داستن هوفمان:
ترجمة: صفوان حيدر |
داستين هوفمان عازف ماهر علي أوتار الشخصيات الصعبة كتبت ـ عـلا السعدني الممثل العالمي داستين هوفمان أحد ألمع نجوم العالم قيمة, ومن أكثرهم تفردا علي مدي أربعة عقود, فمنذ ظهوره في أول أفلامه الجائزة الكبري عام1967, وهو يثبت أنه ممثل عظيم وصاحب مقدرة خاصة. سر نجاح هوفمان أنه يحاول دائما ألا يثير الملل بنوعية واحدة من الأدوار, وهو معروف بتمثيل الأدوار الصعبة والمركبة, ويحرص أيضا علي العزف علي أوتار الأدوار الغريبة والمتنوعة, والمتابع لأفلامه يستطيع أن يري ذلك بوضوح, فمن يستطيع أن ينسي أدواره في كل رجال السيد الرئيس, ورجل الماراثون, والنصابين, وتوتسي, والمدينة المجنونة, وقد حصل علي جائزة الأوسكار كأحسن ممثل مرتين عن فيلمي كرامر ضد كرامر, ورجل المطر, ولكنه رشح للأوسكار7 مرات. وإذا كانت نجومية أي فنان تتراجع مع تقدم العمر, إلا أن هوفمان أثبت العكس, فهو في الثامنة والستين ومازال نجما حقيقيا حتي آخر أفلامه العثور علي أرض ليس لها وجود, مع جون ديب وكيث وينسيلت, ومن قبله فيلم سلسلة أحداث حزينة أو غير مؤسفة. يعد هوفمان أيضا من كبار نجوم الكوميديا لذلك لم يكن غريبا أن نراه في فيلمه الجديد مقابلة مع عائلة فوكرز, أو اخطبني رسمي, الجزء الثاني يقدم دورا كوميديا خالصا أمام روبرت دي نيرو وبن ستيللر وبربارا استرايسيد, وقد أشاد بدوره كل من النقاد والجمهور وحقق الفيلم إيرادات تفوق أي فيلم كوميدي آخر. وضع هوفمان لنفسه خطوطا ومبادئ للنجومية منذ بدايته الفنية, ولذلك نجد أنه بجانب كونه ممثلا من الوزن الثقيل وأكبر بكثير من قامته القصيرة التي يشتهر بها, فهو صاحب مبادئ وفكر ورؤي استطاع أن يعبر عنها ويبرزها من خلال أفلامه وخارجها مثلما حدث وعبر عن وجهة نظره في الإعلام, ووصفه بأنه يتدهور يوما بعد يوم مثله مثل السينما!, وهو معارض لبوش بسبب الحرب ضد العراق, إلي جانب أنه نموذج يحتذي به في حياته الخاصة كزوج وأب فهو متزوج منذ40 عاما ومازال يعيش حياة زوجية مستقرة وناجحة. الأهرام اليومي 16 فبراير 2005
|
أصبح داستن هوفمان، 67 عاما، نجما هوليوديا منذ دوره في فيلم <<المتخرج>> عام 1967 الذي يحكي قصة شاب متمرد تغويه امرأة مسنة. نال هوفمان جائزتي اوسكار عن افضل ممثل في فيلم <<كرامر ضد كرامر>> وفيلم <<رجل المطر>>. وبمناسبة افتتاح مهرجان برلين السينمائي الدولي في الاسبوع الماضي، أجرت مجلة <<درشبيغل>> الألمانية مقابلة مع هوفمان أعلن فيها عن إعجابه بالسينما الأوروبية وعن خططه المستقبلية مع المخرج توم تايك ور في فيلمه الكوميدي قيد التصوير <<زوجتي، والداها، وأنا>>، اقتطفنا منها الآتي: · مستر هوفمان، انت متواجد منذ فترة وجيزة في برلين قبيل انعقاد مهرجانها السينمائي. تسيطر على برنامج المهرجان، هذا العام، الأفلام الاوروبية، هل تتفهم هذا الاعتراض على افلام هوليوود؟ بالنسبة لي، جاءت الأفلام الاكثر اهمية في السنوات الاخيرة الماضية من اوروبا. فيلم <<الاحتفال>> للدانمركي توماس ويتنبرغ او فيلم <<تكلم معها>> للاسباني بترو ألمودوفار. مع المودوفار أحب كثيرا ان أمثل. ولا يتوجب عليه ان يرسل لي السيناريو قبل التصوير لأوافق عليه. شرطي الوحيد: لا لمشاهد التعري. حاليا أنا أعمل مع المخرج توم تايك ور، وآمل ان ننجح في عملنا المشترك. · لكنك لن تحصل على مال كثير من أدوارك الاوروبية. عندما يعجبني فيلم ما مثل فيلم <<عندما تتعلم الاحلام الطيران>> استغني عن أجري كممثل. فمخرج هذا الفيلم السويسري مارك فورستر لا يملك اية ميزانية. وأنا لم اعد مهتما كثيرا بالمال. · بماذا أصبحت تهتم اكثر؟ أهتم بالتجربة الابداعية الحقيقية. أُنظر مثلا: شاب متخرج من المدرسة الاعدادية، يريد ان يتخذ من <<موديل>> نسائي معين صديقة له. ثم يتزوج تلك الفتاة. وفي فترة لاحقة معينة، يتبين له، انه قد تزوج استنادا الى اسباب زائفة، وهمية. وأنه كان من الأفضل له ان يختار رفيقة لروحه، امرأة تحبه وتحترمه. ويستيقظ في احد الصباحات ويفكر: أريد الأصالة الحقيقية وليس امرأة يديرها الآخرون. حركة دائرية · في الكوميديا الجديدة قيد التصوير <<زوجتي، والدها، وأنا>> تلعب دور الهيبي العجوز برني فوكر، الذي يمضي اسبوعا كارثيا تعارفيا مع ابنه، مع زوجة الإبن، ومع والديها المحافظين. هل هذا <<البرني فوكر>> هو <<بنيامين برادوك>> في فيلم <<المتخرج>> بعدما أصبح كهلا؟ كلا. لا اعتقد ذلك. يعتقد مايك نيكولز، مخرج فيلم <<المتخرج>> ان <<برادوك>> سيصير في كهولته الناضجة محافظا، تماما مثل والديه. الحقيقة ان الكثيرين من جيل الهيبيين راكموا في حياتهم اللاحقة سيرة مهنية ناجحة وهبوا في البورصة المالية مثل الرأسماليين. ويمكننا ان نتذكر ما حفرته الثمانينات والتسعينات في أذهاننا: حب المال. وهو تماما ما كافح ضده جيلنا الهيبي السابق. · برادوك، المتمرد، اصبح مثالا يحتذى عند جيله. هل هذا الشاب الرافض للتكيف اصبح نموذجا لاحقا لجيل العشرين الثلاثين الحالي؟ أرى الامور هكذا: كل شيء يعود من جديد في حركة دائرية. عندما كنت شابا كان هناك جيل <<البيت>>: ألين غينسبرغ، جاك كيروواك، كورت فونيكوت، واستطيع ان أذكر اسم كاتب ألماني شهير. · هل تعني غونتر غراس؟ صحيح. بالمناسبة لغراس فيلم اوروبي رائع. أخاف ان يكون هؤلاء الممثلين لجيل الرفض الهيبي قد اختفوا بشكل لا يمكن استبداله. اليوم يعتبر النجاح المالي هو القضية الحاسمة. كل الاشياء التي اعتقدنا، عندما كنا شبانا، أنها غير مقبولة، اصبحت اليوم مقبولة من افكارنا تلك، عدم الذهاب الى الحفلات الفاخرة والارستقراطية، عدم ارتداء الازياء الأنيقة. اما اليوم فيرتدي العديد من الشبان سراويل مثقوبة، ولكنها مثقوبة حسب موضة مصممي الجينز، ويركبون سيارات المرسيدس الفاخرة. في اللحظة الحاضرة، اصبحنا، على الأقل، في الولايات المتحدة، في هوة ثقافية سحيقة. · أنت نفسك تشعر أنك متحرر من متطلبات السوق مثل <<برني فوكر>>، الذي لا يهتم كثيرا بما يقوله الناس عنه إنه يجلس مثلا، على التواليت قارئا الجريدة، بينما ضيفه دي نيرو يأخذ حماماً في المغطس. نعم. البشر منقسمون الى قسمين: الكثيرو التوتر والقليلو التوتر. هناك زوجان يحتاجان الى حمامين اثنين، وهناك زوجان يستعملان حماما واحدا، حيث أحدهما يجلس على التواليت والآخر يقف امام المرآة لينظف اسنانه. بالنسبة لي غرفة الحمام هي غرفة اتصال غير مشوش بيني وبين زوجتي، حتى اننا نصيح بالأولاد من خلف باب الحمام: "أتركونا بهدوء، نحن في الحمام>>! الخوف من الحميمية · من المحتمل أنك تمتلك إحساسا بالخوف من الحميمية أقل بكثير من سواك؟ ربما. عندما أنجبت زوجتي ابننا الاول، كانت تنزف دما في طريقها الى المستشفى. كنت أقف قربها، عندما شطرت الطبيبة الجراحة بطنها بسكين العملية القيصرية، لأن الاوكسجين لم يكن كافيا للطفل. وشاهدت كيف فلقت الطبيبة بطن زوجتي بالسكين وأخرجت الطفل. ولقد شاهدت مصارين أمعاء زوجتي. وهذه الصورة لا أنساها أبدا. ومن المضحك فيما بعد، أن تحصل المشاكل بسبب استعمالنا المشترك للحمام. فتجربة العملية القيصرية جعلتني قادرا على تحمل كل الارباكات الحميمية في غرفة الحمام.
السفير اللبنانية في 16 فبراير 2005 |