تقاطع التليفزيون حتي إشعار آخر : ليلي علوي: خدعوني الكبار ! حوار: انتصار دردير |
بين السعادة والحزن عاشت ليلي علوي خلال الفترة الماضية في جزيرة من المشاعر المتناقضة حتي رست سفينتها في موانيء االفرح بعد اختيارها في العديد من الاستفتاءات كأحسن ممثلة عن فيلميها حب البنات وبحب السيما. اعتبرت ليلي علوي شهادة الجمهور والنقاد وساما علي صدرها ونقطة ضوء مبهرة علي طريقها الفني حيث استغلت لحظات السعادة لتعيد ترتيب أوراقها وتلتقط أنفاسها بعد اجازة غابت فيها عن شاشة التليفزيون المصري ولكنها اطلت علي الجمهور العربي من خلال الفضائيات كما غابت أيضا عن شاشة السينما ولكن ظلت آمالها عريضة في العثور علي فيلم جديد تستكمل من خلاله مسيرة النجاح برغم انسحابها من عمارة يعقوبيان. وعقب عودتها من رحلة الحج فتحت ليلي علوي قلبها علي صفحات النجوم في حوار لا تنقصه الصراحة تبوح فيه بما اخفته في قلبها شهورا طويلة. · قلت لليلي: تردد أن مجمع البحوث الاسلامية بالأزهر وافق علي عرض مسلسل 'بنت من شبرا' وأنه أشاد به وبدعمه للوحدة الوطنية.. فما رأيك؟! قالت: أنا قرأت ذلك وقرأت أن الكنيسة أيضا وافقت علي عرض المسلسل لكن ما الحقيقة لا أعرف.. وأنا بعد ما تعرض له المسلسل لم أعد أصدق أي كلام.. لأن الكلام كثيرجدا والوعود أكثر.. لكن أنا بخبرتي وثقافتي الدينية والحياتية أري أن هذا المسلسل لا يمكن أن يكون ضد الوحدة الوطنية بل بالعكس.. أما اذا كنا نخاف من المتشددين سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين فاننا بذلك نكون مثل النعام الذي يدفن رأسه في الرمال وبهذه الطريقة لن يحدث أي تقدم في مستوي تفكيرنا أو حكمنا علي كل الأمور.. فأنا كمواطنة مصرية لن أقدم علي عمل ضد مصلحة بلدي.. كذلك اللجان المتعددة التي وافقت علي المسلسل خاصة أنه لأديب كبير في مكانة الراحل فتحي غانم وحشدت له شركة صوت القاهرة كل عوامل النجاح وأكثر من 80 فنانا شاركوا في المسلسل.. لو أننا جميعا مخطئون وقدمنا عملا ضد صالح البلد سأكون أول فنانة توافق علي منع عرض المسلسل.. لكنني لا أري ذلك كله وأشعر أن هناك حالة خوف من بعض المتطرفين وهي مسألة أضع أمامها علامة تعجب كبيرة ويطاردني ألف سؤال وسؤال حول ما يحدث. · أعادت بعض القنوات الفضائية العربية عرض المسلسل أكثر من مرة.. فكيف ترين هذا الأمر؟ في كل الأحوال المسلسل عرض وأعيد عرضه في المغرب وقناة M.B.C وقناة الرأي الكويتية.. وتلقيت ردود أفعال ايجابية جدا من كل مكان أمريكا ومصر والبلاد العربية لأن 'الممنوع مرغوب' فقد شعر الكثيرون بحاجتهم لمشاهدة العمل ليعرفوا أسباب منعه ثم اكتشفوا أنه لا يوجد شيء يبرر هذا المنع.. وكل الذين شاهدوه من مسلمين ومسيحيين قالوا أنه لا يحوي شيئا يثير المخاوف أو يهدد الوحدة الوطنية كما ردد البعض. · وكيف وجدت المستوي الفني للمسلسل بعد عرضه خاصة أنه تعرض لضغوط لانهاء تصويره حتي يلحق بشهر رمضان؟ أنا دائما أترك تقييم المستوي الفني للمتخصصين وللجمهور لأنني من الصعب أن أحكم علي عمل أشارك فيه فدائما الفنان يقول كان من المفروض أن يكون أفضل فهو لا يرضي بشكل تام عما يقدمه ويتطلع الي الأفضل، ولكن المسلسل في النهاية من الأعمال المهمة التي أعتز بها في مشواري وفخورة جدا به مثل حديث الصباح والمساء والعائلة، طبعا هو عمل مختلف عنها لكنه أحد أعمالي المهمة.. · كنجمة قطعت مشوارا طويلا في التمثيل.. ما هي معايير اختيارك لأي عمل فني؟ التمثيل مهنتي و متعتي وكل حياتي لكنني أعتقد أنني وصلت لمرحلة لم يعد يعنيني فيها الوقوف أمام الكاميرا فقط ولكنني أحاول البحث عما يفيد ويخدم مجتمعي لأقدمه وأن يتصدي الفن الذي نقدمه لأي محاولات تشويه الشخصية المصرية أو الاساءة للمجتمع بدليل أن مسلسل 'بنت من شبرا' منذ بدأنا التحضير له قالوا لنا أنه من الأعمال التي ستصدر للعرض في الخارج للدفاع عن سماحة الاسلام التي يسعي البعض لتشويهها والتصدي لمحاولات اظهار وجود فجوة بين أقباط مصر ومسلميها.. فالمسلسل يدعو للوحدة الوطنية وللانتماء لمصر كما يدعو للخير والحب وكل الأديان تدعو الي السلام النفسي والاجتماعي.. · هل عشت فترة احباط خلال الفترة الماضية؟ ليست مسألة احباط.. لكن احساس بعدم الثقة، فقد تعلمت درسا قاسيا سوف يجعلني لا أتعامل بنفس طريقتي السابقة فلم أعد أصدق أي كلام أو وعود لأن مسئولين كبارا وعدوا ثم تبخرت وعودهم وتكلموا ثم سحبوا كلامهم ثم أن هناك نقطة مهمة لابد أن نكون واعين لها وهي اننا كإعلام وفن كتلة واحدة.. والاعلام لابد أن يقف في صف الفنان.. افترضي مثلا أن وقت عرض المسلسل في رمضان أو حتي حاليا غير مناسب.. هذا مجرد افتراضي فلماذا لا يتحدثون معنا بصراحة.. ولماذا يكون هناك اصرار علي أن نعمل 19 ساعة يوميا علي أعصابنا حتي نلحق بالعرض الرمضاني! افترض أن جهة أمنية اعترضت علي المسلسل.. لماذا لا يكون هناك مسئول يقول لنا ذلك بصراحة.. فهل هناك من يشك ولو بنسبة 1 % اننا مصريون ويهمنا مصلحة البلد.. لكن أن يقول البعض اننا قمنا بتحريف رواية فتحي غانم فهذا شيء غير حقيقي ولا أقبله. حينما أشعر أن الذي أمامي لا يعاملني بنفس الوضوح والاحترام والتقدير فانني لا أعيد التعامل معه من جديد.. وفي النهاية فهو بالتأكيد الذي سيخسر.. · اختير فيلمك 'بحب السيما' و'حب البنات' من أفضل أفلام 2004 ما احساسك بهذا الأمر؟ اعتبر نفسي سعيدة الحظ جدا.. وأحمد الله أن اختياراتي موفقة.. فالفيلمان مختلفان تماما عن بعضهما.. والدور الذي ألعبه في كل منهما مختلف تماما عن الآخر.. ومعروف طبعا أن فيلم 'بحب السيما' صورته منذ أكثر من ثلاث سنوات.. لكن المهم أن الفيلمين لقيا صدي كبيرا عن النقاد وفي المهرجانات حيث شاركا في مهرجانات عربية ودولية.. وحققا نجاحا جماهيريا.. لهذا أشعر برضا كبير عن نفسي وعن اختياراتي الفنية فماذا يريد الفنان أكثر من ذلك.. · تم اختيارك أيضا كأحسن ممثلة في استفتاءات عديدة.. ما صدي ذلك عندك؟ أكيد أي رأي يشيد بأعمالي الفنية يسعدني.. وحينما يختارونني أفضل ممثلة فليس معني ذلك أنني أفضل ممثلة علي الاطلاق.. لكن لأنني قدمت عملا فنيا ناجحا وهو أمر يسعد أي فنان صغير أو كبير فكل فنان يحتاج لقدر من التشجيع الذي يجعله يستمر ويتوهج أكثر لأنه يشعر أن هناك من يقدر جهده.. · وأنت هل تشعرين باحتياجك لكلمة تشجيع؟ أكيد طبعا.. فأثناء تصوير مسلسل 'بنت من شبرا' كنت أسأل المخرج جمال عبدالحميد بعد كل مشهد أو مدير التصوير عصام فريد.. فمن المهم أن أشعر أن من حولي يصدقونني في أدائي ودائما الفنان مهما حقق من نجاح يحتاج لهذا التشجيع وأذكر أنني قدمت عام 87 فيلما بعنوان 'زمن الممنوع' من اخراج ايناس الدغيدي وكان فيلما جيدا.. وبالمناسبة لا أعرف لماذا لا يعرض في أي من الفضائيات أو التليفزيون المصري.. المهم أن بعض النقاد قالوا أن الفيلم يمثل مرحلة جديدة في أداء ليلي علوي.. وهذا جعلني أقف مع نفسي وأقول لابد أن أختار أدواري بشكل أفضل ولهذا حين أري عملا جميلا لأحد الزملاء أبادر وأهنئه لأنني أعرف صدي كلمة تشجيع عند أي فنان وقبل أيام شاهدت فيلم 'أبوعلي' وقد أعجبني للغاية اداء كريم عبدالعزيز ومني زكي وخالد الصاوي واتصلت بهم لاهنئهم.. · حرصت علي حضور حفل بدء تصوير فيلم 'عمارة يعقوبيان' رغم اعتذارك عنه؟ لأنه عمل فني مهم أنا متفائلة به جدا والرواية لاقت صدي واسعا في مصر وخارجها وأبدع الكاتب وحيد حامد في السيناريو والحوار لها الي جانب أنه انتاج ضخم يجعل الفنان فخورا به.. واعتبره خطوة مهمة في صناعة السينما اضافة الي انه يضم أهم نجوم مصر عادل امام ويسرا ونور الشريف وفريق عملا متميزا جدا وأنا أفرح لزملائي وأفرح حين يظهر في السينما المصرية عمل جميل وناجح.. وأذكر أنني منذ قرأت الرواية تمنيت أن تتحول الي فيلم سينمائي وأن أشارك فيه. · ومع ذلك كله فقد اعتذرت عن عدم الاشتراك فيه فلماذا؟! لأنه من الممكن أن تحبي عملا وتحبي شخصياته كلها ثم تشعري أنك لن تضيفي شيئا للشخصية ولن تضيف لك.. هذا ما حدث معي فلم أتحمس للدور ولكن هذا لايقلل أبدا من قيمة العمل الذي أتوقع له نجاحا وأن يكون تجربة فنية مغايرة. · ما العمل الذي ترفضينه دون تردد؟ أي عمل لا أقتنع به ولا أصدقه وأنا أقرأه أرفضه فورا كما انني أرفض 'الموضة' في الكتابة ولا أجري وراءها.. فلا أحب أن أقدم عملا سبق تقديمه أو تطرقت اليه بشكل أو بآخر أفلام أخري وتحول الي موضة.. · اذا كنت ترفضين 'الموضة' في أفلامك فهل ترفضينها في أزيائك؟ لا توجد امرأة ولا فتاة لاتسعي وراء الموضة وبالنسبة لي فأنا أختار منها ما يناسبني وما أشعر بارتياح تجاهه. · شهد رمضان الماضي صراعا بين النجوم والمسلسلات هل تتوقعين أن يستمر هذا الأمر؟ ليس رمضان الماضي فقط ولكن في كل عام يتكرر الأمر ربما شهد العام الماضي زحاما أكبرلأنه ثبت أن النجم مطلوب ويحقق ايرادات وتوزع الأعمال باسمه وأصبح مطلوبا مزيد من الانتاج التليفزيوني حتي يغطي ساعات الارسال الطويلة والقنوات الفضائية التي تزداد يوما بعد يوم.. · لكن نجوما كبارا وقعت أعمالهم ولم تحقق النجاح المتوقع؟ فكيف تفسرين ذلك؟! من خلال بعض الأعمال التي تابعتها لم ألمس شيئا من هذا.. لكن حتي وان حدث فليس ذلك نهاية العالم ولا يوجد نجم عالمي تسير كل أعماله بمستوي عال وحتي بين الكتاب لا يوجد الكاتب الذي تتمتع كل كتاباته بنفس المستوي.. فلماذا نتوقع دائما من النجم ذلك.. ومن الذي يقول ذلك فالكمال لله وحده ونحن بشر نخطيء ونصيب وأحيانا يكون فشل عمل ما لأي نجم خارج توقعاته ومفاجأة له شخصيا فأنا أعتقد أن الفنان يدخل العمل وهو يتوقع له نجاحا واذا لم يتحقق فإن ذلك بلاشك سيجعله يتعلم شيئا ويتفادي أخطاء وقع فيها فالعمل الفني ليس بيد الفنان وحده فهو ليس لوحة يرسمها ويصبح هو فقط مسئولا عنها وانما تتضافر فيه عناصر كثيرة وأي خلل فيها حتي لو أبدع الممثل في جزئيته الخاصة سيؤدي الي فشل العمل.. ولا يجب أن نحمل النجم وحده مسئولية العمل. · أنت بذلك تستبعدين تماما اغراء المادة؟ لأني أعتقد أن الفنان حينما يحقق جماهيرية ونجومية يصل الي مرحلة يخاف فيها علي اسمه وسمعته وبالتالي لايقبل عملا يقلل منها أو يسيء اليه فهذه أشياء لا تعوضها أي مادة. · لماذا ألغيت احتفالك بعيد ميلادك كما اعتدت هل بسبب حالة الاحباط التي مررت بها ؟ احتفلت بعيد ميلادي وسط أسرتي ولا أعرف لماذا يتصور البعض أنني حزينة ومكتئبة هذا ليس صحيحا علي الاطلاق فحياتي 'كويسة' وصحتي 'كويسة جدا' وأعيش في سعادة مع أسرتي.. وقد حزنت مما تعرضت له مسلسل 'بنت من شبرا' لكن هذا مجرد موقف.. تعرضت له لكنه لا يسيطر علي حياتي لأنني أفصل تماما بين عملي وحياتي.. وأعيش لحظات عمري باستمتاع كبير بين أسرتي وأدعو الله أن يديم علي هذه النعمة التي أعيش فيها.. وأحلم بأدوار جديدة وفيلم مختلف تماما وغير متوقع.. أخبار النجوم في 19 فبراير 2005 |
|