الفنان الكبير محمود ياسين ل «الأهالي»: لا وجود لدور حقيقي للدولة .. في صناعة السينما مني عبدالراضي |
بعد أيام من تكريمه في مهرجان دمشق السينمائي الدولي الرابع عشر، دعا الفنان الكبير «محمود ياسين» إلي ضرورة تدخل الدولة لدعم صناعة السينما باعتبارها واحدة من الصناعات الاستراتيجية.. وأكد الفنان القدير علي أهمية دور الشباب في النهوض بالدراما في السينما والتليفزيون والمسرح.. ووجه انتقادات للذين يقللون من شأن الإمكانيات الدرامية والفنية بمصر. وقال في حوار مع «الأهالي» إن الفن يلعب دورا أساسيا في المجتمع، ويسهم في تشكيل الوجدان للشعب، ولذلك فإنه يستحق الدعم والمساندة من الدولة. ورفض الفنان المخضرم مسايرة الأصوات التي تضع الدراما المصرية في مقارنة مع الدراما السورية، وقال إن الفن السوري يزخر بالعديد من الرموز الإبداعية المحترمة، وأن الدراما السورية التي بدأت تظهر علي قنوات الفضائيات ليست وليدة اليوم، ولكنها بدأت جنبا إلي جنب مع الدراما المصرية منذ عشرات السنين. وتحدث الفنان «محمود ياسين» عن الانتخابات البرلمانية التي شهدتها مصر منذ الأيام، بما فيها من سنج ومطاوي وبلطجة وتجاوزات. وعن المخاوف التي يستشعرها معظم الفنانين من دخول التيار الديني لمجلس الشعب، قال الفنان الكبير «إن «الدين لله والوطن للجميع»، قائلا إن عقارب الساعة لا يمكن أن تعود إلي الوراء، وأنه لا أحد يستطيع أن يفرض علي الشعب المصري رؤيته الخاصة، مؤكدا علي حرية الاعتقاد والفكر دون المصادرة علي حقوق الآخرين أو إرهابهم. · ما رأيك في حال الدراما المصرية بشكل عام هذه الأيام، وهل هي تتقدم أم تتأخر وتتخلف كما يزعم البعض؟ بشكل عام نحن لدينا خبرات وإمكانات لكن عدم تدخل الدولة لرعاية الفنانين والمبدعين حال دون الاستفادة منها إلي حد كبير، وأحب أن أؤكد علي أنه لا يمكن أن نتناسي أن «مصر» عرفت فن الدراما منذ أكثر من قرن من الزمان.. عرفت المسرح بمعناه التقليدي القادم أصلا من اليونان، ثم عرفت المسرح البرجوازي أيام فرقة «رمسيس نجيب» المسرحية، وفرقة «نجيب الريحاني» المسرحية، وفرقة «علي الكسار» المسرحية ثم فرقة المسرح القومي المصرية التي أصبحت بعد ثورة 23 يوليو 1952 مباشرة المسرح القومي، والمسرح القومي موجود منذ أيام فرق مسرح «عكاشة».. أي مسرح الأزبكية.. أما السينما المصرية فعمرها أكثر من قرن من الزمان.. نحو 120 سنة متواجدة مثلها مثل أي سينما في العالم.. إذا كانت السينما بدأت في الغرب.. أي في أمريكا وفرنسا وانجلترا وإيطاليا وأسبانيا بتدرج ما.. فإن «مصر» كانت موجودة علي الساحة أيضا وعرفت السينما من ذلك الوقت، وهي تعتبر ثالث دول العالم إنتاجا للإبداع السينمائي.. ثم الدراما التليفزيونية فيما بعد، وهي نوع من الفنون التي ظهرت بكثافة شديدة، لعلها تكون قد تدرجت بعض الشيء بحسب التقدم التكنولوجي الذي صنعه العالم منذ أكثر من 30 سنة، وأصبحت اليوم توجد تقنية أكثر رقيا.. ثم بدأ الكمبيوتر يتطور وإمكاناته تكبر، وفن الجرافيك وهو أحدث ما في هذا العصر، وكذلك الديجتال والدولبي، وهي كلها في تكنولوجيا الصوت والصورة.. أي أن إمكانات صنع الدراما قد تطورت وطبعا مصر تستفيد منها ونحن مستوردون للتكنولوجيا ولسنا صانعين لها. · وهل يوجد دعم من الدولة للمساهمة في صناعة الدراما خاصة في السينما والتليفزيون؟ لا.. لا يوجد دعم من الدولة.. لم يعد هناك دعم من الدولة علي الإطلاق.. كان موجودا، لكن منذ يوليو 1991 وصدور القانون رقم 203 في شأن قطاع الأعمال، وانتقال مصر من اقتصاد الدولة إلي الاقتصاد الحر، لم يعد للدولة دور حقيقي أو مؤثر لا في صناعة السينما ولا في الإنتاج بشكل عام. · حتي الدراما التليفزيونية؟ كانت الدولة تنتج بعض الأعمال منذ سنوات، ثم دخل نظام الإنتاج المشترك، ونظام المنتج المنفذ، لكن السياق العام أو المنهج العام الذي يحكم حركة إنتاج الإبداع لم يعد للدولة دخل فيها علي الإطلاق، وتخلت بالكامل عن صناعة الإبداع، لأنها مع الأخذ بنظام الاقتصاد الحر احتفظت بالصناعات الاستراتيجية، وفات الذين قاموا بهذا التعديل أن صناعة السينما صناعة استراتيجية بكل المعايير. · مازال يقال هذه الأيام إن الدراما المصرية متأخرة، وأن الفن لدينا منذ ثلاثين سنة كان أفضل مما هو موجود اليوم.. بل إن البعض أخذ يقارن بين جودة الإنتاج المصري وإنتاج دولة شقيقة مثل سوريا؟ هذا كلام غير صحيح، وهو كلام يكشف عن ضحالة وعن ذاتية.. لا يمكن أن نصف بلدا فيه أكاديمية مثل أكاديمية الفنون التي يزيد عمرها علي ربع قرن بأنه بلد فقير فنيا وإبداعيا.. هذه الأكاديمية علي سبيل المثال بها جميع ألوان وأنواع الفنون التي ابتكرها وابتدعها الإنسان.. وتخرَّج فيها أجيال وراء أجيال من الفنانين المبدعين المتعلمين والمثقفين.. فكيف يقال اليوم إنه ليس عدنا فن.. لماذا نحن ننظر للأمور هذه النظرة القاصرة.. ولماذا يصيبنا العمي.. هناك معهد الباليه ومعهد التمثيل ومعهد السينما ومعهد الموسيقي وكليات الفنون الجميلة والفنون التطبيقية.. كيف يكون لدينا مثل هذه الصروح الجامعية في الإبداع ويقال إننا تراجعنا.. كيف؟ لكن المفروض أنه توجد دولة.. وهذه الدولة إما أنها تلعب دورها الحقيقي في خدمة هذا الإبداع، أو أنها لا تلعب هذا الدور، والدولة في مصر لا تلعب هذا الدور.. وليس لها علاقة به.. لا تقولي لي إنها تقوم بالتشجيع، وتقيم المهرجانات، وتعطي الجوائز.. المطلوب هو الدعم.. في انجلترا وفي فرنسا مثلا وفي أسبانيا أيضا يدعمون صناعة السينما بالمال وبالتيسيرات التي تسهم في ميزانيات الإنتاج.. هذه هي المساعدة. · البعض يعتقد أن المطالبة بتدخل الدولة أصبح من المطالب التي لا تنسجم مع سياسات الخصخصة؟! لا أحد يطالب بالتأميم.. لكن لا أحد ينكر أنه حدث نوع من النضوج وظهرت بعض الأعمال التي لها قيمة في ظل القطاع العام في بداياته، ثم آلت إلي بيروقراطية قاتلة، وإلي حالة استهلاك بالكامل وإلي تدهور لكل عناصر الإنتاج لهذه الصناعة، حتي كادت تضيع.. من الذي صنع هذا! نحن لا نطالب بالعودة للتأميم، ولكن نريد أن تكون الدولة مؤازرة لصناعة الدراما.. تضع القوانين التي تحكم حركة هذه الصناعة إنتاجا وتسويقا وتصديرا.. مؤازرة في جميع عناصرها بدءا من أفلام ال 35مم علي شاشات دور العرض إلي الكمبيوتر والإنترنت.. وتصدير الإبداعات المصرية من خلال القوانين، وحمايتها من التهريب والسرقة.. هل تعلمين أن الفيلم المصري موجود في الأمريكتين بدون حقوق، تجدينها في أي مكتبة فيديو.. كيف سافرت؟ تم تهريبها بدون أي حقوق استغلال، وكذلك في مكتبات الفيديو التي في استراليا خاصة التي يملكها عرب مع شركائهم الاستراليين.. أو من أي جنسية أخري.. أين اتفاقية الملكية الفكرية التي وقعنا عليها.. لماذا لا يتم تفعيلها بحيث يشعر الفنان والمبدع أن الدولة تحافظ له علي حقوقه.. وأنت كمواطنة مصرية تجدين أحد الأفلام المصرية في الأسواق الأجنبية قبل أن تعرض في مصر.. الدولة للأسف حين تحولت للاقتصاد الحر تخلت عن الدراما.. وأصبح الكثير من المسئولين يقولون إن السينما فن من فنون التسلية، بل الحقيقة هي صناعة استراتيجية بكل ما تحمله الكلمة من معني.. المقارنة في مصر تتم دائما من خلال النظر إلي الإنتاج الضخم الذي تقدمه السينما الأمريكية، خاصة الأفلام الكبيرة المبهرة ذات الرسالة والحاصلة علي الأوسكار أو التي نافست عليه أو نافست علي جائزة بولتزر، ومثل هذه النوعية من الأفلام الجيدة يتم تصديرها لدور العرض لدينا، لكن علي الجانب الآخر هناك في أمريكا آلاف مؤلفة من الأفلام السيئة، ولو شاهدناها في مصر لعرفنا حقيقة أمريكا.. ونحن هنا حين نري في أحد أفلامنا مشهد «كده ولا كده» نصرخ ونقول انظر للفن المصري المتهريء واللاأخلاقي.. انظر الكم الذي تنتجه السينما الأمريكية آلاف من الأفلام، آلاف مؤلفة من أفلام البورنو المنحطة، وهي كلها جزء من صناعة السينما الأمريكية والأوروبية، وباريس البلد المتحضر العظيم هناك أشرطة سينمائية من تلك النوعية تدخل في إطار ما يطلق عليه صناعة الكاميرا وصناعة الصورة. · ما إمكان استخدام رءوس أموال عربية في النهوض بصناعة السينما العربية؟ هذا كلام غير علمي، لأن رأس المال جبان، والذي يريد وضع قرش في مشروع يريد أن يسترده عشرين قرشا.. ويبدو أن نظرتنا مازالت بريئة لمن يريد أن يستثمر أمواله.. هو يريد أن يأخذ كل الربح.. نحن لا نقول إننا ضد رءوس الأموال أو ضد رجال الأعمال أو ضد الناس الذين يسهمون في التنمية.. لا.. أهلا بهم ليكسبوا لكن بشرط أن ينتجوا سلعة جيدة تفيد ولا تضر، وأن يعمل وفق منظومة قانوية واضحة. الدراما المصرية «التليفزيونية» تخلفت.. كيف؟ مصر بها عدد كبير من كتاب الدراما التليفزيونية فقط مع ملاحظة أن المسلسل التليفزيوني يعمل من 10 أفلام إلي 15 فيلما، مثل أسامة أنور عكاشة، ويسري الجندي ومحفوظ عبدالرحمن، ومحمد السيد عيد ومحمد جلال عبدالقوي محمد صفاء عامر وسلامة حمودة ومجدي صابر وأبوالعلا السلاموني وغيرهم حوالي 20 واحدا.. ولذلك فإن الذين يرددون أن الدراما المصرية تخلفت مجموعة من الحاقدين.. وقد تكون محاولة للوقيعة بين الفنان المصري والفنان السوري.. مع احترامي فالذين يرددون تلك الأقاويل يظلمون الفن السوري ويسيئون للدراما الإبداعية السورية فقد بدأت معنا في نفس التوقيت تقريبا، إلا إذا كان البعض يعتقد أن سوريا بدأت الدراما مع ظهور الفضائيات، إن السوريين لديهم أدباء وكتاب رواية، وشعراء ومؤرخون ومبدعون وممثلون أساتذة وعمالقة من زمن بعيد وعندهم مسرح راقي وعندهم دراما سينمائية وقد تكون صناعة السينما تعثرت كثيرا في ظل القطاع العام، وهم عندهم مؤسسة السينما السورية كتلك التي كانت عندنا. · ماذا عن الانتخابات الأخيرة؟ بالطبع هناك العديد من السلبيات التي تحيط بالانتخابات الأخيرة كان أهمها ظهور البلطجة وانتشار العنف أمام معظم لجان الانتخابات دون تدخل أجهزة الأمن فضلا عن سيطرة المال وظاهرة شراء الأصوات ورغم هذه السلبيات إلا أن لدينا أمل في اجتياز هذه المرحلة إلي مستقبل أفضل. · هل تعتقد أن الفنان حامل رسالة في المجتمع؟ في اعتقادي أن الفنان هو قيمة اجتماعية وصاحب رسالة وله رؤية ووعي خاص بقضايا مجتمعة وهو أكثر شمولا وفهما لما يدور حوله من أحداث سياسية واجتماعية. · يتخوف بعض الفنانين من التركيبة الجديدة للبرلمان، فما تعليقك؟! لا أعتقد أن دخول التيار الديني للبرلمان وتشكيله لثلث المجلس تقريبا سوف يؤثر علينا كمصريين، فنحن شعب عريق معروف بالتعددية السياسية وباتساع الأفق ولا يمكن أن يأتي أي تيار ليضيق علينا الخناق وليسلب منا حريتنا فنحن لسنا ضد الإخوان المسلمين أو أي جماعة لها رأي وفكر بشرط أن يكون هذا الرأي ليس فيه ما يضر البشرية وليس ضد حريات الإنسان كحرية الاعتقاد وحرية التفكير والبحث والتأمل. · ما هي أعمالك التي تنتظر أن تأخذ طريقها للعرض في الفترة القادمة؟ «التوبة» للكاتب سلامة حمودة، والذي سبق وعملت معه (العصيان 1) و(العصيان 2) وهو كاتب ومبدع حقيقي، وإخراج محمد النقلي. الأهالي المصرية في 14 ديسمبر 2005 |
عودة الغائب الي سوريا محمود يس: تكريمي في دمشق لن يدخلني مرحلة الحصاد حوار: أسامة عبد اللطيف مفاجأة كانت في انتظار الفنان الكبير محمود يس في دمشق حيث وجد نفسه ضيف شرف المهرجان وسبب المفاجأة انه يعرف ذلك إلا قبل ساعتين من حفل افتتاح المهرجان تكريمات كثيرة ومتنوعة حصل عليها النجم الكبير الا ان المفاجأة أعطت لهذا التكريم طعما اخر جعله يشعر كأنه يطير علي منصة حفل الافتتاح ويستعيد ذكريات أول لقاء له مع دمشق عندما كان ممثلا صغيرا يقدم 3 دقائق في احدي مسرحيات القومي التي استضافتها سوريا في الستينات. محمود يس فتح لنا قلبه وعقله وخزائن أسراره ولم يرفض أن يكشف لنا عن أسباب مشكلة مسلسله الأخير سلالة عابد المنشاوي. سألته في البداية: · كيف استقبلت تكريمك في مهرجان دمشق مؤخرا حيث تم اختيارك ضيف شرف المهرجان؟
· الفن العربي يخاطب نفسه دائما ولم يكن عندنا الا عمر الشريف والراحل مصطفي العقاد اللذان مثلا الفن العربي في الغرب ما تعليقك؟
ورغم ازمة صناعة السينما في مصر ووجود افلام يعتقد صناعها انها كوميدية وهي ليست كذلك الا ان لنا النسبة العالمية من الأعمال المتميزة وللاسف لم يجد صناع هذه الأعمال مساندة ولاندري بهم الا من خلال المهرجانات وتذكروا الراحلين عاطف الطيب ورضوان الكاشف..وكذلك شريف عرفة وداود عبدالسيد ومجدي احمد علي وهاني خليفة وطارق العريان وعاطف حتاتة واسامة فوزي وهي اسماء حصلت علي جوائز مهمة والمهم ان يكون لدينا مبدعون يقدمون فنا خاصا بنا له جماليات وقضايا تناسب احلامنا وطموحاتنا ولابد ان نأخذ صناعة السينما الاهتمام الذي تستحقه فهي اكثر استراتيجية من صناعة الحديد والصلب والمنسوجات مثلا.. وعندما تضرب ركائز هذه الصناعة خاصة الدعم المالي لها لابد ان تنتظر تراجعها ان لم يكن انهيارها. · نادرا ما نسمع اسمك طرفا في خلاف فني فأنت تحرص دائما ان تضع النقاط علي الحروف.. ولكن يبدو ان هذا لم نجده في مسلسل 'سلالة عابد المنشاوي' الذي شهد مشكلة لاتزال تنتظر الحل فما حكاية هذا الخلاف؟ هل اكتفيت بالرفض فقط وكان ذلك سببا في عدم عرض المسلسل في رمضان؟ أخبار النجوم في 10 ديسمبر 2005 |