شعار الموقع (Our Logo)

 

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

اندريه تاركوفسكي: «المرآة» يعمق تساؤلات عن الحياة والموت

سكورسيزي: صورة الذات عبر مجنون السينما والجراثيم والطيران

امير كوستوريكا طفل السينما العالمية المشاغب

باب الشمس اختارته الـ التايم من أفضل‏10‏ أفلام علي مستوي العالم

جيهان نجيم فيلمها القادم عن جون كيري

بيدرو المودوفار.. كلمة ختام حياتنا لم تكتب بعد

 

 

 

 

 

في دورة المفارقات الدرامية

مهرجان تطوان لسينما البحر المتـــوسط يدخل دائرة الاحتراف‏!‏

تطوان - علا الشافعى

 

 

 

 

 

 

علي الرغم من بعد المسافة في رحلة ذهابنا إلي تطوان‏,‏ والتي استغرقت أكثر من‏7‏ ساعات بعد خروجنا من مطار كازبلانكا‏,‏ وهي الساعات الي ملأها المخرج الكبير محمد خان‏,‏ بالبهجة‏,‏ فهو لم يتوقف عن إلقاء الدعابات أو عن الحكي الشيق عن ذكرياته‏,‏ وأيضا لم يترك خان‏,‏ نصير شمة إلا بعد أقنعه بأن يدندن لنا بالأغاني الأقرب إلي قلبه‏,‏ علي أن نرددها وراءه‏,‏ وعندما طالت رحلتنا لم يتوقف الأستاذ عبدالإله‏,‏ مسئول وزارة الاتصالات والإعلام المغربية والذي كان في استقبالنا في المطار عن إلقاء البيانات والبرقيات التي كان يتم تبادلها مع مكتب الوزير نبيل عبدالله‏,‏ وإدارة المهرجان للآطمئنان علي سلامة الوفد المصري‏,‏ وهو ما أدي بالجميع لإطلاق روح الدعابة‏,‏ وعمل بيانات موجهة تصدر من الإذاعة الداخلية بالأتوبيس‏,‏ وأيضا لم يبخل علينا عبدالإله وزملاؤه بإلقاء الكثير من المعلومات السياحية علي مسامعنا طوال الطريق الجبلي الساحر والممتد ما بين كازبلانكا وتطوان‏.‏

تطوان تلك المدينة الساحرة التي تقع شمال المغرب‏,‏ ويعني اسمها في اللغة الأمازيغية مدينة العيون‏,‏ وفي اللغة العربية تطوان تعني الحمامة البيضاء‏,‏ التي اتخذت شعارا للمهرجان‏,‏ وهي مدينة بيضاء تزينها الخضرة‏,‏ وفيها تتجانس الثقافتان المغربية والأندلسية‏,‏ وبها أيضا لكل مهنة زقاق أو حارة‏,‏ وهي معقل المتاحف الرائعة والمؤسسات الثقافية التي بتنوعها تمثل وحدة المغرب وأصالته‏,‏ ويمتد شمالها المدينة الاستجمامية كابونيكرو‏,‏ أو الرأس الأسود‏,‏ وبعدها بنحو‏60‏ كم تقع مدينة شفشاون البيضاء ذات الأبواب الزرقاء‏.‏

وسط هذا الجو الساحر والعبق الأندلسي دارت فعاليات الدورة الـ‏12‏ للمهرجان في الفترة من‏25‏ مارس حتي الأول من إبريل‏,‏ وبحق يجب أن نطلق علي هذه الدورة الدورة الانتقالية‏,‏ فالمهرجان في دورته الـ‏12‏ ينتقل من حضن جمعية أصدقاء ومحبي السينما التي احتفلت أيضا بمرور‏20‏ عاما علي تأسيسها‏,‏ إلي الحكومة والدعم الحكومي الكامل من جانب وزارتي الإعلام والثقافة‏,‏ وهو ما جعل الوزير نبيل بن عبدالله يطلق في كلمته أن المهرجان انتقل من مرحلة الهواية إلي الاحتراف‏.‏

خصوصية المهرجان

مهرجان تطوان السينمائي الدولي يعقد مرة كل عامين‏,‏ وكان ينظمه مؤسسو جمعية أصدقاء السينما علي رأسهم أحمد الحسني‏,‏ والذي ترأس المهرجان حتي دورته الحالية‏,‏ ومعه كل من عبداللطيف البازي نائبه‏,‏ وحميد العيدوني‏,‏ ونور الدين بندريس‏,‏ إدريس الكايكه‏,‏ ومحمد ضياء السوري‏,‏ لكن كان المهرجان طوال دوراته السابقة يعاني قلة التمويل‏,‏ خاصة أن الجمعية التي كانت تنظمه لم تكن تملك موافقتي وزارة الثقافة والإعلام‏,‏ وهو ما أدي قبل ذلك إلي احتجاب الدورة قبل الأخيرة‏,‏ لكن بعد الاعتراف الرسمي بالمهرجان وإقامته تحت الرعاية الاسمية للملك محمد السادس‏,‏ كل ذلك أتاح للمهرجان فرصة أكبر في الدعم‏,‏ إلي جانب حصة من التذاكر المجانية علي الخطوط الملكية المغربية‏,‏ وتوفير النقل الداخلي‏,‏ وبدلات للمتطوعين‏,‏ إلي جانب الاستفادة من اتفاقيات التعاون بين دول المغرب‏,‏ حيث يتم نقل الأفلام عبر الحقيبة الدبلوماسية‏,‏ وبهذا الدعم قد يتحول المهرجان إلي مهرجان كبير للسينما المتوسطية ينضم إلي قائمة المهرجانات التي تحتفي بالسينما الأرومتوسطية‏,‏ مثل موبنيليه وباستيا‏,‏ إلا أن بعض أعضاء جمعية أصدقاء السينما يعلنون تخوفهم علي الجانب الآخر‏,‏ فمهرجانهم انطلق أساسا من فكرة الاحتفاء بالسينما وصانعيها‏,‏ لكن هذا الدعم الكبير قد يحوله إلي مهرجان استعراضي قائم بالأساس علي الحفاوة بالنجوم‏,‏ وهو المهرجان الذي اعتمد منذ تأسيسه علي مجهودات جمعية أهلية فقيرة‏,‏ والتي ظلت تحارب وتكافح وتخوض المعارك من أجل تأسيس ثقافة سينمائية حقيقية وتحتفي بأفلام خارج التيار التجاري‏.‏

وهي الأفلام التي حفل بها المهرجان‏,‏ بدءا من فكرة القمع الفكري والقهر السياسي في الذاكرة المعتقلة لجيلالي فرحات‏,‏ وهو الفيلم الذي حصل علي الجائزة الكبري للمهرجان‏,‏ والأفلام التي ركزت علي تيمة الهجرة والهروب من الأوطان التي تقمعنا‏.‏ حتي في لقمة العيش‏,‏ لذلك نظل نحلم بالحياة هناك علي الجانب الآخر‏,‏ كما في فيلمي طرفاية للمخرج المغربي داود أولاد سيد‏,‏ وفيلم باب البحر أو البحث عن الحرية المفقودة‏,‏ ورفض السلطة بكل أشكالها كما في فيلم بحب السيما‏.‏

ولم تختلف الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة‏,‏ عن تقديم تيمات متشابهة خاصة فيما يتعلق بموضوع الهجرة إلي الشاطئ الأسباني‏,‏ أو إلي الآخر الفرنسي‏,‏ وذلك من خلال أفلام مثل طنجة حلم الحارقين لليلي الكيلاني‏,‏ والحلم الوحيد لمصطفي الشعبي‏,‏ وهي أفلام ترصد حال هؤلاء الراغبين في الهجرة‏,‏ والذين يضيعون حاضرهم في أوهام مستقبل ليس له ملامح‏.‏

كذلك جاء الفيلم الروائي القصير فيزا التونسي‏,‏ والحاصل علي ذهبية قرطاج ليتناول موضوع الهجرة بشكل جديد وكوميدي بعيدا عن مأساوية هذه النوعية من الأفلام‏.‏

ولم تخل فعاليات المهرجان من ندوات ومناقشات مهمة‏,‏ أهمها الورقة البحثية التي أعدها الناقد المصري المقيم في لندن أمير العمري‏,‏ حول واقع النقد السينمائي العربي المعاصر‏,‏ والندوة الرئيسية للمهرجان حول المدرسة والسينما‏,‏ وهي الندوة التي نظمتها جمعية أصدقاء السينما مع جامعة الملك عبدالملك السعدي‏,‏ التي دعت إلي ضرورة تدريس السينما في المدارس والاحتفاء باللغة البصرية‏,‏ وهي الندوة التي شارك فيها من مصر د‏.‏ محمد كامل القليوبي‏,‏ أستاذ السيناريو في المعهد العالي للسينما‏.‏

الرحيل

في صباح الأحد كان المخرج محمد خان يستعد ليوم تكريمه‏,‏ حيث يحتفي به المهرجان كواحد من أهم مخرجي السينما العربية الذي قدم تجارب سينمائية شديدة التميز احتفي بها صناع السينما وجمهورها في الوطن العربي‏,‏ وقد لا تصدق حجم شعبية خان في المغرب‏,‏ وهي الشعبية التي تحاكي تألق النجوم‏,‏ في نفس اليوم عرفنا من خلال شريط الأخبار بخبر وفاة النجم أحمد زكي‏,‏ والذي شارك خان في رحلة طويلة من التألق‏,‏ وقدما معا‏6‏ أفلام‏,‏ بدءا من موعد علي العشاء‏,‏ وزوجة رجل مهم‏,‏ وصولا إلي فيلم السادات‏,‏ كان كل منا يملك طريقته في التعبير بالبكاء أو الصمت التام‏,‏ خان الوحيد الذي ظل يستدعي شريطا طويلا من الذكريات جمعته بأحمد زكي كابني جيل شكلا معا ثورة في صناعة السينما‏,‏ وباغتني بجملة‏,‏ إحنا كنا أصحاب قوي‏,‏ وكنا بنتخانق كتير في الشغل‏,‏ بس والله في الشغل بس‏.‏

في اليوم الثاني اجتمعنا بحجرة وائل عبدالفتاح لنتابع تفاصيل الجنازة ومشهد الوداع‏,‏ دموع متحجرة ومنطلقة‏,‏ وصمت وأنين خان‏,‏ لا يتوقف‏.‏ مرددا خسارة يا أحمد‏,‏ سألته‏:‏ بعد خلافاتكما في فيلم السادات هل تقابلتما؟ رد خان‏:‏ ولا مرة‏,‏ لكن كنت باطمئن عليه من سمير عبدالمنعم‏,‏ ابن خاله‏,‏ بصراحة كنت خايف إنه مايكلمنيش‏,‏ وصمت خان‏,‏ كأنه يستوعب لحظة الفقد لفنان بحجم زكي‏,‏ وبعدها تحول المهرجان إلي سرادق‏,‏ خان طالب أن يتحول تكريمه إلي يوم لتأبين أحمد زكي‏,‏ وبالفعل قامت ليلي علوي‏,‏ بالمطالبة بالوقوف حدادا علي روحه‏,‏ وكان كل من يصادفنا بالشارع وبأروقة المهرجان من صناع السينما المغربية يقدم لنا واجب العزاء في فقيد الأمة والفن العربي‏,‏ كما أطلقوا عليه‏,‏ وتصدرت أخبار الرحيل ومراسم تشييع الجنازة صدر الصفحات الأولي لكل الجرائد المغربية

مشهد النهاية

كان الوقت يمر بسرعة شديدة‏,‏ ولم يعد يفصلنا عن موعد الطائرة سوي ساعة ونصف الساعة‏,‏ وهي المدة التي سنستغرقها حتي وصولنا إلي مطار طنجة الدولي‏,‏ أتوبيس المهرجان لم يأت‏,‏ ونصير شمة لم يتوقف عن إجراء الاتصالات الهاتفية بمسئولي المهرجان‏,‏ السفير المصري أشرف زعزع يقف بيننا في بهو الأوتيل‏,‏ اقترح علينا أن يصطحب الفنانة ليلي علوي وبوسي وأسامة فوزي ليسبقنا علي المطار بعد أن اطمأن أن الأتوبيس في طريقه إلينا‏,‏ وما هي إلا نصف ساعة بعد أن خرجنا إلي الطريق حتي جاءنا الاتصال من المخرج أسامة فوزي ليخبرنا بالحادث الذي وقع لهم في وسط هذا الطريق الجبلي الممطر‏.‏

‏-‏ مشهد من الألم والحزن والخوف الشديد من هول الحادثة‏.‏

‏-‏ بوسي علي الرغم من إصابتها الشديدة‏,‏ كانت تتمتم‏..‏ الحمد لله‏,‏ شفنا الموت‏,‏ ليلي كأنها طوال الرحلة حتي كازبلانكا تستدعي مشهد سقوط السيارة‏,‏ السفير لا يكف عن ترديد جملة أنه يشعر بالذنب‏,‏ طوارئ في مطار كازبلانكا لاستقبال المصابين‏,‏ رعاية ملكية تحيط بنجومنا‏,‏ والي طنجة‏,‏ وغيره من المسئولين يتوافدون‏,‏ الصمت والوجوم هما المسيطران علي الأجواء‏.‏

المخرجة هالة خليل قررت الجلوس برفقة بوسي حتي تصل شقيقتها نورا‏.‏

لكن كما قالت الجميلة بوسي‏:‏ أجمل شئ في هذا الموقف الصعب هو اكتشاف الآخرين‏,‏ وفي آخر اتصال معها بالمغرب‏,‏ بادرتني بضحكتها الشهيرة مرددة‏:‏ أنا بقيت كويسة جدا‏,‏ وهكون في مصر الأسبوع ده‏*

الأهرام العربي في 16 أبريل 2005

الدورة 12 لمهرجان تطوان السينمائي الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط

تطوان ـ المغرب ـ فوزي سليمان: 

أكثر من خمس ساعات بالطائرة من القاهرة إلي كازابلانكا «الدار البيضاء» ـ يختصرها المغاربة إلي «كازا» ـ معنا النجمة الرقيقة بوسي عضو لجنة تحكيم مهرجان تطوان السينمائي، والفنان الموسيقي العراقي نصير شمة يحتضن عودة القديم الذي يحمل طوابع سفرياته حول العالم، يشارك في لجنة التحكيم.

أسر إلي أنه سيعزف في حفل الختام الذي حمل إلينا مفاجأة خمس ساعات أخري إلي تطوان بالباحي ـ الحافلة ـ أعلمنا مندوب وزارة الاتصالات ـ الإعلام ـ أن حفل الافتتاح سيتأخر حتي وصول بوسي وشمة والمخرج المكرم محمد خان والوفد المصري، لكننا لم نلحق بحفل الافتتاح.. بل بحفل العشاء نصف الليل.. جو شرقي في قصر قديم.. فرقتان للعزف والغناء من التراث.. إحدهما كلها من النساء برداء وغطاء رأس تقليدي ينتمي إلي تطوان.. المرة الأولي في المغرب.. متعة الاكتشاف.. ونتذكر نشيدا كنا ننشده ـ ونحن تلاميذ ـ «بلاد العرب أوطاني».. مع فقرة «من مصر تطوان» تنضم إلينا النجمة ليلي علوي.. لها شعبية كبيرة تجسدت في الزحام بعرض فيلم «بحب السيما» لأسامة فوزي من بطولتها، ويلحق بنا سعد هنداوي حيث يعرض فيلمه «حالة حب» في البانوراما وحوله بطله هاني سلامة شهدت زفة كبيرة تحلق به في طريقة لعرض الفيلم. السينما المصرية مازال لها عشاقها. حتي نجومها الجدد محبوبون.. لابد من إحياء هذا التواصل حتي في زمن العولمة والهيمنة السينمائية الأمريكية.

المدينة تحمل مؤثرات عربية إسلامية أندلسية.. وكذا أسبانية وفرنسية.. احتلال عسكري طويل.. في منطقة «الريف» القريبة حيث قاد عبدالكريم الخطابي ثورته العاتية ضد الاستعمار الأسباني.. مازال هناك قرب تطوان جيب استعماري أسباني في «سبتة» لابد من تأشيرة إذا فكرنا في زيارتها.. لكنها مفتوحة لأهل تطوان.. وأيضا هي مجال للتهريب هكذا سمعت! فرنسا لا تأثيرها في لغتها المنتشرة.. ولكنك في جولاتك بالمدينة القديمة وميدان «فدان».. والأسواق تشعر بجو عربي حميم.. لعل من أهم مظاهره الجلباب أو القفطان المغربي والكاب.. للرجال أما للنساء فيحمل تطريزا جميلا.

في اليوم الثالث للمهرجان.. خيم الحزن عندما وصلنا نبأ رحيل أحمد زكي.. اهتمت الصحف والإذاعات ومحطات التليفزيون في كل مكان في التاكسي ـ الطاكسي! والمطعم والمقهي والشارع كان المغاربة يعزوننا.

ثم تأبين أحمد زكي في أكثر من مناسبة مع عرض فيلم «بحب السيما» بوجود سفير مصر وقيادات المدينة.. علي عرض فيلم «زوجة رجل مهم»، ثم في ندوة تكريم المخرج محمد خان الذي أخرج ستة من أفلام أحمد زكي.. آخرها «أيام السادات».

حفل الختام شهد التأبين الأخير جلس نصير شمة محتضنا عوده ليحدثنا تارة حديثا مؤثرا كاد يبكينا.. وفي الخلفية إضاءت مشاهد من أفلام عديدة من بطولته لها نماذج تبدو مختلفة بل متناقضة من «الفلاح البريء» إلي «الزعيم» إلي «الوزير».

الشريط السينمائي الطويل الجميل ينتهي للأسف نهاية مأساوية.. تأتينا أنباء حادث سيارة سفير مصر في المغرب وبها بوسي وليلي علوي وأسامة فوزي.. بوسي التي جاءت معنا بابتسمامتها الرقيقة وأثرت أمسياتنا بضحكاتها الصادرة من القلب.. تأتي إلينا في مطار طنجة.. تكمم فمها الضمادات وعيناها مثقلتان بنظرات تحمل حزنا وألما.. ليلي علوي التي كانت تنتقل بيننا برشاقة بالكاجوال وبأناقة في حفلات المهرجان تبدو كالحة المحيا.. أسامة فوزي زائغ البصر.. السفير يقاوم.. اهتمام كبير من قمة النظام.. العاهل الذي يرسل طبيبه الخاص.. تتحول قاعة غرفة كبار الضيوف إلي تظاهرة تمجيد للفن.. والركاب المارون يحيطون ببوسي وهم يحملونها علي مقعد متحرك.. قام نصير شمة بدور شهم باتصالاته واهتمامه.. بقيت المخرجة هالة خليل في المغرب برفقة بوسي.. جاءتها شقيقتها نورا إلي المستشفي بالرباط.

ماذا عن عصب المهرجان.. الأفلام.. وماذا عن الجمهور؟

أغلب الأفلام سبق عرضها.. يبدو تفوق الفيلم الأوروبي في اللغة السينمائية علي الفيلم العربي الذي بدا أحيانا زاعقا.. ومع هذا استحق الفيلم المغربي «ذاكرة معتقلة» لجيلان فرحاني عن جدارة.. وفاز الفيلم الإيطالي «كاتارينا» تقصد المدينة بجائزتي أحسن إبداع وتمثيل نسائي. من الخطأ ـ كما يبدو ظاهريا إدراج «ذاكرة معتقلة» في مقارنة مع أفلام «الكرنكة» المصرية فهو فيلم عن المشاعر مليء بالرموز، وشاغله المعاناة الإنسانية، أما الفيلم الإيطالي كاتارينا إخراج ماولو فيزري يبدو في الظاهر عن مشاكل المراهقة لكنه يناقش السلطة وصراع الأجيال والجمهور؟! شهدت الأفلام العربية إقبالا جماهيريا.. الأكثر زحاما كان «ذاكرة معتقلة».. الأفلام المصرية شهدت إقبالا جيدا.. وخاصة بوجود ليلي علوي في عرض فيلم «بحب السيما» بالمسابقة وهاني سلامة مع عرض «حالة حب» ـ في البانوراما ـ العرض الثاني للأفلام في قاعة عرض أقل تجهيزا وراحة انعكس علي قلة الإقبال.

دار الثقافة مركز المهرجان وإدارته وندواته أسعدنا إقبال التلاميذ ـ بنات وبنين ـ علي عروض أفلام الكارتون.. الإقبال علي الأفلام التسجيلية والقصيرة، أقل من متوسط، بل إن بعض العروض ألغيت.. فيلم «كليفتي» لمحمد خان ـ ديجيتال ـ لم يمكن عرضه لأسباب فنية.. المهرجان الذي يحمل صفة الدولية وهو لبلدان البحر الأبيض المتوسط، أسسه مجموعة من الأصدقاء.. أصدقاء السينما ـ الشباب منذ عشرين سنة.. منهم المدرس ومنهم الموظف ومنهم الأستاذ الجامعي دفعهم عشقهم للفن السابع إلي محاولة توصيله للجمهور.. أقاموا في البداية برامج وأسابيع للأفلام الأوروبية.. فرنسية وأسبانية وروسية.. وغيرها.. المتاحة بمساعدة المراكز الثقافية الأجنبية.. ثم أقاموا «المهرجان» بروح تطوعية محبة.. مع مساعدة أحيانا من بعض الجهات الرسمية.. في الحكومة أو المركز السينمائي المغربي أو الولاية.. لكن يبدو أن العبء لم تعد تتحمله كواهلهم.. الدورة الأخيرة جاءت بمساندة ودعم من الدولة ممثلة في وزارة الاتصالات ومجلس مدينة تطوان وطنجة، ووزارة الثقافة والمركز الوطني للسينما.. وقد تكونبمجلس إدارة يضم ندوبي هذه الهيئات مع الجمعية.. لتصبح الجمعية أحد العناصر.. قالوا إنه شهد هذه الدورة بداية التحول من الهواية إلي االحتراف.. ولكني أتمني أن تبقي روح الهواية مع دعم من الدولة ويظل أصدقاء السينما هم المسئولون.

القاهرة المصرية

12 أبريل 2005