شعار الموقع (Our Logo)

 

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

اندريه تاركوفسكي: «المرآة» يعمق تساؤلات عن الحياة والموت

سكورسيزي: صورة الذات عبر مجنون السينما والجراثيم والطيران

امير كوستوريكا طفل السينما العالمية المشاغب

باب الشمس اختارته الـ التايم من أفضل‏10‏ أفلام علي مستوي العالم

جيهان نجيم فيلمها القادم عن جون كيري

بيدرو المودوفار.. كلمة ختام حياتنا لم تكتب بعد

 

 

 

 

 

«عيد ميلاد مثلج»

الاغنية السينمائية الاكثر رواجا في تاريخ الغناء

محمود الزواوي

 

 

 

 

 

الشرق الأوسط الكبير ..بدأ بمهرجانات السينما في دبي ومراكش !!

كتب: سمير فريد 

جوهر المشروع الاستراتيجي الأمريكي المسمي بالشرق الأوسط الكبير. والذي بدأ تنفيذه مع ولاية جورج بوش الثانية استبدال المركز الذي استمر قروناً "مصر وسوريا ولبنان وايران والسعودية" بالأطراف من افغانستان وباكستان إلي المغرب مروراً بالعراق والخليج وخاصة الإمارات وبالأخص دبي. ولأننا لم نعد نحترم السينما في مصر. ومظاهر ذلك كثيرة من عدم دعم الدولة وعدم وجود أرشيف ومتحف إلي الرأي العام السائد الذي أصبح يعتبرها لهواً وخلاعة يصعب أن نصدق أن الشرق الأوسط الكبير بدأ بمهرجانات السينما في مراكش ثم دبي. ولكن هذا ماحدث. وأكده هزال مهرجان القاهرة الذي عقد في نفس الوقت بالصدفة.

صناعة السينما ليست انتاج الافلام فقط. وانما انتاجها وتوزيع الأفلام الأجنبية وتصويرها أيضاً. ومهرجان مراكش لا يقام بمعزل عن حقيقة أن المغرب أصبح منذ سنوات المركز الرئيسي لتصوير الأفلام الأجنبية في العالم العربي وافريقيا والشرق الأوسط "اكثر من نصف مليار دولار أمريكي في السنة من مدينة السينما في وزاوارت". كما أن مهرجان دبي لا يقام بمعزل عن مدينة السينما التي تأسست حديثاً. بل وهي التي نظمت المهرجان. ومن المتوقع بل المؤكد انها ستصبح مركزاً آخر إلي جانب المغرب لتصوير الأفلام الأجنبية. وتدعم الدولة السينما في المغرب بما لا يقل عن عشرة ملايين دولار أمريكي في السنة. واصبح عدد الأفلام المغربية التي تنتج كل سنة يقترب من عدد الأفلام المصرية.

ولم تكن صدفة أن يقام في دبي اثناء مهرجان السينما مؤتمر لمناقشة الشرق الأوسط الكبير يحضره بيل كلينتون. ولم تكن صدفة أن يقام في المغرب اثناء مهرجان السينما مؤتمر آخر لمناقشة نفس المشروع يحضره كولن باول. فالسينما بالنسبة إلي أمريكا والعالم الحديث ليست لهواً وخلاعة. وانما الوسيلة الأساسية بألف لام التعريف للتأثير في الرأي العام. وهي كذلك منذ أن قال لينين عام 1919 انها أهم الفنون بالنسبة لنا "أي إلي الشيوعيين". وردد نفس المقولة جوبلز في المانيا عام 1933 بالنسبة إلي النازيين.

ولم تكف صدفة أن يكون القاسم المشترك بين مهرجان دبي ومهرجان مراكش وجود نجوم مصر في افتتاح كلا المهرجانين. ومن قبلهما في افتتاح مهرجان قرطاج في تونس لجماهيرية نجوم مصر. ولكن الأفلام المصرية خارج المسابقة في مراكش. ولا توجد مسابقة في دبي. وخارج الجوائز الكبري في قرطاج. ولم تكن صدفة أن يكون القاسم المشترك بين مهرجان دبي ومهرجان مراكش أيضاً عرض الفيلم الإسرائيلي "جدار" اخراج سيمون بيتون الذي يناهض جدار شارون. ووجود سينمائيين إسرائيليين في كلا المهرجانين. للدلالة علي الانفتاح مع تيار السلام داخل إسرائيل. بينما يقاطع مهرجان القاهرة ليس فقط الأفلام الإسرائيلية بكل تياراتها. وانما ايضاً الأفلام الأمريكية والبريطانية داخل مسابقته لأن أمريكا وبريطانيا تقودان التحالف العسكري في العراق.

وكانت صدفة أن يكون من نجوم مهرجان دبي مورجان فريمان. ومن نجوم مهرجان مراكش شوي كونري. وأن يكون نجم مهرجان القاهرة بدسبنسر. فلم يطالب مهرجان الخليج ولا مهرجان المحيط مهرجان القاهرة بدعوة بدسبنسر. ولكنها لم تكن صدفة أن يشهد مهرجان مراكش العرض العالمي الأول للفيلم الأمريكي "طرق جانبية" اخراج الكسندر بايني. وأن يفوز بالجائزة الذهبية لأحسن فيلم. فالفيلم من أقوي الأفلام المرشحة للفوز بالأوسكار في فبراير القادم وإذا فاز بأكبر واشهر جائزة سينمائية في العالم يكون قد بدأ نجاحه في مهرجان مراكش. ويصبح المهرجان دولياً بكل معني الكلمة. وليشرب مهرجان القاهرة ماء البحر الأبيض. وإذا لم يكفه يشرب ماء البحر الأحمر. ويافرحتنا بكونه المهرجان الوحيد المعترف بجوائزه من الاتحاد الدولي!

الجمهورية المصرية

22 ديسمبر 2004

 

ليست هناك أغنية تفوق في شعبيتها ورواجها وفي انتشار مبيعات اسطواناتها ما حققته أغنية «عيد ميلاد مثلج» أو (White Christmas) التي تتغنى بعيد الميلاد المجيد. فهي صاحبة الرقم القياسي في عدد الأسطوانات المباعة في تاريخ الغناء والموسيقى بجميع اللغات في شتى أنحاء العالم. فقد بيع منذ صدورها قبل أكثر من 60 عاما أكثر من 150 مليون نسخة قدّمت في أكثر من 550 تسجيلا لمئات المغنين والمغنيات، وترجمت إلى 25 لغة. واحتلت هذه الأغنية المركز الأول على قائمة أكثر الأسطوانات رواجا في الولايات المتحدة على مدى عدة أشهر في العام 1942.

ومع أن مئات المغنين والمغنيات قدموا هذه الأغنية على مر السنين إلا أن هذه الأغنية تقترن بمغنيها الأصلي بنج كروسبي منذ 62 عاما أكثر من أي مغن آخر، وقد أصبحت على مر السنين علامته المميزة. وبيع من أسطوانته وحدها أكثر من 30 مليون نسخة بالإضافة إلى بيع أكثر من عشرة ملايين من ألبوماته الغنائية التي تتضمن هذه الأغنية. وما يزال الإقبال على شراء هذه الأسطوانة مستمرا حتى هذه الأيام رغم مرور 27 عاما على وفاة المغني والممثل بنج كروسبي الذي يؤدي هذه الأغنية بأسلوب رقيق ومثير للمشاعر. وكان المغني بنج كروسبي المثل الأعلى للمغني الشهير فرانك سيناترا في بداية مشواره الفني، كما وصف موسيقار الجاز والمغني الأسمر الشهير لوي آرمسترونج صوت بنج كروسبي الذي كان أشهر المطربين الأميركيين في وقت من الأوقات بأنه «كالذهب الذي يسكب من فنجان».

وليس الأداء المرهف للمغني بنج كروسبي سوى واحد من العوامل التي جعلت أغنية «عيد ميلاد مثلج» أكثر أغنية رواجا في تاريخ الغناء في العالم. إذ يعود جزء كبير من الفضل في نجاح هذه الأغنية ورواجها إلى مؤلفها وملحنها إرفنج برلين الذي يعد واحدا من أشهر مؤلفي وملحني الأغاني في الولايات المتحدة في القرن العشرين وأكثرهم غزارة في الإنتاج، فقد قام بتأليف وتلحين أكثر من 1500 أغنية قدّمت المئات منها في مسرحيات برودواي وفي أفلام هوليوود الغنائية من أوائل فترة الثلاثينيات حتى أواخر فترة الخمسينيات من القرن الماضي. إلا أن أغنية «عيد ميلاد مثلج» هي أشهر أغنياته.

وقد ألف إرفنج برلين أغنية «عيد ميلاد مثلج» من منظور شخص يعيش في ولاية كاليفورنيا المعروفة بطقسها المعتدل الذي يميل إلى الدفء في فصل الشتاء والذي يعبر عن حنينه إلى الماضي ويحلم بالاحتفال بعيد الميلاد المجيد في يوم تكسو فيه الثلوج الطبيعة ويتمنى لمن يرسل لهم بطاقات التهنئة بالعيد أن تصادف جميع مناسبات عيد الميلاد في أماكن إقامتهم أياما تكسو فيها الثلوج الأرض لما تضفيه الثلوج من رونق جميل وصفاء مهيب على الطبيعة في هذه المناسبة السعيدة. وتقول الأغنية المؤلفة من 12 بيتا في أبياتها الأربعة الأولى:

«إنني أحلم بعيد ميلاد مثلج

كتلك الأعياد التي عرفتها في الماضي

حيث كانت قمم الأشجار تتلألأ والأطفال يصغون

ليسمعوا أجراس مركبة الجليد في الثلج»

وتتميز هذه الأغنية ببساطة كلماتها ومعانيها. وقام إرفنج برلين بتأليف كلمات الأغنية وتلحينها على البيانو في العام 1940، حيث أنه لم يكن يجيد قراءة أو كتابة النوتة الموسيقية. وبعد ذلك توجّه إلى سكرتيره الموسيقي هيلمي كريسا الذي كان يملي عليه كلمات وألحان أغانيه لكي يقوم بكتابة نوتتها الموسيقية وقال له «هذه ليست أفضل أغنية قمت بتأليفها وبتلحينها، بل هي أفضل أغنية قام أي شخص بتأليفها وبتلحينها». وعندما قام إرفنج برلين بإسماع الأغنية للمغني بنج كروسبي  أكد له الأخير أنها ستكون أغنية ناجحة. وقام بنج كروسبي بتقديم هذه الأغنية لأول مرة في برنامجه الإذاعي في العام .1941

إلا أن أيا من هذين الفنانين لم يكن يدرك أو يتوقع أو يحلم بمدى الوقع الذي ستتركه هذه الأغنية في نفوس ملايين الأميركيين. وكان التوقيت الذي صدرت فيه أغنية «عيد ميلاد مثلج» عاملا حاسما آخر في شعبيتها ورواجها. فعندما صدرت هذه الأغنية في فيلم «هوليداي إن» في العام  1942 كان مئات الألاف من الجنود الأميركيين يفترقون عن أسرهم للاشتراك في الحرب العالمية الثانية بعيدا عن الوطن. وقد أثارت هذه الأغنية حنين هؤلاء الجنود إلى أسرهم ووطنهم وعادت بذكرياتهم إلى الأهل والأصدقاء والأحبة في عيد الميلاد. كما أثارت الأغنية حنين الأميركيين في الوطن إلى أبنائهم الذين ذهبوا إلى الحرب. أي أن أغنية «عيد ميلاد مثلج» ضربت على الوتر الحساس وتحولت الأغنية إلى شبه نشيد وطني يعبر عن شوق الجندي لوطنه، كما أصبحت منذ ذلك الوقت جزءا لا يتجزأ من الاحتفال بعيد الميلاد في الولايات المتحدة، علما بأن الأغنية لا تذكر الحرب، بل إنها تخلو من الطابع الديني. وهي لا تصنف كترنيمة دينية لعيد الميلاد بل كأغنية علمانية ترتبط بعيد الميلاد. ومع ذلك فإن الأميركيين استخدموا هذه الأغنية للتعبير عن التسامح العرقي والديني والهوية القومية.

ومما قاله مؤلف وملحن الأغنية إرفنج برلين إنه حين ألف أغنية «عيد ميلاد مثلج» لم يكن يفكر في تأليف أغنية تعبر عن حنين الجنود لوطنهم، ولكنه قام بتأليف أغنية تعبر عن السلام والسكينة، ولكنها تحولت إلى أشهر أغاني فترة الحرب. وأضاف أن الجمهور وجد في الأغنية معاني لم تخطر على باله حين قام بتأليفها. ومن المفارقات أن إرفنج برلين يهودي هاجر في طفولته مع أسرته من سيبيريا إلى  الولايات المتحدة، ومع ذلك فقد ألف ولحن أشهر أغنية عن عيد الميلاد واعتبر ذلك تحديا كبيرا له لأنه لم يكن مغرما بعيد الميلاد الذي كان يذكّره بمناسبة حزينة، حيث أنه فقد إبنه في اليوم التالي لعيد الميلاد، وهو اليوم الذي يعرف بيوم الإهداء، في العام .1928

وقد اشترك المغني بنج كروسبي في الترفيه عن الجنود الأميركيين طوال الحرب العالمية الثانية، وكان الجنود يطلبون منه أينما ذهب أن يغني لهم أغنية «عيد ميلاد مثلج» مهما كان وقت السنة، وكانت الأغنية تجلب الدموع إلى أعينهم دائما.

وقام المغني بنج كروسبي بتقديم أغنية «عيد ميلاد مثلج» في فيلمين آخرين، الأول هو فيلم «سماوات زرقاء» في العام 1945 الذي عاد معه فيه شريكه في الفيلم الأول «هوليداي إن» الراقص والممثل فريد أستير، والثاني هو فيلم «عيد ميلاد مثلج» في العام 1954. وقد حمل هذا الفيلم ـ كما يتضح ـ إسم الأغنية. وقد عرض على الراقص والممثل فريد أستير العودة في الفيلم الثالث، إلا أنه اعتذر بعد أن قرأ نص الفيلم ووجد تشابها كبيرا بين قصته وبين قصة الفيلم الأول «هوليداي إن». وبعد ذلك عرض الدور على  الراقص دونالد أوكونر الذي قبله ثم اعتذر لإصابته في ظهره. وعندئذ أسند الدور المساعد لفيلم «عيد ميلاد مثلج» للممثل الكوميدي داني كاي وشاركت في بطولة الفيلم المغنية روزماري كلوني والراقصة فيرا ـ إلين. واحتل هذا الفيلم المركز الأول بين الأفلام التي حققت أعلى الإيرادات في صالات العرض الأميركية في العام .1954

وقد غنى معظم المطربين الأميركيين وغيرهم من المطربين الناطقين باللغة الإنجليزية أغنية «عيد ميلاد مثلج» على مر السنين، ومنهم فرانك سيناترا وإلفيس بريسلي ودين مارتن ونات كنج كول ودوريس داي وباربرا سترايساند وويتني هيوستن وسيلين ديون والعديد من الفرق الغنائية. وقد حاول المؤلف والملحن إرفنج برلين أن يمنع إلفيس بريسلي من تسجيل أغنية «عيد ميلاد مثلج» ولكنه لم ينجح في ذلك، ولم يعرف سبب معارضته لذلك.

ومن الإنجازات العديدة الأخرى لأغنية «عيد ميلاد مثلج» أن ملحنها إرفنج برلين فاز عنها بجائزة الأوسكار لأفضل أغنية في العام 1942، وأن مسرحية غنائية قدّمت في الآونة الأخيرة استنادا إلى فيلم «عيد ميلاد مثلج»، وهي من إخراج المخرج والتر بوبي، وقام بأدوار البطولة فيها الممثلون بريان دارسي جيمس وأناتاسياي بارزي وجيفري جينمان وميريديث باترسون. كما أن كتابا صدر عن هذه الأغنية بعنوان «عيد ميلاد مثلج: قصة أغنية أميركية» يستعرض فيه كاتبه جودي روزين تاريخ هذه الأغنية وتأثيرها على حياة الملايين على مدى أكثر من 60 عاما. كما دخلت أغنية «عيد ميلاد مثلج» ميدان السياسية. فقد استخدمت كإشارة سرية لانسحاب البقية الباقية من الأميركيين من مدينة سايغون عندما قام الفيتناميون الشماليون بمحاصرة المدينة في نهاية الحرب الفيتنامية في العام 1975.

الرأي الأردنية في 22 ديسمبر 2004