شعار الموقع (Our Logo)

 

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

اندريه تاركوفسكي: «المرآة» يعمق تساؤلات عن الحياة والموت

سكورسيزي: صورة الذات عبر مجنون السينما والجراثيم والطيران

امير كوستوريكا طفل السينما العالمية المشاغب

باب الشمس اختارته الـ التايم من أفضل‏10‏ أفلام علي مستوي العالم

جيهان نجيم فيلمها القادم عن جون كيري

بيدرو المودوفار.. كلمة ختام حياتنا لم تكتب بعد

 

 

 

 

 

بعد قرار مهرجان القاهرة بمنع عرض أعمالهم

عرب إسرائيل يصرخون‏

تقرير: معتز أحمد

 

 

 

 

 

 

إحباط وحزن وخيبة أمل‏.‏

هذا هو أفضل وصف للحالة التي بات عليها الوسط الفني العربي في إسرائيل بعد قرار شريف الشوباشي منع اشتراك أي عمل من أعمال عرب إسرائيل في مهرجان القاهرة السينمائي الذي يترأسه‏,‏ وهو القرار الذي أتي في ظل تمني عربي بالاشتراك في هذا المهرجان كتعبير للتواصل مع العالم العربي الموجود من حوله باعتبارهم جزءا لا يتجزأ منه‏,‏ الصحف العربية في إسرائيل مثل بانوراما وكل العرب والصنارة‏,‏ تناولت هذه القضية بمزيج من الحزن والإحباط الذي وصل إلي حد وصفهم لهذا القرار بأنه توجه مصري عام لعزل عرب إسرائيل عن النسيج العربي‏.‏

صحيفة بانوراما أكدت أن خطورة تأثير هذا القرار ينبع من كونه صدر من قلب الوطن العربي مصر‏,‏ والتي تمسك بدفة الإبداع والقرار العربي بداية من السياسة وحتي الفن مشيرة إلي أن العرب في إسرائيل فرضت عليهم الهوية الإسرائيلية مثلما فرض علي أي إنسان منذ صغره دينه وجنسيته‏,‏ فهي أمور لا دخل لأحد بها‏.‏

والواقع فإن الوسط الفني العربي ينظر إلي مهرجان القاهرة السينمائي وغيره من المهرجانات الفنية التي تقام في الدول العربية كوسيلة للتواصل مع الوطن العربي‏,‏ وهو التواصل الذي يري عدد من هذا الوسط أنه بمثابة إكسير الحياة الذي يبث الحيا ة العربية‏,‏ ويحافظ علي جذورهم في هذا الوطن‏.‏

التقارير الصحفية العربية الأخري رأت أن هذا القرار يعتبر بمثابة حكم بالإعدام علي الوسط الفني العربي‏,‏ لعدة أسباب أهمها أنه وضع العرب في إسرائيل في كفة واحدة مع اليهود‏,‏ وهو أمر يعني أنهم أيضا أصبحوا من وجهة نظر مصر محل شك واتهام وكراهية ولا يوجد اعتبار للهوية العربية التي يتمتعون بها‏.‏

بالإضافة إلي أنه يعتبر استخفافا واستهانة بالأعمال الفنية العربية التي يشيد بها الجميع وتشارك في المهرجانات الدولية وتثير غضب إسرائيل خاصة مع كشفها للممارسات اللاإنسانية التي تقوم بها خاصة علي يد جنودها في المناطق الفلسطينية المحتلة‏.‏

والواقع فإن هناك بالفعل جزءا من عرب إسرائيل لا يعنيه التمسك بالهوية القومية العربية خاصة من الشباب‏.‏

وعلي الرغم من أن هناك أعدادا أخري أيضا لا يستهان بها من أبناء هذا الوسط تري بدورها ضرورة استغلال ما تسميه بـ الهوية الإسرائيلية من أجل نيل حقوقها والمطالبة صراحة بهذه الحقوق من إسرائيل باعتبار أنهم مواطنون إسرائيليون ويتزعم هذا التوجه الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة المعروفة بـ حداش إلا أنه حتي هؤلاء يتمسكون بهويتهم العربية في كثير من الأمور سواء الاجتماعية أو الدينية‏.‏ وعلي سبيل المثال فإن هناك مدنا كاملة باتت تمثل لإسرائيل رعبا ومصدر خوف حقيقي بسبب تمسك سكانها بواقع العروبة‏,‏ ومثال ذلك أم الفحم‏,‏ والناصرة اللتان باتتا تطرحان في أي تسوية سياسية علي أساس ضرورة التخلي عنهما وضمهما إلي المناطق الفلسطينية‏.‏

خسارة

لكن هل خسر المهرجان بعدم عرض الأعمال الفنية لعرب إسرائيل؟

بات هذا التساؤل مطروحا في ظل العديد من الأعمال الجيدة والمتميزة التي ينتجها العرب والتي تزعج تل أبيب بقوة‏,‏ ومثال ذلك فيلم العروس السورية الذي تقوم ببطولته الفنانة فلسطينية الأصل هيام عباس وأخرجه عران ريكليس‏.‏

ويحكي هذا الفيلم قصة معاناة فتاة من عرب إسرائيل تعيش في الجولان المحتل وترتبط بقصة حب مع أحد السوريين عند الحدود السورية المقابلة لمنزلها‏,‏ وتمتزج قصة الحب بالمآسي المختلفة التي تكشف العنصرية الإسرائيلية في التعامل مع العرب والكراهية التي تكنها القوي اليهودية المتطرفة لهذه الأقلية التي تعيش منذ نشأتها في وضع سئ للغاية‏.‏

وتعادي هذه القوي السابق ذكرها التوجهات والنزعات القومية للفن العربي وتغلق أمامه في كثير من الأحيان المسارح وأدوار العرض وهو ما أنشأ بدوره أعمالا فنية متميزة في كثير من المسارح العربية مثل مسرح الحكواتي في شرق القدس ومسرح السرايا وغيرها من النماذج الفنية من الممثلين العرب المتميزين مثل محمد بكربة ومحمد بكري بجانب الكثيرين من الإعلاميين المتميزين مثل سوزان مزاوي وسماح حسنين بكربة‏.‏

والواقع أنه علي الرغم من أن التبرير الشوباشي لعدم عرض أفلام عرب إسرائيل في المهرجان بسبب تمويلها إسرائيليا‏,‏ إلا أن هذا السبب مردود عليه‏,‏ فحتي لو كانت هذه الأعمال الفنية ممولة إسرائيليا فلقد تم طرح قضايا عرب إسرائيل والكشف عن المآسي التي يتعرضوا إليها وهم يعيشون في قلب إسرائيل وبالتالي فإنها تعد بمثابة وثيقة مهمة للكشف عن هذه العنصرية‏.‏

ومن هنا أشعل قرار الشوباشي ردود الفعل العربية في إسرائيل‏,‏ وهي الردود التي يبدو أنها لن تهدأ حتي مع انتهاء المهرجان وتوقف عروضه‏.‏

الأهرام العربي في 11 ديسمبر 2004