سينما المقاومة في فلسطين بشار إبراهيم |
في الانتفاضة الفلسطينية عام 1987, والانتفاضات كافة التي اشتعلت في كل حين من عقد تسعينيات القرن العشرين, استطاعت حركة المقاومة أن تنتج شكلاً نضالياً وطنياً, صلبه المقاومة, وساحته العمل الاجتماعي والتربوي, وقد تجلت هذه المقاومة في أشكال مختلفة من غناء وأناشيد, وفرق مسرحية, وكتابات في الشعر والوجدان, واستخدام الكمبيوتر والانترنت وأدوات الاتصال الحديثة, وكان من مفرداتها, بالطبع, المنجز بالصورة السينمائية. إذا كان عقد التسعينيات من القرن العشرين قد توافق مع الثورة العالمية الهائلة على مستوى الاتصال والمعلوماتية, وما تضمّنه ذلك من تدفق كبير للصورة واستخدامها بشكل ارتقى بها من مجرد كونها أداة استعمالية مساعدة في نقل الخبر وتداول المعلومة, لتتحوّل إلى ما يشبه الوحدة الثقافية التي يتمّ من خلالها تحقيق عملية الإرسال والتلقي, والتأثر والتأثير, والتوجّه في الخطاب والعمل على صياغة الموقف والرأي, أو إعادة تكوينهما, فإن المقاومة الإسلامية لم تتخلَّف عن هذا السياق, بل لعلنا لا نغالي إذا قلنا إنها كانت على قدر من البراعة الفائقة في تسخير هذه التطوّرات التقنية, في سياقات عملها.. وخوض ما يمكن أن نسميها (الحرب التقنية) عبر شبكة الانترنت, والهجوم التدميري على المواقع الإلكترونية.. فضلا عن (حرب الصورة) من خلال الأفلام والشرائط البصرية المصورة. ومن الضروري التمييز,, بين ما أنجزته المقاومة الإسلامية, بنفسها, من خلال وحدات الإنتاج الفني التي أقامتها, والنتاجات التي تولتها جهات أخرى, من وحدات إنتاج فني مستقلة, لا علاقة تنظيمية, أو مادية لها مع القوى الإسلامية ومؤسساتها, لكن يجمعها التوجّه الفكري والرؤية والعقيدة والتقاء الهدف.. فقد أنجزت حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين عدة أفلام وثائقية وتسجيلية, منذ مطلع تسعينيات القرن العشرين, وذلك وفق رؤى واهتمامات وخطاب هذه القوى, وما يهمها من موضوعات وتفاصيل. على هذا النحو شاهدنا فيلم (على حدود الوطن) من إخراج جمال ياسين, عام 1993, وهو فيلم تسجيلي وثائقي طويل (60 دقيقة) متقن الصياغة والبناء, ومؤثِّر بكل ما فيه, إذ يدرك الفيلم ما الذي يريد قوله, ويذهب نحوه بفنية رائقة, عبر سيناريو مقروء على هيئة تعليق, أعدَّه إبراهيم درويش, وقدَّمه أسعد خليفة على شريط الصور الذي التقطه روبرت فيليد, وهارود سيفر, ومؤنس العزّة, ويمازج الفيلم بين الصوت والصورة, والأغاني والأناشيد. يتحدَّث الفيلم حول تجربة المبعدين, في الجريمة الحادثة الشهيرة, التي أقصى فيها الجنرال (إسحاق رابين) صاحب القبضة الحديدية, ونظرية كسر عظام المنتفضين, قرابة 400 مناضل فلسطيني, لمدة عام مطلع عقد التسعينيات من القرن العشرين, طُردوا خلال ذلك العام من الوطن الفلسطيني إلى المنفى, فأمضوا العام في منطقة مرج الزهور, في جنوب لبنان, وأصروا على العودة, وتشبثوا بخيارهم ذاك. وقد استأثرت تلك الحادثة باهتمام العالم, ووسائل الإعلام جميعها. يتناول الفيلم الموضوع من خلال حوارات مع المبعدين أنفسهم, ويرصد نشاطاتهم, وحياتهم الصعبة خلال الإبعاد في مرج الزهور, دون أن يغفل عن الإشارة إلى قوة صمودهم, وإبداعاتهم في مقاومة الظروف الصعبة. وفضلا عن الحوارات المتعددة والمتنوعة مع المبعدين, يقوم الفيلم في خط موازٍ بزيارة أسرهم وعائلاتهم, وإجراء حوارات ولقاءات, مع والد أو والدة, وأخ أو أخت, زوجة, وابن أو ابنة, هذا أو ذاك من المبعدين, لنتبين مدى صمود الشعب الفلسطيني, متسلحا بإيمان لا يتزعزع, خاصة أن زبدة الكلام تتراسل على لسان صبية وأطفال هؤلاء المبعدين. كما يفضح الفيلم, في الوقت ذاته, الممارسات الصهيونية القاهرة. بيان من مآذن القدس ويقدم المخرج جمال ياسين فيلمه التسجيلي الوثائقي الطويل (50 دقيقة) الذي حمل عنوان (بيان من مآذن القدس) عام 1993, ليكون وثيقة سينمائية تدقُّ أجراس الخطر, بصدد ما يهدِّد القدس والأمة العربية والإسلامية, وجودها وعقيدتها ومقدساتها.. فينطلق الفيلم من (بيان الهيئة الإسلامية العليا للقدس), الذي صدر بتاريخ 8/10/1990, ومن وقائع الاعتداءات الصهيونية الوحشية المنفَّذة برصاص الجيش والمستوطنين اليهود ضد المصلين والمصليات في رحاب المسجد الأقصى, فيعرض الفيلم للأحداث الدامية والمشاهد المفجعة, مترافقة على شريط الصوت بأناشيد مؤثرة تنوح وترثي نكبة الأقصى, وفلسطين. يفرد فيلم (بيان من مآذن القدس) وقته لقراءة صفحات من تاريخ مدينة القدس, مدينة الحلم والتوق, بلد المكرمات, مقصد إبراهيم خليل الرحمن (عليه السلام) ومبعث عيسى المسيح (عليه السلام), ومسرى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).. ويؤكد على مكانة المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله, كما ورد في القرآن الكريم.. يبين الفيلم أهمية تلك المدينة للعرب المسلمين والمسيحيين, ويقدم الروايات التاريخية الإسلامية, من جهة, والروايات اليهودية, من جهة أخرى, حول مدينة القدس, والمسجد الأقصى, ومسجد قبة الصخرة, ويعرض للصراع حول هذه المدينة, تاريخها ومستقبلها ومصيرها, فيقدم لقاءات وتصريحات لشخصيات مختلفة. فكما يتحدث الشيخ عبد الله نمر درويش, زعيم الحركة الإسلامية, في فلسطين المحتلة عام 1948, ويساهم سواه من المسلمين والمسيحيين, في تبيان أهمية القدس, يرصد الفيلم فكرة (بناء الهيكل) عند اليهود, وادعاءاتهم من خلال أحاديث عدد من المستوطنين اليهود, وعدد من الحاخامات أمثال الحاخام يهودا جايتس, حاخام حائط المبكى, ودوجلاس جرايجر المدير التنفيذي لمؤسسة جبل الهيكل في لوس أنجلوس, وستانلي جولدفوت السكرتير الدولي لها. ويفضح الفيلم, من خلال كل ذلك, السياسات الخطيرة ضد هذه المدينة ومقدساتها, بدءا من احتلالها, ومحاولة إحراق المسجد الأقصى, وقرار ضم المدينة, مرورا بجريمة حفر الأنفاق تحت المسجد الأقصى, وصولا إلى الاعتداءات المتكررة, على المكان والناس. والتعسف في كل مفردات الحياة اليومية ضد المقدسيين, مقدمة لطردهم من مدينتهم, أو دفعهم إلى مغادرتها بالإكراه والمضايقة. وفي العام 1995 أنجزت حركة حماس فيلم (المهندس) وهو فيلم تسجيلي وثائقي طويل (مدته 50 دقيقة) يدور حول تجربة الشهيد يحيى عياش, الذي لُقِّب بالمهندس, على اعتبار أنه كان العقل المخطط لقيادة وإدارة العمل المقاوم في فترة معينة من حياة حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين, قبل أن تتمكّن أجهزة العدو الصهيوني من اغتياله. المجاهد يحيى عياش في الواقع الذي عاشه, يبقى أهم مما ظهر عليه في الفيلم, الذي حمل لقبه (المهندس). ويبقى أن الفيلم هو وقفة وفاء نبيلة, سريعة, ومباشرة, للشهيد ولذكراه وأفعاله. وهو الذي يستحق, دون أدنى شك, الكشف عن جوانب من تجربته العظيمة, في عمل سينمائي أكثر نضجا. يجعل من الممكن قراءته درسا وقدوة ونموذجا لأجيال المقاومين الصاعدين.. وربما هذا ما سنراه في المسلسل التلفزيوني الذي تولى إخراجه المخرج الفلسطيني باسل الخطيب, عن حياة يحيى عياش! ولقد شاهدنا أيضا فيلم (المؤامرة) 1998, وهو تسجيلي وثائقي طويل مدته (60 دقيقة) يتناول العديد من الوقائع, التي حصلت في الأراضي المحتلة, منذ توقيع اتفاقيات أوسلو عام 1993.. ففي حين يعرض الفيلم لجريمة اغتيال الشهيد د.فتحي الشقاقي (أمين عام حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين) على يد المخابرات الصهيونية في مالطا, يتناول الفيلم واقع وظروف الحياة, في الأراضي المحتلة, خصوصا ما بدأ يحصل منها ضد وجود وفعاليات القوى الإسلامية! وفي فيلم (دماء في محراب إبراهيم) الذي أنجزه المخرجان محمد إبراهيم وأسامة عبدالرزاق, عام 1998, وهو فيلم تسجيلي وثائقي طويل (مدته 60 دقيقة).. نجد تناولا مؤثرا للمجزرة الدامية التي ارتكبها الصهاينة في الحرم الإبراهيمي, في مدينة الخليل, على يدي الإرهابي باروخ جولد شتاين, وفضح مساعدة الجنود الصهاينة له, في جريمته. يبدأ الفيلم بعرض لتاريخ مدينة الخليل, منذ ما قبل الميلاد, وصولا إلى الوقت الراهن, مستعرضا أبرز المراحل التاريخية, والأحداث التي شهدتها.. ويفضح الفيلم الممارسات الصهيونية ضد هذه المدينة منذ احتلالها في العام 1967.. هذه الممارسات التي كان عنوانها الأبرز استيطان المدينة, والعمل الدءوب على تغيير طابعها العربي الإسلامي, وتهويدها, بدءا من محاولات الحاخام موشيه ليفينجر, مرورا بممارسات الحاخام مائير كاهانا, وصولا إلى الإرهابي باروخ جولد شتاين, الذي نفذ مجزرة دامية مرعبة, في الحرم الإبراهيمي, في فجر جمعة حزينة عند منتصف شهر رمضان.. ويترصد الفيلم الكيفية التي تقوم بها الصهيونية, عبر المستوطنين اليهود, باحتلال قلب المدينة, وزرع الحي اليهودي كخنجر مسموم, وليكون بؤرة توتر وعدوان يومي مستمر.. ومن ثم يرصد الاعتداءات على الحرم الإبراهيمي, والممارسات الاستفزازية في رحابه, الهادفة دائما لاحتقار المقدسات الإسلامية.. وصولا إلى ارتكاب المجزرة الدامية في فجر الجمعة, منتصف شهر رمضان, العام 1994, عندما وجه المجرم باروخ جولد شتاين نيران حقده على المصلين, ركّعا وسجَّدا.. ويقدم الفيلم, في هذا الصدد, العديد من أقوال شهود عيان, نجوا من المجزرة, أكدت جميعها أن المجرم جولد شتاين لم يكن وحده, بل كان هناك من يساعده, فضلا عن التسهيلات التي قدمها له الجيش الصهيوني. يمازج الفيلم بين المشاهد الفاجعة للشهداء المسجَّين على أرض الحرم, مغموسين بدمائهم, أولئك الشهداء الذين باغتهم رصاص الحقد الصهيوني, وهم بين يدي ربهم, يصلّون ويتعبّدون, مع لقاءات أجريت مع أهالي الشهداء وذويهم من آباء وأمهات وأبناء وزوجات, ومستعرضا التفاصيل المؤثرة من تواريخهم الشخصية, وأوضاعهم الاجتماعية, وحيواتهم الخاصة, وأحلامهم وطموحاتهم.. لنكتشف كم كانوا أبرياء بين براثن مجرمين قتلة, وكم كانوا عزلا بين أيدي مدججين بكل أسلحة القتل والفتك! وأنجز عمر عمارنة فيلمه (القمر السجين) عام 1999, وهو فيلم تسجيلي وثائقي طويل مدته (60 دقيقة) يتناول موضوع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين, في سجون الاحتلال الصهيوني, فيبرز حجم البشاعة والقسوة اللتين تعرضوا لهما على أيدي الجلادين الصهاينة, كما يؤكد صلابة وصمود الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين, بين جدران السجون والمعتقلات وخلف قضبانها, أو بعد خروجهم, والعودة إلى ميادين النضال.. وبالرغم من استناد الفيلم إلى التسجيلية في بنائه, فإن المخرج عمر عمارنة أدخل بعض المشاهد التمثيلية الموحية الدالة, لتعزيز فضح صور العذاب في المعتقلات, وتوضيح مدى بشاعته.. وفي العام 2001 يقدم المخرج جمال رشيد فيلما بعنوان (الحقد الأسود) وهو فيلم تسجيلي وثائقي متوسط الطول (مدته 30 دقيقة) يمثل رصدا للممارسات الصهيونية الحاقدة, في حلقتها الراهنة, بدءا من اقتحام الإرهابي شارون للحرم القدسي الشريف, ومحاولة تدنيسه, وما تلا ذلك من هجمات وحشية, ضد الشعب الفلسطيني, بدت أبشع صورها في مشهد اغتيال الفتى محمد الدرة, وقتل المئات من الأطفال والنساء, والشباب.. وتدمير وتجريف البيوت والأراضي والمزروعات.. ليمثل الفيلم عبر ذلك وثيقة بصرية لسلسة طويلة, بالغة البشاعة, من تجليات الحقد الصهيوني, ضد فلسطين والفلسطينيين, وفي المقدمة منها قدس الأقداس.. وهو ما لم يخرج كثيرا عن السياق ذاته الذي تولته عدة أفلام فلسطينية أنجزت في فترة الانتفاضة.. وفي العام 2003, جاء فيلم (المهندس الرابع) الذي يتناول فصولا من حياة الفتى الفلسطيني (مهند الطاهر), ابن مدينة نابلس,.. فيكشف الفيلم عن سيرة هذا المقاوم الذي يكاد يكون غير معروف للكثير من الفلسطينيين, على الرغم مما أبداه من بسالة في حياته القصيرة, إذ إنه استشهد (في 30/6/2002) وهو لم يتجاوز السادسة والعشرين من عمره, ورغم ذلك فقد اتهمه الصهاينة بالمسئولية عن قتل (117) صهيونيًا, خلال العمليات التي خطط لها, وأشرف على تنفيذها. ست سنوات, ما بين العامين (1996- 2002), هي الفترة التي أمضاها مهند الطاهر منتسبا في صفوف المقاومة الإسلامية في فلسطين, قضى نصفها (ثلاث سنوات) في سجون السلطة, في سجن جنيد في نابلس. وفي الوقت الذي حصل فيه على شهادة البكالوريوس, وخطط لنيل الدكتوراه, كان يقوم بالتخطيط والإشراف على تنفيذ العديد من الضربات الموجعة للاحتلال, ومن أبرزها عملية (جيلو), التي جعلت شارون يحضر شخصيا إلى مكان العملية في القدس, ليرى بنفسه جنوده القتلى.. استخلاصات تعزز دور الصورة السينمائية في رفد المقاومة, ودعم الانتفاضة, في سياق الفعل النضالي الصاعد الذي انتهجته هذه القوى, وقراءة جميع المفردات الذاتية والموضوعية, والاستفادة من التجارب الأخرى, خاصة تجربة المقاومة في جنوب لبنان في مجال الإعلام الحربي, والجوانب الإيجابية من الموروث الإعلامي الذي أنجزته تجربة الثورة الفلسطينية خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات.. مع أن كل الأفلام التي قمنا بالمرور عليها, لم تستخدم شيئا من الصور السينمائية المنجزة سابقا. وهذه تعتبر السمة الأولى للصورة السينمائية التي أنتجتها المقاومة في فلسطين, إذ إنها عمدت إلى التصوير والتوليف والمونتاج, انطلاقا واستنادا إلى ما صوَّرته بنفسها, غالبا, باستثناء الضروري من المشاهد العامة, كمشهد قتل الفتى الدرة, الذي صوَّره المصور الفلسطيني طلال أبو رحمة, أو مشاهد الصدامات والمواجهات في الحرم الشريف, ومجزرة الحرم الإبراهيمي.. وهذا ما دفع المقاومة الإسلامية في فلسطين, إلى الاستعانة ببعض المصورين الأجانب, عندما لم يكن من السهولة التصوير داخل الأرض المحتلة, خاصة في فترة مبكرة من التسعينيات, ثم بدأ يظهر جيل من المصورين الفلسطينيين.. ومن اللافت أن جميع عمليات التصوير تمت بكاميرا الفيديو (بيتاكام, ديجيتال) التي أصبحت منذ منتصف التسعينيات قادرة على تحقيق درجة عالية من الدقة والوضوح, مع ما تؤمنه من تسهيلات خلال التصوير, فيما يتعلق بشروط الإضاءة والصوت.. ومن الملاحظ على مستوى البناء الفني, أن جميع الأفلام اعتمدت على التعليق المقروء المرافق للصورة, على امتداد الفيلم, بما يدل على إصرار صناع الفيلم على إيصال المعلومة والفكرة والموقف. دون أن يترك للمشاهد الكثير من مساحات التأمل والاستنتاج والاستخلاص.. فالصورة تأتي مترافقة مع الصوت, ومهمة المشاهد تنحصر عند ذاك في أن يرى ويسمع ويفهم ويصدق ويؤمن.. ولكن هذا لن يلهينا عن الإشادة بجودة كتابة هذه التعليقات وسعة اطلاعها وتماسكها, ومعرفتها لما تريد قوله, كذلك الإشادة بمستوى الأداء الصوتي للمعلق.. أما على مستوى المضامين, فقد تنوعت الأفلام في موضوعاتها, بين اتجاهات عدة, أهمها: · العمل على فضح عدوانية وهمجية الصهيونية, حركة وكيانا وجيش احتلال ومستوطنين.. · تأكيد الحق التاريخي, في موازاة تهدف إلى دحض المقولات التوراتية وادعاءاتها.. · تبيان بطولات الشعب الفلسطيني, وصموده وإصراره على المقاومة, من خلال رموز جهادية وشهداء. · التأكيد على الحل التاريخي للقضية الفلسطينية, بالتحرير والعودة. وفي ثنايا هذه الاتجاهات الأساسية والعامة, كان لا بد أن تظهر جملة من الموضوعات والتفصيلات في أفلام القوى الإسلامية, كالموقف من السلطة الفلسطينية, وممارساتها, دون أن تجعل منه عنوانا أساسيا, ربما انسجاما مع موقف القوى الإسلامية التي وضعت خطا أحمر يحول دون الاصطدام مع السلطة وأجهزتها. الصورة السينمائية التي أنتجتها المقاومة الإسلامية, استطاعت في كثير من الأحيان أن تكون فعلا رديفا للمقاومة, تثويرا وتحريضا ودعاية مناسبة, ونحن على ثقة من أنها ستصيب قدرا من التطوّر والنضج, فنيا, خاصة أنها في سياق عملها قدَّمت عددا من المخرجين الفلسطينيين الشباب, عندما لم تتعاون مع أي من المخرجين المعروفين, أو الموجودين في الساحة, سواء داخل الأرض المحتلة, أو خارجها. العربي الكويتية في 1 مارس 2005 |