عند تناول أي فيلم للنجم الخارق للعادة عادل إمام، تتبادر الى أذهاننا فكرة
النجم الأسطورة، التي حضى بها هذا النجم في قلوب وعقول الجماهير العربية
العريضة. حيث من الصعب القول بوجود إنسان عربي لا يعرف عادل إمام، أو لم
يعجب به وبطاقاته الكوميدية الهائلة. لدرجة أن وجود إسمه على أفيش أي فيلم،
يكفي لنجاح هذا الفيلم، نجاحاً جماهيرياً منقطع النظير.
وعند الحديث عن عادل إمام، يأخذنا التفكير في طبيعة البطل الكوميدي الشعبي
في السينما المصرية، والذي تتراوح ملامحه بوصفه رجلاً بسيطاً خاضعاً لرغبات
الأسياد (نجيب الريحاني)، أو مهرجاً معتوهاً (إسماعيل ياسين.. محمد عوض)،
أو فقيراً معدماً لا ينقذه سوى التمسك بكبرياء مزيف (عبد السلام النابلسي)،
أو مغلوباً على أمره لا تنقذه سوى الظروف (فؤاد المهندس). وبمعنى آخر فإن
ملامح هذا البطل الشعبي تميل الى السلبية غالباً. أما بالنسبة لعادل إمام،
فقد بدأ في المراحل الأولى من مشواره الفني يستعيد نفس الملامح.. ذلك البطل
القادم من بيئة شعبية، مع بعض الإضافات البسيطة التي تعتمد على قدراته
النادرة في الإضحاك وقدرته على تحريك عضلات وجهه وجسده بطريقة جذابة تخدمه
كنجم كوميدي ناجح. وبالرغم من تلك الكوميديا الخاصة التي أرسى تفاصيلها
طويلاً في خلال مشواره الفني، وهي بالطبع كوميديا لا تمت الى التهريج، بل
كانت تفجر فينا إمكانية دائمة للضحك.. ذلك الضحك الذي به الكثير من الوجع
والألم.. إلا أن عادل إمام في أفلامه اللاحقة قد طور من هذه الشخصية، وأصر
على تحويل شخصية البطل من المستوى السلبي الى المستوى الإيجابي، وجعله غير
خاضع لمنطق الظروف، بل جعله يتحول الى محرك ومواجه لها. وإزاء هذا التحول
في شخصية عادل إمام الكوميدية، فقد لحقه تحولاً آخراً في أدواره
السينمائية. وبالتالي كان لزاماً على كتاب السيناريو أن يضيفوا الى شخصية
البطل بطولة وهمية وقوة جسدية. ليتحول هذا البطل الكوميدي الشعبي على يد
عادل إمام الى بطل يواجه ويخطط وينتقم من ظالميه.. يتحول الى بطل خارق..
بطل متعدد الجوانب.. فهو بطل عاطفي عاشق للنساء الجميلات الى حد الجنون..
وهو أيضاً بطل إجتماعي يعبر عن أحلام البسطاء، ويرسم لهم طريقهم للنجاة،
لدرجة أن أجهزة الأمن نفسها تصبح عاجزة عن تحقيق ما يستطيع تحقيقه هو
بمفرده.. وهو قاهر خصومه سواء كانوا مجتمعين أو منفردين، سواء كانوا
يحاريون بالعصى أو بالمدافع الرشاشة.. يضرب الجميع وينتصر عليهم بعد
مطاردات وعنف ودماء كثيرة، دون مراعاة للمنطق الإجتماعي والدرامي.. هذا
إضافة الى الكثير من الثرثرة الحوارية والفكاهات وتلك اللغة التعليمية التي
تعتمد على الوعظ والإرشاد، مما جعل هذه الأدوار تبدو ثقيلة بعض الشيء..
وعادل إمام في هذه الأفلام هو المنتصر دائماً في المعارك والمواقف
المتعددة، فهو يمثل العدل الإجتماعي والوفاء للمحيطون من حوله. وأصبحت هذه
الملامح الجديدة ملازمة لشخصية عادل إمام في جميع أفلامه.
أما في السنوات الأخيرة، وبعد لقائه فنياً بالمخرج شريف عرفة والسيناريست
وحيد حامد، مكوناً معهما ثلاثياً فنياً متجانساً وناجحاً، فقد أصبح عادل
إمام ممثل كوميدي ينغمس أكثر فأكثر في صورة البطل المثالي والمنتقم لكل
المضطهدين، وبالتالي تقلص حجم الضحك لتحل محله الشطارة والفهلوة وأحياناً
الإنتهازية، ممزوجة بالعنف والدماء. هذا إضافة الى أن أفلام عادل إمام، بعد
إرتباطه الفني هذا، قد حملت المضمون الإجتماعي والسياسي وجسدت واقعاً حياً،
بدلاً من نماذج البطل الخارق نصير الفقراء والضعفاء.
ونحن هنا، ولأول مرة في الصحافة العربية، قائمة كاملة بأفلام الفنان عادل
إمام، منذ قيامه بالأدوار الثانوية الأولى، وحتى صعوده وتألقه كنجم جماهيري
خارق للعادة.
ومن خلال هذه القائمة، نستنتج بأن عادل إمام:
1 ـ قدم للسينما المصرية حتى الآن ما يقارب المائة فيلم.
2 ـ أول فيلم شارك فيه بدور ثانوي، كان (أنا وهو وهي) إنتاج 1964، وهو من
إخراج فطين عبد الوهاب، ملك الكوميديا الراقية، والذي قدم عادل إمام في ستة
أفلام بعد هذا الفيلم.
3 ـ كما عمل عادل إمام في 12 فيلم من إخراج مخرجه المفضل محمد عبد العزيز،
أولها كان فيلم (جنس ناعم) عام 1977، وآخرها كان فيلم (حنفي الأبهه) عام
1990.
4 ـ أما المخرج أحمد فؤاد فقد أخرج لعادل إمام فيلم (رجب فوق صفيح ساخن)،
هذا الفيلم الأسطورة الذي إستطاع فيه عادل إمام أن يلفت الأنظار إليه،
ويثبت بأنه ممثل كوميدي من الدرجة الأولى، حيث أظهر فيه قدرات أدائية هائلة
في الكوميديا الفارس، وإمكانيات غير عادية في إنتزاع الضحك من الجمهور
العريض. |