شعار الموقع (Our Logo)

 

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

اندريه تاركوفسكي: «المرآة» يعمق تساؤلات عن الحياة والموت

سكورسيزي: صورة الذات عبر مجنون السينما والجراثيم والطيران

امير كوستوريكا طفل السينما العالمية المشاغب

باب الشمس اختارته الـ التايم من أفضل‏10‏ أفلام علي مستوي العالم

جيهان نجيم فيلمها القادم عن جون كيري

بيدرو المودوفار.. كلمة ختام حياتنا لم تكتب بعد

 

 

 

 

 

محمد النجار:

أفلامي الآن تحقق أعلى الإيرادات وسمّوها كما تشاؤون

القاهرة - أحمد فرغلي رضوان

 

 

 

 

 

بداياته كانت لافتة جداً في العام 1988 حين أخرج فيلم «زمن حاتم زهران» لنور الشريف وبوسي وصلاح السعدني. يومها حصل هذا الفيلم على جوائز عدة من مهرجانات فالنسيا والقاهرة وخريبكة. اللافت أيضاً أن الأفلام التالية للمخرج محمد النجار حققت كذلك جوائز ونجاحاً نقدياً وجماهيرياً ومنها «الهجامة» و»الصرخة» و»الذل». وبعد ذلك توقف النجار مضطراً أمام صعوبة انتاج المواضيع التي يريدها. واستمر التوقف لمدة 10 سنوات, أخرج خلالها للمسرح والتلفزيون, ولكنه عاد مرة اخرى العام 2000 للإخراج السينمائي للنجوم الشباب ونجح معهم جداً في تقديم أفلام جيدة تحقق ايرادات مثل «صعيدي رايح جاي» و»ميدو مشاكل» و»عوكل». وعن هذا التحول يقول النجار «أنا بقيت عشر سنوات بعيداً من السينما فلم ينفعني أحد ولم ينصلح حال السينما», وعلى رغم ذلك يظل المخرج محمد النجار صاحب تجارب سينمائية متميزة... «الحياة» التقته وكان هذا الحوار اثناء تصوير أحدث أفلامه «علي سبياسي».

·     بعد بدايتك اللافتة في الإخراج السينمائي بفيلم «زمن حاتم زهران» وما تلاه من أعمال اعتقد الجميع انك ستحقق حضوراً متميزاً باستمرار في السينما المصرية, ولكنك توقفت وعدت مع الأفلام الحالية, ما تعليقك؟

- أرى أنني أحقق الآن أيضاً حضوراً متميزاً جداً، بمعنى اني أقدم سينما لها شكل معين الآن (سموه ما تشاؤون لا يهم), أفلام زمان اخذت جوائز من مهرجانات عالمية وأنا سعدت جداً بهذا النجاح اما افلام الآن فإنها جميعها (بفضل الله) تحقق اعلى ايرادات مهما كانت هوية ابطالها وحدث ذلك مع هاني رمزي ومحمد فؤاد ومحمد سعد ومصطفى قمر واحمد حلميـ وبعضهم كانت اول بطولة لهم معي ونجحنا. اليوم لا يمكنني أن أحقق فيلماً لا يراه الجمهور وأبقى في البيت ما الفائدة؟ هل سيصطلح حال السينما؟ أبداً... على العموم لو قارنت افلامي مع أفلام الباقين ستجدني اقدم اعمالاً جيدة لأنني احافظ على فن السينما الذي تعلمته واحببته على يد عظماء وأحافظ على عادات المجتمع ورفضت تصوير مشاهد تسيء الى العلاقات الأسرية والاجتماعية.

صناعة ورسالة

·         إذاً كان التوقف رغماً عنك؟

- نعم وانتظرت... ولكن لم يأت ما أريد تقديمه للسينما فعدت مرة اخرى وقدمت افلاماً جيدة ايضاً بدليل نجاحها. فأنا لن اقدم فيلماً يعجب فئة معينة ولا ينجح, بل أقدم سينما للجماهير تكون اولاً صناعة وفناً وتجارة وثانياً رسالة فإن لم تصل الرسالة الى المستقبل أي الى الجمهور يكون ثمة فشل في الأمر وقدمت شيئاً آخر يوضع على الرف! فلا بد من أن تصل السينما التي تقدمها للجمهور وليس معنى إقبال الجمهور عليها ان العيب كما يرددون في الجمهور لا, والدليل ان هناك افلاماً تسقط. إذاً، لا ينجح مع الجمهور سوى الافلام الجيدة.

·         ما الفارق بين مرحلتك الاولى والحالية في الاخراج؟

- لكل مرحلة نجاحها، «زمن حاتم زهران» و»الهجامة» و»الذل» و»الصرخة» أفلام نجحت ولكن الآن يرفض المنتجون انتاج هذا النوع عندما اعطيهم سيناريوات مثلها يقولون لن تحقق ايرادات. ولكن المهارة ان تصل الى حل وسط بين ما تريده وما يريده الجمهور بمعنى انه يجب ان تنزل وتشتغل وتناضل بدل الجلوس في البيت. لقد نجحت في تقديم افلام اقبل عليها الجمهور وهناك كذلك أفلام جيدة لم تنجح.

·         لماذا؟

- لأنها لم تكن تهم الجمهور. كانت فقط تهم صانعيها وبعض النقاد! أنا في جميع افلامي أحاول أن أقدم رسالة تصل الى الجمهور فيتعلم منها ويخرج من الصالة سعيداً...

·         اعطنا مثالاً على الرسائل التي قدمت في افلامك؟

- فيلم «صعيدي رايح جاي» يتحدث عن سرقة الآثار والتصدي لها ومشكلة التعليم والثأر.

·         وما رسالة آخر أفلامك «عوكل»؟

- ان نجاح الانسان ممكن أن يتحقق لو تغيرت الظروف المحيطة. لقد شاهدنا عوكل سمكرياً لا يريد صاحب الورشة أن يعطيه حقه ولا يريد له أن يتطور، فسافر ونجح. وهناك كثر في الحقيقة مثله كالذي اخترع الفرامل الثانية في السيارات وكان مصرياً لم يلتفت احد إليه فذهب باختراعه الى شركة سويدية نفذته.

·         ولكن يبدو انك رفعت راية الكوميديا؟

- أنا شخصياً أحب الكوميديا وأقدمها في شكل هادف وأفضل ذلك على أن اقدم فيلماً يحزنك. لكن هناك كوميديا غير هادفة ولأسماء كبيرة سقطت. أنا ليس لي شأن بها.

·         صعب أن تقدم أفلاماً مثل بداياتك؟

- لدي سيناريوات عدة مثل «طائر الرماد» و»طيور العطش» أتمنى تقديمها وهي مختلفة عن الموجود ولكن المنتجين يرفضون وأنا ليس لدي نقود لأنتجها.

·         وهل تتعامل مع أفلامك الآن مثل أفلامك الأولى؟

- طبعاً لا... مثلاً لا ينفع ان تستخدم «تكنيكاً» عالياً في فيلم كوميدي فذلك يضيّع الضحك. يجب أن يتم اللجوء هنا الى أقصى درجات البساطة.

·         هل ما حققته يتفق مع طموحاتك في البداية؟

- أنا سعيد جداً به وأتمنى أن يستمر نجاح أفلامي حتى آخر يوم في عمري.

بطلة صماء بكماء

·         ألا تخشى التعامل مع أبطال للمرة الأولى؟

- إطلاقاً، بل استمتع في العمل معهم وأنا من أكثر المخرجين تقديماً للوجوه الجديدة. وفي «الصرخة» قدمت صماء بكماء كبطلة وأخذت جائزة عن دورها.

·         لماذا لم يحقق مسلسل «لما التعلب فات» نجاحاً على قدر نجومه محمود مرسي ويحيى الفخراني؟

- لأننا تعودنا على الشكل الواحد.

·         ماذا تقول عن سطوة النجوم الحاليين على العمل؟

- معي لا يحدث هذا... جميعهم أخواتي وعملوا معي في بدايتهم ومن يريد ان يفرض سيطرته على الفيلم ليبتعد عني!

·         ماذا تقول عن النجوم الذين تعاملت معهم, مثل نور الشريف؟

- هو استاذي وصديقي وكان أول فنان قدمني في الوسط من انتاجه، وهو فنان متميز.

·         ليلى علوي؟

- اخلاص وتفان غير عاديين في العمل. لقد تعذبت معي في «الهجامة» وخصوصاً حين وضعتها في برميل مياه بجد! وأخذت عن دورها أحسن ممثلة في جائزة «هنري لنغلوا» في باريس كما نال هذا الفيلم جائزة أحسن فيلم مناصفة مع كازاخستان.

·         يحيى الفخراني؟

- السهل الممتنع.

·         الفنان محمود مرسى؟

- استاذنا وعلمني الاخراج في معهد السينما وأذكر انه في مسلسل «لما التعلب فات» كان معنا احمد توفيق واسميه «رئيس اخراج الفيديو». تخيل كانوا في حالة طاعة عمياء لأنهم «فاهمين». وأذكر أن احمد توفيق قال لي يوماً «غداً هناك مشهد من ست صفحات أرنا كيف ستخرجه». فنفذته ونال إعجابهم.

·         من يعجبك من المخرجين؟

- ديفيد لين وكوبولا وعز الدين ذو الفقار وصلاح ابو سيف وفطين عبدالوهاب وكمال الشيخ.

·         هل اختفى المخرج النجم؟

- الى حد ما ولكن الجمهور يعرف بعض المخرجين وأعمالهم أيضاً.

·         ما الذي اقلق محمد النجار في مشواره؟

- الهجوم من دون مبرر ولحسابات شخصية كأن يكون السبب مثلاً رفضي سيناريوات لبعضهم. وبخاصة عندما لا يحس أحد بمجهودك فذلك أصعب شيء.

الحياة اللبنانية في 25 مارس 2005

عروس سورية من الجولان في الصالات الفرنسية والفيلم اسرائيلي

باريس - ندى الأزهري 

الأعلام السورية، صور الرئيس السوري، هتافات شعبية مثل: «الشعب السوري غالي علينا»... و»يا جماهير انضموا، انضموا، الشعب السوري وحد دمه»... يافطات من وحي الساعة، بيد أنها لا تبث من عاصمة عربية. بل من فيلم يعرض حالياً في الصالات الفرنسية من إنتاج مشترك إسرائيلي – فرنسي - ألماني «العروس السورية» للمخرج الإسرائيلي إران ركليس، ويصور أوضاع الدروز في مرتفعات الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل من خلال حكاية أسرة درزية تعتز بالانتماء إلى أصلها السوري وتتمرد على الاحتلال. التحضيرات على قدم وساق من أجل زواج منى (كلارا خوري) من نجم تلفزيوني سوري شهير. منى تسكن في قرية صغيرة قرب مجدل شمس»عروس سورية»، وخطيبها في دمشق يعمل ممثلاً هزلياً، وقد تم تقديمه في الفيلم وتقديم التمثيليات التي يصورها، بصورة كاريكاتيرية مبالغ فيها، لا تمت بصلة إلى الكوميديا السورية. إضافة إلى أن اللهجة الشامية التي استخدمت في الفيلم وتحدث بها السوريون في مشهد يبين تصوير مسلسل تلفزيوني سوري، جاءت متصنعة، وكانت محاولة إتقانها فاشلة وبعيدة من التلقائية، إذ لا يكفي»مط الكلام» كي يصبح شامياً. فيما بدت كلارا خوري التي تميزت في فيلم «زواج رنا، أو القدس في يوم آخر» للفلسطيني هاني أبو أسعد، أقل تميزاً هنا!

بعد هذه البداية للفيلم التي أتى فيها الأداء بارداً، وبعض المشاهد الثقيلة والمتعثرة، بدأت الحركة تدب فيه شيئاً فشيئاً، وسمح بالاقتراب أكثر من الشخصيات الرئيسة، عبر سيناريو ربط الأحداث على نحو مقنع بالدخول في أجواء الفيلم. منى الشابة لا تعرف فرحة الزواج. وهي على دراية بأن خروجها من قريتها نهائي، وابتعادها عن أهلها محتم بسبب انتقالها هي التي «لا جنسية محددة لها» كما هو مخطوط على جواز السفر، إلى الطرف الآخر «السوري». وهذا ما يعكر عليها فرحتها وفرحة أهلها. ويبدو الأمر كما لو كان هذا الوضع سيدوم إلى أجل طويل، وإلى أن إعادة الأرض لأصحابها أمر مستقبلي بعيد! أو أن هذا الأمر الواقع سيدوم على رغم رفض الأهالي وتظاهراتهم. فهؤلاء في الشارع في يوم العرس. يبدون رفضهم للاحتلال، وتأييدهم لوصول الرئيس السوري الشاب إلى الحكم. تتناهى إلينا عبارات قد لا نسمعها إلا من محطات عربية « هذا الشبل من ذاك الأسد» على لسان والد منى الرافض للاحتلال والثائر ضده. ثمة تأكيد لا شك فيه في الفيلم على انتماء الدروز إلى وطنهم السوري الذي لا بديل له في قلوبهم، وإبراز أن الخونة والعملاء موجودون حقاً لكنهم قليلو العدد ومنبوذون من الآخرين.

بين التمرد والخضوع للضغوط الدينية والاجتماعية والسياسية، يحاول الفيلم رسم صورة واقعية متوازنة من خلال يوم في حياة هذه الأسرة الدرزية والعلاقات المعقدة التي تحكم أفرادها والمتغيرات التي تطرأ عليها. تظهر الضغوط الدينية عبر رفض الزواج من آخر غير درزي. والاجتماعية من معاناة الزوج والزوجة معاً. هي من محاولات زوجها التحكم في مصيرها. وهو من كلام أهل القرية عن ضعفه أمام تمرد زوجته التي «تلبس البنطلون» ومن رفضها الانصياع لطلباته. وامتلأ الفيلم بتلميحات أخرى كتعليقات العجائز على زوجة الابن الروسية، وفرض الوصاية على الفتاة التي تحب ابن «عميل». تلميحات ومواقف تشير إلى وضع المرأة الدوني الذي تحاول الخروج منه بإصرار، كما فعلت الأخت الكبرى(هيام عباس) في أداء جاء معبراً. أما الضغوطات السياسية فهي توازي في حضورها البقية، وتشكل معها حلقة قابضة على مصير المرء، وتضع العوائق أمام الحياة الإنسانية الطبيعية. ظهر القمع الإسرائيلي للأب بسبب مواقفه السياسية. والخبث الإسرائيلي من خلال محاولة تمرير»الختم الإسرائيلي» على جواز السفر للعروس المغادرة إلى سورية. وجاء هذا من قبلهم كفرض أمر واقع، كانوا يعرفون مسبقاً أن السوريين سيرفضونه ولكنهم أرادوا رمي الكرة في ملعبهم. وكانت مناسبة للسيناريو من خلال هذا الموقف لإظهار البيروقراطية السورية، واعتماد الحلول على الأشخاص وليس على القوانين. فما يقوله موظف ويوافق عليه لا يعني بالضرورة أن زميله الذي يحل محله سيتخذ الموقف نفسه، فكل وهواه.

والأمم المتحدة كانت هنا أيضاً من خلال الموظفة الفرنسية «اللطيفة» التي تتدخل لوقف العراقيل التي تضعها السلطات الإسرائيلية والسورية معاً أمام مرور العروس وعبورها للحدود. إلى أن تقرر هذه أن تحدد مصيرها بنفسها وتتجه نحو العريس الذي ينتظر على الجهة الأخرى في لقطة نهائية يأتي فيها تقرير المصير باليد، وليس انتظاراً لتدخلات الأمم المتحدة «اللطيفة» ولكن غير الفعالة أو لقرار الضابط السوري أو لتنازل الإسرائيليين الذي حدث بعد أخذ ورد.

المخرج يحمل فيلمه رسائل كثيرة، الطيبون والشريرون في الجهتين. وهو يتيح لمشاهديه فسحة لتقويمات متعددة ويبدي «التعاطف» مع أبطاله. ولكن هل يوضع أصحاب الحق والمعتدون في سلة واحدة؟ وكل هذه التنازلات «الرمزية» للإسرائيليين في الفيلم، من تعاطف أولي مع الأب والسماح له وهو قيد الإقامة شبه الجبرية بالذهاب إلى الحدود لتوديع ابنته، ومن ثم إزالة الختم الإسرائيلي من الجواز لتسهيل عبور العروس وتبيان أن السوريين هم من يضع العوائق، كل هذه «التنازلات» ماذا تشكل أمام ما يحصل على أرض الواقع؟

الحياة اللبنانية

25 مارس 2005