. كما أتشرف برجاء أن تتفضلوا بالعلم بأن الاشتراكات ترسل باسم حضرة صاحب العزة الدكتور محمود ماهر بك, رئيس الهيئة التنفيذية للعيد الفضي ـ21 شارع يوسف الجندي بالقاهرة. وفي ظل حضرة صاحب الجلالة الملك راعي الفن والفنانين, نرجو لكم أطيب التمنيات, وتفضلوا بقبول أجزل الشكر ووافر الاحترام. وتعالوا نتعرف إلي برنامج موجز لاحتفالات العيد الفضي لفرقة رمسيس لنعرف بعدها ماذا كان رد كريم علي هذه الرسالة. في مساء يوم الأحد9 مارس
كلمة حضرة صاحب السعادة رئيس هيئة الشرف من الإذاعة اللاسلكية. الخامسة بعد ظهر يوم الاثنين10 مارس حفلة شاي بفندق شبرد تهدي فيها شارات العيد علي المدعوين وكذا الكتاب التذكاري عن المسرح المصري وأثر يوسف وهبي فيه, وستلقي في الحفلة كلمات من بعض حضرات أصحاب السعادة والعزة أعضاء هيئة الشرف للعيد وسيدعي إليها كبار رجال الدولة الرسميين ورجال الأدب والفن والصحافة. التاسعة مساء يوم الاثنين10 مارس تقام حفلة تمثيلية بمسرح ريتس حيث يمثل فيها يوسف وهبي بك بالاشتراك مع فرقة رمسيس رواية المجنون باكورة إنتاج مسرح رمسيس, وتعزف خلال الحفلة موسيقي سلاح الفرسان الملكي وسيدعي إليها بعض رجالات مصر. العاشرة مساء يوم الأحد16 مارس تقام حفلة ساهرة كبري في أوبرج الأهرام يسهم فيها عدد كبير من كبارالفنانات والفنانين مشاركة منهم بفنهم, في تقدير فرقة رمسيس وأثرها في النهضة المسرحية الحديثة. وقد كتب كريم إني من أشد المعجبين بصديقي الأستاذ يوسف بك وهبي, ويبدأ هذا ناحيته منذ أن درج كلانا في مرحلة الطفولة إلي رحلة الشباب, ثم إلي مرحلة الكهولة إذ ما كنت أشعر نحوه كل هذه السنين إلا بأخوة امتزج بها التقدير والإعجاب, فإذا كان المجتمع الذي كان يوسف بك يتزعم هديه بفنه يري أن من أول الواجبات عليه أن يترجم لي عن هذا الإعجاب بحفلة يقيمها له, فأني ليأخذني الإخلاص إلي المساهمة في هذا التقدير احتفالا بالعيد الفضي لمسرحه العتيد وآمل أن يمد الله في أجلنا حتي نحتفل بعيده الذهبي إن شاء الله. وأرفق مع هذا إذن بوستة عشرة جنيهات أرجو أن تتنازل اللجنة بقبوله مع وافر الاحترام والتقدير والإعجاب مني. ورغم أن أحدا لم يطلب من كريم أن يتبرع بشيء فإن تعبيره عن إحساسه بالفرح دفعه لأن يدفع هذا المبلغ الذي كان باهظا وقتها لصديقه العزيز الذي لم يكن في احتياج إليه عام.1947 ومن يوسف وهبي إلي محمد كريم, والوجوه الجديدة حيث كتب رسالة علي الورق الخاص بشركة الإنتاج الخاصة بمحمد عبدالوهاب, الذي أنهي بعد ذلك علاقته به, بعد أن مل من اشتراكات عبدالوهاب من ناحية الأفلام والأغاني, حيث جاء الخطاب كالتالي: فيلم عبدالوهاب مصر في3 مايو1941 شارع الموسكي رقم34 تليفون51903 حضرة الآنسة سهير هانم تسلمت خطاب حضرتك وبداخله الصور الأربع الفوتوغرافية, وأتشرف بإبلاغك بأن هناك أملا في اشتغالك بالفيلم المزمع إخراجه قريبا, ولكن علي أن يسند إليك دور من الأدوار الثانوية. فإذا وافقك ذلك فأرجوك إفادتي حتي يتسني لي أن أحدد لك موعدا للمقابلة, مع خالص تحياتي وشكري. محمد كريم وفي رسالة أخري في القاهرة في12 مارس سنة1934. عزيزتي المحترمة الآنسة تحية وسلاما: وبعد فقد تسلمت كتابك, وسرني أن أجد فيه خفة الروح وظرف الحديث, كما سرني أن أجد بين الفتيات المتعلمات من تري في نفسها الهواية والكفاية للظهور علي الشاشة. علي أنني أري قبل أن تجشمي نفسك مشاق السفر من الإسكندرية أن تبعثي إلي بصورتك الفوتوغرافية ثم تنتظري مني الرد أتعشم أن يكون متضمنا استدعاءك للاتفاق وإني أنتهز هذه الفرصة فأرجو أن تتقبلي وافر شكري وفائق احترامي, القاهرة في12 مارس سنة1934
* المعجبات وشيخ المخرجين * رسائل خاصة جدا تفجر مشاكل الأهرام العربي في 27 نوفمبر 2004 |