جولة پانورامية في الثقافة الدانماركية بين الموسيقى والأدب والسينما الكلاسيكية تقليد قويّ والكتاب مرتفع الثمن وفيلم الـ Dogme يناهض هوليوود بقلم: ماري تيتزلاف* ترجمة: نسرين ناضر |
الدانمارك بلد صغير تبلغ مساحته أربعة أضعاف مساحة لبنان فقط (من دون غرينلاند) لكننا نعتبر ان الكثافة السكانية عالية على رغم أن عدد سكانه قريب من عدد سكان لبنان (خمسة ملايين نسمة). الأرض مسطحة وخصبة ولا تلال تعلو أكثر من مئتي متر عن سطح البحر الذي يحيط بنا من كل الجهات تقريباً. يؤدي البحر دوراً مهماً في الصور التقليدية التي نضمّنها في الأدب والموسيقى والرسم لكن صيادي السمك (ناهيك عن الفايكنغ الغزاة!) نادرون الآن. نحن مزارعون تقليدياً، رغم ان الزراعة اصبحت الآن صناعة ملوثة أكثر منها مهنة على صلة بالطبيعة عندما نتكلم على إرثنا الثقافي، فان معظمنا مزارعون في اعماقنا. رسمت لوحاتنا الطبيعة وما زالت تجسدها في عدد كبير منها (لكن في طرق جديدة بالتأكيد). وتتحدث أغانينا الشعبية عن حياة سكان الريف ومغامرتهم العاطفية، وما زال جزء من أدبنا الأشدّ وقعاً في النفوس يتطرّق الى الحياة الهادئة في الريف. فالمدينة والكوسموپوليتيون التقدميون (المعروفون بـ"راديكاليي الثقافة") لم يضعوا بصمتهم المثيرة للجدال على هويتنا الجماعية إلا في اواخر القرن التاسع عشر. اكتسب السؤال "ما هي الثقافة الدنماركية؟" اهمية متزايدة في الجدال الدائر حالياً في الدانمارك، والغريب في الأمر ان هذا الجدال يحتدم في شكل خاص في أوساط الدانماركيين المثقفين الذين يفترض بهم ان يعرفوا ما هي الثقافة الدانماركية. لا شك في أنهم يعرفون الجواب لكن بما أنهم مثقفون ومنفتحون، فهم يدركون أيضاً ان الثقافة الدانماركية لم تعد تلك الصخرة الجامدة التي كانت عليها حتى الستينات لا بل السبعينات. في الجيل الماضي، تعرّضنا (مثل الجميع) للتأثير التجاري الكاسح للثقافة الاميركية. وكنا شهوداً - قد يقول البعض "ضحايا" – على موجات الهجرة الكثيفة في أواخر القرن العشرين حيث قدم من عرفوا بـ"العمال الضيوف" من تركيا وتبعهم لاحقاً لاجئون ومهاجرون من العالم الثالث سعياً وراء ملاذ وحياة أفضل في بلدنا الصغير والمدلل والمنظم جيداً. اعتدنا المعادلة الآتية "بلد واحد يساوي قبيلة واحدة" الى درجة أننا غير مستعدين على الإطلاق لتقبل فكرة ان شخصاً من ديانة وعرق مختلفين وسلوكه مختلف عنا، يمكن ان يسمي نفسه دانماركياً. لكن يكفي ان يكون وُلِد في الدانمارك حتى لو لم يكن يتكلم لغتنا ليُعتبر دانماركياً. وهذا أمر يصعب علينا تقبّله. نريد ان يكون الشخص المعنيّ مثلنا قبل أن نتشاطر كلّ شيء معه: الأجور المرتفعة، الضرائب، العناية الصحية، الضمان الاجتماعي والتعليم المجاني. لدى الدانماركيين عقد اجتماعي متطور جداً مع الدولة: في شكل عام، يشعر كل المواطنين الدانماركيين بأنهم مسؤولون عن الخير العام الى درجة عالية جداً. وهذا لا ينطبق على القادمين من دولة توتاليتارية ذات سلطة فاسدة. بالتالي لا يحبّذ كل المهاجرين توقيع العقد الاجتماعي الدانماركي. ولا شك في أنهم لا يقبلون التساهل الذي نظهره في المجال الديني. تسعون في المئة من الدانماركيين لوثريون، أي مسيحيون بروتستانت، وعلاقتنا بالكنيسة تزداد تباعداً. ولم نجد أنفسنا مضطرين الى الاعتراف بأننا دولة مسيحية في عمق لا وعينا، وأن فكرتنا عن الرفاه مستمدة الى درجة كبيرة من الاحسان المسيحي البروتستانتي الا عندما كان علينا في الآونة الأخيرة ان نحدد موقفنا من انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي. المهاجرون، أو "الدانماركيون الجدد" كما نسميهم، مشكلة ومورد على حد سواء. والمشكلة في شكل أساسي اجتماعية وليست ثقافية. نتأثر بالمهاجرين بقدر ما يتأثرون بنا. حتى إن بعضهم يذهب الى حد القول بأن الحملات الصليبية تتجه نحونا وأن الاستعمار يجتاح الدانمارك. الموسيقى كان مهماً ان أنطلق من هذه الخلفية للحديث في اختصار عن الثقافة الدانماركية. أولا الموسيقى: الموسيقى الشعبية الدانماركية متأثرة جداً بالراپ وليست من النوع الذي ينبض بالحنين. ولدينا العديد من المواهب الشابة من أصل مهاجر في مجالي الغناء وكتابة الأغاني. وفي المونولوغ الكوميدي، وهو نوع جديد يحظى بشعبية كبيرة، يتحدث "الدانماركيون الجدد" في طريقة هزلية عن مشكلات الاندماج والتخلف على الصعيد الإتني، وهو أمر لا يستطيع أن يقوم به الدانماركيون الذين يتعاطون السياسة في طريقة تقليدية. تقليد الموسيقى الكلاسيكية قوي جداً في الدانمارك، ويُقام دائماً عدد كبير من الحفلات الموسيقية الكلاسيكية ذات المستوى العالي في منطقة كوبنهاغن، أما في الريف فالخيار محدود. لكن لكل بلدة ريفية محترمة مجتمع موسيقي حيث تعزف الطبقة الوسطى في معظم الأحيان موسيقى "شامبر ميوزيك" على مستوى هاو، وتملك المكتبة المحلية قسماً مخصصاً للموسيقى يحتوي على أسطوانات يمكن استعارتها. معظم الدانماركيين فخورون بالملحن الدانماركي الذائع الصيت، كارل نيلسن (1865 – 1931) رغم ان بعض المعتدين بأنفسهم لا يرمقونه بنظرة إعجاب. والملحنون المعاصرون الذين يؤلفون ألحاناً كلاسيكية معروفون ويلحّنون اعمالا جديدة بناء على تكليف وليس فقط لجمهور صغير ("هاندمايد تايل"، وهي أوبرا مستوحاة من رواية الكاتبة الكندية مارغريت أتوود، للملحن المعاصر بول رودرز، مواليد 1949، كانت من أعظم ما قدم في "رويال ثياتر" في العقد الماضي). لكن نظراً الى مقاربتنا الديموقراطية والى التدريب النخبوي، ناهيك عن التمويل غير الكافي للمعاهد الموسيقية، تعاني الدانمارك حالياً نقصاً في الموسيقيين الكلاسيكيين القادرين على منافسة الموسيقيين المحفزين والمدرّبين جيداً وذوي المهارات العالية القادمين من روسيا وأوروبا الشرقية والذين يشغلون الآن جزءاً كبيراً من المقاعد في حفنة من فرق الأوركسترا السمفونية المرموقة في الدانمارك. ومن الواضح انه ليست هناك أي رغبة في الاحتفاظ بمقاعد للدانماركيين (معاذ الله!) إذ يتمّ الفوز بمكان في الأوركسترا في منافسة لا تأخذ الهوية في الاعتبار. لكن عجز الدانماركيين عن التنافس على مستوى عالمي حوّل انتباه وزارة الثقافة الى هذه المشكلة. بالحديث عن الموسيقى الكلاسيكية، تجدر الاشارة الى أنه في كانون الثاني الماضي، احتفلت كوبنهاغن بتدشين دار أوبرا جديدة ومتطورة جداً تبرع بالمال لبنائها الرجل الأكثر ثراء في الدانمارك، مارسك ماكيني مولر، 90 عاماً، مالك حاويات الشحن "مارسك" التي ترونها أيضاً في لبنان. يتذمّر الدانماركيون قائلين "بلى، أصبح لدينا مبنى الآن، لكن أعباء تشغيل الاوبرا ستقع على كاهل المكلفين". ويضيف ناكرو الجميل أن المال الذي دفعه مارسك لبناء دار الاوبرا كان يجب أن يُستعمل لتسديد الضرائب. غير ان الجميع متفقون على ان داخل الاوبرا المزوّد مصابيح ضخمة من تصميم نجمنا الدولي الجديد في مجال الفنون البصرية، أولافور إلياسون، نصف الايسلندي المولود عام 1967، غاية في الروعة. أما من الخارج فدار الاوبرا رائعة جداً الى درجة أنها لا تتناسب مع موقعها على الواجهة المائية قبالة قصر الملكة ذي الاسلوب الانيق والدقيق من فرنسا القرن الثامن عشر. يحصل هذا مجدداً في كوبنهاغن: تبدو تصاميم المهندسين المعماريين ضخمة جداً مقارنة بالحجم الصغير لوسط العاصمة القديم. صمّم دار الاوبرا المهندس المعماري الدانماركي المعروف عالمياً، هينينغ لارسن، الذي يشتهر بالتلاعب بضوء النهار. واهتم لارسن (مواليد عام 1925) بتصميم مبان عديدة في العالم العربي، منها وزارة الخارجية في الرياض في المملكة العربية السعودية. لكن في مرحلة معينة من المشروع، فرض مارسك الذي كان يتدخّل شخصياً في كل تفصيل من تفاصيل هديته الضخمة الى الشعب الدانماركي – فرض إذن رأيه على المهندس المعماري – وكان هذا لسوء الحظ مضراً بالقيمة الجمالية للمبنى النهائي الذي أطلق عليه الناس تهكماً اسم "قبعة الفيل". كان الخلاف بين رب العمل المتسلّط الذي لا يعترف بمحدودية معلوماته في مجال تصميم المباني، والمهندس المعماري الذي يتقاضى أجراً عالياً، حديث الناس في كوبنهاغن طوال أسابيع، وعلى الأرجح أنه سيبقى كذلك كلّما أثير موضوع دار الاوبرا. كان العرض الاول أوبرا "عايدة" لجوزيپي يردي حيث استُعملت كل الروائع التقنية للمسرح الضخم. لكن العرض الثاني، أوبرا "إلكترا" لريتشارد ستراوس، كان الانتصار الفني الاول لاوبرا كوبنهاغن. تعرف الاوبرا، كشكل من أشكال الفنون، فترة زخم في الدانمارك بوجود عدد من المغنين الدانماركيين يكفي لإعداد أوبرا اغنر على مستوى عالمي. وبوجود دارَي أوبرا، سيكون الطلب شديداً على المغنين. سيُستعمل المسرح القديم في "رويال ثياتر"، والذي كانت الاوبرا تتشاطره مع الباليه، لحفلات الاوبرا التي تُعزف فيها ألحان موزار والالحان الباروكية في شكل خاص، وبالتأكيد لحفلات الباليه التي لطالما اشتهر بها "رويال ثياتر". سيُحتفل هذه السنة بالذكرى المئتين لمولد مصمّم الرقص الفرنسي الاصل والمقيم في الدانمارك، أوغست بورنونفيل (1805 – 1879)، بتقديم عدد كبير من رقصات الباليه الساحرة والرومانسية التي صمّمها ومن بينها "نابولي" الاكثر شعبية. مئوية أندرسن وتصادف ايضاً هذه السنة الذكرة المئتان لولادة الروائي الدانماركي المشهور عالمياً هانس كريستيان أندرسن (1805-1875). ستكون الاحتفالات هستيرية وتجارية ومبتذلة وشاملة جداً الى درجة ان هناك خطراً حقيقياً بأن يسأم الناس من صورته من دون أن يقرأوا حتى سطراً واحداً من كتابته. وهذا مخالف للنتيجة المرجوّة. لحسن الحظ هناك طرق أخرى للتعرّف أكثر الى أندرسن، فعلى سبيل المثال، تنشر الصحيفة اليومية "پوليتيكن" (التي أعمل فيها) كل يوم وصولاً الى الثاني من نيسان، تاريخ مولده، مقتطفاً صغيراً وشخصياً ومعبراً جداً من يوميات أندرسن. لكن الافضل بالتأكيد قراءة حكاياته الخرافية مثل: "الحورية الصغيرة" و"البطة القبيحة" و"القداحة" و"ثياب الامبراطور الجديدة" و"الاميرة الحقيقية" و"العندليب" وغيرها. وتذكروا ان هذه الروايات هي للكبار ايضاّ! تجدون على الدوام في هذه القصص حكمة وحزنا وفكاهة حتى عندما تقرأونها للمرة الالف، وغالبا ما يفاجئكم صغر حجمها. فالحكاية الممتعة حيث يصبح لون الاميرة اسود وازرق بسبب حبوب البازلاء التي وضعتها زوجة ابيها تحت فراشها، مما يثبت انها اميرة حقيقية، مؤلفة من صفحة ونصف الصفحة فقط! وعاصر اندرسون عبقريا دانمركيا آخر هو الفيلسوف سورن كيركغارد (1813 – 1855) الذي ألهم الفلسفة الوجودية وما زال يؤثر في الرسامين وعلماء اللاهوت والفلاسفة والاشخاص العاديين، وفي الطريقة التي ننظر بها الى انفسنا كأفراد. ما زال كيركغارد يثير جدالا غيورا في اوساط الباحثين، ويتعلم اشخاص من بلدان بعيدة اللغة الدانمركية كي يدرسوا كتاباته باللغة الاصلية، وفي الآونة الاخيرة حقق كتاب حول سيرته الذاتية افضل المبيعات. لا تدعم الحكومة الكتب ماديا لذلك ثمنها مرتفع جدا في الدانمارك. نظرا الى العدد الضئيل لناطقي اللغة الدانماركية، ليس نشر الكتب بهذه اللغة عملا مربحا. حتى الكتاب الذي يحقق افضل المبيعات نادرا ما يباع منه اكثر من 50 الف نسخة، كما ان الكتب الادبية ذات النوعية العالية لا يباع منها في معظم الاحيان سوى بضع مئات النسخ، حتى لو حظيت باعجاب النقاد. هناك جدال مستمر حول الاساليب الملائمة الكفيلة بالنهوض بالأدب في الدانمارك. احد هذه الاساليب اعفاء الكتب من الضريبة على القيمة المضافة كما هو مطبّق في اسوج. من الكتّاب الدانماركيين القلة المعروفين على الارجح في لبنان الروائية كارن بليكسن (1885 – 1962، الاسم المستعار الانكليزي ايساك دينسن)، مؤلفة "الحكايات القوطية السبع" و"حكايات الشتاء" و"بعيدا عن افريقيا" وهو ايضا اسم فيلم لسيدني پولاك يعود الى 1985 ومستوحى من كتاب جوديث تورمان عن السيرة الذاتية لبليكسن، بطولة ميريل ستريپ وروبرت ردفورد. كانت كارن بليكسن، صاحبة الرؤية التي تحولت اسطورة عن العلاقة بين الجنسين، بمثابة رمز في مرحلة ما بعد حركة نصرة قضية المرأة في الدانمارك، لكنها عادت الآن "مجرد" كاتبة عبقرية. أدب وسينما من الكتّاب الدانماركيين الآخرين الذين تحولت مؤلفاتهم افلاما في الآونة الاخيرة، بيتر هوغ. ففي عام 1993 منحت مجلات دولية عدة منها مجلة "تايم" كتابه "حس الثلج لدى سميلا" لقب "كتاب العام". وعام 1997، استوحى احد المخرجين الدانماركيين الاكثر شهرة على الساحة الدولية، بيل أوغست، فيلما من الكتاب، بطولة جوليا اورموند وغابريال بيرن. لا يعتبر هذا الفيلم من افضل ما اخرجه اوغست، ويبدو ان الرأي السائد في الدانمارك هو ان بيل اوغست كان افضل قبل ان يصبح عالميا وترتفع اجرته، وقبل ان تغلب عليه في نظر البعض النزعة التجارية اذ ينفق موازنات ضخمة على افلامه ويمنح الادوار الاساسية للممثلين الذين يستقطبون الناس الى شباك التذاكر. قد يكون بيل اوغست المخرج الدانماركي المعاصر الاكثر شعبية لكنه لم يبق الاكثر شهرة اذ يحتل هذا الموقع الآن لارس فون ترير، مواليد 1956، الذي يعتبر الخلف الحقيقي للاسطوري كارل ث. دراير، ويشاطره هذا الموقع "شقيقه الصغير" في الـdogme توماس ينتربرغ هو "عزيزي وندي" الذي سيعرض هذه السنة ويتحدث عن ولع شاب بمسدسه، اما فون ترير فهو في صدد تصوير فيلم "ماندرلاي" عن العبودية. عام 1995، وقع اربعة مخرجين دانماركيين بينهم فون ترير وينتربرغ، بدعم قوي من وزير الثقافة، dogme 95 وهو بمثابة "نذر بالعفة" يتضمن عشر وصايا منها الامتناع عن استعمال الضوء الاصطناعي والصوت الاصطناعي واجهزة الترشيح البصرية، وحتى الجينيريك، واستعمال الكاميرات المحمولة يدويا فقط. سرعان ما تحول dogme 95 حركة دولية مناهضة جزئيا لهوليوود، وادى هدفه من خلال العودة بالفيلم الى التقنيات الاولية، لكن مؤسسيه ابتعدوا هم انفسهم عنها في الممارسة عبر خرق قوانينهم الخاصة بوتيرة متزايدة وبوضوح اكبر. وبما ان فون ترير يخاف من السفر، ولاسيما بالطائرة يبني مواقع التصوير الاميركية المفترضة في الجوار، خاصة في اسوج. ولا يستعمل سوى الپلاتو والديكور العادي. صوّر فيلمه السابق الرائع "دو غيل" داخل خطوط رسمت بالطبشور – وكانت النتيجة مذهلة. كما هي الحال في معظم الاحيان، تسمح الحدود الحسية بتحقيق مكاسب من الناحية الفنية. هذه هي الفلسفة الكامنة وراء الوصايا العشر للـdogme. وتنص الوصية الاولى على ان التصوير يجب ان يبقى محصورا في الموقع المخصص له، وان تتم الاستعانة فقط بالديكورات المتوافرة في هذا المكان. لا يخاف ينتربرغ من السفر لكن الفيلم "الاميركي"، "عزيزي ويندي"، صوّر على پلاتوات في استوديو "زنتروپا قرب كوبنهاغن. ولا شك في انه ينتهك الوصية السادسة في الـdogme التي تمنع وقوع جرائم... يطرح كل من ينتربرغ وفون ترير مسائل اخلاقية مهمة في افلامهما، ولدى افلام فون ترير في شكل خاص طابع قريب من "العهد القديم". تتم معالجة مسائل الخطيئة والصلاح والمسامحة والثأر والحب والعدالـــــة بأقصـــــى درجـــــــات الصدق والفضول الطفلي والشجاعة الراشدة وغير الدوغماتية. مقاربتهما منعشة جدا في ثقافة اصبح كل شيء فيها نسبيا. _____________________ (*) ماري تيتزلاف صحافية وناقدة في الصحيفة الدانماركية اليومية "بوليتيكن" التي تصدر في كوبنهاغن، وهي في زيارة تستمر اسبوعين لمكاتب صحيفة "النهار" مع زميلها توماس هاندسبيك الذي يزوّد صحيفة "پوليتيكن" الاخبار عن لبنان، بينما تهتم السيدة تيتزلاف بكتابة مقالات تنشر في صحيفة "النهار". تتم هذه الزيارة، وكذلك زيارة صحافيين من "النهار" الى كوبنهاغن، بتمويل من البرنامج الدانماركي للدعم الاعلامي الدولي. النهار اللبنانية في 20 مارس 2005 |
|