فيلم "حلم منتصف الظهيرة" لغسان عبد الله حينما يقوم المخرج بإعدام السيناريو! دمشق ـ سالار أوسي |
ضمن مسابقة الأفلام القصيرة في مهرجان دمشق السينمائي، المقام حالياً، تم عرض الفيلم السوري "حلم منتصف الظهيرة" (روائي قصير)، من إخراج غسان عبد الله، وسيناريو يم مشهدي، وانتاج المؤسسة العامة للسينما. مشاهدة هذا الفيلم، تطرح تساؤلات تتجاوز الفيلم نفسه، تساؤلات لا تحتاج الإجابة عنها الى مناقشة وتفكير كبيرين، وإنما ترتكز على مسائل مهنية وأخلاقية. أين حدود المخرج في صنع فيلم عن سيناريو يعود لغيره، وهل يحق له نسف السيناريو المعتمد في شكل كلي تحت حجة "الرؤية الاخراجية" خاصته؟؟. من الطبيعي أن يكون للمخرج (أي مخرج)، الحق في التدخل في بعض التفصيلات المكتوبة، وإجراء بعض التعديلات على بعض المشاهد بما يقتضيه الشرط الإخراجي، وبما يخدم إيصال الفكرة التي يحملها السيناريو الى المشاهد، وكل ذلك بالاتفاق مع كاتب السيناريو كبديهة مهنية، وكشرط يحدد مدى نجاح العمل في صيغته النهائية. قرأت سيناريو فيلم "حلم منتصف الظهيرة" كاتبته يم مشهدي قبل مشاهدتي له كفيلم، ثم أعدت قرأته ثانية بعد مشاهدتي للفيلم، فكان من الصعب الإقتناع، أو حتى التكهن بأن "حلم منتصف الظهيرة" كفيلم يتقاطع مع "حلم منتصف الظهيرة" كسيناريو حتى في خطوطهما العريضة، بإستثناء العنوان الواحد لهما. كاتبة السيناريو يم مشهدي، تحدثت عن الفكرة التي أرادت قولها في "حلم منتصف الظهيرة" فقالت: "السيناريو يلامس حياتنا اليومية من خلال ثلاثية الأحلام المجانية، الحياة الصعبة المكلفة من خلال نماذج عدة حاولت من خلالها مقاربة المجتمع السوري الذي يزداد فقراً، والمحاولات الدائمة لـ (الضحك) عليه إعلامياً. السيناريو ببساطة يجسد أحلام مجموعة من الناس في انتظار (الباص)، وأمامهم على الطرف الآخر للشارع لوحات إعلانية كبيرة كتلك التي تنتشر في دمشق بكثرة ملفتة، يتخيلون أنفسهم شخوصها/ أبطالها. فمثلاً يحمل أحدهم أن يكون مكان البقرة في إعلان الزبدة الشهيرة للدلال الذي تحصل عليه، بينما تحلم إمرأة بطبق من اللحم والأرز وبزوج متفهم وآخر بإمرأة يداعبها، بالإضافة الى نماذج أخرى. الفكرة التي حاولت يم مشهدي نقلها، واضحة لكل من قرأ سيناريو "حلم منتصف الظهيرة"، ولا أعتقد أن اللجنة الفكرية (بكامل أعضائها) في المؤسسة العامة للسينما، والتي أجمعت على قبول السيناريو المذكور والإشادة به، قد قرأته بغير هذا المنحى. وحده المخرج غسان عبد الله، قدم لنا "براعته ا لإخراجية"، ودون أي تردد، فقام بحذف ستة مشاهد كاملة فقط، في سيناريو يتألف من ستة مشاهد فقط!!. وإحتفظ بعنوان السيناريو كعنوان للفيلم على الملصقات فقط، دون أن يظهر (العنوان) لا في بداية عرض الفيلم ولا في شارة النهاية، مكتفياً بإبراز إسمه في الإخراج والمونتاج، دون إهمال إسم كاتبة السيناريو في الترتيب الثاني (غير الأبجدي) في لائحة الفنيين والتقنيين. يبقى أن نذكر أن "حلم منتصف الظهيرة" من تمثيل فارس الحلو، سمر سامي ونسرين طافش. المستقبل اللبنانية في 2 ديسمبر 2005
الدار البيضاء أحمد نجيم يتنطلق يوم غذ الجمعة المهرجان الوطني الثامن للفيلم في المغرب، يشارك في المسابقة الرسمية 65 فيلما منها 21 فيلما طويلا تتنافس على 12 جائزة، أهمها الجائزة الكبرى التي تصل قيمتها إلى 7 آلاف دولار. دورة هذه السنة أضحت أشبه بمهرجان سينمائي دولي، إذ تتنافس أفلام نالت جوائز في مهرجانات كبيرة كالبندقية وقرطاج والقاهرة والإسكندرية ودمشق، وينتظر أن تنال هذه الجوائز أفلام "الرحلة الكبرى" لإسماعيل الفرروخي و"فوق الدار البيضاء، الملائكة لا تحلق" لمحمد العسلي و"ذاكرة معتقلة" لجيلالي فرحاتي و"الراكد" لياسمين قصاري. هذا العدد الكبير من الأفلام السينمائية دفعت بالمركز السينمائي المغربي إلى دعوة المهنيين بالتفكير في تنظيم مهرجان سينمائي وطني، وقال منسق الدورة الحالية محمد باكريم أن ما "نستشفه من عدد الأفلام المقترحة لهذه الدورة سيفضي إلى تنظيم مهرجان وطني سنوي" وأوضح أن إدارة المهرجان وجدت "صعوبة كبيرة في تقديم برمجة مريحة للجنة التحكيم وللجمهور، لقد وصلنا هذه السنة إلى السقف الزمني الذي يمكن أن ننظم فيه مهرجانا، وقد طرح السيد الصايل، مدير المركز السينمائي المغربي، هذه القضية للنقاش العمومي". ومن المتوقع أن يصبح هذا البرنامج موعدا سنويا قارا في مدينة معينة، ويذهب باكريم أن عهد الجانب التربوي المنظم كل دورة في مدينة معينة لأسباب تربوية "قد ولى" وأنه يجب أن يتم الاهتمام بالجانب التنظيمي وقف معايير احترافية. بدأت الدورة الثامنة تنفتح على العالمية، أولى الخطوات كانت من خلال اختيار لجنة تحكيم يشارك فيها مجموعة من الأجانب، فرئيسة لجنة تحكيم الأفلام الطويلة إسبانية وعضوان من هذه اللجنة من فرنسا وتونس، كما أن لجنة تحكيم الأفلام القصيرة تعرف مشاركة أجانب في عضويتها، وبرر باكريم هذا التوجه بأن "الانتشار العالمي جعل لها أصدقاء ومحبين من الفن السابع. لذا فانفتاح السينما المغربية الحالي جعل من الطبيعي اختيار لجنة تحكيم دولية". من حسنات الدورة الحالية حذف جوائز النقد والصحافة، إذ أصبح بإمكان هؤلاء تكوين لجن خاصة ومنح جوائز خاصة بهم. موقع "إيلاف" في 1 ديسمبر 2005 |
كواليس الجلسة السرية.. قبل مونتاج "حليم" هيثم يثير الخلافات بين شريف عرفة والشركة المنتجة الفيلم المعاناة يستكمل عملياته الفنية.. قبل العرض في العيد أمجد مجدي: * بالفعل أنه الفيلم "المعاناة" الذي ينتظره عشاق السينما ومحبو أسطورة الغناء عبدالحليم حافظ. وعملاق التمثيل أحمد زكي ولقب "المعاناة" الذي نطلقه علي فيلم "حليم" يعود إلي الحياة التي عاشها العندليب الأسمر بين التألق والنجومية والمرض وعدم الاستمتاع بحياته ووفاته في سن صغيرة إلي جانب المعاناة التي عاشها أحمد زكي وصراعه الدائم مع المرض ووفاته قبل انتهاء التصوير. المعاناة لم تتوقف عند ذلك بل التصقت بالفيلم حتي نهاية التصوير وبعد انتهائه وإنطلقت العديد من الشائعات التي كذبتها الشركة المنتجة رغم أن حدوث الصدام أمر لا يستطيع إنكاره أحد. العمل الذي كتبه المؤلف محفوظ عبدالرحمن مدته أربع ساعات ونصف الساعة وهو ما اختزله أحمد زكي بعد أن حذف العديد من مشاهد مرحلة شباب العندليب ليصل مدة الفيلم إلي 3 ساعات وتم الاتفاق مع المخرج شريف عرفة ألا تتجاوز مدته ساعتين بعد الانتهاء من مرحلة المونتاج ورغم هذه الخطة إلا أن الحصيلة النهائية للتصوير بلغت ساعتين ونصف الساعة فقط. الغريب أن هذه الحصيلة لم تسر طبقاً للخطة الموضوعة. فقد تغير الأمر منذ توقف الكاميرا في "لوكيشن" مدرسة السعيدية قبل الأزمة الأخيرة التي داهمت أحمد زكي وتوفي علي أثرها.. فداخل غرفة المكياج الخاصة به فوجيء زكي بالمخرج شريف عرفة يدخل الغرفة ويباغته بسؤال "ما رأيك في هيثم؟".. في هذه اللحظة أدرك النمر الأسود معني السؤال وانتزع نفسه من شخصية حليم وهو يجيب عرفة "أخشي عليه من الوقوف أمام الكاميرا وخاصة أنه خجول. ثم ظهرت علي نبرات صوته الحزن العميق وهو يطلب من المخرج ضرورة الاتصال بالمؤلف لإعادة الجزء المحذوف الخاص بفترة الشباب التي حذفها من قبل. هذه اللحظة كانت نهاية أحمد زكي وبداية ابنه هيثم مع حليم.. وكانت بداية الشرارة التي أشعلت النار في "الهشيم" بعد ذلك.. شريف عرفة كان متخوفاً من أداء هيثم ولكن خجل الفتي الصغير انتهي من أول مشهد حين وقف أمام مني زكي "ديدي" حبيبة حليم في شبابه وهو ما جعل عرفة يتحمس له ويصر علي تصوير جميع مشاهد حليم في فترة شبابه بالإضافة إلي تحايله علي بعض المشاهد التي صورها أحمد زكي وأعاد تصويرها بهيثم.. المشاكل بدأت عند عرض الفيلم النهائي بعد ترتيب المشاهد قبل المونتاج في جلسة سرية جمعت عادل أديب العضو المنتدب للشركة المنتجة والمسئول عن إنتاج العمل وشريف عرفة المخرج وبعض الأشخاص لا يزيد عددهم عن أصابع اليد الواحدة.. بدأ الفيلم بمشهد لأحمد زكي علي سرير المرض داخل المستشفي التي كان يعالج بها حليم في لندن واستقبل أحد الإعلاميين "حمدي قنديل" حيث يبدأ سرد تفاصيل حياته لتبدأ مشاهد الفيلم. بعد عرض الفيلم في هذه الجلسة الخاصة أخذ الحديث مجري آخر عندما طرح المخرج شريف عرفة فكرة أن يتحول دور أحمد زكي داخل الفيلم إلي راو للأحداث أي يتم تقطيع مشهد المستشفي بين المشاهد الحية التي يؤديها هيثم والاكتفاء بعدد قليل من مشاهد أحمد زكي في نهاية الفيلم لصعوبة خلق تماذج مقنع بين مشاهد هيثم ووالده.. وهنا ثار عادل أديب وطالب المخرج بضرورة الخروج من هذا المأزق حتي لا ينخدع الجمهور الذي علم أن أحمد زكي أدي 80% من مشاهده قبل رحيله. خرجت شائعة من داخل الغرفة المغلقة تؤكد أن شريف عرفه سيقوم بتركيب رأس أحمد زكي علي جسد هيثم في المشاهد التي أداها الأخير مع عمل المونتاج والمكساج الذي يعالج الأمور وهو ما نفاه عماد الدين أديب رئيس مجلس إدارة الشركة المنتجة وأكد أن كل الأمور تسير في مجراها المرسوم لها من قبل مع أحمد زكي.. ورغم أن المونتاج كان من المقرر إجراؤه في فرنسا إلا أن عرفة أصر علي السفر إلي لندن لإجراء المونتاج هناك ثم عاد إلي مصر لتضبيط المشاهد الباقية والانتهاء من الفيلم المعاناة خلال هذا الأسبوع استعداداً لعرضه في عيد الأضحي المبارك في حالة من التكتم التي تفرضه الشركة علي جميع العاملين بعدم الإدلاء بأي معلومات منذ بداية التصوير. الجمهورية المصرية في 2 ديسمبر 2005 |