·
مثقفو وكتاب مصر يعلنون رأيهم فى زواج فاتن وعمر.. وعباس العقاد يعتقد أن
الزواج مؤامرة ماركسية
·
الصحافة تهاجم بضراوة.. والجمهور ينقسم بين مؤيد ومعارض
·
الحرب تشتعل فى بر مصر.. بسبب فاتن حمامة
·
قبلة «صراع فى الوادى» كانت الطلقة الأولى فى صراع اجتماعى حول حرية المرأة
وحقها فى الطلاق والحب
فى يوم وليلة تحولت حياة فاتن حمامة الشخصية إلى حديث المصريين جميعا. من
جلسات النميمة فى الوسط الفنى، إلى صفحات الجرائد والمجلات، إلى مجالس
المقاهى واللقاءات العائلية وسهرات الأصدقاء. بدأت النار من شرارة صغيرة
تمثلت فى خروج شائعة علاقتها بالممثل الصاعد عمر الشريف الذى شاركها بطولة
فيلم «صراع فى الوادى» للمخرج يوسف شاهين، وهو الفيلم الذى وافقت فيه لأول
مرة فى حياتها الفنية أن تتبادل قبلة مع البطل على الشاشة، قبلة أثارت
الدنيا حولها، وكانت وحدها سببا للشائعات حتى قبل أن يعلم أحد بقصة حبها مع
عمر، ومما قيل وقتها أن القبلة لم تكن فى المشهد، وكان يفترض أن يرتمى كل
منهما فى أحضان الآخر فقط، لأن يوسف شاهين كان يعلم أنها ترفض القبلات،
ولكن فوجئ الجميع أثناء تصوير المشهد بالبطلين يتبادلان القبلة، التى أصبحت
حديث الصحف والناس لأسابيع.
فاتن وعمر يدافعان عن القبلة
فى العدد الثالث من مجلة «أهل الفن»، الصادر أول إبريل ١٩٥٤ تحقيق كامل عن
القبلة يقول فيه الممثل شكرى سرحان، الذى كان قد شارك فاتن العديد من
الأفلام:
«السيدة
فاتن حمامة اعتادت كلما ظهرت فى موقف من المواقف الغرامية على الشاشة، أن
تفرض قيودا بينها وبين الممثل الذى يشاركها فى المشاهد العاطفية، وكان هذا
يؤثر على انطلاقه فى أداء دوره على الوجه الأكمل، مما يظهره أمام الجمهور
عاجزا عن أداء الدور.. وكنا نلتمس لها العذر، لأنها صاحبة مبدأ يجب أن
نحترمه، حتى خرجت لنا بقبلتها التاريخية الأولى فى فيلم» صراع فى الوادي”،
رغم رفضها تقبيلى لها فى فيلمنا العاطفى «موعد مع الحياة”، وأيضا فى فيلمنا
«أنا بنت ناس”، رغم أن المشهد كان يظهر البطل وهو يتهالك فى حب البطلة، على
عكس دورها فى فيلم «صراع فى الوادي”، الذى ظهرت فيه فى دور الفتاة
المتهالكة على حب البطل، وتقبله بشراهة».
ويعقب كل من فاتن حمامة وعمر الشريف على كلام شكرى سرحان، حيث قال عمر:
«مشهد
القبلة بينى وبين فاتن حمامة يختلف تماما عن جميع المواقف الأخرى التى تحدث
عنها شكرى سرحان، فالموقف كان يتطلب وجود قبلة لشاب جريح يتعذب من الألم،
وفى احتياج للعطف والحنان.
أما
فاتن حمامة فقالت: «التمس له بعض العذر لأنه لم يشاهد الفيلم، فلو رآه لغير
رأيه فى كل ما قال، لأن المشهد كان عادى والقبلة كانت بسيطة على الخد..
وهذه ليست القبلة الأولى لى كما ذكر، فقد أديت أكثر منها فى فيلم «قلوب
الناس» مع أنور وجدى، وأحب أن أطمئنه بأننى لم ولن أخرج عن التقليد الذى
وضعته لنفسى، وسأظل أضع الحدود والقيود بينى وبين الممثل الذى يؤدى أمامى
هذه النوعية من الأدوار.. إن السبب فى إظهار قبلتى لعمر الشريف بهذا الشكل
هو المخرج الذى استطاع أن يبرزها فى إطار مثير، وما أضافه حولها من أجواء
أوحت للمتفرج بأنها قبلة حقيقية، وهذا فى الواقع شطارة من المخرج».
الشائعة تنقلب إلى حقيقة
على مدار شهور لاحقت أخبار الحقائق والشائعات أطراف مثلث العشق: الزوج عز
الدين ذو الفقار، والزوجة فاتن، والعشيق عمر.
فى البداية أنكرت فاتن وعمر الشائعات بقوة، ولكن سرعان ما انهارت سدود
التكذيبات أمام سيل الحقيقة، مع إعلان طلاق فاتن وعز الدين الذى سرعان ما
أعقبه زواجها من عمر الشريف الغالبية ينتقدونها لأنها طلبت الطلاق من زوجها
المخرج الكبير،
فى مجلة «أهل الفن» العدد ٤٣، الصادر فى ٥ فبراير ١٩٥٥، تحقيق على ثلاث
صفحات بعنوان «هذه الصورة كانت بداية غرام انتهى بزواج فاتن وعمر» يحتوى
على صورة العناق الشهيرة من فيلم «صراع فى الوادى».ويبدأ
التحقيق كالتالى:
«بعد
أن حصلت فاتن حمامة على الطلاق من زوجها السابق المخرج عز الدين.. قالت
أنها سوف تكرس حياتها لتربية ابنتها الوحيدة وأعز شيء فى حياتها بعد الفن،
وقالت فاتن أنها لن تتزوج ولن تفكر فى الزواج.
ولكن لم تنفذ فاتن كلمة واحدة مما قالت.. وكانت تعرف أنها لن تنفذ كلمة
واحدة مما قالته.. لأنها كانت تحب عمر الشريف.. وقد فكرت فى الحصول على
الطلاق بعد أن تمكن حب عمر الشريف من قلبها واستولى على مشاعرها، ويوم
أمسكت فاتن بوثيقة الطلاق التى أسدلت الستار على حياتها مع زوجها الأول،
كانت تحلم باليوم الذى تتسلم فيه وثيقة الزواج بداية فصل آخر من حياتها
الجديدة على فتى أحلامها.. ثم قررت الحصول على الطلاق..
لقد أحبت فاتن عمر الشريف.. فحصلت على الطلاق وحاولت فاتن أن تكتم حبها عن
الجماهير وأن يظل هذا الحب سرا بينها وبين حبيبها لا يعرفه إلا قلة معدودة
من الأصدقاء الذين يعطفون على فاتن بعد أن يئسوا من إقناعها عن العدول عن
حبها والتضحية به من أجل فنها.. وابنتها، واضطر هؤلاء الأصدقاء أن يفتحوا
بيوتهم لفاتن وحبيبها بحجة الزيارة وحتى تستمتع فاتن باقل ما يمكن من الوقت
على فتى أحلامها بعيدا عن الاشاعات وألسنة الفضوليين. ولكن الاشاعات تسربت
لتنشر جوا من أنباء هذا الحب الذى تحدث عنه الأصدقاء قبل أن يسمعه الناس.
وثارت فاتن وحاولت أن تكذب كل إشاعة، ولكن إصرارها على التكذيب كان يزيد
الاشاعات وصانعيها قوة.. حتى كادت هذه الاشاعات أن تعكر الجو.. وتخلق
فضائحا كبرى.
ودخلت فاتن لتعمل فى فيلم جديد مع عمر الشريف، وعاش عمر مع فاتن فى حجرة
الماكياج، وجاءت فاتن إلى الاستديو فى غير أيام عملها لترقب عمر من بعيد
وهو يؤدى عمله، وعملت فاتن مع عمر.. وكلما أخطأ فى لفظ اضطر إلى إعادته..
سارعت فاتن تنسب الخطأ إلى نفسها حتى لا تقلل من قيمة فتى أحلامها أمام
الفنيين وزملائه الفنانين.
وجاء يوم تصوير أحد المشاهد الغرامية بينها وبين عمر ويقضى المشهد بان
ينهال عمر عليها تقبيلا بعد أن يقول لها- علشان كده ما كنتيش عاوزة تخلينى
أبوسك طول المدة دي
ثم يقبل عليها ليقبلها فى كل مكان من وجهها. وأصرت فاتن أن يخرج كل من فى
البلاتوه، ولا يبقى سوى المخرج والمصور وحدهما دون مساعدين أو عمال
الكهرباء، وتم المشهد بين فاتن وعمر.. وشهده المخرج والمصور وحدهما».
«وقد
حاول عمر أن يشهر اسلامه منذ شهور.. ولكن تسرب الخبر إلى الصحف جعله يرجىء
اشهار إسلامه حتى تموت قصة الحب بالنسبة للناس وينساها الصحفيون.. وظلت
فاتن تنتظر وتقول لكل من يقابلها.. أن الحكاية كانت مجرد إشاعة ومرت بسلام
وأن لا حب بينهما وبين عمر.. ولكن أبى الذين قالت لهم فاتن هذه الكلمات أن
يصدقوها، فهى كانت تفعل غير ما تقول...وكانت أفعالها تنفى أقوالها وتؤكد ما
ينشر من اشاعات تخرج إلى الوسط الفنى كل يوم»..
أدباء مصر وكتابها يعلنون رأيهم
فى العدد ٤٥ من مجلة «أهل الفن»، الصادر فى ١٩ فبراير ١٩٥٥ تحقيق فريد من
نوعه تستطلع فيه المجلة رأى كبار مفكرى وأدباء مصر فى زواج فاتن حمامة،
يتحدث فيه كل من محمد التابعى، مصطفى أمين، فكرى أباظة، عباس العقاد، سلامة
موسى وإحسان عبد القدوس!
كتب الصحفى الكبير محمد التابعى أنه شاهد فاتن حمامة لول مرة عام ١٩٣٨ قبل
ظهور فيلمها الأول «يوم سعيد» فى عشاء ضم المخرج محمد كريم والمطرب محمد
عبد الوهاب والطفلة فاتن وأبيها، وأنه تنبا أمام الحاضرين بانها ستصبح
ممثلة كبيرة وأنها ستتزوج على الأقل مرتين.. ويواصل التابعى: «.. ومرت
الأعوام وأصبحت الطفلة فاتن حمامة ممثلة.. وممثلة كبيرة.. وتزوجت مسلما اول
مرة.. ومسيحيا أسلم من أجلها ثانى مرة.. واجتمع «بلح» مصر على «تين»
الشام.. ما أعجب الدنيا!»
أما الكاتب مصطفى أمين رئيس تحرير «أخبار اليوم» فكتب باسلوبه الساخر:
“
تزوجت فاتن حمامة من زميلها الممثل عمر الشريف..
وفاتن حمامة لها كامل الحرية.. وعمر الشريف له هذه الحرية.. وكلنا أحرار..
هكذا يقول ميثاق هيئة الأمم المتحدة الذى شهدت أخبار اليوم توقيعه منذ
أعوام عندما أوفدت ثلاثة من كبار مخبريها لحضور التوقيع التاريخى المذكور.
والزواج مسألة شخصية بحتة لا تعنى أحدا غير الزوج والزوجة.. ولكن هذا
الزواج بالذات كانت له ظروف خاصة.. وقد كلفت دار أخبار اليوم منذ ثلاثة
أسابيع ٧٣١٦ مخبرة ومحررا ومحررة من محرريها فى مصر والشرق الأوسط بأن
يجمعوا تفاصيل هذا الحادث العجيب.
وطارت مارسيان اللوزى إلى الكونغو البلجيكية.. وطارت خيرية لمقابلة زوجة
«كاباكو» سلطان «بابايو”.. وطارت إيزيس فهمى لتقابل مدام شيانج كاى شنج
التى تلازم زوجها فى فرموزا.. واجتمعت كل خيوط الحادث عندى ولكنى آثرت عدم
النشر لا كره من السبب. والآن وقد تم الزواج أقول رأيى. أننى أؤيد فاتن
حمامة فى زواجها. أؤيدها وألعنها».
أما الكاتب فكرى أباظة فكتب أيضا كلاما مراوغا لم يحدد فيه موقفا واضحا:
«عجايب...
غريبة...
مش معقول...
مش مصدق...
مش مصدق ازاى فاتن فتن حمامة تتزوج عمر الشريف. ولكن الصحف نشرت الخبر
ونشرت صور العريس وقد علمت من تحرياتى فى الأوساط الفنية أن الزواج كان
مقررا من ثلاثة أيام..
وقالت الجاسوسة الحسناء أنها تشك فى المسألة..
ثم تقرر الزواج
مبروك..
ألف مبروك..
أنا مؤيد..
وأنا معارض..
وأنا محايد..
أنا».
أعجب التعليقات كانت للكاتب عباس محمود العقاد، الذى اعتبر أن الماركسيين
هم سبب زواج فاتن وعمر! وهذا نص ما قاله:
“هؤلاء
الكارل ماركسيون- أتباع كارل ماركس- يطلعون علينا كل يوم ببدعة جديدة.. وما
أكثر البدع..
طلعوا علينا منذ شهور بخطابات تافهة بذيئة يتهجمون فيها على وينكرون أننى
كاتب كتاب الشرق وشاعر الشرق الذى لم يعرف له نظير..
وكنا نتلقى هذه الخطابات بما هى حرية به وجديرة من الازدراء والقهقهة. ولكن
هذا ماركس جديد.
ماركسية جديدة فى صورة جديدة.
هى زواج الممثل عمر الشريف من فاتن حمامة..
وكنا نود أن نعلق على هذه البدعة ولكننا لا نرتاد دور السينما حين تعرض
شاشتها أفلاما مصرية لأن وقتنا موزع بين القراءة والانتاج ومحاولة رفع
مستوى اللغة العربية. ولهذا نمر بهذه البدعة كما مررنا بغيرها!»
وعلى عكس العقاد المحافظ، الرجعى، يكتب الكاتب التقدمى المتنور سلامة موسى
دفاعا عن «ظاهرة» فاتن حمامة قائلا:
“
خيل إلى أن مصر قد تخلصت من تضاريسها التى تفاعلت فى غضون تاريخها اليابس
المشقق وأنا أطالع اسم فاتن حمامة.
خيل إلى أن هذه الممثلة تنتمى إلى اسم أمها لا أبيها وهو اسم حمامة كما هو
الحال فى الصين، وسررت وغبطت بلادى على أنها تجارى بلدا ولدت فيه النهضة
منذ آلاف السنين. ثم علمت أن تضاريس مصر لا تزال تتفاعل فى غضون تاريخها،
وأن حمامة اسم والدة الممثلة لا والدتها.. وذعرت لأننا لا نجارى الصين
البلد التى ولدت فيها الصناعة منذ القدم..
ان مصر لن ترتقى إلا إذا صنعت.. ومصر لن تنهض إلا إذا كانت علوية، تنظر إلى
علا.. لا تحتية تنظر إلى تحت..
وقد كان الراسماليون يهزأون بارائى، ثم تحققت جميعا وبدأنا نكون علويين».
وأخيرا يكتب الأديب والصحفى إحسان عبد القدوس رأيه فى زواج فاتن باختصار
ووضوح:
«عز
الدين ذو الفقار صديقى وفاتن حمامة كانت زوجته ثم طلقت وتزوجت ومن حقها
اليوم أن تبتسم وتقول: «أنا حرة»!
بعد الزواج.. الصحافة تواصل هجماتها
لقد كانت الصحافة حقيرة أحيانا فى التعامل مع الزوجين.
فى العدد ٥٨ من مجلة «أهل الفن» الصادر فى ٢١ مايو ١٩٥٥ خبر تحت عنوان
«متزعلوش خلاص راح أسيبه» مع توقيع فاتن حمامة، والخبر عبارة عن برقية
أرسلها أحد القراء إلى المجلة، منشور صورة منها وتعليق يقول أن اسم القارئ
هو أحمد زكى سليمان بسينما الأهلى ببور سعيد، أما نص برقية القارىء فيقول:
«سيدي
هذا خبر سيكون لأهل الفن السبق فى نشره.
إن فاتن حمامة فى بور سعيد لتصوير المناظر الخارجية لفيلم «ليلة الوداع»
وقد أهانها الناس فى كل مكان ذهبت إليه بسبب زواجها من عمر الشريف فكانت
تعلن على الملأ بأنها ستتركه وتقول...»متزعلوش خلاص حسيبه».
وفى العدد ٧٥ من نفس المجلة، «أهل الفن»، صادر بتاريخ ١٧ سبتمبر ١٩٥٥ فى
الصفحة السادسة عشر يذكر اسم فاتن وعمر فى موقعين مختلفين. الأول فى عمود
إخبارى باسم «على هامش الأسرار» وتحت عنوان «ميشيل شلهوب ينتج» يبدأ الخبر
بالعبارة التالية:
»فشلت
فاتن فى اقناع المخرجين بمواهب زوجها كممثل.. رغم أنها دعت أكثر من واحد
ليشاهدوا الفيلم الأخير الذى قام ببطولته.. »
وبجانب الخبر مباشرة عمود لرسائل القراء ورسالة من طالب ثانوى من سوهاج
اسمه فكرى سيد عبد الرحيم يكتب فيها:
»أريد
أن أعرف منك هل ميشيل شلهوب الذى أعلن اسلامه يعمل بما يأمر الله ورسوله
فيصلى ويصوم.. ؟»
المفزع هو رد رئيس تحرير المجلة الكاتب إبراهيم الوردانى على الرسالة، حيث
كتب قائلا:
»-
طبعا لا.. فالذى أعلمه أنه يتكلم العربية بصعوبة فكيف له أن يحفظ الفاتحة..
ولماذا يحفظها.. أنه أسلم ليتزوج فقط»!
هدوء بعد العاصفة
بعد الزواج هدأت العاصفة قليلا مع الوقت تعاملت معظم الصحف مع الزوجين بشكل
طبيعى.
فى مجلة «الفن» العدد ٢٨٦ الصادرة بتاريخ ٢٧ فبراير ١٩٥٦، تحقيق بعنوان
«سحب وأمطار.. فى حياتي!» عن ذكريات النجوم مع ليالى الشتاء، ومن ضمن
المتكلمين فاتن حمامة التى تحدثت عن بداية علاقتها بعمر الشريف قائلة:
»نعم..
كانت للشتاء قصة كبيرة فى حياتى، وكانت هذه القصة فى ليلة.. ليلة العمر. فى
هذه الليلة التقيت بزوجى.. بعمر.. فى سهرة «الأوبرج”، وكانت ليلة من عمرى
لا تنسى.. لا زلت أذكرها حتى هذه اللحظة.. بل إننى لأذكر وقائعها، فقد كنا
نعانى وقتها من تيار الاشاعات التى أحاطت بنا فى غير هوادة ودون أن يوقفها
حبنا الشريف الذى أعلناه، وزواجنا الذى كنا نمهد له معا، ليشق طريقه إلى
الوجود، وإلى الحياة...
وقال لى عمر: إننا سوف نقف معا أمام كل شيء.. وقلت له أننى أوافقه وأننا
يجب أن نصمد.. وأمتدت يدى إلى يده، وأحسست باننا نقف معا، وأننا على
استعداد لأن نواجه العالم كله.. لو انه ثار علينا.. كنا على صواب.. فما
جدوى أن يخطىء العالم.. وماذا يضيرنا لو تحملنا بعض المتاعب من أجل سعادة
لعمر.. والآن.. وأنا أعيش فى سعادة والحمد لله- أتذكر هذه الليلة.. كانت من
ليالى الشتاء.. وكانت فى الوقت نفسه.. ليلة لا أعتقد أننى قد احتسبتها من
عمرى.. لأنها حساب العمر كله!» |