حليم يعيد الحياة والأمل لأحمد زكي القاهرة ـ جميل حسن |
لم يكن مجرد حفل يجمع نجوم فيلم ليتحدثوا عن أدوارهم، لكنها تظاهرة فنية امتزجت فيها مشاعر الفرح والأمل والخوف، وكانت أغنية جميلة لعبدالحليم حافظ مليئة بالشجن والكبرياء والمثابرة والتحدي· رفع الحضور شعار الحب، ليس للنجم العائد من محنة مرض مازال يعاني آثاره، ولكن لنجم رحل جسده منذ سنوات طويلة وبقي صوته علامة مسجلة باسمه للفن الجيد والاحساس الراقي ولأغانيه الأقرب لمدرسة للحب والرومانسية والوطنية ومشوار فن وحياة خاصة وكانت حياته دروسا لكل من يمارس رياضة الصبر والمثابرة حتى يحقق أحلامه· القاسم المشترك بين حضور هذه التظاهرة من الفنانين والكُتاب·· ابتسامة على الوجه وتصفيق حار ودموع سيطر البعض عليها وأبت إلا ان تبلل وجوه البعض الآخر: أما التظاهرة الفنية التي أطلق منظموها عليها اسم حفل·· فكانت للإعلان عن بدء تصوير فيلم ''حليم'' الذي يحكي قصة المشوار الفني والحياتي للعندليب الراحل عبدالحليم حافظ، والفيلم قصة وسيناريو وحوار محفوظ عبدالرحمن ويشارك في بطولته الممثلان السوريان جمال سليمان وسلاف فواخرجي ومن مصر منى زكي وجميل راتب وسهير رجب والوجه الجديد يوسف الشريف والموسيقى التصويرية لعمار الشريعي وتشارك في الفيلم بالغناء الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي ويخرج الفيلم شريف عرفة· والنجم العائد من محنة المرض الفنان أحمد زكي يجسد شخصية عبدالحليم حافظ في الفيلم، لذلك·· كانت مشاعر الحب الممزوجة بالشجن مقسمة بين نجمين شاء القدر ان يصعدا من القاع إلى القمة ويجمع العالم العربي على حبهما، وشاء أيضا ان يموت احدهما وهو في أوج ازدهاره الفني وان يصاب الثاني بمرض السرطان ليلتف حوله الجمهور من انحاء العالم ويعاني مع معاناته، الكل جاء ليرى أحمد زكي، ويسمع صوته بعد غياب عام جاهد وكافح فيه وتحدى المرض، وتعمد منظمو الحفل ان يضيفوا إليه تشويقا واثارة، فاستدعوا أحمد زكي في النصف الثاني من الحفل، وبدأوا بتقديم الفنان جمال سليمان الذي قابله الحضور بعاصفة من التصفيق وكان جمال المفاجأة التي لم تعلن شركة الانتاج عنها من قبل، وقف الفنان السوري يتحدث عن مشاعره وكأنه تعمد ان تكون كلماته جزءا من سيمفونية الحب والشجن التي سيطرت على تلك التظاهرة وقال: شيء جميل ان أعمل في فيلم بطله أحمد زكي، وشرف كبير ان أتواجد في مصر بين هذه الكوكبة من النجوم الكبار، فاجأني عماد الدين أديب رئيس الشركة المنتجة للفيلم باختياره لي ولم أتردد، وعندما جئت الى مصر شعرت بأنني انتقلت من غرفة إلى أخرى، لا من بلد إلى آخر، وان كانت سوريا هي غرفتي الأولى فقد انتقلت إلى غرفة أوسع وهي مصر· قصة حب وقال جمال سليمان ان اي فنان عربي يفخر بالعمل مع النجم احمد زكي، وسعادته أكبر لان النجم الاسمر عاد الى فنه الذي يجري في عروقه بعد فترة غياب حارب فيها المرض وتعلقت به قلوب العرب· وعن عبدالحليم حافظ قال: عبدالحليم كان المدرسة الفنية والانسانية وعلاقتي به بدأت عندما كنت في سن الخامسة عشرة وكنت أحب ابنة الجيران ونهرني والدي وعاقبني فهربت الى اغاني عبدالحليم لانني وجدت فيها السلوى، وانني حريص على ان أحظى بإعجاب الجمهور المصري في أول عمل سينمائي لي مع فنانين مصريين· وأكدت الفنانة السورية سلاف فواخرجي انها سعيدة لانها بين نخبة من نجوم مصر والاهم انها ستقف مع أحمد زكي أمام كاميرا واحدة وهو حلم لم تكن تأمل تحقيقه كما انها سعيدة لقضاء فترة طويلة هي مدة التصوير في مصر أم الدنيا ونبع الادب والفنون الاصيلة والصدر الحنون لكل الفنانين العرب والسعادة أنها ستشارك في فيلم عن عبدالحليم حافظ الصوت الذي علمها الحب والوطنية وكان نموذجا لكل فنان يحترم نفسه وفنه· وقالت: الجمهور المصري متذوق للفن واتمنى ان اكون عند حُسن ظنه لذلك أشعر بالرعب كما أن الفنان أحمد زكي نجم كبير والعمل معه يحتاج الى مجهود حتى أعطيه ما يريده مني وامنيتي الاولى شفاء هذا النجم والثانية ان احظى باعجاب الجميع· وقال الوجه الجديد يوسف الشريف: لم أكن أحلم بالعمل مع احمد زكي فقط، كنت أحلم بمصافحته وعندما فوجئت باختيار المخرج شريف عرفة لي لم أصدق، ومازلت في حالة دهشة، وشرف لاي وجه جديد ان يبدأ مشواره الفني مع نجم مثل احمد زكي ومؤلف مثل محفوظ عبدالرحمن ومخرج مثل شريف عرفة· أما الموسيقار عمار الشريعي فقال: عماد اديب يستحق الشكر فرغم انه رجل أعمال فإنه يفكر بعقله لا بجيبه، وعندما اتصل بي منذ ستة اشهر لاضع الموسيقى التصويرية للفيلم كانت محنة احمد زكي مع المرض في أوجها، وطلبت من عماد ان يؤجل المشروع حتى يتماثل احمد زكي للشفاء ولكن عماد كان ذكيا عندما قال لي احمد سوف يتماثل للشفاء عندما يعمل، فقلت له تريث ربما يحدث شيء لا نضمن عواقبه لكنه قال لي لو أنفقت كل قرش كسبته على أحمد زكي من اجل ابتسامة أراها على وجهه سأكون سعيدا· ويضيف عمار الشريعي: أقول لاحمد زكي هذا المصارع الشجاع للسرطان اللعين: استمر في قوتك ونحن معك ندعو لك بالشفاء· وأكد ان الموسيقى التصويرية للفيلم ستسير في خطين الاول هو أغاني عبدالحليم وهذا الخط لم أسمح فيه لنفسي باللعب في قلب حليم لأن اغانيه هي قلبه، والخط الثاني سر لن أكشف عنه ولو تحقق ما أفكر فيه ستكون موسيقى الفيلم انقلابا هو الاول من نوعه على مستوى العالم· ضحكة ودمعة وقال الكاتب محفوظ عبدالرحمن: فيلم ''حليم'' استغرقت في كتابته ثماني سنوات كاملة وكان بالنسبة لي حلما اتمنى ان يتحقق وعندما داهم المرض احمد زكي تحول الحلم الى كابوس وبتماثل احمد زكي للشفاء عاد الكابوس ليتحول الى حلم وردي· وبالموسيقى بدأت مراسم استقبال احمد زكي·· عماد اديب ينادي اسمه وعيون الحضور تنتقل من باب الى اخر يدفعهم شوقهم لنجمهم المريض الى القاء النظرة الاولى عليه وهو الغائب عنهم منذ عام، وصعد احمد زكي على مسرح طويل شيد في منتصف القاعة فقسمها نصفين ونهايته تؤدي الى المسرح الكبير، فوجئ الحضور بأحمد زكي يتوسطهم وما بين التصفيق والدعاء بالشفاء والعودة والتهنئة ببدء تصوير الفيلم وقف احمد زكي بين الحضور رافعا يديه، لم ينطق بكلمة واحدة وكأنه يريد ان يتحدث ويبكي ويصافح الجميع ويأخذهم بين ذراعيه، وصل احمد الى المسرح وأمسك بالميكرفون ليقول: مشاعري مختلطة، لا أعرف ماذا اقول، ربما أتماسك لأتحدث بعد لحظات، ويسكت احمد زكي ثم يقول: بعد مرور عام كنت طرفا في معركة مع المرض والعلاج ولن اقول لكم جميعا كل عام وانتم طيبون لكن اقول كل لحظة وانتم طيبون، لان كل لحظة فيها صحة وانجاز وحب وسعادة تستحق ان نتمسك بها لنعيشها ونستمتع بها، فاللحظات التي عشتها طوال العام الماضي رأيت فيها اشياء كثيرة تجعلني احب الحياة، واقدرها، كنت في حرب مع مرض لعين، وكان معي ملايين من زملائي وجمهوري في كل الدول العربية والعرب المقيمين في الخارج وكان بجانبي الرئيس المصري حسني مبارك الذي رفعت وقفته بجانبي معنوياتي وجعلتني اكثر تفاؤلا· ويضيف احمد زكي: زمان لم أكن أحب النصيحة، ولم اكن استمع لمن ينصحني وكنت أتمادى في اخطائي، لكن الان ومن خلال تجربة ولأنني أحبكم أقول لكم: استمعوا الى نصيحتي، تعالوا نحب بعضنا، اياكم والكراهية، حافظوا على انفسكم واستمتعوا بحياتكم ولا تفرطوا في صحتكم وكل لحظة وانتم طيبون وبصحة جيدة بإذن الله· وينتقل أحمد زكي الى الحديث عن عبدالحليم حافظ وقد بدت عليه اثار الاجهاد فيقول: شخصية عبدالحليم مثل اي شخصية انارت حياتنا وبين الحين والاخر أحب إلقاء الضوء على مثل هذه الشخصيات، عبدالحليم كان شابا من ريف مصر، تمتع بحنجرة عظيمة، وعلى هذه الحنجرة كتب ولحن العديد من الشعراء والملحنين ورصدوا من خلال حنجرة حليم حركة الشارع العربي سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، فمن هو هذا الولد القادم من الريف؟ ومهمتنا كصناع سينما ان نجيب عن هذا السؤال وسنقول الكثير عن هذا الولد الذي تحول الى سيد للغناء العربي، اما حماسي لشخصية عبدالحليم فربما لانه مثلي كان يتيما وعانى مثلي من البلهارسيا التي اخذتها من نفس الترعة التي كان ينزلها عبدالحليم وكنت اترك كتب المدرسة على الشاطئ وأنزل الترعة لاصطاد السمك، كنت أمسك السمك وتمسك البلهارسيا في جسدي· وأكد مخرج الفيلم شريف عرفة انه من الصعب ان ينطق بكلمة واحدة بعد احمد زكي لان حضوره طاغ وهو مئة نجم وليس نجما واحدا· وفيلم ''حليم'' صعب لانه بطولة نجمين من اكبر نجوم العالم العربي، الاول هو عبدالحليم حافظ والثاني احمد زكي· اما المفاجأة الثانية في الفيلم والتي أعلن عنها عماد اديب فهي الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي التي تقدم في الفيلم اغنية فيديو كليب وبرقتها ورومانسيتها وشاعرية كلماتها قالت ماجدة: غنيت في مئات الحفلات لكني أعجز عن الكلام الآن، ربما لاني جئت خصيصا لأقول للفنان أحمد زكي انت قدوتي ومثلي الاعلى، جئت اليوم لاراك ورؤيتي لك هذه المرة مهمة جدا ويسعدني ان أراك آلاف المرات، فأنت قدوتي، وأملي في فني ان يصل بي الى ما وصل بك فنك اليه فأنت في قلبي وقلوب الملايين· الإتحاد الإماراتية في 19 يناير 2005 |
احتفال كبير بعودة أحمد زكي.. وبداية تصوير حليم كتب ـ محمود موسي بقدر ماملك من حضور.. وبقدر ماأعطي من سعادة.. وبقدر قيمته الفنية كانت المشاعر والإحساس بالفرح, والحزن والسعادة.. هكذا كانت ليلة الاحتفال بعودة النجم الكبير أحمد زكي للتمثيل من خلال بطولته لفيلم حليم انتاج الإعلامي الكبير عماد الدين أديب. الاحتفال بعودة أحمد زكي جاء يتوازي مع حجم موهبته والحب الذي يملكه في القلوب, فالجميع حضر من نجوم وكتاب وصحفيين.. وكان اللقاء حدث ولكن لم يتوقع أحد أن يكون الحفل بهذه الفخامة والضخامة.. ولكنه حدث وهتفوا باسمه وحبه.. انها ليلة تتويج الأسطورة وليلة عودته للوقوف مرة أخري أمام كاميرا السينما التي جعل من الشخصيات التي قدمها تعبر عنا وتهتف ضد الفساد وتطالب بالحب وتذكرنا بالانجازات, ولهذا أصبح بها جزء من الوجدان العربي. النجم أحمد زكي وجه كلمات الحب والشكر ردا علي مشاعر كل الحاضرين.. ووجه الشكر العميق للسيد الرئيس محمد حسني مبارك الذي أمر بعلاجه وقال إن مساندة الرئيس رفعت من روحي المعنوية, وساعدني ذلك علي اجتياز الأزمة.. لذلك لا يمكن ان أوفي هذا الرجل العظيم حقه أبدا. ولم ينس أحمد زكي الحديث عن جمهوره وزملائه الذين وقفوا معه وقال: أنا كان لي حلفاء في معركتي مع المرض وهم انتم وجمهوري, وأنا كنت أقاوم المرض بحبكم.. وطالب الجميع بأن يسعدوا بكل لحظة تمر في حياتهم وقال: اللحظة التي تمر علي الإنسان وفيها حب وعمل وانجاز هي عيد.. بحبكم. وعن حليم قال انه كان تجسيدا لأحلام وآمال جيله وان صوته رسم صورة شعب بأحلامه وانكساراته وانتصاراته. في لحظة شعرت ان أحمد زكي سيذرف الدموع.. حتي يتخلص من كتمانها والإمساك بها بعد ان ظل طوال العام يتألم وحده.. لا يريد أن يزعج الآخرين.. ابك ياأحمد فرحا بكل هذا الحب الذي يحيط بك.. فكل هؤلاء جاءوا ليحضنوك, وكانت الدموع في عيون كثيرين فرحا بوجودك ووقوفك بينهم. في الحفل.. حاول أحمد زكي الخروج من حالته وقام بمداعبة الذين حضروا واختار ان يداعبهم من الحالة الفنية التي حضروا من أجلها حليم.. واختار جملة شهيرة كان يرددها عبد الحليم حافظ الغنوة دي محتاجة سمع.. وضجت القاعة بالضحك. وتحدث من المشاركين في الفيلم جمال سليمان وسلاف فواخرجي عن سعادتهما بالعمل مع فنان في قمة أحمد زكي وفيلم عن عبد الحليم حافظ. وقال الكاتب محفوظ عبد الرحمن مؤلف الفيلم: ان حليم بدأ حلمه عند أحمد زكي وهو الذي اقنعني بكتابته ثم أصبح كابوسا بسبب المشاكل التي مر بها والآن أصبح الحلم واقعا. وقال المخرج شريف عرفة ان حجم موهبة أحمد زكي توازي20 نجما.. وأنا سعيد باخراج هذا العمل لان بطليه نجمان كبيران هما حليم و أحمد زكي. وكانت مفاجأة الليلة حضور النجمة الكبيرة ماجدة الرومي من بيروت لمشاركة أحمد زكي فرحته.. ودخلت قاعة الاحتفال وفي يدها باقة ورد.. وتحدثت عنه بحب شديد واستخدمت كلمة حضرة الفنان الكبير أحمد زكي مع كل جملة قالتها عنه.. وقالت يسعدني الحضور اليوم لأقول لك أنت القدوة والمثل. وحرص علي الحضور العديد من الفنانين والسينمائيين وفي مقدمتهم: يوسف شاهين ورأفت الميهي وعمرو دياب ومحمود عبد العزيز ويحيي الفخراني وأشرف عبد الباقي وحنان ترك وإيهاب توفيق ولطيفة وهاني رمزي وإلهام شاهين ولبلبة وأحمد حلمي وغيرهم. وبدأ رسميا تصوير أول مشاهد حليم وهو أول عمل فني عن عبد الحليم حافظ ويعد استمرارا لسلسلة الشخصيات المؤثرة في التاريخ المصري والعربي التي أداها الفنان أحمد زكي. ويحمل فيلم حليم العديد من المفاجآت بداية من تصويره, فهذة المرة الأولي في تاريخ السينما العربية سيتم انتاج الفيلم ومعه مسلسل تليفزيوني في نفس الوقت وسيشارك في بطولته نجوم من سوريا منهم جمال سليمان وسلاف فواخرجي, وتلعب البطولة النسائية الفنانة مني زكي, وسيضم الفيلم ظهورا دراميا لأهم شخصيات الفن المصري: صلاح جاهين ومحمد عبد الوهاب ومحمد الموجي وكمال الطويل وعبد الرحمن الأبنودي وسعاد حسني وغيرهم.. وسيجري تصوير الفيلم في مصر وبريطانيا وفرنسا والمغرب وتبلغ تكلفة الانتاج18 مليون جنية. الأهرام اليومي في 19 يناير 2005 |