أشرف عبدالباقي فنان خالي من الكوليسترول: فيلمي يعيد البراءة المفقودة في حياتنا حوار: سامي كمال الدين |
ملامح ابن البلد, البسيط, الطيب, البرئ, المصراوي, المعجون بطمي الأرض, الراسخ في جذورها, الباحث عن قيمه ودور حقيقي يفيد به مجتمعه, غير متنازل عن هذا الدور مهما راوغه شباك التذاكر, فالقيمة الحقيقية لما يقدم وليس بـ كام. فاهم مهنته وشاطر فيها, وقادر علي إقناعك بها, وباحث عن كوميديا حقيقية تقوم فيها الكوميديا بتعرية المجتمع, وكشف زيفه, لم يكن أبدا هذا الفنان منتميا إلي المضحكين الجدد, لكنه منتم إلي كوميديا نجيب الريحاني, تلك الكوميديا الصادقة التي تفجر الضحكات من خلال الدموع, لكنه وجد نفسه منساقا مع أبناء جيله إلي الإفيه, والكوميديا الخفيفة وانتبه ليفوق ويتفوق ويثبت أن المسألة ليست في جمع المال, لكنها في تحقيق كوميديا راقية تبقي في الأذهان والوجدان. أشرف عبدالباقي لا يسعي إلي تقديم عمل كل موسم, لكنه يسعي إلي تقديم عمل دائم, لذا لم يهتم أبدا بكم سيربح هذ االفيلم, كما أنه متعب في اختيار أدواره, فإن الذهاب إليه في المقطم متعب أيضا, خاصة بعد أن صادفتنا رحلة توهان علق عليها أشرف قائلا: لو نظرت من الصعيد لشاهدت جبل المقطم, و كان اللقاء الحميم مع أشرف عبدالباقي في مكتبه الأنيق الذي يحتوي علي مجموعة كبيرة جدا من الصور القديمة لكل فناني السينما المصرية, وبين الأناقة والشياكة في مكتبه يأتي الدفء مع أشرف وأصدقائه, حيث كان يجلس معه سليمان عيد ومحمد الصاوي وطارق الشوري, وحديث لا يخلو من الضحك علي كل شئ في الحياة, لذا كانت محاولة الاستيلاء علي أشرف عبدالباقي في حوار معه متعبه. · منذ بدايتك راهنت علي الاختلاف وكان ذلك من خلال مجموعة من الأدوار المتميزة مثل ليه يابنفسج, رشة جريئة, حسن وعزيزة.. وغيرها. وأخيرا خالي من الكوليسترول الذي لم يحالفه النجاح المتوقع. لا نستطيع أن نحكم علي فيلم قبل أن يرفع من دور العرض, ففيلم خالي من الكوليسترول لايزال يعرض حتي الآن, وإذا تحدثنا عن الأفلام السابقة, فدعني أقل لك إنها مسألة سوء حظ في أن يعرض لي فيلم أشيك واد في روكسي, وكلام الليل وحسن وعزيزة في وقت واحد, مع أن فيلم كلام الليل كان جاهزا قبلها بخمس سنوات, وحسن وعزيزة كان قد انتهي تصويره قبل عرضها بأربع سنوات, لكن سوء التخطيط من القائمين علي صناعة السينما هو الذي أدي إلي عرضها في وقت واحد, ثم ليست بالضرورة أن الأفلام التي لا تحقق إيرادات هي أفلام سيئة, بدليل إن الناصر صلاح الدين وشئ من الخوف وباب الحديد, وبين السما والأرض فشلت جماهيريا, ولم تكن لها أي إيرادات تذكر, وأصبحت بعد ذلك علامة في تاريخ السينما المصرية, فالمسألة لا تقاس بالإيرادات والإقبال الجماهيري. · تقاس بماذا من وجهة نظرك؟ تقاس باختياري للدور واجتهادي في تقديمه, وتحقيق الإيرادات والإقبال الجماهيري المعقول, وهناك عوامل أخري تتدخل في نوعية الأفلام المسيطرة علي سوق السينما. · وما معايير اختيارك لفيلم خالي من الكوليسترول؟ دور جديد مع مخرج متميز يكشف عالم الزيف الذي نعيشه, فهو يدور في كواليس عالم الإعلانات التي من بعض عيوبها التركيز علي شكل السلعة والاستغلال الخاطئ للإعلان, ولعبت دور إنسان نقي إلي أقصي درجة قامت بتربيته أم معاقة ذهنيا, إلهام شاهين, وأيوب أشرف عبدالباقي يتعامل مع الناس بشكل إنساني جدا وبسيط ونقي حتي يصدم في نقائه. · وما رأيك في عدم الإقبال الجماهيري علي الفيلم وعلي الجانب الآخر قوبل بحفاوة نقدية؟ أعتقد أننا يجب أن ننتظر ولا نسارع بذبح الفيلم بهذه الطريقة, ثم إن الفيلم لم تتم له الدعاية اللازمة, فقبل عرضه بثلاثة أيام فوجئت بهم يخبرونني بأن الفيلم سيعرض هذا الموسم وذهلت, فلم يعطونا فرصة لتقديم الدعاية اللازمة له أو الإعلانات أو المتابعة الصحفية, وهذا بالتأكيد انعكس علي الإيرادات المتوقعة للفيلم, أما الحفاوة النقدية فلقد سعدت بها جدا. · ألا تري أن هناك مفارقة في أن الفيلم الذي يحتفي به النقاد يخاصمه الجمهور؟ عن نفسي احترت في تفسير هذا الأمر, لكن الحالة بالنسبة لفيلمي لها ظروف مختلفة, لأنني أؤكد علي أن قلة الدعاية أثرت وانعكست سلبا علي مدي إقبال الجمهور علي الفيلم, فهناك أناس لم يسمعوا مطلقا عن الفيلم, وقس هذه المسألة بما حدث مع فيلمي حب البنات, فالموضوع كان جيدا, والفيلم فنيا مستواه جيد, وتحققت له حملة دعائية كبيرة, وهذا أسهم في تحقيق الفيلم للنجاح الجماهيري. لكن ما حدث هنا هو مذبحة تعرض لها الفيلم والذي كان في ظني يحتاج لحملة دعاية كبيرة خاصة أنه فيلم مختلف عن باقي الأفلام المعروضة معه في نفس الوقت, ويكفي أن الأفلام الأخري يعلن عنها منذ أكثر من شهر ونصف الشهر قبل موعد عرضها. وهذا من الطبيعي جدا ويجب أن يحدث مع كل الأفلام. · بعد عدة تجارب خاصمك فيها النجاح الجماهيري, أصبحت أكثر إصرارا علي تقديم المختلف والبعيد عما اعتادته السوق السينمائية؟ حسمت المسألة مع نفسي منذ زمن طويل, فالفيلم الذي لن يشاهده يسوي مليون شخص في دار العرض سيشاهده الملايين في الفضائيات العربية, وهناك متعة خاصة لفكرة أن يكتشف جمهورك أحد أفلامك عندما يتكرر عرضه بالفضائيات ويقابلك ويصرح لك برأيه, هذا ويثني علي الفيلم وعلي أدائك فيه, وهذا شئ أعتز به جدا, وحدث مثلا مع فيلمي رشة جريئة وحسن وعزيزة, وغيره من الأفلام. وفي ظني أن زيادة الفضائيات العربية أصبحت تضفي علي الأفلام بريقا خاصا, طبعا السينما لها سحرها, لكن فكرة أنك تشاهد من ملايين الناس في أوقات متقاربة وفي نفس اللحظة, هو أيضا شئ ساحر جدا, وأفلام من كلاسيكيات السينما المصرية, نجحت أكثر وأصبحت محفورة في أذهان الجمهور بعد عرضها تليفزيونيا. · بغض النظر عن عدم الإقبال الجماهيري علي الفيلم, نظرا للظروف التي ذكرتها ألا تري أن تركيبة الفيلم نفسها تحمل مجازفة؟ أجمل ما في الفن هو المغامرة, والفنان إذا لم يكن يملك الكثير من روح المغامر سيتحول بعد فترة إلي نمط, وقد يمله الجمهور بعد فترة زمنية قد تطول أو تقصر, ويكفي أن الفنان عندما يجرب نفسه في ألوان فنية مختلفة فهو يكتشف مناطق جديدة في داخله, وينمي ويطور من موهبته, كما أنه يضع جمهوره دائما في حالة ترقب وانتظار للجديد الذي سيقدمه. وبالنسبة لي أصبحت أكثر حرصا علي أن أترك لبناتي فنا يفتخرن به. · كان غريبا عما نشاهده من أفلام في هذا التوقيت أن نجد هناك مساحة للأغاني الدرامية بمعني الأغاني التي وضعها مودي الإمام, وكانت تعبر عن الحدث في بعض الأحيان ألم تتخوف من ذلك؟ يضحك أشرف, بدال قولنا نغامر يبقي نغامر. فورم الفيلم يحمل أشياء جديدة, وعن نفسي وقعت في غرام موسيقي مودي ووجدت أن هذا الشكل مناسب تماما لنوع دراما الفيلم التي تدور في عالم الإعلانات, وحدث أنني تخوفت قليلا, لكن حماسة محمد أبوسيف, وجمال الموسيقي حسما مسألة ترددي فورا. · شخصية أيوب شخصية ثرية دراميا ومليئة بالتفاصيل, كيف رسمت تفاصيلها الصغيرة التي أضفت إليها, مثل شكل الملابس التي يرتديها أيوب طوال الوقت, الحقيبة التي يحملها, طريقة غنائه لأمه, وحكيه الحواديت لها؟ هذا سر جمال السيناريو, فعندما جاءني الورق, وجدت السيناريو شديد الإحكام, ليس ذلك فقط, بل يحمل محفزات للخيال, فأنت طوال الوقت تتخيل كيف يتحدث أيوب, ويتحرك, ويأكل, وكذلك كيف يرسم, ومن هنا بدأت أصنع تفاصيل للشخصية, ليس ذلك فقط, بل أضعها في مواقف بعينها بعيدا حتي عن السيناريو حتي ملأتني شخصية أيوب. · هناك مشاهد شديدة الجمال أدائيا جمعت بينك وبين إلهام شاهين.. ما سر هذا التناغم في الأداء؟ أقدر إلهام شاهين جدا, فهي فنانة مغامرة وجريئة بكل معني الكلمة, ويكفي أنها قبلت دور معاقة ذهنيا ليس ذلك فقط, بل عدد مشاهد قليل, ولأنها وقعت هي الأخري في غرام الشخصية, فهي كانت جميلة, وأنا أيوب طوال الوقت, ونسينا شخصياتنا الحقيقية تماما, وساعدنا أبوسيف كثيرا في أن نتماهي في أدائنا, من هنا جاء صدق المشاهد. · مشهد النهاية الذي عرض فيه الشريط, كان يحمل سخرية شديدة المرارة من الزيف, الذي يملأ حياتنا من خلال عالم الإعلانات, وكنت أكثر من رائع علي مستوي التعبير؟ فعلا مشهد النهاية كان علي مستوي الأداء شديد التعقيد, فأنا نفسيا كأيوب كنت في حالة انهيار كامل, وكان علي أن أفضح هذا العالم الملئ بالزيف من حولنا والذي أسهمت في صناعته بفني وأفكار إعلاناتي, كانت هناك شعرة في الأداء, يجب أن أتحكم فيها بميزان شديد الحساسية, والحمد لله أن ربنا وفقني في ذلك. · إذا عدت وسألتك هل تعتبر فيلمك رقم48 خالي من الكوليسترول علامة في تاريخك السينمائي؟ نعم, وأعتقد أن هذا الفيلم سيبقي في الذاكرة طويلا سواء في بحث بطله أيوب عن النقاء, أو في تناوله للعالم الخفي للإعلانات, الذي حمل الكثير من المفاجآت لي أنا شخصيا. · هل تختلف تجربة العمل مع محمد أبوسيف عن غيره من المخرجين؟ بالطبع فهو مخرج متميز, وله تاريخ طويل, وهو صاحب فكرة الفيلم, وهذا ما حببني أكثر في العمل, كما أن محمد أبوسيف مخرج فاهم لما يقدمه ويطرحه من قضايا في أعماله الجيدة. · وكيف كان يري محمد أبوسيف دورك؟ محمد أبوسيف أحس أنني قدمت الدور كأفضل ما يكون, حيث ابن الأرملة المصاب بإعاقة ذهنية الذي تربيه أمه بمنطق البراءة المفقودة في هذا العالم, ثم تستغل شركة الإعلانات التي يملكها حسن حسني عبقريته ويصدم في أول حب يصادفه. هذا الدور المختلف في حياتي ساعدني كثيرا محمد أبوسيف بالفهم والتعاون والمقدرة علي التنفيذ والتكنيك العالي. · كيف تري الكوميديا من وجهة نظرك.. هل هي إفيهات للإضحاك فقط ولجذب أكبر عدد من الجمهور لتحقيق الإيرادات؟ ماذا ونص كمان وأشياء أخري عديدة بعد ماذا, الكوميديا الحقيقية هي التي تجعلك تضحك حتي البكاء, هي التي تملك المقدرة علي إضحاكك علي همومك وإبكاءك عليها, هي التي تكشف لك زيف المجتمع وقناعاته التي يتداري وراءها, الكوميديا هي الوجه الحقيقي للمجتمع الذي حين يضحك تسقط كل عوامل الزيف التي تغطيه*
الأهرام العربي في 19 فبراير 2005 |
إلهام شاهين تري أن البطولة ليست بحجم الدور: جميلة أرهقـــتني.. والعمـر لايـقلقنــي أجري الحديث ـ أحمد السماحي إلهام شاهين فنانة في أدوارها تحد لموهبتها, وفي أدائها نضج ملئ بالبساطة, قادرة في كل عمل فني تقدمه علي أن تستفزنا بقدرتها علي الدخول في تفاصيل الشخصية التي تمنحها نبضات قلبها واهتمامها, قدمت عبر مشوارها الفني عشرات من الأدوار السينمائية واستطاعت أن تترك بصمة في كل دور قامت بأدائه, في آخر أفلامها( خالي من الكوليسترول) الذي يعرض حاليا قدمت دورا من أجمل أدوارها علي الإطلاق رغم قلة عدد المشاهدين وهو دور( جميلة) المرأة التي تجاوزت الأربعين لكن عمرها توقف عند سن الثامنة. عن هذا الدور كان الحوار التالي. · إلهام.. كيف استطعت تحويل السيناريو من مجرد كلمات إلي شخصية تنبض بالحياة؟ والسؤال بصورة أدق كيف اشتغلت علي شخصية( جميلة) المعاقة ذهنيا التي قمت بتجسيدها في فيلم( خالي من الكوليسترول)؟ قبل أن أقول لك كيف اشتغلت علي هذه الشخصية لابد أن أعبر لك عن سعادتي البالغة بتجسيدي لهذه الشخصية التي طالما حلمت بتجسيدها, وتحديدا منذ تصوير دوري في فيلم( وحياة قلبي وأفراحه) ـ منذ حوالي أربع سنوات ـ الذي كانت تدور أحداثه في مركز التنمية الفكرية للمعاقين, وتطلب التصوير أن أذهب يوميا ولمدة شهر كامل إلي المركز وخلال هذه المدة اقتربت من المعاقين وتعرفت إلي عالمهم واختزنت كل هذا بداخلي إلي أن جاء دور جميلة فاستدعيت من الذاكرة الأحداث التي عشتها في مركز تنمية المعاقين وقمت بتجسيدها. · ألم تخافي من القيام بدور المعاقة ذهنيا خاصة أن كثيرا من النجمات يهربن من تجسيد مثل هذه الأدوار لخوفهن علي شكلهن أمام الجمهور؟ قالت ضاحكة: لم أتردد لحظة بالعكس تحمست جدا لأداء هذا الدور لأنني أبحث دائما عن الدور الذي يحدث صدمة للجمهور, لا أحب أن يدخل الناس دور العرض وهم يعلمون ماذا سأقدم لهم؟ أحب أن أفاجئهم في كل مرة بدور جديد مختلف عن السابق له, لأن تنوع الفنان في أدواره هو الذي يعمل علي تميزه واستمراره. · جاء حوار جميلة في الفيلم قليلا جدا ومكثفا هل كان هذا مقصودا؟ بالتأكيد.. لدرجة أنني حذفت كثيرا من المشاهد المليئة بالحوار, لأنني كنت أري أن جميلة لا تجيد المجادلة, والصح والخطأ عندها بالفطرة ولا توجد لهما حيثيات. · في الوقت الذي تهرب فيه نجمات السينما من تجسيد دور الأم وجدناك تقومين بأداء دور أم أشرف عبد الباقي في هذا الفيلم ألم يقلقك هذا؟ قالت بهدوء ما الذي يقلق في هذا؟! مسألة السن هذه لا تخيفني علي الإطلاق, المهم عندي أهمية الدور وما الذي سيضيفه لمشواري الفني؟! فمثلا في فيلم( موعد مع الرئيس) الذي قدمته عام1990 قدمت دور امرأة في الخمسين رغم إنني في هذا الوقت كنت في العشرينيات من عمري! · لاحظنا أن عدد مشاهدك في الفيلم كانت قليلة؟ قبل أن أستكمل السؤال قالت بسرعة لا يهمني كم المشاهد في الفيلم بقدر ما يهمني قيمتها وتأثيرها, ففي فيلم( أيام الغضب) قدمت مشاهد أقل من مشاهدي في هذا الفيلم وحصلت من خلالها علي ثلاث جوائز منها جائزة دولية, بالإضافة إلي أنني أحببت أن أثبت للأجيال الجديدة من نجمات السينما أن البطولة ليست بحجم الدور ولكن بقيمته وتأثيره في الأحداث. · ما المشهد الذي أخذ منك وقتا طويلا في التحضير له وتعبت في تجسيده والتسلل إلي أبعاده؟ المشهد الأخير لجميلة والذي تلوم فيه ابنها أيوب بعد المشادة الكلامية العنيفة التي حدثت بينهما بسبب عبثها في اللوحات التي قام برسمها, هذا المشهد أخذ مني وقتا في التفكير واختصرت منه جملا حوارية كثيرة, وأضفت إليه من عندي بعض الجمل الحوارية الجديدة التي تناسب هذه الشخصية التي لا تجيد قول جمل كثيرة مترابطة, وبعيدا عن هذا المشهد لقد تعبت كثيرا في أداء هذه الشخصية لأنني كنت أريد المحافظة علي عمقها وعدم تجسيدها بشكل سطحي لأن مثل هذه الشخصيات يمكن أن تجر الممثل وتأخذه إلي مناطق الضحك وينقلب الدور من دور تراجيدي إلي كوميدي إذا لم يحافظ علي الشعرة البسيطة بين الدورين. · توحد الناس في دور العرض مع جميلة وأحبوها لدرجة أن بعضهم رفض موتها ما تعليقك علي هذا؟ قالت ضاحكة رغم سعادتي بهذا الكلام إلا أن موت جميلة كان ضروريا لأنها كانت ترمز للبراءة التي بداخلنا جميعا لكن الزيف طغي عليها وقتلها, وأحببنا أن نقول من خلال موتها إننا نعيش زمنا أصبح مزيفا ماتت فيه البراءة. · أزياء جميلة في الفيلم جاءت موفقة تماما وتعبر عن عالم الطفولة هل كانت من اختيارك أم تركت المهمة للمخرج؟ اشتغلنا أنا ومحمد أبو سيف الاستيلاست علي أزياء جميلة وراعينا فيها أن تميل في ذوقها وألوانها إلي الألوان التي يحبها الأطفال مع مراعاة أن جميلة امرأة مسنة. · هذا الفيلم تعاونت لأول مرة مع المخرج محمد أبو سيف كيف كانت العلاقة بينكما؟ جميلة جدا ووجدته مخرجا فاهما جدا وواعيا ومتمكنا من أدواته, وشعرت بعد عدة جلسات معه إنني في يد أمينة. · لكن تردد وجود خلافات بينكما أثناء التصوير؟ هذا غير صحيح بالمرة لأنني طالما وافقت علي العمل مع مخرج معين واقتنعت بوجهة نظره قبل دوران الكاميرا, فأنا أسلم له نفسي تماما ليفعل بي ما يشاء أثناء التصوير! · هذا عن محمد ماذا عن بطل الفيلم أشرف عبد الباقي؟ أشرف من الممثلين الهايلين وأنا أحبه جدا كممثل وفي هذا الفيلم قدم واحدا من أجمل أدواره علي الإطلاق, وكان مناسبا جدا للدور بل هو أنسب واحد لأداء هذا الدور من أبناء جيله وبعيدا عن هذا الفيلم تربطني بأشرف علاقة صداقة وطيدة منذ عمل معي دورا صغيرا في مسرحية خشب الورد. · هل لا يهمك نجاح الفيلم؟ بعد تفكير قالت نجاح الفيلم من أية ناحية؟! لو تقصد الناحية المادية فهذه لم تعد مقياسا علي جودة الفيلم وأهميته, والدليل علي ذلك أفلام يوسف شاهين فأفلام هذا العملاق العالمي لا تأتي بإيرادات عالية لكن لا يستطيع أحد أن ينكر أهميتها, في الوقت الذي توجد فيه أفلام أخري لا تحمل أي مضمون وتأتي بإيرادات عالية* الأهرام العربي في 19 فبراير 2005
|