حساب المكسب والخسارة.. حرب المهرجانات العربية! تحقيق ـ أحمد السماحي |
ثلاثة مهرجانات سينمائية في وقت واحد.. ونقاد ونجوم موزعون بين القاهرة ودبي ومراكش والمحصلة النهائية صفر, فلا السينما العربية استفادت من هذه الضوضاء ولانجحت هذه المدن إلا في تزكية نار الشوفينية التي كنا نظن أنها انتهت.. الأهرام العربي استطلعت آراء عدد من النقاد والفنانين لتفسير هذه الظاهرة الجديدة. في البداية يقول الناقد السينمائي وجيه خيري عن تضارب المواعيد في مهرجانات القاهرة ودبي ومراكش: أعتقد أنه تم بحسن نية وأتمني أن نتلافي هذا في الدورات القادمة وهذا يتطلب تفهما من المسئولين عن المهرجانات الثلاثة وعليهم أن يقوموا بالتنسيق وإلا فإن المشاركات ستكون أقل لأن السينمائيين العرب قلة والإنتاج العربي سيوزع علي ثلاثة مهرجانات بدلا من واحد وهذا يضعف المهرجانات, وأعتقد أن مهرجان القاهرة يصعب تغيير موعده لأنه ملتزم بخريطة الاتحاد الدولي لمنتجي السينما الذي يشرف علي المهرجانات الدولية ويضع قائمة بها ويحدد مواعيدها وقد وضع مهرجان القاهرة في الفئة أ وهو الوحيد في الشرق الأوسط الذي يحمل هذا التصنيف, والمهرجانات لا تحدد مواعيدها وحدها بل بالتنسيق مع الاتحاد الدولي لمنتجي السينما بحيث لا يكون هناك تعارض بينها, وأعتقد أن مهرجاني دبي ومراكش ليسا تابعين للاتحاد الدولي وبالتالي يسهل تغيير مواعيدهما. وعما ردده البعض من أن مهرجان دبي سحب البساط من تحت أقدام مهرجان القاهرة قال أرفض هذا الكلام شكلا وموضوعا لأن مهرجان القاهرة له صفة دولية وتاريخ قديم صعب علي أي مهرجان إقليمي أو عربي أن يتفوق عليه مع احترامنا وتقديرنا لجهد الجميع ومع تمنياتي بأن تكثر المهرجانات العربية وتتزايد لأن فيها إثراء للسينما العربية بصفة عامة والمصرية بصفة خاصة. أما الناقدة ماجدة خيرالله فتقول: لا أحد يستطيع إنكار الجهد المبذول في الدورة28 من حيث الإعداد والتنظيم وكم الأفلام المعروضة المختارة بعناية شديدة, وهذا بصراحة لا يعود إلي رئيس المهرجان ولا نائبه ولكن يعود إلي لجنة المشاهدة واختيار الأفلام, وتستطرد ماجدة قائلة: رغم وجود إيجابيات كثيرة للمهرجان تجعله بعيدا عن المقارنة بينه وبين مهرجان دبي ومراكش إلا أن المسئولين عنه بدلا من مواجهة التحدي بتوفير الثقة للضيوف العرب والأجانب والمزيد من العمل والتخلص من السلبيات تجدهم مازالوا مصرين علي إفساد المهرجان بتدخلهم في صيغة الجوائز فما معني أن تحصل شخصية علي جائزة واحدة؟! إلا إذا كان القائمون علي المهرجان يريدون إرضاء جميع الأطراف, وما استفزني هذا العام التدخل السافر والتحيز من رئيس المهرجان إلي فيلم المخرجة إيناس الدغيدي الباحثات عن الحرية, وهذا التحيز كان واضحا منذ بداية عرض الفيلم حيث حضر رئيس المهرجان ندوة الفيلم وأشاد بمستواه وحاول لفت الأنظار إلي أهميته وهذا لم يحدث في أي فيلم آخر سواء عربي أم أجنبي, وما يستفزك أكثر أن مخرجة ومنتجة الفيلم أقامت حفلا للضغط والتأثير علي لجنة التحكيم وهذا شيء مخجل ولا يحدث في أي مهرجان محترم أو نصف محترم, وبالمناسبة سبق لنفس المخرجة أن أقامت منذ سنتين حفلا لأعضاء لجنة التحكيم أثناء مشاركة فيلمها مذكرات مراهقة في المسابقة الرسمية واستطاعت أن تحصل علي جائزة. واختتمت ماجدة كلامها قائلة أحمل رئيس المهرجان ونائبه مسئولية إفساد المهرجان بجوائز فيها قدر من المجاملة وحرمان أصحاب الإبداعات الحقيقية من الجوائز وهذا يجعل الضيوف العرب والأجانب يفقدون الثقة في الجوائز وهذا أخطر شيء. وتري الفنانة إلهام شاهين أنه لا يصح عقد مقارنة الآن بين مهرجان القاهرة ومهرجاني دبي ومراكش, فالأول صاحب تاريخ طويل وسمعة عالمية, ودبي الذي حضرته منذ أيام مجرد احتفالية سينمائية لإعلان مولد مهرجان جديد لايزال يحبو وهو مهرجان بلا مسابقة ولا أفلام جديدة ولا جوائز.. ويمكن عقد مقارنة بين المهرجانات الثلاثة بعد عدة سنوات وإلي أن يتم هذا أتمني أن يحدث تنسيق بين رؤساء المهرجانات الثلاثة حتي نستفيد ونثري الساحة السينمائية لأن مولد مهرجان سينمائي جديد حدث ثقافي وفني مهم جدا يجب أن نحتفي به ولا يمر مرور الكرام, وللعلم لقد تحدثنا مع المسئولين عن مهرجان دبي عن تعارض ميعاده مع مهرجان القاهرة السينمائي ووعدونا بأن يتم تغييره من العام الماضي. وعن وجود عدد كبير من الفنانين في مهرجاني دبي ومراكش أضافت: هذا طبيعي لأن نجوم السينما المصرية هم الأشهر والأكثر لمعانا ووجودهم في أي مهرجان يعطيه ثقلا ومصداقية. وعن رأيها في الدورة28 أكدت أنها كانت ناجحة حيث تم عرض مجموعة من الأفلام العربية والأجنبية المتميزة وضمت لجنة التحكيم أسماء فنية مهمة في المجال الفني. الفنان سامي العدل الذي شارك في فعاليات مهرجان دبي علق بسخرية في بداية حديثه معنا بأن الفرق بين مهرجاني القاهرة ودبي أربع ساعات واستطرد قائلا صعب أن نطلق كلمة مهرجان علي مهرجان دبي لأنه احتفالية سياحية ليس أكثر من ذلك لكن هذا لا يعني أنه غير مهم أو لا نحسب حسابه أو لا نأخذه في الاعتبار خاصة أن القائمين عليه عندهم الإمكانات التنظيمية والمادية التي تمكنهم في المستقبل من إقامة مهرجان سينمائي جيد وقوي. وعن تهديد مهرجاني دبي ومراكش لمهرجان القاهرة قال صعب جدا لأن مهرجان القاهرة راسخ وله تاريخه ووضعه وصيته العالمي, وقد حفلت دورة هذا العام بظواهر كثيرة تستحق التوقف عندها مثل العدد الكبير للضيوف العرب والأجانب الأمر الذي انعكس علي ندوات الأفلام حيث لم يعرض فيلم تقريبا من دون أن تعقبه ندوة بحضور أحد صناعه, بالإضافة إلي الترجمة الإلكترونية التي صاحبت عرض الأفلام الأجنبية. وعما أثارته نتائج لجنة التحكيم من ردود أفعال متباينة تؤكد بوسي أحد أعضاء لجنة التحكيم في المهرجان أن ما حدث طبيعي ويحدث بعد إعلان الجوائز في كل المهرجانات العالمية والحمد لله أن النتائج التي أعلنت لم تبلغ حد التناقض أو إثارة الاستياء البالغ فقد جاءت الجوائز معبرة عن جرأة اللجنة واستقلالية أعضائها ولم تقع علينا أية ضغوط من أي نوع. وعما ردده البعض بأن فيلم الباحثات عن الحرية لا يستحق جائزة أفضل فيلم عربي أضافت بوسي أن الفيلم جيد ويستحق الجائزة والدليل حماس أعضاء لجنة التحكيم الأجانب له بعيدا عن رأيي أنا ونادر جلال اللذين مثلا مصر في المسابقة الرسمية. وعن وجود أكثر من مهرجان في وقت واحد قالت أعتقد أن ما حدث في مراكش ودبي غير مقصود, وأتصور أنه يجب أن يحدث تفاهم بين مدراء المهرجانات الثلاثة حتي لا يتكرر ما حدث هذا العام, وحتي نظهر للعالم بصورة جيدة كعرب* الأهرام العربي في 18 ديسمبر 2004 |