صلاح سرميني

 
سيرة جديد مقالات ملفات
 
 
 
 

ملفات

 

>>>

80

79

78

77

76

 

الدراما التلفزيونية في المنصات الإلكترونية تستقطب نجوم بوليود

كتابة: جمال الدين بوزيان

 
 
 
 

كما هو الحال مع الدراما التلفزيونية في المنصات الإلكترونية في كل الدول، وعواصم السينمات في كلّ العالم، بما فيها هوليود، في بوليود أيضاً، أصبحت المسلسلات التي يتم إنتاجها بالشراكة مع نتفليكس، وأمازون، وآبل، و HBO ، أو يتم توزيعها، وعرضها عبر هذه المنصات، تستقطب الكثير من نجوم السينما الهندية المهمين، والبارزين في بوليود، أو سينمات الجنوب.

مع أنه سابقاً، وحسب المتعارف عليه، وحسب التقاليد الفنية المعروفة في الوسط الفني الهندي، هناك فصل تام، وشديد بين السينما، والتلفزيون، حيث من المستحيل انتقال نجوم السينما إلى الأعمال التلفزيونية المحلية، وحتى مجرد طرح الفكرة غير وارد بتاتاً، الانتقال يتم أحيانا للممثل النجم في آخر مشواره الفني بعد تقدمه في السن، وتراجع العروض المقدمة له، أو ما يحدث كثيراً هو مشاركة الممثلين الثانويين، وأصحاب أدوار البطولة المساعدة في الأعمال السينمائية، والتلفزيونية باستمرار، حسب العروض المتاحة لهم، أما النجوم الكبار، ومشاهير الشاشة الفضية، من المستحيل أن نراهم في وقت سابق في مسلسل هندي محلي، لأن مسلسلاتهم المحلية لديها نجومها الخاصين بها، و قد يلعبون أدواراً ثانوية في السينما أحياناً، أو أدوار بطولة مساعدة.

والملاحظ أيضاً هو الفرق الكبير بين الميزانيات المخصصة للأفلام، وتلك الموجهة لإنتاج المسلسلات، وكذلك درجة الاحترافية، والإتقان في الإنجاز، يختلف كثيراً بين الأعمال السينمائية، وبين التلفزيونية، حيث تتفوق السينمائية دائماً في الميزانية، وفي الاحترافية.

لكن، ما يحدث حالياً، مع انتشار، وسيطرة المنصات الإلكترونية العالمية، ودخولها في شراكة الإنتاج، والتوزيع مع أغلب الأوساط الفنية العالمية، في أوروبا، وأمريكا، جعل المعادلة الهندية في الوسط الفني تتغير بشكل شبه راديكالي، ومفاجىء للجمهور، والمتابعين، حيث أصبحنا نرى نجوماً في أوج شهرتهم، يتوجهون لتمثيل أعمال درامية بالشراكة مع نتفليكس، أو منصات أخرى.

مثلاً الممثلة، والمنتجة بوجا بهات، عادت لتمثيل البطولة في مسلسل نسائي بامتياز سنة 2021 عنوانه: Bombay Begums، وفي نفس السنة استقطب مسلسل غرائبي نفساني عنوانه Ray عدداً لافتاً من نجوم السينما الهندية، مثل: Manoj Bajpayee و Ali Fazal و Kay Kay Menon و Radhika Madan، وهو أمرٌ جديد غير مسبوق أبداً في الإنتاج التلفزيوني الهندي، إلاّ على الأعمال المعروضة على المنصات الإلكترونية.

ويبدو أن الممثل Manoj Bajpayee قد أعجبته فكرة المشاركة في الدراما التلفزيونية على المنصات الإلكترونية، لذلك كررها في هذا العمل، لأنه كان له عمل سابق سنة 2019 عنوانه The Family Man، ويتكون من موسمين ( 2019 – 2020)،  وشاركت فيه أيضاً Gul Panag.

سنة 2019 تم إنتاج مسلسل بعنوان: ليلى، شاركت فيهما ممثلتان سينمائيتان هما: Leysha Mange  و Huma Qureshi، هذه الأخيرة معروفة أيضاً بمشاركتها في أعمال سينمائية في هوليود.

سيف علي خان أيضاً، أحد أشهر خانات بوليود، كان له مسلسل بوليسي من موسمين لأول مرة في حياته المهنية، سنة 2018 – 2019 عنوانه: Sacred Games، مع زميله النجم السينمائي نواز الدين صيديقي، ونجمة الأفلام القصيرة Radhika Apte، التي بدأت تبرز كنجمة سينمائية مميزة في الأفلام الطويلة ببوليود، وسينمات الجنوب.

وفي نفس السنة (2018) شاركت Radhika Apte أيضاً في بطولة مسلسل رعب عنوانه: Ghoul، هي ممثلة معروفة باختياراتها المتعددة، وانتقالها بين الأفلام القصيرة، والطويلة، والدراما التلفزيونية، رغم أن صناع الفن الهندي يريدون وضعها في إطار نمطي معين، هي ممثلة واعدة، أنتظر منها الكثير، لو سمحوا لها بالمزيد من الفرص.

ومثلها أيضاً، نجمة بوليود تابو، التي تنتقل بين بوليود، وسينمات الجنوب الهندي، وهوليود والأعمال الأوروبية، كانت لها مشاركة في مسلسل عنوانه: A Suitable Boy سنة 2020.

سنة 2021 شارك سيف علي خان أيضاً مرة أخرى في بطولة عمل تلفزيوني عنوانه: Tandav، شاركت فيه نجمة السبعينات، والثمانينات: Dimple Kapadia.

وقبله كان مسلسل الجريمة Mirzapur أيضاً قد ضم بعض نجوم السينما الهندية في موسمه الأول المعروض سنة 2018، أهمهما: Pankaj Tripathi و Ali Fazal، وفي موسمه الثاني سنة 2020 مثل دور البطولة فيه النجم: أبهيشيك باتشان.

وفي سنة 2020 أيضاً شارك Jaideep Ahlawat و Gul Panag في مسلسل Paatal Lok، وهما معروفان أكثر كممثلين سينمائيين.

لا يمكن حصر، وذكر جميع الأعمال الدرامية الهندية المنتجة بالشراكة مع المنصات الإلكترونية المعروفة، أو الموزعة، والمعروضة عبرهم، لكن هؤلاء هم أهم، وأشهر نجوم بوليود الذين شاركوا في هذه الأعمال، وكسروا قاعدة سينمائية قديمة عمرها من عمر اختراع التلفزيون، حيث كان الفصل التام بين نجوم السينما، وبين ممثلي التلفزيون.

Ponniyin Selvan

الملحمة التاميلية المُنتظرة

جمال الدين بوزيان

تمّ تحديد تاريخ 30 سبتمبر القادم، كموعدٍ لأول عرض لفيلم التاميل الملحمي التاريخي Ponniyin Selvan، في جزئه الأول، الذي تمّ إنتاجه بثاني أكبر ميزانية في تاريخ السينما الهندية، حيث قدرت قيمتها بـحوالي 66 مليون دولار، بدأ الإنتاج الفعلي في ديسمبر 2019، وانتهى في سبتمبر 2021، ويرجع سبب طول مدة العمل على إنتاج الفيلم لظروف جائحة كورونا، التي أرغمت فريق العمل على التوقف عدة مرات.

الفيلم مقتبس من أحداث تاريخية واقعية، عن راوية تحمل نفس العنوان تعود لسنوات الخمسينات من القرن الماضي، كتبها كالكي كريشنامورتي، ومنذ ذلك الوقت، وفكرة إنتاج فيلم عن الرواية، تراود صناع السينما في الهند، وتمّ تحقيقها على أرض الواقع حالياً، من طرف المخرج Mani Ratnam الذي كتب سيناريو الفيلم، وشارك في إنتاجه رفقة شركات أخرى.

الرواية في الأصل، كانت عبارة عن مسلسل مكتوب، يتمّ نشره بصفةٍ منتظمة على إحدى المجلات التاميلية خلال سنوات الخمسينات، ولاقت وقتها إقبالاً كبيراً من القراء، ليتمّ جمعها فيما بعد في رواية واحدة، ولا يزال بعض النقاد في الهند حالياً يصنفون Ponniyin Selvan كواحدة من أعظم الروايات في البلاد.

قصة الفيلم تحكي عن فترة من التاريخ التاميلي في القرن التاسع ميلادي، عن صراعات الملوك في الجنوب الهندي، بطولة: فيكرام، جايام رافي، أيشواريا راي، كارتهي، تريشا، وعدداً كبيراً من نجوم، وممثلي سينمات الجنوب الهندي.

التصوير كان أغلبه في الهند، في ولايات، وأقاليم مختلفة، حسب ضرورة المشاهد، ومتطلبات قصة الفيلم، وقليل من المشاهد تم تصويرها في تايلاندا، نظراً للخصوصية الطبيعية، والسياحية التاريخية لهذا البلد، والتي تساعد على تصوير الأفلام الملحمية.

تم تأليف موسيقى الفيلم من طرف الموسيقار الهندي العالمي أ.ر. رحمان، المعروف بتأليفه لموسيقى أفلام ملحمية أخرى في سينمات أسيوية، ومن دول أخرى، مثل الفيلم الصيني Warriors of Heaven and Earth.

من المنتظر أن يحقق الفيلم المتوقع منه في الإيرادات، والانتشار، حملة الترويج له بدأت مبكراً، سواء عبر اليوتيوب الذي عرض التريلر الرسمي للفيلم، أو عبر الصفحات الرسمية على السوشيل ميديا للفيلم نفسه، أو لنجوم العمل، مثل أيشواريا راي التي نشرت صورة لشخصية الملكة التاميلية التي تلعبها في الفيلم، على التويتر، وكانت ذلك اليوم بالهند هي الترند في مواقع التواصل الاجتماعي (بمصطلح هذه الأيام).

وبالنسبة لأيشواريا راي، نجمة بوليود المعروفة، يعتبر هذا الفيلم هو خامس مشاركة لها في سينما التاميل طيلة مشوارها.

Chehre

موعدٌ للمحاكمات المُؤجلة

جمال الدين بوزيان

يعود الممثل الهندي الكبير أميتاب باتشان بهذا الفيلم، كالمُعتاد، بدور بطولة يناسب سنّه، مع مساحةٍ تليق بتاريخه الفني الكبير، ومكانته المميزة في بوليود.

فيلم Chehre، هو بطولة جماعية بين مجموعة ممثلين، أغلبهم من كبار السن، من الجيل المواكب لأميتاب باتشان في العمر، وليس في الشهرة، والنجم الوحيد في الفيلم رفقة أميتاب، هو عمران هاشمي، نجمٌ من الجيل الذي اشتهر مع بداية الألفية الجديدة، لديه الكثير من أفلام الجريمة، والرعب، والغموض، لذلك كان مناسباً جداً لهذا الفيلم.

في الفيلم ممثلتين فقط، هما Krystle D'Souza التي ظهرت في دور المرأة اللعوب، والخائنة، وكان لها بالفيلم مشاهد جريئة مع عمران هاشمي، وهي في الأصل ممثلة تلفزيونية، ولديها مسلسل معروف بقناة Zee5 الهندية، والممثلة الثانية هي Rhea Chakraborty التي اختيرت لدور الفتاة البريئة المضطربة عقلياً، بسبب ما تعرضت له من اغتصابٍ وحشي في الماضي، وكانت ملامحها الطفولية البريئة مناسبة جداً للدور.

الفيلم فيه الكثير من التشويق، يحكي عن لعبة على شكل محاكمة وهمية، بينما هي في الواقع بحث حقيقي عن العدالة، ومحاولة ملحة لتطبيقها، تتمّ بنفس قوانين المحاكمات الحقيقية، حيث يتواجد القاضي، النائب العام، المحامي، حاجب المحكمة، ومنفذ الحكم، كلّ هؤلاء هم سكان المنزل النائيّ في قمة الجبل في أعالي الهند، والضيف العشوائي الذي يزورهم هو المتهم.

التشويق الموجود بالفيلم فيه قليل من الرعب، خاصة مع أجواء المنزل الصامتة، وديكوره الهادىء، وعدم وضوح كثير من التساؤلات التي يطرحها البطل الشاب (عمران هاشمي) على مجموعة المسنين المتقاعدين من قطاع العدالة، والمتفرغين لتطبيق اللعبة على أي ضيف يطرق بابهم، كما استخدم المخرج مع الممثلين كثيراً طريقة تصوير الكلوز آب، لزيادة الغموض، والحيرة لدى المشاهد، حيث لا يمكن في كثير من الأحيان تفسير معنى ملامح، وتعابير وجه المسنين الساكنين بالمنزل الغريب، خاصة في أول الفيلم.

هذا الفيلم أيضاً، ينتمي لما يُعرف بأفلام الليلة الواحدة، حيث تدور أحداثه كلها في ليلة واحدة، لكن، من حين لآخر، يعود المخرج بالزمن لسرد بعض الحقائق التي تكشف المستور في محاكمة المتهم، وتفاصيل جرائمه، وشركائه، وخلال هذا السرد للماضي، يتم إدماج الأغنية الوحيدة بالفيلم كخلفية موسيقية للأحداث.

مع بداية الفيلم، لا يمكن تحديد من هو الطيب، ومن هو الشرير بالقصة، لكن، مع نهايته، يتمكن المشاهد من تحديد موقفه النهائي والواضح من شخصيات الفيلم كلها.

بالفيلم مرافعات طويلة نوعاً ما، مثل تلك الموجودة بالمحاكم الحقيقية، خاصة التي تمّ إسنادها لشخصية النائب العام المتقاعد، والتي يلعبها أميتاب باتشان، بعض مرافعاته، كانت تبدو وكأنها دروس، ورسائل مباشرة، وصريحة.

وحتى في بداية الفيلم، يظهر أميتاب باتشان ببذلة رسمية، مغايرة للباسه في الفيلم، وهو على كرسي فخم، يلقي كلاماً طويلاً بما يشبه المحاضرة، أو مجموعة حكم، ومواعظ.

فيلم Chehre الذي أخرجه Rumi Jaffery سنة 2021، وكتب قصته رفقة Ranjit Kapoor، لم يحقق الإيرادات المنتظرة منه، مقارنة بميزانيته، وهو أمرٌ تعاني منه الكثير من الأفلام الهندية مؤخراً، على اختلاف مستوياتها، وجودة إنتاجها، وإنجازها، وبغض النظر عن حجم النجوم الموجودين بالعمل، أو من هو مخرج، أو منتج الفيلم، وبغض النظر عن سخاء شركة الإنتاج في توفير ما يلزم ليكون الفيلم في مستوى عالمية الانتشار البوليودي الحالي.

سينماتك في ـ  15 يناير 2023

* هذه المواد نشرت في جريدة التيار السودانية، بتاريخ 21.04.2022

 

>>>

80

79

78

77

76

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004