النجمة الفرنسية ماري جيلان لـ «الحياة»: الجحيم هو الآخرون باريس - نبيل مسعد |
انطلقت الفرنسية ماري جيلان في مهرجان «كان» 1999 بفضل فيلمها «غروب الحريم»، من إخراج التركي فرزان أوزبـتـيك، حيث أدت شخصيـة امرأة تبدو ساذجة في بداية الأمر ثم يتضح، عبر أحداث السيناريو، انها قادرة على ارتكاب جريمة قتل من دون أي تردد وببرودة أعصاب هائلة، إذا كان لها مصلحة في ذلك. وكانت جيلان قد ظهرت في أفلام ناجحة مثل «الطعم» لبرتران تافرنييه، و «أبي هذا البطل» لجيرار لوزييه المتزوج من لبنانية، إلى جوار الممثل الكبير جيرار دوبارديو، و «الأحدب» للراحل الآن فيليب دي بروكا، إضافة الى مشاركتها الدورية في أعمال مسرحية ناجحة فوق خشبات باريس أهمها «هستيريا» من إخراج الأميركي جون مالكوفيتش. وآخر الأعمال السينمائية لجيلان عنوانه «الجحيم» من إخراج دانيس تانوفيتش صاحب فيلم «نومانز لاند» الذي حصد جوائز دولية مهمة منذ ثلاث سنوات والذي قرر تنفيذ فيلم «الجحيم» تكريماً للسينمائي الراحل كريستوف كيسلوفسكي مؤسس مشروع ثلاثية «الجحيم والجنة وما بينهما»، علماً أن الموت خطفه قبل أن يحقق حلمه بتنفيذ هذا المشروع. ومن الطريف أن يكون تانوفيتش قد اختار إلى جوار جيلان، النجمة إيمانويل بيار في أحد الأدوار النسائية الأساسية في الفيلم ذلك أن بيار كانت قد تولت بطولة فيلم عنوانه «الجحيم» أيضاً قبل عشر سنوات أخرجه الفرنسي كلود شابرول. من الأحداث التي تركت بصماتها في حياة جيلان تلقيها نبأ وفاة والدها قبل دقائق من اعتلائها خشبة المسرح لتمثل دورها في «هستيريا»، إلا انها صمدت وتفوقت فوق الخشبة ربما أكثر مما اعتادته في العروض السابقة، ثم انهارت في الكواليس بعد انتهاء العرض مباشرة ونقلت إلى المستشفى لاسعافها، لكنها عادت في الليلة التالية الى المرح بالشجاعة نفسها. «الحياة» التقت ماري جيلان لمناسبة نزول فيلم «الجحيم» إلى الصالات وحاورتها. · تشاركين بواسطة فيلم «الجحيم» في عمل نادر من نوعه فوق الشاشة يتناول مشاكل ثلاث نساء في إطار علاقاتهن العاطفية فما هو انطباعك عن هذه التجربة؟ - إنني مسرورة وفخورة بكوني أديت هذا الدور تحت إدارة المخرج الشاب الموهوب جداً دانيس تانوفيتش، فهو رجل يعرف ماذا يريد ويجيد إدارة الممثلين خصوصاً الممثلات، وأعترف بأن المهمة لم تكن سهلة عليه نظراً الى كوني أنا وايمانويل بيار وكارين فيار نتميز بشخصيات مختلفة إلى أبعد حد، غير أن لكل واحدة مزاجها ونزواتها، لكن الرجل فرض علينا أن نحترمه ونطيع أوامره وننفذ الفيلم مثلما تخيله، وليس كما رأيناه نحن من خلال قراءتنا السيناريو. وأعتقد بأن عزيمة تانوفيتش ظاهرة ومتبلورة من خلال كل مشاهد الفيلم. ان قيامي بلعب دور هذه الفتاة والتي تعرف مشاكل الحياة العاطفية وتصر على معالجتها فضلاً عن الخضوع أمامها ولوم القدر هو من أحلى وأقوى ما تسنى لي تمثيله فوق الشاشة، وأنا واثقة من كون الفيلم سيسمح لجمهوري باكتشافي تحت زاوية جديدة وشيقة. إن الفيلم في رأيي يسلط الضوء على العبارة المعروفة التي كتبها الأديب الكبير الراحل جان بول سارتر «الجحيم هو الآخرون». · وكيف عشتِ مثلاً تجربة العمل في فيلم من نوع المغامرات والحرب هو «تصريح العبور» تحت إدارة برتران تافرنييه الذي سبق وأدارك في «الطعم»، إذا أردنا المقارنة بين هذا العمل و «الجحيم»؟ - لقد مثلت في فيلم «الأحدب» المأخوذ عن رواية من نوع المغامرات لألكسندر دوما، صحيح أن المغامرة في هذا العمل كانت تتميز بطابع الفروسية والمبارزة بالسيوف بينما روى «تصريح العبور» حكاية ممثلة عاشت وناضلت على طريقتها ضد النازية في الحرب العالمية الثانية. لقد اندهشت أمام الإمكانات التي توافرت للمخرج برتران تافرنييه لتحقيق فيلم، إذ أنه أعاد بناء مناطق كاملة من مدن مختلفة في داخل الاستوديوات ثم تم نسفها كلياً أو جزئياً بحسب الحال من أجل لوازم الحبكة. لقد اعتدت مشاهدة مثل هذه اللقطات في سينما هوليوود أكثر من السينما الفرنسية لكن تافرنييه، بفضل شهرته وقدرته على جلب الإيرادات إلى شباك التذاكر، أقنع الشركة المنتجة بتنفيذ طلباته حرفياً، وأنا أحببت السيناريو خصوصاً بفضل المزج الماهر المتوافر فيه بين العنصرين الرومانسي والعسكري، ويصعب علي المقارنة بين هذا الفيلم و»الجحيم» لأنني بعد كل فيلم أشارك فيه أردد العبارة نفسها وهي «هذا أحلى فيلم مثلته في حياتي» (تضحك) ما يدل الى مدى حبي لعملي وللسيناريوات التي تعرض علي، لكنني في النهاية إذا أضطررت للاختيار بين فيلم من نوع المغامرات والحروب وآخر عاطفي يتناول مشاكل المرأة سيتجه قلبي نحو اللون الرومانسي. · عملت سابقاً مع برتران تافرنييه في فيلم «الطعم» فهل ترتاحين إلى أسلوبه في إدارة ممثليه؟ وهل هناك أي فارق بين تجربتيك تحت إدارته؟ - أنا فعلاً أرتاح جداً لطريقته في إدارتي، كما انني أحب أفلامه وأشاهدها كلها سواء شاركت فيها أم لا. وكان تافرنييه قد اختارني لتولي بطولة «الطعم» عندما كنت شبه مبتدئة ولم أكن قد بلغت العشرين وبالتالي أحسست بنوع من التحدي تجاه نفسي عندما علمت أنه اختارني ثانية للمشاركة في فيلم جديد هو «تصريح العبورk» فالأيام كانت قد مرت وأنا نضجت وبنيت سمعتي الفنية على تجاربي المختلفة ما كان يعني ضرورة إظهار ثمرة خبرتي أمام المخرج. وعلى رغم تطوري المهني لم أتخلص أبداً من خجلي الطبيعي فجئت إلى الأستوديو خائفة في أول يوم وكأنني مبتدئة من جديد لكنني تشجعت وعزمت على إبهار معلمي وفعلت والفارق في النهاية بين المرتين تحت إشرافه هو ذلك نفسه الذي يميز تلميذة في الصف الابتدائي عن الفتاة ذاتها عندما تدخل امتحان الثانوية العامة. · أديت لقطة إباحية للمرة الأولى في حياتك في فيلمك «غروب الحريم» فكيف جمعت بين خجلك الطبيعي كما تسمينه وضرورات العمل في هذه الحالة؟ - انني أقول دائما إن دوري لا يهمني بقدر ما أعير الحكاية الإجمالية عناية فائقة. صحيح انني أديت هنا لقطة إباحية إنما في إطار شخصية تمارس الإجرام كي تحقق أهدافها، وهذا أيضاً كان دوراً جديداً بالنسبة الي وحاولت أن أنسى نفسي تماماً أمام الكاميرا وأن أتحول إلى امرأة مجرمة ومجردة من الحياء، فالتمثيل يتطلب منا الفصل الكامل بين طبيعتنا وطبيعة الدور الذي نؤديه والمهمة لم تكن سهلة علي، خصوصاً انها كانت تجربة جديدة لم أخضها من قبل. إنني عاجزة تماما عن مشاهدة اللقطة الجريئة إذا حضرت عرض الفيلم مثلما كان الحال في مهرجان «كان» حينما تم تقديمه للمرة الأولى أمام عدد كبير من المشاهدين فأنا في هذه الحالة أغمض عيني وأنتظر انتهاء المشهد. لم يكلمني كثيراً · مثلت في «أبي هذا البطل» إلى جانب النجم جيرار دوبارديو، فما رأيك في العمل معه، خصوصاً أنه معروف بمزاجه الصعب جداً؟ - لا أعرف كيف أرد على السؤال بالتحديد فقد دار التصوير بطريقة عادية جداً ولم أتمتع بأي علاقة مع دوبارديو خارج العمل فهو لم يكلمني كثيراً، ومن ناحيتي وبسبب طبيعتي الخجولة لا أختلط عموماً بالناس الذين أشعر بأنهم بعيدون عني. أنا لا أعتقد بأن تصرفات أي ممثل ونزواته كنجم صعب المزاج تأتي بأي إضافة أو نقص في ما يتعلق بطريقة عملي شخصياً، فأنا أبتعد عن المشاكل وأركز جهودي على دوري، لكنني أدافع عن نفسي إذا اقتضى الأمر ذلك. · ماذا عن حياتك الخاصة، إذ يبدو بحسب ما يكتب في الصحافة إنك تمنحينها الأولوية في كثير من الأحيان بالنسبة الى عملك؟ - هذا صحيح فأنا إذا عشقت تبعت الرجل الذي أحبه الى أي مكان. وأنا حالياً أشارك حياتي مع رجل يعمل أيضا في الفن السينمائي، ولا يعني كلامي انني سأتوقف تماماً عن العمل لأتفرغ لحبيبي فالصحافة تميل إلى المبالغة إلا انني بلا شك أقلل من نشاطاتي المهنية لمصلحة سعادتي كامرأة. لحظات نادرة · ألا يؤدي نجاحك الى بعض المشاكل في حياتك الخاصة؟ - إنني أعاني في أوقات معينة من غيرة حبيبي أمام نجوميتي وكثرة صوري المنشورة في المجلات، ولكنها تظل لحظات قليلة نادرة، فحبنا أقوى من هذه التفاصيل، ثم إنني من ناحيتي قادرة على الغيرة مثله تماماً إذا لاحقته المعجبات، لكنني في النهاية لا أترك التهور يتحكم بتصرفاتي وألتزم الحكمة أولاً وأخيراً. · هل تنوين معاودة العمل المسرحي في المستقبل القريب؟ - نعم في خلال السنة المقبلة إذ سأشترك في مسرحية درامية فرنسية من المفروض أن نطوف بها أوروبا وربما بعض البلدان البعيدة في ما بعد. مالكوفيتش المجنون · أنت عملت في مسرحية «هستيريا» من إخراج جون مالكوفيتش، فما الذي جعله يفضلك على غيرك؟ - انني عاجزة عن الرد لأنني لم أصدق ما حدث لي عندما علمت أن جون مالكوفيتش اختارني شخصياً لبطولة أول مسرحية يخرجها في باريس بعدما طلب مقابلة جميع الممثلات الشابات الموجودات في الساحة الفرنسية. وأعترف لك بأنني لم أسأله أبداً عن سبب اختياره واكتفيت بمحاولة إرضائه وإنجاز المطلوب مني بأفضل وسيلة ممكنة. وأنا أعتقد بأن مالكوفيتش مجنون حقاً ولا أقول ذلك في شكل مهين له بل على العكس أقصد بكلامي جنون العبقرية الذي يجعل صاحبه يتفوق بطريقة لا يتوصل إليها أي شخص عادي مهما كانت موهبته الفنية كبيرة. لقد كان مالكوفيتش يأتي بأفكار بدت جنونية وغير صالحة للتنفيذ إطلاقاً، ما كان يجعلنا أنا وزملائي من الممثلين ننظر إلى بعضنا بعضاً ونسأل عما سيحدث لاحقاً، وكانت الفكرة كلما شقت طريقها بدت أوضح وأوضح، وكنا ندرك مغزاها وعبقريتها، لذلك جاءت النتيجة النهائية رائعة ولاقت المسرحية نجاحاً لدى الجمهور والنقاد. الحياة اللبنانية في 9 ديسمبر 2005 |
خواطر ناقد عندما يصبح النجوم آلاتية!! طارق الشناوي سألت يوما المخرج الكبير الراحل هنري بركات لماذا تخرج أفلاما متواضعة لا تتناسب مع تاريخك كصانع لأفلام مثل 'دعاء الكروان' 'في بيتنا رجل' 'الباب المفتوح' وغيرها؟ قال لي أنا انفذ نصيحة الشاعر والكاتب الكبير 'بديع خيري' الذي قال لي عندما وجدني اعتذر عن العديد من الافلام لانها لا تحقق طموحي الفني قال لي 'بديع' أنت فنان نعم ولكنك أيضا حرفي صاحب مهنة.. اذا وجدت سيناريو عظيما مثل 'دعاء الكروان' ارتد الاسموكن واذهب الي الاستوديو واذا لم تجد سوي العسكري شبراوي 'ارتد العفريتة' واذهب الي الاستوديو!! وانقذتني نصيحة 'بديع' من أن أقعد في البيت اعد النجوم وانتظر أن تنقذني السماء بسيناريو 'بديع'! هل صحيح أن نجومنا ينفذون تلك النصيحة التي تعني أن يتماشي الفنان بقدر من المرونة مع ما هو متاح لكنه يظل في أعماقه ينتظر أن يأتي له العمل الفني الذي يرضي غروره؟ أتصور أن أغلب فنانينا لا ينتظرون سوي الاجر الذي يتقاضونه عن العمل الفني وأغلب أحاديث الفنانين حتي تلك التي يغلفونها أحيانا بالندم علي عمل فني ما لا اصدقهم لانهم يكررون الاخطاء بل يمعنون فيها أكثر و أكثر طالما ازدادت أرقام عقودهم أكثر فأكثر!! ان الدفاع عن الاجر هو الذي يحيل نجومنا الي قنابل موقوتة تدمر من يقترب من انتقادهم.. فجأة تكتشف أن لهم مخالب وأنيابا تجرح وتقتل لان الامر بالنسبة لهم يتحول الي صفقة بالملايين.. ومن هنا من الممكن أن تراجع مواقف يسرا تجاه كل من كتب حرفا ضد مسلسل 'أحلام عادية' الشهير ب 'نادية' لتكتشف انها تدافع عن صفقة تنتظرها في رمضان القادم والغريب أن العديد من الاستفتاءات استطاعت أن تحيلها يسرا الي حوائط صد ضد كل من ينتقد مسلسلها حيث انها حظيت بالمركز الاول كأفضل ممثلة والعديد من الندوات التي اقيمت وتابعتها دور الصحف كانت دائما ما تنتهي بتكريم يسرا ونري بعد ذلك ابتسامة تملأ الدنيا تضعها يسرا علي ملامحها لتؤكد للقاصي والداني أنها المنتصرة دائما وأبدا!! متي يرتدي الفنان العفريتة؟ اعتقد انه حتي لو اضطر الفنان الي ممارسة حرفته عليه أن يجيد تفاصيلها .. وكان هذا هو بالضبط ما قصده الكاتب الكبير بديع خيري في نصيحته الي هنري بركات.. كان يريد 'بديع' أن نبدع حتي في الحرفة فاذا لم نعمل ما نحب فعلينا أن نحب ما نعمله.. وذلك بالاتقان وأتصور أن عددا لا بأس به من نجومنا وليس فقط 'يسرا' تحولوا الي آلاتية يقدمون أعمالهم الفنية وعينهم فقط علي الاجر ولا شيء غير الاجر! قررت سمية الالفي اعتزال الفن.. وهو قرار هاديء ومنطقي أيضا لان مساحة سمية خلال السنوات الاخيرة علي الخريطة الفنية لم تكن تسمح لها بالكثير وفي نفس الوقت فإن سمية لا تريد أن تتنازل عن البطولة وعن كتابة اسمها في المقدمة.. كان آخر مسلسل تليفزيوني لها هو 'كناريا وشركاه' والمسلسل قبل الاخير 'العطار' واحتجت علي كتابة اسمها بعد أو مع 'ماجدة زكي' واصرت علي أن تسبقها وأن يأتي اسمها تاليا مباشرة بطل الحلقات نور الشريف. سمية لها شروط تبدو صعبة التحقيق حاليا ولهذا اشعر أن انسحابها جاء في توقيت مناسب تماما.. فهي لم تتنكر للفن ولم تتورط في أحاديث تلمح فيها من قريب أو بعيد رفضها أو ندمها علي ما قدمته.. وبالطبع فان بدايات سمية كانت تحمل احتمالات أكبر في النجومية لم تحققها لأسباب تحتاج الي وقفة أخري ولكن يبقي أن من أبسط حقوق الفنان أن يختار توقيت اعتزاله أما تفسير الاسباب فانها من حق الفنان وحده ولا يجوز حتي لأقرب الناس اليه أن يفسر ويحلل ويضيف ولهذا تعجبت من تصريح أحمد الفيشاوي الذي أكد فيه أن أمه اعتزلت لانها ترفض القبلات السينمائية وأغلب الظن أن الفيشاوي الصغير لم يشاهد الافلام التي شاركت فيها أمه فهي في عز شبابها لم تقدم أي أدوار اغراء ولا قبلات ولا عري ولا حتي شروع في قبلة أو في عري.. لماذا يصر الفيشاوي الصغير أن يزايد علي اعتزال أمه.. لماذا يضيف من عنده تلك اللمسة الدينية المتحفظة.. اعتزلت سمية الفن وتركت لنا أعمالا فنية قليلة لكنها تكفي لكي تقول انها واحدة من الفنانات اللائي تركن لنا عملا فنيا يستحق الاحترام وبلا مزايدة!! أخبار النجوم في 10 ديسمبر 2005 |