حول تجربة صناعة الفيلم في الإمارات كوكبة طموحة من السينمائيين الشباب تقود القافلة أبوظبي - وليد علاء الدين |
لا شك في أن واحداً من أهم المكاسب التي حققتها “مسابقة أفلام من الإمارات” التي تستعد لإطلاق دورتها الرابعة في الفترة بين الثاني والسابع من شهر مارس المقبل، بخلاف ما استطاعت أن تكشف عنه من مواهب محلية شابة مسكونة بهاجس تحقيق حلم صناعة فيلم إماراتي يحمل ملامح ثقافة تلك الأرض ويعبر عن واقعها، هو أنها انتقلت بهذه الفكرة فكرة صناعة فيلم من سماء الحلم البعيدة إلى أرض التجريب والتعاطي الخلاق، فأصبحت عرفاً متداولاً له رجاله وسبله ومناهجه، كما له أخطاؤه وإشكالياته المتجسدة وحلولها المقترحة على طاولة الفعل. إذا كان (الفيديو) هو “وسيلة قتل رحيمة للسينما” على حد تعبير مسعود أمر الله مدير وحدة الإنتاج الفني في المجمع الثقافي في أبوظبي، ومدير مسابقة أفلام من الإمارات، في تقديمه لأعمال الدورة الثانية من المسابقة 2003م، فإن القضية الأكثر إثارة للجدل في تجربة صناعة الفيلم الإماراتي الوليدة أطلت برأسها من داخل تلك المنطقة، حيث انقسمت الآراء حول “سينمائية” و”لاسينمائية” حركة صناعة الفيلم في الإمارات؛ ففي حين راح البعض من المخرجين المتمرسين من محترفي العمل التلفزيوني في الدولة أو من دارسي فنون السينما، يحاولون نزع صفة السينمائية عن إجمالي المنتج الفيلمي لمخرجي الإمارات بدعوى عدم اعتماده على كاميرات السينما المتخصصة، فإن الفريق الآخر من العاملين في المجال يرون أن “سينما” أصبح مصطلحاً معرفياً وليس تقنياً يعني الروح الفنية التي تعطي تركيبة ما من اللقطات البصرية الملتقطة على شريط شرعية الوجود، لتصبح هذه “الروح” هي الأساس الجديد للحكم، فإذا كان الفارق بين فيلم وآخر(سينمائي (بالمعنى التقني للكلمة) هو البحث الجمالي، ومراعاة القواعد التقنية، وثقافة عين الفنان صانع الفيلم، ومدى وعي ذاكرته الجمالية والمعرفية، وما استطاع أن يبثه عبرهما إلى الفيلم من خصوصية ولمعة سرية، فإن كل هذه الشروط يمكن ببساطة نقلها إلى مقارنة تتم بين فيلمين اعتمد كلاهما الكاميرات الرقمية أو حتى بين فيلمين أحدهما استخدم كاميرا السينما، والآخر فيلم فيديو رقمي، دون أن يفسد ذلك من الأمر شيئاً، بل إن الحكم فنياً على مستوى العلاقة مع المشاهد سيظل مرهوناً بتلك العوامل التي لا علاقة لها بنوعية الكاميرا المستخدمة، التي ينتقل الحديث عنها إلى زاوية “التقني” بما لا يؤثر كثيراً على علاقة الفيلم كمنتج إبداعي مع متلقيه. الألم والصراع الداخلي استقراء سريع لمداخلات مجموعة من العاملين في مجال صناعة الفيلم الإماراتي تكشف عن كنه الروح التي تسيطر على تلك الحركة الوليدة، وعن أسباب تمكنها من أن تفسح لنفسها مكاناً ومكانة على خارطة الفعل السينمائي العربي والإقليمي، بل والإطلال بتجارب مميزة على فضاء العمل السينمائي العالمي: المخرج المسرحي والسينمائي المميز صالح كرامة يرى أن “السينما تتطلب الاشتغال على الألم، وأن الصراع الداخلي مهم في عملية الإبداع” وهي إحالة مباشرة إلى الانشغال الفني بما يمكن أن تقوله الروح، تلك العامل المشترك في الحياة، والتي تتواصل عبرها الكائنات، ولعل كرامة استطاع أن يثبت من خلال تجربته صدق ما يؤمن به، فهو يكتفي لتعريف فيلمه الطويل (ما تبقى) بالعبارة التالية “ ثلاث فتيات ورجل، وحكاية رحلة أبدية في مغاور الروح والموت والأسئلة الوجودية”، والفيلم يلعب على البعد الإنساني، ويضيف كرامة في حوار أجرته معه “الخليج” : “الفيلم عبارة عن مجاراة متواضعة لجدارية الشاعر الكبير محمود درويش: أقدم على استحياء، قراءةً سينمائية في لحظة عدم التحقق التي تناولها درويش، حيث لا موت ولا حياة، هل نحن موجودون بالأساس على وجه هذه الحياة؟، ويضيف: اشتغلتُ على هذه الماهية التي أنطقها درويش في شعره ولكن بلغة سينمائية، لغة النص شاعرية جداً”؟ المخرج خالد المحمود يصف علاقته بالسينما في حوار أجراه معه الشاعر إبراهيم الملا قائلاً: “تمنيت كثيراً أن أحقق أفلاماً تكون عبارة عن مقطوعة موسيقية، وقصيدة شعرية، هذا النموذج اللذيذ والمدوخ هو الذي يشغلني عند التفكير في إنجاز أي فيلم” وهو يعتبر أن ما يحدث من “تنازلات” عن هذا المستوى عند تنفيذ الفيلم هو أمور لا مفر منها لتقريب الصورة وترجمتها بوضوح للمتفرج. وعند مشاهدة أفلام المحمود ندرك أنه يجتهد بعمق من أجل تحقيق تلك الرؤية، فهو يمارس كتابة القصة القصيرة بصرياً، بما تحويه من تكثيف ومهارة تصويب نحو الهدف. كثافة واختزال ورموز في الاتجاه نفسه يذهب نواف الجناحي في حوار معه إذ يرى أن الميزة الأهم في الفيلم القصير هي “الكثافة والاختزال”، إلا أنه يعطى أهمية كبرى ل “الفكرة الخاطفة والتنفيذ المعبر واستخدام الرموز والدلالات”، وهي أمور تنأى بالعمل الفني كما يراها عن “الأسلوب السردي والحكائي الطويل كما في المسلسلات والتمثيليات والأفلام التجارية” معتبراً أن “الوعي الجماعي لم يستوعب حتى الآن فكرة فهم الفيلم من خلال الصورة فقط”. ومرة أخرى تنطق أفلام الجناحي بهذه القناعة، فهو يسعى بمهارة واضحة إلى شطف كل ما يراه من زوائد عن العمل ليقدم خلاصة بصرية مرهفة وحادة كشفرة. هاني الشيباني يرى أن الأساس في التطور هو البحث عن مناخات مختلفة وجديدة، مضيفاً “ما يهمني هو الاشتغال والتجريب وولوج عوالم بصرية مختلفة، بغض النظر عن النتائج وردود الأفعال”، وفي الإطار ذاته تجيء كلمات المخرج أمجد أبو العلاء: “أحاول في تجربتي التركيز على النفس البشرية، أجتهد في تقديم صورة ما وراء المظهر الخارجي للإنسان، في فيلمي الأخير “على رصيف الروح” اشتغلت بكثافة على هذه الجزئية، إلا أنني من خلال تجاربي السابقة أدركت أن التركيز ينبغي أن يكون على الإنسان في علائقه بمن حوله، الفرد في المجموعة، كما استفدت من قراءاتي في علم النفس الاجتماعي في تبئير فكرة الفيلم”، ويقول حمد الجابري: “أسعى في تجربتي إلى تمثيل الألم في كل صوره وتجلياته وأشكاله المختلفة، وقد يكون الألم هو اكثر ما يوحد البشر، نحن نتألم ونحن نحب، وحين نفارق أو نمرض، كل إنسان عنده ألمه الخاص أيضا. أختار لأفلامي قوالب تجريبية جديدة، أسقط من خلالها الألم بقسوته من خلال الترميز والعبث والتجريد في محاولة لكسر حواجز التقليدية التي اعتدنا عليها في تناولنا للأفلام”.أما سعيد الظاهري فيؤكد المعنى نفسه ولكن بطريقة عكسية، يقول: “أسعى إلى أن أجعل الناس يفهمون شيئاً ما وهم يضحكون ويبتسمون وسعداء، في اعتقادي أن مساحات السعادة في هذه الدنيا أرحب كثيرا من مساحات الحزن، وأننا يمكن أن نبني داخل هذه المساحات ونؤسس ونحلم، ولكن للأسف الناس يميلون إلى تضخيم فكرة الحزن والبؤس والأسى، وأحياناً يخلطون بين الأمور فيقرنون السعادة بالثراء والفقر بالحزن أو غير ذلك من ثنائيات وهمية، في تجربتي أحاول أن أقول لا لهذه النظرة المغلوطة، وأسهم في إضفاء بعض البهجة، “يا ناس” هناك وجوه أخرى في الحياة، وسط الفقر المدقع هناك سعادة، وسط المعاناة والتعب في الحياة ثمة بسمة، أبحث عن هذه الوجوه وأقتنص لحظات بهجتها لأسكبها أمام الجميع معلناُ انتصار الفرح على الحزن”. أما السيناريست أحمد سالمين فيرى أن السينما تتحقق مثل كل الفنون من خلال الوظيفة التي تقدمها فهي “صرخة” من أجل “توسيع فضاء الحرية”، يقول: “ في كل أطياف الفنون هناك صرخة، ربما لا تستطيع أن تفسر أو أن تحلل ماهيتها أو بُعدها، إلا أنها في الأخير صرخة إنسانية، التعبير عن هذه الصرخة قد يعجز فنانين في بلد يمتلك سينما متطورة، وقد يربكهم بشدة أيضاً هذا السؤال: ما الذي تسعى للتعبير عنه من خلال فنك؟ المسألة صعبة، تتعلق بوظيفة الفن، وتتداخل مع فلسفة كل فنان ورؤيته للحياة ولا يمكن إيجاز ذلك خلال دقائق.أنا وزملائي نعمل في مجتمع به العديد من الخطوط الحمر، وعلينا من أجل عملنا ومن أجل مجتمعنا أن ندفع بهذه الخطوط الحمر في اتجاه المزيد من الحرية، نحاول أن نوسع فضاء الحرية ليس من أجل أن نعبث كيفما يحلو لنا، ولكن لأن الفن في حاجة إلى الحرية”. أما المخرج فاضل المهيري فيرى أن المخرجين في الإمارات لم يفهموا بعد المعنى الحقيقي لكلمة سينما، فهو يقول: “ما زلنا كمخرجين في الإمارات لا نعرف المعنى الحقيقي لكلمة سينما، علينا أن ندركها أولاً ونسبر غورها”. وأضاف موضحاً زاويته الخاصة في العمل: “أنشغل في رؤيتي للسينما بالبحث وراء الأشياء لقراءة وجهات نظر أخرى بخلاف ما تفرضه القراءات السطحية للعلائق بين تفاصيل الحياة وموجوداتها”. وأخيراً يرى السينمائي مسعود أمر الله أن النقطة الأكثر أهمية هي أن السينما أو أي عمل إبداعي آخر يحمل ملامح تميزه من تعبيره عن بيئته الخاصة ويقدمها للمتلقي كجزء أصيل من أهداف العمل نفسه”. تجارب الشباب الطموح تنبع أهمية هذه الآراء الثرية حول السينما من عدة أسباب أولها أنها تجئ من مخرجين شباب ما زالوا يتلمسون العتبات الأولى على درج هذه الصناعة/ الفن الصعب، وثانياً لأنها كلمات نابعة من عمق القلب والروح لا علاقة لها بأفكار السطحي والتجاري والشعبي والسريع التي باتت المهيمن على فنون هذا العصر البصري منها والمكتوب، وباتت تغري الكثيرين بالاستسهال والتنازل، أضف إلى ذلك أن محاولات وتجارب هؤلاء الشباب تجئ مصدقة لأقوالهم أو على الأقل تشي بأن ثمة محاولة جادة لتحقيق تلك الأفكار التي يعتنقونها والطريقة التي يفكرون بها في الأمر. وهو أمر يزيد من مساحة الثقة والاطمئنان إلى أن مسيرة صناعة الفيلم الإماراتي يقودها شباب طموح له رؤية راقية فيما يتعلق بمنتجه الثقافي. أصبحت مسابقة أفلام من الإمارات هي الموعد السنوي المنتظر الذي يحرك سواكن المهتمين بصناعة الفيلم في الإمارات، فمن خلال تنظيمها الجيد وإدارتها الواعية واستقطابها لأهم عناصر الفعل السينمائي العالمي، وحرصها على إشاعة جو من الاهتمام بالأمر، أضفت على انشغال السينمائيين الشباب في الدولة قدراً من المشروعية لا يشعر بأهميته إلا من عانى مرارة غيابه، هذا الإحساس الذي يستعيد قصة النبي “نوح” عندما كان منشغلاً ببناء السفينة على اليابسة في نقطة يبعد عنها الماء آلاف الأميال، إلا أن المسابقة بترت هذه التساؤلات والنظرات المتعجبة حول شباب يهتمون بصناعة فيلم في حين تنعدم الخلفية الشعبية عن أهمية ما يقومون به وسؤال الفضول: ماذا بعد ذلك؟ حيث تنعدم أي فرصة لعرضه على الناس. الآن بات العمل في صناعة فيلم عرفاً متداولاً لا يثير ذلك القدر من الغرابة الذي كان يثيره سابقاً، كما أصبح الحديث ممكناً عما يشبه ورشة العمل المفتوحة على مدار العام استعداداً للمسابقة التي تعد المعبر الأهم وربما الوحيد إلى العالم. وتعد التجمعات السينمائية المحلية التي ظهرت خلال العامين الماضيين معلماً آخر من المعالم البارزة التي تحققت على يدي مسابقة أفلام من الإمارات، ففي رد فعل لغياب الدعم والرعاية الرسمية وفي محاولة لتكثيف الجهود وتركيز القدرات الفردية كون الشباب مجموعات فنية تسعى إلى تركيز العمل والإفادة من كل القدرات الموزعة فيما بينهم، ففي أبو ظبي تكونت مجموعة “أفلام الإمارات” تحت إشراف نواف الجناحي، و”الرؤيا السينمائية” تحت إشراف سعيد سالمين، ومن أعضائها سعيد عوض، حسن الكثيري، أحمد زين، وعلي المازم. وفي دبي تكونت مجموعة “صقر الصحراء”، كما تشكلت في رأس الخيمة مجموعة “انعكاس الفنية” صاحبة فيلم “طوي عشبة “ تحت اشراف وليد الشحي، وتضم أحمد سالمين، ناصر اليعقوبي، ميرة العويد، وعبدالله حسن أحمد، وآخرين. وقد أنهت هذه المجموعة أخيراً تصوير آخر أعمالها السينمائية، بعنوان “عناوين الموتى” وهو عبارة عن فيلم قصير تتمحور فكرته حول جدلية الحياة والموت من زاوية نظر حارس مقبرة أصم وأبكم. ويؤدي دور حارس المقبرة الفنان بلال عبدالله ويشاركه في التمثيل الفنان نواف الجناحي، وكتب نص العمل السينمائي الجديد للمجموعة احمد سالمين بينما الإخراج لوليد الشحي، ومن المقرر أن يشارك الفيلم في الدورة الرابعة من مسابقة “أفلام من الإمارات”، وكذلك مجموعة فراديس الفنية التي أسسها في راس الخيمة خلال العام الحالي الروائي محمد حسن أحمد والمخرج عبد الله حسن أحمد، والتي أنتجت مجموعة من الأفلام القصيرة منها : آمين، ختان، ولادة الحب، الخاتمة، نصف قلب، الظل الرابع، الغاوي، ومن أعضاء المجموعة السيناريست والمخرج يوسف إبراهيم. أول فيلم طويل حركت هذه الصحوة التي خلقتها مسابقة أفلام من الإمارات أحلام السينمائيين المحليين، وانطلقوا في محاولاتهم تحقيق تلك الأحلام، أعلنت الخليج منذ فترة أن المخرج هاني الشيباني انتهى من تصوير ما يمكن أن نسميه أول فيلم إماراتي طويل مدته ساعة ونصف الساعة بعنوان (حلم) باستخدام كاميرات الفيديو، وهو يطمح في أن يكون فيلمه الروائي الذي وفرت له شرطة دبي، حيث يعمل، الأجهزة والمعدات أول فيلم إماراتي يتم عرضه تجارياً في صالات السينما ودور العرض.وفي تحقيق سابق ل”لخليج” قال الشيباني حول تجربة هذا الفيلم : “أطمح في أن يكون الفيلم أول فيلم إماراتي يتم عرضه تجارياً ليكون خطوة نحو فتح سوق ترويج الفيلم الإماراتي”، وأضاف: “التصوير انتهى ونحن الآن في مرحلة العمليات الفنية، وأتمنى أن يكون الفيلم جاهزاً للعرض في شهر سبتمبر المقبل، أبحث الآن عن ممول لتكلفة تحويل الفيلم من فيديو إلى سينما ليكون صالحاً للعرض في دور السينما، وهو أمر قد يتكلف حوالي المائة ألف درهم إماراتي”. وقد مر سبتمبر الذي تحدث عنه الشيباني ومنذ ذلك الوقت وهو مستمر في بحثه عن ممول مثقف مؤمن بقضية صناعة الفيلم الإماراتي، ليس مطلوب منه أن يدفع أكثر من مائة ألف درهم وهو المبلغ الذي حدده الشيباني بنفسه، ولم يستطع توفيره حتى الآن، يبدو الأمر غريباً للغاية بخاصة وأن العالم يتوقع عدم وجود مثل هذه العوائق المادية في دولة من دول الخليج العربي وبخاصة الإمارات.وحول قصة الفيلم يقول الشيباني: اشتركت والسيناريست يوسف إبراهيم صاحب فيلم جوهرة في كتابة سيناريو وحوار الفيلم الذي يدور حول شخصيتين رئيسيتين : مؤلف ومخرج، يطمحان في تنفيذ فيلم ويبدآن معاً في تخيل قصته ومراحل تنفيذه وشخصياته، وتتحقق فكرة فيلمهم داخل الفيلم، وتخرج شخصياتهم للواقع الفيلمي. وتشارك الشيباني فيلمه المجموعة نفسها التي شاركت في تنفيذ فيلم الجوائز (جوهرة) منهم نواف الجناحي، خالد المحمود، عبدالله حسن أحمد، علي الجابري، فاطمة البلوشي، عبد الحميد البلوشي، عادل الراي وضيفا الشرف الفنانان أحمد الأنصاري وسميرة أحمد. وضع الموسيقا التصويرية للفيلم الموسيقار إبراهيم الأميري، والتصوير لموفق عبد العاطي وحسين المسكري، والصوت لعمر إبراهيم. ويعرب هاني الشيباني عن أمله في الحصول على هذا التمويل سواء من مؤسسة ممن تعني بالفعل الثقافي أو من أحد مواطني الإمارات الذين يحبون أن يذكر اسمهم كرواد لمسيرة صناعة الفيلم الإماراتي، ويقول: “عندي تصور جيد لأمور الإنتاج والتوزيع الخاصة بالفيلم، وبدأنا بالفعل في الخطوات الرئيسة لذلك، وأعتقد أننا سننجح في تنفيذ الفكرة إنشاء الله”. مهرجان دبي السينمائي الأول يجيء حدث تبني إمارة دبي لمهرجان سينمائي دولي ليضيف نافذة جديدة للسينما المحلية وللعاملين في صناعة الفيلم المحلي للإطلال على العالم بتجاربه وأفكاره، كما يكتسب حدث اختيار خمسة أفلام محلية لتعرض في الدورة الأولى من هذا المهرجان بعداً موضوعياً يضاف إلى ما رآه المخرج الإماراتي مسعود أمر الله، المشرف على الليالي العربية في المهرجان، ومدير مسابقة أفلام من الإمارات في المجمع الثقافي بأبوظبي، من أن “عرض خمسة أفلام من الإمارات سيجعلها محط أنظار المجتمع السينمائي الأكبر الذي سيتوافد إلى المهرجان”. ويمكن فهم هذا البعد الموضوعي عندما نعرف أن هذه الأفلام استطاعت أن تثبت نفسها محلياً وعربياً وعالمياً قبل أن يتم اختيارها للعرض ضمن فعاليات المهرجان، وهو الأمر الذي يبعد فكرة التحيز أو حتى الاضطرار لضرورة تمثيل البلد المضيف، فقد شاركت “سينما الإمارات” في أيام قرطاج السينمائية بدورتها التاسعة عشرة 2002م في تونس العاصمة بفيلمين قصيرين هما “ذاكرة جدار” من إخراج ابتسام الشايب و”هاجس”، للمخرج نواف الجناحي الذي شارك كذلك بفيلمه (على طريق) في مهرجان الفيلم العربي في هولندا 2003م، ومهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة 2003م-مصر، وحصد فيلم (جوهرة) لمخرجه هاني الشيباني عدة جوائز في فعاليات دولية منها جائزة أفضل تمثيل للطفلة أمل أحمد في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون، وجائزة أفضل فيلم روائي قصير في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الذي أقيمت فعالياته في العاصمة اللبنانية بيروت، وشارك في مهرجان روتردام للأفلام السينمائية، وثلاثة من الأفلام الخمسة المختارة حصدت جوائز محلية ودولية، وسبق أن شاركت في مهرجانات عالمية وكان لها فضل لفت الانتباه إلى وجود حركة صناعة فيلم في الإمارات، الأفلام هي فيلم “جوهرة” للمخرج هاني الشيباني، هو الفيلم الذي فاز عنه بجائزة أفضل فيلم قصير في مسابقة أفلام من الإمارات في أبوظبي، كما أنه عُرض في عدة مهرجانات عربية، وفيلم “الأرضية المبتلة” للمخرجة لمياء حسين قرقاش الذي تدور أحداثه عن علاقة غامضة بين رجل وامرأة، وقد سبق عرضه هذا العام في مهرجان السينما العربية في باريس. كما أن فيلم “طوى عشبة” للمخرج وليد الشحي يقدم رؤية متأمل عميقة في طبيعة الأحلام وتأثيرها على الواقع وهو فيلم حصد العديد من الجوائز وشارك في عدد من المحافل المتخصصة عربياً ودولياً، ومن ضمن الأفلام الخمسة التي تم اختيارها للعرض ضمن مهرجان دبي السينمائي فيلم “اكتشاف دبي” لمخرجته نائلة الخاجة ويحكي عن الحياة في دبي من خلال نظرة زائر ألماني يأتي إليها للمرة الأولى، وفيلم “سجائر” ويحاول فيه المخرج محمد الطريفي رصد صراع امرأة نموذجية بين عملها الناجح كمقدمة برامج وحبها لرجل اسمه “أحمد”. الخليج الإماراتية في 6 ديسمبر 2004 |
عُرضت أفلامهم في هولندا والمغرب وإيران سينمائيو رأس الخيمة: قادمون رغم قصر ذات اليد وانعدام المساعدة أدار الندوة في رأس الخيمة: حكيم عنكر نظم ملحق “الخليج” الثقافي ندوة حول السينما في رأس الخيمة في مقر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في رأس الخيمة، وتأتي هذه الندوة في سياق حدثين مهمين، الأول هو حدث مهرجان دبي السينمائي العالمي الذي سيفتتح اليوم بمشاركة تجارب سينمائية إماراتية ضمن عروض “حدث الإمارات المتميز” الخميس المقبل ستعرض خمسة أفلام إماراتية هي: “طوي عشبة” و”الأرض المبتلة” و”سجائر” و”جوهرة” و”اكتشاف دبي”. والثاني بمناسبة إدراج محور السينما الخليجية ضمن “الفعاليات الفكرية لمعرض الشارقة الدولي للكتاب” وقد شارك في الندوة سينمائيون شباب من رأس الخيمة منقطعون للبحث السينمائي ومهووسون بسينما إماراتية لها هويتها وخصوصيتها ونخص هنا بالذكر جماعتين سينمائيتين هما: “مجموعة فراديس” و”مجموعة انعكاس” والمجموعتان معاً تحملان حلماً مشرعاً لا يقف عند حدود ويشتغلان ضمن مناخ موحد قوامه تجاوز صعوبات البدايات وتطوير إمكانيات العمل والانفتاح على العالم الخارجي وكسر حاجز الصمت وإحداث النقلة النوعية بإنجاز فيلم روائي طويل. إن تجربة سينما رأس الخيمة تجربة مميزة وجدية، وليست “وقتاً ثالثاً” كما قد يتبادر إلى ذهن العديدين، ذلك أن أفلامهم القصيرة ومشروعاتهم الفنية وإمكانياتها التقنية والمعرفية وثقافتهم السينمائية تؤكد أنهم سينمائيون حقيقيون: مخرجون وكتاب سيناريو وفريق تصوير وممثلون أليس هذا ما يقتضيه العمل السينمائي، ثم قبل ذلك بحث وابتكار في الأدوات الفنية وآخر تقنيات التصوير الرقمي والأهم روح الفريق التي تجعل من المجموعتين: “انعكاس” و”فراديس” حركة سينمائية مفردة لكسر “حاجز الصوت” هذه المرة، الصوت الذي يشكك في الحق في سينما إماراتية. وقد شارك في الندوة من المجموعتين كل من: وليد الشحي “مخرج” وأحمد سالمين “سيناريست” وناصر اليعقوبي “مخرج” وأحمد حسن أحمد “ديكور وإضاءة” وأحمد البلاشي “ممثل” ومحمد حسن “سيناريست” وعبد الله الزعابي “إضاءة وصوت” ومحمد عبد الله “ممثل” وعبد الله حسن أحمد “مخرج” وعاصم عبد الرحمن “إضاءة وصوت”. · “الخليج الثقافي”: في البداية لابد من الإشارة إلى أن القارئ لايعرف شيئاً عن السينما في رأس الخيمة، ولا يعرف شيئاً عن بداياتها، بودنا أن تحدثونا عن بداياتكم الأولى ثم كيف انتظمتم بعد ذلك داخل مجموعتين سينمائيتين “انعكاس” و”فراديس” لتؤسسوا بعد ذلك لحركة سينمائية بمجهود ذاتي وفي غياب أية جهة داعمة. - وليد الشحي: ما يجب التأكيد عليه بصدد بداياتنا السينمائية هو عنصر الرغبة، لقد كانت تغمرنا رغبة قوية في أن ننجز شيئاً ما للسينما الإماراتية، كان الأمر أشبه بهوس يومي، ثم تحول هذا الهوس الجماعي إلى نقاش بصوت عال أسفر في النهاية عن ميلاد مجموعة “انعكاس” سنة 2001 والتي اعتبرها البداية الفعلية والعملية نحو إنجاز فعل سينمائي في رأس الخيمة، واعتبر أن إنجاز فيلم “الشهيد” والذي تدور أحداثه حول جزر الإمارات الثلاث بداية حقيقية لمجموعة “انعكاس”. بالطبع لم يكن عملنا في السابق منظماً كما الآن وممنهجاً، ذلك أنه كان في السابق عمل أفراد، لكن مع “انعكاس” أصبح الأمر شيئاً آخر، وأصبحت لدينا رؤية واضحة تجاه ما نقوم به، وفي تلك المرحلة أنجزنا بالإضافة إلى “الشهيد” فيلمي “شواهد القبور” و”النزيف”. - أحمد سالمين: إن بداياتنا تكاد تتشابه، شخصياً كنت منجراً إلى العالم الأدبي، وفي داخلي كان ينمو صوت القاص، وإلى حدود سنة 2001 كان كل همي منصرفاً إلى كتابة قصة، غير أن النقاش مع الأصدقاء والوصول إلى إخراج فكرة “انعكاس” إلى حيز الوجود جعل مساري يتغير قليلاً، هكذا وجدتني أكتب بكل استغراق أول سيناريو بالمعنى التام للكلمة، وهو سيناريو “وجوه ونوافذ”. - ناصر اليعقوبي: لقد انضممت إلى المجموعة بعد سنة من النقاش، وبدا لي أن فكرة خلق تجمع ستكون مساعدة وستذلل الكثير من العقبات، لقد كان حدسنا صادقاً، فمنذ سنة 2001 إلى الآن قطعنا أشواطاً كبيرة، ولم تعد تجربتنا مرهونة في رأس الخيمة بل أصبح لنا حضور وطني وخليجي واعتبر كثير من الأصدقاء السينمائيين في بلدان الخليج أن ما نقوم به مهم للغاية ومدهش بالنظر إلى الإمكانيات التي نشتغل بها. بالنسبة لأحمد حسن أحمد الذي تخصص في الإضاءة والديكور ضمن المجموعة الثانية والتي حملت اسم “فراديس” فإن بداياته الفنية كانت مبكرة، يقول: “كانت بداياتي من البيت برفقة أخي محمد حسن، وكنا في ذلك الوقت نسعى إلى أن نصبح مسرحيين، كان هاجسنا الأول هو المسرح، لكن حدث أن اتجهنا نحو السينما فأنجزنا فيلماً قصيراً بعنوان “الضفة” ولأننا كنا مجموعة واحدة فقد اتفقنا على تأسيس “فراديس”، وهكذا أصبح في رأس الخيمة كل من مجموعة “انعكاس” ومجموعة “فراديس” نشتغل بتعاون وتجاور، ونبدو أحياناً مثل مجموعة واحدة. ويقول أحمد البلاشي إن بداياته تعود لسنة 1996 مع الأفراد الذين سيكونون “فراديس” فيما بعد في إطار ما يسمى ب “مسرح البيت” حيث سينجزون أول عمل سينمائي لهم سنة 2002 بعنوان “المريحانة”. ويضيف محمد حسن: لم نكن نحلم عندما عقدنا العزم على الوصول إلى إنجاز أربعة أفلام أو خمسة سنوياً، وهكذا أنجزنا فيلماً تسجيلياً عن دبي بعنوان “سمو الفعل” من 25 دقيقة، وفيلم “الفستان” من 29 دقيقة، وقد كتبت كل سيناريوهات الأعمال التي أنجزناها. هؤلاء الأفراد الذين كونوا جماعتين سينمائيتين كانت تربط بينهم وشائج مجتمعة، أولها حب التعلم والرغبة في تحصيل معرفة سينمائية بأسرع وقت ممكن وهو ما ينطبق على عبد الله الزعابي الذي تخصص في الصوت والإضاءة، لقد كانت بدايته الأولى في الفيلم القصير “وجوه ونوافذ” ثم سرعان ما تعلم معنى الإضاءة الليلية والإضاءة النهارية والتمويه الضوئي وضبط الصوت وضرورات التصوير الداخلي وصعوبات التصوير الخارجي. ويشاطره في خصيصة التعلم هذه عاصم عبد الرحمن الذي طور إمكانياته في مجال التصوير والإضاءة مستفيداً من توجيهات المخرج وليد الشحي فكان أن خاض معه مغامرة تصوير فيلم “الشهيد” وفيلم “شواهد القبور”. ويعتقد عبد الله حسن أحمد المخرج والعضو في “فراديس” أن أشياء كثيرة تجمع بين المجموعتين. وتحدث عن بداياته الإخراجية قائلا: “أول عمل أخرجه كان هو “الظفر” سنة 2002 ثم بعد ذلك “المريحانة” و”ياهو” وأخيراً “الفستان”، إنها مدة زمنية قصيرة استطعنا فيها تحقيق الشيء الكثير وكنا نبتكر أدوات عملنا ونجتهد ونقاوم الصعوبات العارضة في أمكنة التصوير. ويعتبر الممثل الشاب محمد أحمد أن مشاركته في فيلم “المريحانة” قد رسخ لديه حبه للسينما والتمثيل، وهو شديد العزم على الاستمرار. · “الخليج الثقافي”: بدأتم ثم تطورتم، وأنجزت كل مجموعة أكثر من عمل، لكن السينما ليست مجرد هواية والدخول إلى الاحتراف يتطلب إمكانيات مادية وتقنية وبشرية، فالسينما اليوم صناعة ولا مكان فيها للتجارب المحدودة، كيف ستواجهون هذه الصعوبات وأنتم على بوابة الانتقال من وضع إلى آخر؟ وهل الإمكانيات الذاتية والمجهود الفردي كفيل بضمان الاستمرارية؟ أم أنكم على وعي تام بالصعوبات التي تعترض تجربتكم؟ - وليد الشحي: أنا اتفق على أن السينما اليوم هي صناعة، وأنه لا مجال ولا مستقبل للهواية في سياق تنافسي ضارٍ، غير أني أرى أن التقنيات الجديدة قد سهلت ويسرت الأمور، إن ممارسة السينما لم تعد كالسابق، ونحن هنا في التجربة السينمائية تتوافر لدينا الموارد البشرية والطاقات الإبداعية، وكل هذه العناصر تتطور بسرعة وبحماسة منقطعة النظير، ويتجلى ذلك بوضوح في القفزات التي نحققها من فيلم إلى آخر، وأنا شخصياً استطعت أن أخضع نفسي لبرنامج صارم وأن أطور إمكانياتي في التصوير والمونتاج وتوسعت طبقاً لذلك ثقافتي السينمائية. - أحمد سالمين: من المهم القول إن بداياتي كانت طفولية ثم بدأت تتطور وعدت إلى القواعد العلمية لكتابة السيناريو واطلعت على نماذج ومنحت للغتي حضوراً بصرياً متزايداً. أحب أن أشير هنا إلى سيناريو فيلم “وجوه ونوافذ” لقد بدأنا بكتابته بشكل جماعي وجاءت النتيجة كالآتي: إغراق في الحوارية، ثم استطعنا أن نلفت الانتباه بفيلم “الظفر” الذي كان اشتغالاً على الأسطورة. لكن بعد “وجوه ونوافذ” أصبحنا نشتغل ضمن منهجية محددة أساسها تقوية معارفنا وتقنياتنا، وكان أن أصبحت لدي القدرة على الكتابة بشكل متوازن ومقبول، وفي فيلم “طوى عشبة” كنت أشعر أننا أصبحنا عجائز، أما في “عناوين الموتى” فقد قطعنا مع مرحلة كاملة، وأحسست ككاتب سيناريو بأنني قد تمكنت أخيراً من ترجمة انحيازي إلى الصورة، لغة الصورة هي المفتاح القوي الذي يملكه كل كاتب سيناريو ناجح. - ناصر اليعقوبي: أنا اختلف عن الآخرين، لقد خضت تجربة مسرحية من سنة 1985 حتى 2000 كنت خلالها كاتباً وممثلاً ومخرجاً، وهذا ما راكم لدي خبرات متنوعة، لم استطع الخروج بسهولة من التأثير السحري الذي كان يمارسه علي المسرح، لقد تدرجت تجربتي من الإخراج إلى التمثيل إلى الكتابة، لكن المرحلة الحاسمة في حياتي الفنية كانت عندما قررت الالتحاق بقسم الإخراج في القاهرة، لقد كانت مرحلة للتكوين الأكاديمي حيث تلقيت دورة في الأفلام التسجيلية وأنجزت في امتحان التخرج فيلماً تسجيلياً بعنوان “نقوش” من 8 دقائق في القاهرة القديمة، آمنت حينها بأن التكوين ضروري وهو وحده القادر على صقل تجربة وموهبة الفنان، كما توصلت إلى قناعة مفادها أن إنجاز فيلم قصير أو طويل محترم يتطلب إمكانيات مادية، وهذا شيء أساسي لا يمكن تجاهله أو إسقاطه من دورة العمل الفنية. - أحمد حسن أحمد: أعتقد أن الديكور مهم جداً في عملية إنتاج فيلم سينمائي وبدونه لن تستقيم العملية الإبداعية، ففي فيلم “ريحانه” صممت الديكور وأنجزته كاملاً واخترت مكان التصوير والزوايا والإضاءة واستفدت من خبرتي كمصمم غرافيك وأنجزت إكسسوارات وديكور فيلم “الفستان” كاملاً وبذلك انتقلت من مستوى إلى آخر وهي مرحلة بناء كل الأجزاء وكل التفاصيل وتنفيذها بشكل شخصي، إنه عمل تجريدي وذهني يحققه منفذ الديكور ويحوله من مجرد علامة إلى واقع حي فيه ما فيه من المتعة ومن التعب اللذيذ. وبعد “الفستان” أنجزت “عناوين الموتى” وكنت أتساءل: ما هو الديكور الذي سأبنيه؟ كان سؤالاً مؤرقاً لي، وكانت أن عنت لي فكرة زيارة مقبرة حقيقية وحينما كنت أدخل باب المقبرة دهمني إحساس خاص وألهمني فكرة بناء ديكور مقبرة مختلف يحقق الدهشة والصدمة التي أريدها وأعتقد أني وفقت في ذلك إلى أبعد الحدود. · “الخليج الثقافي”: تعتبر مسابقة “أفلام من الإمارات” مكسباً للسينما الإماراتية هل تعتقدون بأن ذلك كفيل وحده بدفع عجلة السينما المحلية إلى الأمام أم أنه لابد من الدعم الرسمي للدولة ومبادرات جريئة من القطاع الخاص؟ - وليد الشحي: من وجهة نظري الشخصية فإن مسابقة أفلام من الإمارات قد سلطت الضوء على السينما الإماراتية ودقت الجرس بقوة على أن هناك حساسية جديدة وجيلاً جديداً من السينمائيين في الدولة لهم أعمالهم وقادرون على صناعة فيلم سينمائي بمواصفات مهمة من الجودة. ومع ذلك فإن المهرجان ماهو إلا حجر البداية وهو زيادة على ذلك فرصة مهمة وجيدة للتعرف إلى التجارب الشبيهة والاحتكاك بالسينمائيين في الدولة، وأحب هنا أن أوجه الشكر الخالص لمسعود أمر الله على مجهوداته من أجل إنجاح هذه التظاهرة الفنية. لقد خلقنا صدى طيباً للإمارات في المهرجانات التي شاركنا فيها، وكان كل ذلك بمجهود خاص ومن دون أي دعم من أية جهة ومشاركتنا ب”طوى عشبة” في مهرجان نوتردام في هولندا وفي مهرجان أصيلة في المغرب وفي مهرجان طهران في إيران شاهد حي والجوائز التي نلناها تبين أننا نسير في الطريق الصحيح. ومع كل ذلك فإن الدعم الرسمي أساسي وأصبح الآن مهماً بالنسبة إلينا وأعتقد أنه إذا مدت إلينا الأيدي فإننا سنقطع مسافات كبيرة في وقت أسرع. · “الخليج الثقافي”: لماذا لاتدعون إلى تأسيس جمعية ذات نفع عام خاصة بالسينمائيين الإماراتيين حتى يكون بإمكانكم الحصول على الدعم؟ - وليد الشحي: لقد فكرنا في ذلك واجتمعنا كسينمائيين إماراتيين وتناقشنا طويلاً في الموضوع، وكانت هناك آراء متفاوتة ومختلفة وأحس الجميع بأن هذا الموضوع سيكون بداية للتفكك لذلك تم تأجيل الحسم فيه إلى أوقات لاحقة، لكننا نملك صيغة بديلة تقوم على الدعوة لإنشاء أندية سينمائية تتلقى دعماً سنوياً بناء على برنامج عمل على أن تستفيد من نظام البعثات والدورات التكوينية الخارجية. - أحمد سالمين: أظن أن فكرة تمويل السيناريوهات في إطار أندية هي المدخل للنهوض بالقطاع السينمائي، إن تكاليف الإنتاج ترتفع سنة بعد أخرى، وسنصل إلى مرحلة لا نستطيع معها التقدم إلى الأمام، لذلك فإن الدعم ومنذ الآن سيصبح مسألة جدية. - ناصر اليعقوبي: مهرجان أفلام من الإمارات مولود جميل لكن العمل في السينما صعب ومكلف ذلك أن السينما لا تحتاج التأجيل، ومع ذلك نحلم بتجمع سينمائي بمواصفات متقدمة. - محمد حسن: نحن في مجموعة “فراديس” لا نراهن على الدعم الرسمي كثيراً، وعلينا أن لا ننتظر لأن ذلك أكبر سلبية، لقد قمنا في “فراديس” بالاتصال بالقطاع الخاص واستطعنا الحصول على دعم فيلم تسجيلي حول دبي، وأعتقد أن هذه المبادرة ستكون انطلاقة نحو القطاع الخاص وتحفيزه على دعم تمويل الإنتاجات السينمائية المحلية. وحول موقع السينما في الإمارات من خلال ما يقوم به المجمع الثقافي في أبوظبي من خلال إحداثه لمهرجان “أفلام من الإمارات” ومدى التواصل مع الطيف السينمائي الخليجي أجمع المشاركون في الندوة على أن هذا المهرجان فرصة جيدة للقاء وتبادل الخبرات والتجارب وصياغة حركة سينمائية نشطة وتطوير الممارسة الفنية، وتم اعتبار أصوات السينما الإماراتية متفردة داخل المشهد الخليجي بسبب الحماسة الشديدة والعنفوان الذي يغذي هذه التجارب، بل إن سينمائية سعودية مثل هيثم منصور التي صورت أفلامها في رأس الخيمة وبسام الدوادي البحريني والقطرية الكواري. واعتبر المشاركون في الندوة أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة إنتاج الفيلم الطويل والذي بدأ مع هاني شيباني من خلال فيلمه “الحلم” 70 دقيقة و “عابر سبيل” لعلي العبدول 80 دقيقة. كانت أحلاماً، وأحلاماً لسينمائيين شباب من رأس الخيمة يقولون إننا هنا موجودون وبنا يكتمل المشهد البصري الإماراتي، فالحلم سيد الواقع وللسينمائيين في ما يطلبون مكاسب. الخليج الإماراتية في 6 ديسمبر 2004 |