الصحوة النسائية تهب علي السينما المصرية هند صبري: السينما الذكورية في طريقها الي الاختفاء نور: نجاحنا فرض علي المنتجين فتح ابواب البطولة المطلقة أمامنا القاهرة ـ من محمد عاطف |
ظهرت صحوة نسائية مفاجئة علي الساحة السينمائية حاليا واصبحت معظم شركات الإنتاج تجهز للموسم الصيفي القادم وبقية المواسم أفلاما خاصة بالنساء من كل الأعمار.. وذلك بعد نجاح منة شلبي وهند صبري وحنان ترك ومني زكي وريهام عبد الغفور وداليا البحيري وياسمين عبد العزيز وأميرة فتحي ونشوي مصطفي ومها أحمد ومي عز الدين ونور اللبنانية.. في تحقيق معدلات كبيرة لمشاهدة أفلامهن.. لذلك يجري تجهيز ما يقرب من عشرة أفلام جديدة بطولة نسائية علي غرار احلي الأوقات وبنات وسط البلد و الحياة منتهي اللذة ومن هذه الأفلام التي بدأ تصويرها بالفعل: زي الهوا بطولة داليا البحيري وغادة عبد الرازق.. و العشق والهوي بطولة مني زكي وعلا غانم.. و عيال تجنن بطولة غادة عادل و الحرب العالمية الثالثة بطولة نور وريهام عبد الغفور.. و كلام في الهوا بطولة حنان ترك ويسرا.. و الرقصة الأخيرة بطولة سرا والمطربة إيمي.. و إيه النظام بطولة نشوي مصطفي.. و الحب الأخير بطولة غادة عبد الرازق. وهناك أفلام أخري جاري تجهيزها للبدء في تصويرها مع بداية العام الجديد بما يشير إلي ازدياد عدد الأفلام النسائية في الصيف القادم من عشرة أعمال وهو ما لم يحدث من قبل خاصة ان الموسم الصيفي يعرض فيه غالبا حوالي ستة عشر فيلما.. بذلك تزيد الأفلام النسائية عن ثلثي أفلام الصيف القادم. وبدأت التجهيزات لتلك الصحوة النسائية في السينما كما يلي: بعد ظهور جيل الكوميديانات الجدد كما اصطلح علي تسميتهم واختفي دور البنات تماما و اصبح وجودهن مجرد تكملة او علي أسوأ تقدير إضفاء جو من الأنوثة علي الفيلم وانهن يتعرضن للظلم بسبب عدم الاهتمام بهن علي الشاشة. في أدوار خاصة لهن في السينما و دعم ثقة المنتجين فيهن لحمل بطولة فيلم لتصبح النجمة مجرد ظل للبطل لا أكثر ولا أقل. وفي أقل من عام تغير الوضع تماما واصبحت هناك أفلام تكتب للبنات خصيصا.. فالبطلة الأساسية فيها فتاة أو مجموعة فتيات، حتي أسماء الأفلام نفسها قد تغيرت فسنجد مثلا كلم ماما الذي قامت ببطولته أربع فتيات بالإضافة لعبلة كامل وهن منة شلبي ومي عز الدين ودنيا ومها أحمد و خالتي فرنسا الذي يحمل اسم مني زكي لأول مرة كبطلة مطلقة إلي جوار عبلة كامل أيضا و حب البنات بطولة ليلي علوي وحنان ترك وهنا شيحة، وهناك أفلام أخري مثل الباحثات عن الحرية و أحلي الأوقات و بنات وسط البلد و منتهي اللذة و مجموعة اخري من الأفلام، ومن اوائل الأفلام التي ظهرت فيها الفتاة كبطلة مطلقة كان فيلم أسرار البنات بطولة مايا شيحة وهو الفيلم الذي لفت أنظار المنتجين إلي أن هناك سينما ممكن تكتب لبطلة فتاة ومجتمعنا مليء بالقضايا التي تمس المرأة وتصلح لتناولها في افلام عديدة.. ويبدو أن هذا هو الذي شجع المنتجين علي خوض المغامرة وتقديم الفتيات لأول مرة كبطلات لأفلام تحمل أسماءهن ويتحملن مسؤوليتها كاملة في السينما رغم أنه مازالت المشكلة الأساسية موجودة ومازال المخرجون يستعينون بأي ممثلة لتؤدي الدور أمام البطل دون اعتبار لمناسبتها للدور من عدمه فالبطل في النهاية هو النجم وليست النجمة ولكن ظهور الأفلام الجديدة يحمل بارقة أمل خاصة إذا اقتنصت النجمات هذه الفرصة وحاولن استغلالها بالشكل الأمثل بتقديم أعمال تثبت أنهن بالفعل جديرات بتحمل مسؤولية فيلم سواء أمام الجمهور أو أمام النقاد. وفي محاولة منا لفهم سبب تغير الوضع وظهور افلام تتحملها نجمات قررنا إجراء هذا التحقيق، ولنعرف من خلال أيضا ردود أفعالهن عما يحدث ومدي قدرتهن علي تحمل المسؤولية كاملة. النجمة الشابة منة شلبي إحدي بطلات السينما الحالية أكدت أنه ليس من العدل أن نقول إن كل الأفلام الكوميدية لا مكان فيها للأدوار النسائية فأنا الشرارة الأولي في فيلم إوعي وشك و دور البطلة مهم فيه جدا. علي الرغم من ذلك أتمني أن تنجح تجارب البنات في السينما حتي يستمر الأمر كذلك، ففي السابق لم يكن المنتجون متحمسين لعمل فيلم بطولة مجموعة من النجمات ولكن الآن الوضع اختلف ولو نجحت التجارب سيتضاعف حماسهن. النجمة اللبنانية نور بدأت كلمتها قائلة أنه ليس حقيقيا أن كل أدوار النساء كانت ضئيلة جدا أو هامشية إذا صح التعبير ومن الطبيعي أن يحدث هذا التحول من الكتابة للنجمات بعد أن اكتشف المنتجون أن الأدوار تكمل بعضها البعض، وأتوقع أن تزيد مساحة أدوار البنات في الفترة القادمة أكثر من السابق خاصة مع ظهور أفلام البطولة فيها للنساء وأتمني أن يحققن نجاحا لأن نجاحهن سيعني اهتماما أكبر بدور الفتاة في السينما. النجمة داليا البحيري كانت من أكثر المتحفزات ضد الأفلام السابقة التي كانت تكتب للرجال فقط وأطلقت علي الفترة القادمة اسم الصحوة النسائية وقالت: كانوا يتذكرون دور الفتاة في الفيلم بعد أن يكتبوا السيناريو ثم يكتبون أي دور كتكملة للصورة فليس معني تجميل صورة البطل أن يبقي دور النجمة البطلة هامشيا وهو ما لم يكن يحدث في السينما في الماضي، ولكني متفائلة بشدة بالفترة القادمة وأتوقع أن تشهد مساحة أكبر يكون دور النجمة فيها فعالا في الأدوار وكذلك أتمني ألا ييأس المنتجون بسرعة في حال فشل فيلم أو اثنين فالتجربة تحتاج أكثر من عمل لتنجح. النجمة التونسية هند صبري والتي كانت بطلة لفيلم مذكرات مراهقة و هو الفيلم الذي أشر إلي بدء عودة الثقة في البنات بطولة افلام تحمل أسماءهم كبطلات، هند أكدت أن ظاهرة البطولة النسائية لم تكن امرا مستغربا في السينما المصرية في الماضي ولعل أسماء فاتن حمامة وهند رستم وشادية ويسرا وليلي علوي وغيرهن خير شاهد علي دور النجمات في السينما ولكن بدأت فترة أصبحت فيها السينما أكثر ذكورية، وإن كان المنتجون قد بدأوا في إعادة حساباتهم وأنا مستبشرة في الموسم القادم خيرا وأتمني النجاح لكل الأفلام التي تتحمل مسؤوليتها نجمات شابات حتي يعود الوضع كما كان عليه في الماضي. النجمة الشابة مي عز الدين أكدت أن عودة البطلات للسينما مازالت مجرد تجربة ولكنها سعيدة بها جدا وتشير إلي أنه لا توجد ممثلة واحدة يمكن ألا تكون سعيدة بهذه الحالة الجديدة. مي قالت لا أعتقد أن هذا سينفي أن تكون هناك أفلام بطولة مشتركة بين شاب وفتاة فلابد من تواجد النوعين معا ولا يجوز أن تكون السينما في مصر ذكورية فقط وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح بعد أن بح صوتي في هذا الكلام. وأخيرا سنتابع في الموسم الصيفي ما ستحققه البنات في السينما ومن جانبنا سنشجعهم فنرجو أن يشجعهم المنتجون أيضا. القدس العربي في 8 ديسمبر 2005 |
حمودي الحارثي: خمسون عاما من العطاء الفني العراقي هولندا ـ من محمد ابراهيم شريف: حمودي الحارثي الفنان الكوميدي العراقي الذي لقبه الجمهور العراقي بـ فنان الشعب وهو من اشهر الممثلين العراقيين الذي قدم مسيرة طويلة في العمل الفني العراقي التلفزيوني والسينمائي المليئة بالمتعة والصعاب والعطاء في سبيل تحويل الفن من اداة بيد السلطة واجهزتها الاعلامية الي فن جماهيري. بدأ الفنان حمودي الحارثي حياته الفنية عام 1956 واول علاقته مع الجمهور والتلفزيون بدأت في مسلسل تحت موسي الحلاق وكان دوره عبوسي والذي مثل مع الفنان الراحل سليم البصري والذي اشتهر به في اول بدايته الفنية وقد قدم الفنان حمودي الحارثي لحد الآن ما يقارب خمسمئة عمل واكثر من مئة وخمسين حلقة كاريكاتير ومسلسل الف ليلة وليلة الذي كان يتكون من ثلاثين حلقة. وكذلك قدم ما يقارب ثمانين حلقة ومسلسلة في حياة العظماء الخالدين وقد حصل علي عدة جوائز علي قسم الاخراج والسيناريو منها: جائزة المعهد الاولي، وجائزة اكاديمية الفنون وجائزة كمال سليم فنان مصر الخالد وجائزة جيهان السادات وجائزة اتحاد طلاب القاهرة وجائزة النقاد. ان الفنان حمودي الحارثي متعدد المواهب اضافة الي التمثيل والاخراج التلفزيوني وكتابة المسرحيات والتمثيليات وكتابة السيناريو واضافة الي ذلك فانه نحات ماهر ومتميز بابداعاته النحتية، وقد اراد ان يكون نحاتا فأصبح مخرجا في التلفزيون! وبالطبع ان قلة من العراقيين يعرفون ان الفنان حمودي الحارثي نحات من طراز رفيع والان يعيش في هولندا في مدينة خورنينكن منذ سنة 1997 هذا وقد قدم في هذه السنوات الاخيرة عدة معارض نحتية وقام بجولات فنية وثقافية في عدة مدن اوروبية وذلك بدعوة من الجاليات العراقية وجمعياتها. وقد قام بمعرض من فترة 12 ـ 16 آب (اغسطس) 2005، في قاعة نادي 14 تموز في ستوكهولم بالسويد. وبعد ذلك انتقل المعرض الي مدينة مالمو السويدية ومن ثم الي كوبنهاغن بالدانمارك وكذلك الي المنتدي العراقي في لندن. اضافة الي ذلك اقام معرضا من 7 ـ 15 ايلول (سبتمبر) 2005 في ديوان الكوفة بلندن للنحت وعقد ندوة تحدث فيها عن سيرته الذاتية وحضرها عدد غفير من العراقيين. ان الفنان حمودي الحارثي لديه عدة ذكريات ولقاءات مع الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم حينما قدم مسرحية علي قاعة الفنون الجميلة في بغداد، والمسرحية كانت بمناسبة سلامة الزعيم عبد الكريم قاسم من ضربة وذلك في بداية الستينيات وعنوان المسرحية يوم السلامة والابتهاج وكانت علي شكل ثلاثة فصول ومن تأليف الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد. وكان الفنان الحارثي قد صمم الديكور والاكسسوارات لهذه المسرحية، وقد حضرها الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم وحضر معه المرافق الشخصي وصفي طاهر ورئيس محكمة الشعب فاضل عباس المهداوي والمدعي العام في محكمة الشعب ماجد محمد امين. وفي اللقاء مع الزعيم الراحل في فرقة 41 تموز حين قدموا مسرحية طارق بن زياد بفصلين ومن تأليف محمد علي هادي سعيد واخرجها أسعد عبد الرزاق ووجيه عبد الغني وقد قدمها امام الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم في بهو الضباط في مبني وزارة الدفاع في بغداد. وقد كان الفنان حمودي الحارثي في الاذاعة والتلفزيون في بغداد عندما جاء عبد الكريم قاسم والمهداوي وطه شيخ احمد وكنعان حداد حين دخلوا الي صالات الاخوة والتسجيل الذي كان تبرع الزعيم الراحل ببنائه وسمي بأسم صالات الاخوة العراقية وقتل هناك رميا بالرصاص في 9 شباط (فبراير) 1963 هو وجماعته بعد محاكمته الصورية. واخيرا خمسين سنة من الذوق والمثابرة والفن والابداع والذكريات وتحية للخمسين سنة الذهبية من عطائه الفني من اجل اسعاد وادخال البهجة الي قلوب المشاهدين والجمهور. وسيبقي الفنان حمودي الحارثي رمزا من رموز الفنانين الكوميديين العراقيين. القدس العربي في 8 ديسمبر 2005 |