لقد أثار نشر
مذكرات النجمة فاتن حمامة للكاتب السيد الحراني في صحيفة "الشرق الأوسط"
ضجة لدى عائلة فاتن حمامة، والتي اتهمت ناشر المذكرات بالكذب، بل وصل الأمر
إلى المحاكم، حيث رفعت أسرة الراحلة قضية في المحاكم المصرية ضد النشر
والناشر. وفي نفس الفترة، قام الناقد السينمائي عصام زكريا بإعادة نشر
مذكرات فاتن حمامة على صفحات البوابة نيوز المصرية، تلك المذكرات التي نشرت
في فترة الستينات على صفحات مجلة الكوكب المصرية.. ولكن بمقدمة مذهلة
وتحليل منطقي لما جرى ويجري الآن حول فاتن وكتابة مذكراتها.
المهم أن عائلة
فاتن حمامة، وصديقتها المقربة الفنانة سميرة عبدالعزيز، يؤكدان بأنها لم
تذكر شيئاً عن تلك المذكرات، بل أنها كانت تؤكد وتقول بأنها لا تحب يوماً
أن تنشر مذكراتها.. أما الكاتب السيد الحراني، فيرد على هذه الإتهامات بأن
(أسرة الفنانة يشوبها التشويش، وأن فاتن كانت تعلم أن ما ما قالته سينشر في
كتاب
بعدما كانت ترفض الفكرة تماماً، لكنه أقنعها أن نشر كلام هي قالته بنفسها
على لسانها أفضل كثيراً من فبركة أشياء لم تحدث، فاقتنعت الفنانة الراحلة
بالفكرة، وتم تسجيل الحلقات على عدد من المرات كلما كان يتسنى لها الوقت
والرغبة في الحديث، بحسب حالتها الصحية أيضاً).. ومعتبراً أن الكتاب يؤرخ
لمسيرتها الفنية الهادفة وليس لتحطيمها.
وعن قصد، بدأت
بقراءة المذكرات القديمة، ومن بعدها مباشرة بدأت أقرأ ما كتبه السيد
الحراني... وبصراحة، لم ألحظ فرقاً كبيراً... ولا حتى جهداً أدبياً وفنياً
يذكر، كان يجب أن تتحلى بها المذكرات الجديدة.... خصوصاً أنني كنت في شوق
لمعرفة الكثير عن الفترة التي تلت زواجه وطلاقها من عمر... أي فترة
السبعينات والثمانينات والتسعينات والعقد الأول من الألفية الجديدة. وهي
فترة بالطبع زاخرة ورسخت اسم سيدة الشاشة العربية... بتلك الأعمال المهمة
التي قدمتها على مدى أربعين عاماً.
إذن.. يمكن
اعتبار ما نشر مؤخراً عبارة عن سيرة للفنانة فاتن جمعها الكاتب من حواراتها
ومن أرشيفها الفني المتاح للجميع. وليست مذكرات كتبها الفنان أو وافق على
نشرها. وهذا هو الخطأ الذي وقع فيه الناشر، والصحيفة.. وهو الخطأ الذي أثار
عضب أسرة الفنانة الكبيرة. |