شعار الموقع (Our Logo)

 

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

اندريه تاركوفسكي: «المرآة» يعمق تساؤلات عن الحياة والموت

سكورسيزي: صورة الذات عبر مجنون السينما والجراثيم والطيران

امير كوستوريكا طفل السينما العالمية المشاغب

باب الشمس اختارته الـ التايم من أفضل‏10‏ أفلام علي مستوي العالم

جيهان نجيم فيلمها القادم عن جون كيري

بيدرو المودوفار.. كلمة ختام حياتنا لم تكتب بعد

 

 

 

 

 

البطولات الجماعية.. موضة جديدة!

 

 

 

 

 

 

·         النقاد: تعيدنا لأيام الناصر صلاح الدين ولا تطفيء الشمس وثرثرة فوق النيل

·         المخرجون: المهم أن تخدم الهدف لا شباك التذاكر! 

كانت في الماضي ظاهرة سينمائية ناجحة.. تهدف إلي إثراء الفيلم السينمائي بوجود العديد من النجوم والممثلين فيما يسمي ب "البطولة الجماعية". مما يعطي انطباعا لدي المتفرج بوجود منافسة جميلة وشريفة بين النجوم بهدف إمتاع المشاهدين برؤية مستويات عديدة في الأداء التمثيلي في الفيلم الواحد!.

والبطولة الجماعية أيضا تقضي علي سيطرة النجم الواحد. وتكرار لزماته علي الشاشة. واستبدال ذلك بأكثر من نجم يتساوي حجم ومساحة أدوارهم بأهمية وتأثير الأحداث. كما تتيح الفرصة للمنتج لكسر احتكار النجم الواحد وتحكمه في سوق الإنتاج!.

من منا لا يذكر "الناصر صلاح الدين" و"لا أنام" و"الرجل الثاني" و"ثرثرة فوق النيل" و"لا تطفيء الشمس" و"المذنبون". وحاليا ومنذ فتح "سهر الليالي" المجال. انطلقت أفلام مثل "مافيا" و"حب البنات" وأخيرا "حليم" و"عمارة يعقوبيان" وغيرها.. فهل هي موضة جديدة.. أم ضرورة فرضتها ظروف السوق والموضوعات الجديدة؟.

تجار السينما

* يقول المخرج علي بدرخان:

- البطولات الجماعية تعتمد أساسا علي الموضوع. فلابد أن يكون الموضوع مكتوبا أساسا لشخصيات متنوعة ومتعددة.. أما حكاية التفصيل من أجل البطولة المشتركة فهذا لا يصح وغير طبيعي!.

ثم إنني أفهم من هذه المقولة أو هذا المصطلح أن ينطلق من فكرة أو أيدلوجية معينة تهدف إلي عمل بطولات جماعية لتحقيق غاية معينة. مثل أن تعمل فيلما تاريخيا مثلا. أو سيرا وشخصيات عديدة. أو ملحمة عن حقبة زمنية معينة. أو حتي قضية اجتماعية معاصرة ولكنها تتناول زوايا متعددة وبالتالي تعبر عنها شخصيات مختلفة.. أما أن تكون كل الحكاية مغامرات تهدف لوضع أسماء كثيرة علي الأفيش فهذا ما نرفضه جملة وتفصيلا. لأنه يخدم شباك التذاكر فقط ولا يخدم الجمهور بطرح أفكار جديدة ومختلفة علي الشاشة.

ولذلك "التاجر" وأنا أعني الكلمة. الذي يلجأ لهذا الأسلوب يجب ألا نعتبره إنجازا. ونقعد نشيد به.. لأنه لا يفكر إلا في الربح من وراء هذه الفكرة.. أما من ينطلق من فكرة وموضوع هو الذي يستحق التحية إن قدر عليها!.

* ويقول النجم أحمد السقا:

- السينما في الأساس عمل جماعي. وليست عملا فرديا.. ومن لا يصدقني يعود إلي كلاسيكيات السينما المصرية مثل أفلام نجومنا الكبار التي نشاهدها في التليفزيون وعلي المحطات الأرضية والفضائية وتعيش في وجداننا حتي اليوم.. وكذلك أيضا السينما العالمية التي قدمت ممثلين كثيرون في الفيلم الواحد. وقد شارك عمر الشريف في تجارب مماثلة ونجوم كثيرين.. وحتي هذه الأيام تعود فكرة اشتراك أكثر من نجم في العمل الواحد.. وأنا شخصيا أرحب بذلك وخضت هذه التجربة أكثر من مرة.. ولم أجد فيها أي مشكلة.. ولكن المهم هو الموضوع الذي يحتمل هذا.. وهو الشيء النادر في هذه الأيام.. أي المشكلة ليست في الممثلين.. وإنما في الكتابة ثم في الإنتاج الذي يتحمل هذا!.

فك النجم الواحد

* أما المخرج والسيناريست إبراهيم الموجي فيقول:

- أحيانا الاختيارات الفنية ليست نتيجة أسباب ضرورية أو درامية. ولكنها محاولة للوقوف أمام تيار زاحف من أفلام النجم الواحد مثل أفلام محمد هنيدي وأحمد السقا ومحمد سعد وغيرهم! ويصل الحال ببعض المنتجين بالزهق والضيق من كثرة طلباتهم. وأبرزها طبعا المادة. أو ارتفاع أجورهم التي تصل إلي الملايين من الجنيهات!.

عندها يلجأ المنتج إلي حيلة وهي فك النجم الواحد إلي عدة ممثلين أو علي رأي اللبنانيين: "اصرفه بثلاثة أبطال"! وهذه محاولة من المنتجين للوقوف أمام طغيان النجم الواحد. وهي محاولة مشروعة. لأن فائدتها الوحيدة هي ظهور أكثر من ممثل جديد في العمل الواحد. ومنهم من يصل إلي النجومية.

ولكن المشكلة تجيء بعد نجاح الفيلم.. حيث يقوم صناعه بتفسيره بأثر رجعي. والقول بأنهم تعمدوا كذا وكذا..! وهذا غير حقيقي. لأنها قلة حيلة. وهروب من طلبات وسيطرة النجم الواحد!.

أكاذيب

* ويقول الناقد والمؤرخ أحمد الحضري:

- السينما المصرية عندنا لا تعرف كلمة "البطولات الجماعية" بمعناها الحقيقي. وإنما هي مجموعة من الأكاذيب يرددها البعض!. فمهما كان هناك فيلم مليء بالأسماء الكثيرة. إذا بحثت فيه جيدا. ستجد هناك دائما شخصية رئيسية تدور حولها الأحداث أو الشخصيات الأخري.. لأن الكتابة الدرامية نشأت علي هذا الأسلوب منذ القدم. وكان سبب ذلك طبعا التراث الأجنبي الذي تأثرت به السينما المصرية قديما.. ولكن المشكلة أنه في الخارج حاولوا تطوير أنفسهم. وعملوا تجارب متعددة في هذا الصدد. وحتي معظم تجاربهم كانت تقع في نفس الخطأ. بأن هناك دائما نجما كبيرا يحوم حوله كوكبة من النجوم.. ونظام النجومية نفسه هو اختراع هوليوودي صرف ونحن نقلناه عنهم.

أما تلك المحاولات القليلة لكسر هذا النمط فهي مطلوبة. ونحن نشجعها ولا نحبط من يقوم بها.. لأنها بالتأكيد تغير من شكل ونمط السينما التي اعتادتها الجماهير.. وهي مطلوبة لا شك حتي ولو كان بها شخصية رئيسية كما نقول.. وإنما التغيير مطلوب في كل الأحوال!.

الجمهورية المصرية في 17 مارس 2005