لماذا يتجاهل الإعلام السينما اللبنانية؟ <<البوسطة>> فيلم للجمهور والشباك نديم جرجورة |
تبدأ العروض المحلية ل<<البوسطة>>، الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج اللبناني فيليب عرقتنجي، بعد ظهر اليوم في صالات <<كونكورد>> (فردان) و<<أبراج>> (فرن الشباك) و<<سيتي كومبلاكس>> (طرابلس). هنا كلمة نقدية عن الفيلم، على ضوء العلاقة القائمة/الغائبة بين الأفلام اللبنانية والجمهور المحلي وسياسة التوزيع والدور الإعلامي التسويقي في الترويج لهذا الفيلم أو ذاك. قليلة هي الأفلام اللبنانية المختارة للعرض التجاري في الصالات المحلية، التي تحظى بترويج إعلامي يجمع في خطّته الدعاية التلفزيونية والإعلانات المنتشرة على الطرقات في أمكنة جغرافية حسّاسة ومهمّة شعبياً، بالبرامج التلفزيونية والحوارات الصحافية الطويلة والمتنوّعة. في مقابل هذا الكمّ من التسويق المبرمج على دفعات عدّة، قبل بدء العروض التجارية وفي أثنائها، تواجه الغالبية الساحقة من الأفلام الروائية الطويلة (المؤهّلة أكثر من الوثائقي والروائي القصير لمثل هذه العروض) لامبالاة قاتلة من قبل الموزّع والمروّج الإعلامي والمسوّق الإعلاني. والمفارقة الواضحة كامنة في أن معظم الأفلام التي دُعمت بقوة لم تكن على سوية فنية وتقنية وجمالية <<إبداعية>>، في حين أن أفلاماً أخرى، لم تعثر على صالة واحدة على الأقلّ لعرض تجاري ما، امتلكت شروطها الإبداعية، وإن بمستويات مختلفة. سياسات متنوّعة للترويج بهذا المعنى، يُمكن القول إن ترويجاً شفهياً فقط لمشاركة زياد الرحباني في <<طيّارة من ورق>> لرندة الشهّال صبّاغ، كان كافياً لرفع نسبة المشاهدين. في حين أن تخصيص حلقة تلفزيونية من برنامج <<سيرة وانفتحت>> لزافين قيومجيان (تلفزيون المستقبل) بفيلم <<لما حكيت مريم>>، ساهم في الترويج الإعلاني غير المباشر، خصوصاً أن أحداً من الذين شاركوا فيها لم يتطرّق إلى أي من الجوانب الفنية والتقنية والجمالية فيه. هناك استثناءات قليلة: مشاركة <<بيروت الغربية>> لزياد الدويري في إحدى التظاهرات الجانبية في مهرجان <<كان>> السينمائي الدولي، منحت الفيلم جرعة دعائية كبيرة قبل إقرار موعد عرضه في لبنان، مما أدّى إلى تحقيق الروائي الطويل الأول للدويري إيرادات عالية للغاية، وإن لم يكن هذا الأمر السبب الوحيد لنجاحه الجماهيري. لكن، ماذا عن الأفلام الأخرى: <<أشباح بيروت>> لغسان سلهب مثلاً، الذي واجه لامبالاة تسويقية ودعائية فادحة، لعبت دوراً سلبياً في فشله التجاري البيروتي، أفضى إلى التغاضي عن فيلمه الروائي الطويل الثاني <<أرض مجهولة>> الذي لم يُعرض أبداً في أي صالة لبنانية. في الجانب النقدي، لا شكّ في أن هذين الفيلمين يحرّضان على سجال متنوّع التوجّهات (شكلاً ومضموناً)، لكونهما يشرّحان الواقع اللبناني، ويفتحان كوّة في الانغلاق الإنساني على البؤس الكامن في التفاصيل الحياتية الآنية. والسجال المذكور لا يعني أن الفيلمين جيّدان بالمطلق، إذ إن كل واحد منهما يحمل في ذاته نقاط ضعف في البنية الدرامية والسرد الحكائي، كما أنهما يمتلكان حدّاً كبيراً من السوية الجمالية، أقلّه في التصوير المباشر (أي التقاط المشاهد) وغير المباشر (أي العمل على اختراق الذات والروح والجسد وفضاء المدينة ومجتمعها). لكن الأول (أشباح بيروت) لم يحظَ بالدعاية المطلوبة، ولم ينل حقّه من الترويج الإعلامي، من دون تناسي واقع أن مشاهدين عديدين لم يُعجَب بمضمونه وبشكله. في حين أن الثاني لم يعرف طريقه إلى العرض التجاري أبداً. على الرغم من سويّته الإبداعية المتواضعة والجميلة، وبعد سلسلة نجاحاته المتنوّعة في مهرجانات عربية ودولية عدّة، لم يحظ <<معارك حب>> لدانييل عربيد بخطّة ترويجية كما حصل لأفلام سابقة عليه، إذ إنه لم يحصل على تسويق إعلاني يتلاءم ومستواه الإبداعي. مع هذا، <<نجح>> الفيلم تجارياً إلى حدّ ما، من دون أن يحرّض أياً من الموزّعين و/أو أصحاب الصالات اللبنانية على ضرورة تخصيص صالة تجارية واحدة (على الأقلّ) بالفيلم اللبناني الروائي الطويل (ولا أضيف الوثائقي والروائي القصير، كي لا أبدو مثالياً للغاية، علماً أن تجربة واحدة حصلت بالنسبة إلى العرض التجاري لفيلم روائي قصير، إذ عُرض <<هوا بيروت>> لفؤاد عليوان قبيل عرض <<يلاّ يلا>> لجوزف فارس، قبل أعوام قليلة). لا يتّسع المجال هنا للبحث في مسألة الترويج الإعلامي والتسويق الإعلاني للأفلام اللبنانية كلّها. لكن، لا يُمكن التغاضي عن نظرة اللبنانيين إلى النتاج السينمائي اللبناني، وكيفية تعاطيهم مع الأفلام المتنوّعة التي ارتفع عدد إنتاجها في الأعوام القليلة الفائتة. ذلك أن الغالبية الساحقة من المُشاهدين لا ترغب في مشاهدة فيلم يُقدّم صورة صادقة عن واقعهم وأحوالهم وتحوّلاتهم المُدمِّرة والقاسية، ولا يستسيغون أعمالاً تستعيد فصولاً من الحرب اللبنانية وسلامها الهشّ والمنقوص. ربما لهذا كلّه، لا يأبه الموزّعون اللبنانيون وأصحاب الصالات المحلّية بفيلم يرون أنه لن يستقطب عدداً كافياً (بالنسبة إليهم) من المُشاهدين. أتاحت مناسبة إطلاق العروض التجارية لفيلم <<البوسطة>>، الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج الوثائقي فيليب عرقتنجي، بدءاً من بعد ظهر اليوم، فرصة (جديدة!) لطرح السؤال المعلّق: لماذا لا تحصل الأفلام اللبنانية كلّها على ترويج إعلامي وتسويق إعلاني متساويين، يتيحان لها تأسيس علاقة ما بينها وبين المشاهدين؟ هل يتحمّل مخرج الفيلم مسؤولية ما في ذلك، أم إن المسؤولية تقع على عاتق الموزّع المحلي و/أو صاحب الصالة؟ لماذا لا تؤمّن المحطات التلفزيونية اللبنانية غطاء إعلامياً مناسباً (أقلّه في برامجها الخاصّة بالسينما، إذا وُجدت، أو في برامجها الصباحية مثلاً)، على الرغم من أنها لا تشارك في إنتاج أي من هذه الأفلام، بل تكتفي باختيار ما تراه ملائماً لها، فتفسح مجالاً واسعاً أمامه، أو ترتكز (عملية الاختيار) على علاقات شخصية تربط مخرج الفيلم بأحد مدرائها الكبار؟ لا ضرر من هذا كلّه. إذ لا بأس إطلاقاً في تسخير العلاقات الشخصية لمصلحة هذا الفيلم أو ذاك. لكن المشكلة تكمن في أن أفلاماً عدّة تستحقّ الترويج والتسويق ولا تحصل على أي منهما، وتستأهل دعماً معيناً من الموزّع و/أو صاحب الصالة، يتمثّل بإطالة فترة عرضه بالتزامن مع الدعاية له، لكنها للأسف لا تلقاه. <<البوسطة>> حظي <<البوسطة>> بترويج إعلامي جيّد، بدأ قبل نحو أسبوعين: مقالات/حوارات عدّة نشرتها بعض الصحف المحلية، حلقات وإعلانات تلفزيونية، عروض خاصّة، إلخ. هذا أمر جيّد. فالفيلم <<ولد>> بفضل تمويل حصل عليه فيليب عرقتنجي من مموّلين لبنانيين ينتظرون تعويضاً ما لقاء استثماراتهم فيه. والمشروع السينمائي جاء نتيجة رغبة صاحبه في الحفاظ على حدّ أقصى من <<لبنانية>> تنفيذه: إنتاجاً وفريق عمل وممثلين وموضوعاً، إلى التقنيات والتقنيين. لهذا كلّه، احتاج الفيلم إلى تسويق شعبي، يتلاءم ومضمونه الدرامي المغلّف بشكل مبسّط يمزج الرقص بالغناء، والحبّ بالذاكرة الأليمة للحرب، والجنس المُخفَّف بالرحلة الجغرافية السياحية، والموسيقى المتنوّعة (دبكة، تكنو، إلخ...) بالمواقف الإنسانية المختلفة. ولعلّ هذه التفاصيل كلّها ستؤدّي إلى <<نجاح>> تجاري ما للفيلم، إذ إن مكوّناته تسمح للجمهور بتمضية بعض الوقت في صالة معتمة <<تضيئها>> الحركة والاستعراضات والأجساد الجميلة والوجوه النيّرة لفنانين عرفهم الجمهور عبر التلفزيون (ندى أبو فرحات وليليان نمري ومحمود مبسوط)، أو من خلال المسرح والرقص (عمر راجح وبشارة عطالله ومنير ملاعب) أو المسرح تمثيلاً وإخراجاً وتأليفاً (رودني الحداد) أو بفضل عدد من أفضل أشرطة <<فيديو كليب>> وأجملها (ندين لبكي)، أو بسبب الغناء (صباح ورويدا عطية ك<<ضيفتي شرف>>). هذه تركيبة متكاملة تهدف إلى استقطاب أكبر عدد ممكن من المشاهدين، ومقبولة بالمفهوم النقدي لأنها لا تدّعي (في مضمونها وسياقها الدرامي والحكائي وأشكالها الفنية) أكثر مما هي عليه (لا أعني ب<<الادّعاء>> ما يُمكن أن يذهب إليه بعض العاملين في الفيلم في حواراتهم الصحافية والإعلامية الخاصّة به وبمشاركتهم فيه). ففي الجانب الفني والتقني والدرامي، حافظ <<البوسطة>> على حدّ أدنى من السوية العادية، التي تثير الضحك من دون أن تتغاضى عن أزمة العلاقة الإنسانية اللبنانية بالذاكرة الفردية والجماعية، ومن دون أن تتغاضى أيضاً عن البُعد السياحي في الرحلة الجغرافية، في إطار <<مفهوم>> عام مفاده أن لبنان بلد جميل على الرغم من جرحه القديم، وأن القرى مشحونة بتراثها الفني، وأن المجتمع اللبناني متماسك، مع أن أي تحليل سوسيولوجي أو سياسي أو ثقافي يفضح عمق الهوّة الكامنة بين الناس والأمكنة على حدّ سواء. طبعاً، ليس المطلوب من هذا الفيلم، ومن أي فيلم لبناني آخر، أن يُقدّم تحليلاً من أي نوع كان. ولعلّ المفارقة <<الجميلة>> في هذه الرحلة كامنة في محاولة المخرج إيجاد توازن ما (وإن لم يكن واضحاً بما فيه الكفاية) بين الآنيّ والماضي، تمثّل أحياناً بحوار <<ثقيل>> الوطأة في تحليل ماهية التراث ومدى علاقته بالتطوّر الحاصل، وتجسّد في أحيان أخرى بمواقف متشنّجة وعصبية وحادّة (درامياً وبصرياً وإنسانياً) بين بعض الشخصيات، بدت نافرة إلى حدّ ما. حبّ وتراث وواقع عاد كمال (رودني الحداد) من منفاه الفرنسي بعد خمسة عشر عاماً على هجرته إليه، حاملاً في عقله وقلبه وروحه هدفاً واحداً سعى جاهداً إلى تحقيقه: إعادة إحياء فرقة الدبكة التي أنشأها سابقاً في مدرسته وزملاءه، وهو لم يلتق أي واحد منهم في هذا المنفى الطوعي الذي اختاره إثر وقوع حادثة أليمة، في المدرسة نفسها، أودت بحياة أبيه. إعادة إحياء الفرقة ترافقت والبحث عن منافذ حيّة للمصالحة مع الذات والآخرين، من خلال سؤال الخروج من هذا الماضي الأليم باتجاه الحاضر. يبحث كمال عن كل فرد من أفراد الفرقة: عليا (ندين لبكي) التي أحبّها صغيراً وأحبّته كثيراً وحافظا على حبّهما هذا حتى ساعة اللقاء الجديد. فولا (ندى أبو فرحات) التي أحبّت توفيق (منير ملاعب) ولم يُسمح لهما بالزواج لسبب طائفي بحت، فإذا بها تذهب في بيع جسدها إلى حدود القهر والألم، وإذا به يغرق في متاهة الحرب ويطلق النار على مدرسته كأنه ينتقم، أو كأنه يُنفّس غضبه وأحقاده على المجتمع والناس والجدران. عمر (عمر راجح) المنفصل بعنف وحدّة عن والده، خليل (بشارة عطالله) وأرزة (ليليان نمري)، ولكل واحد منهما أزمته وألمه وتعبه المزمن. يلتقون ويعيدون إحياء أنفسهم بالرقص، ويذهبون إلى المدرسة كأنهم يعودون إلى الماضي لنبش تمزّقاتهم فيه، فإذا بنعيم (محمود مبسوط)، الناطور والسائق، لا يزال حاضراً، وإذا بالبوسطة لا تزال كما هي، من دون أن تُصاب بأي خدش. لكن البوسطة لا تؤشّر إلى اندلاع شرارة الحرب اللبنانية في منتصف السبعينيات المنصرمة، بقدر ما توحي بأن هذا الماضي يُمكن أن يُرمَّم من خلال مواجهته، وليس بالهروب منه. فالبوسطة التي أشعلت الحرب باتت هنا وسيلة للقاء والتواصل بين الناس والأمكنة، وأداة لجمع القرى اللبنانية وأبنائها بالدبكة، أي بالتراث المغذّى بشيء من التطوّر. ومع سائقها نعيم، يبدأ الجميع رحلة الرقص في القرى التراثية، بعد أن يمنعهم مدير أحد المهرجانات من المشاركة بهذا اللون الجديد من الفن الراقص. في هذه الرحلة، تبدأ تصفية الحسابات المتنوّعة: بين الفرد ونفسه، بين الفرد والآخر، بين الجماعة والوطن، بين المجموعة والماضي، بين الناس والتطوّر التقني. وهذا كلّه لا يخلو من نَفَسٍ فولكلوري وخطابيّ وشعاراتيّ نابع من عمق الإحساس بهذا التراث، بلغة سينمائية متواضعة، تحاول أن تنقل فصولاً من التحوّل، من خلال الرقص والاستعراض والغناء والعلاقات المتوترة والصافية والمشاعر المتناقضة. بشكل عاديّ للغاية، قدّم فيليب عرقتنجي هذه التفاصيل كلّها. وبلغة مبسّطة، بدا وكأنه يريد إنجاز فيلم متواضع (وإن رافقته حملة إعلامية/إعلانية لا تخلو من بعض الادّعاء) يروي شيئاً من المشهد <<الجميل>> للبنان، من خلال أدوات تعبير لا شكّ في أنها ستلقى تجاوباً شعبياً ما، وإن بتفاوت ملحوظ في مستوياتها الفنية. فاللوحات الراقصة جميلة، في حين أن تركيب الكلمات الغنائية عادية. والرحلة الجغرافية لا تتناقض والرحلة الإنسانية في الماضي والذات والروح، بينما يُسرف بعض الحوار في خطابيته الفجّة، ويغرق الأداء في شيء من التشنّج والعصبيّة الحادّة. السفير اللبنانية في 1 ديسمبر 2005 |
مشاكل النجوم الجدد في اختيار أدوارهم! أحمد السقا: المخرج الجيد الذي ينجح في تنفيذ السيناريو.. عقبة أمامي شريف منير: الجهة الإنتاجية هي مشكلة المشاكل أحمد حلمي: السيناريو المتقن الذي يخطفني أزمة في حياتي القاهرة ـ القدس العربي ـ من محمد عاطف: كيف يختار النجوم أعمالهم.. وما هي المشاكل والأزمات التي تواجههم عند الاختيار، فعندما نشاهد فيلما جيدا لنجم نتساءل كيف اختار هذا السيناريو ولماذا هو بالتحديد دون غيره.. ونصفق له لحسن اختياره.. وعندما نجمع علي ان هذا الممثل اختار دورا رديئا ننتقده ونسأله لماذا اخترت هذا الدور السيئ وعلي أي أساس اخترته.. ليتحمل هو بمفرده نتيجة اختياره.. أحد النجوم قال لنا انه عندما يختار دورا داخل فيلم فإن أول ما يحرص عليه هو مدير التصوير لأنه هو الذي بإمكانه أن يخرجه بصورة جيدة أو رديئة، في حيت أنه وضع السيناريو والمخرج في مراتب تالية.. ممثل آخر أكد لنا أن أول ما يهمه وما يشجعه علي اختيار عمل دون غيره اسم المخرج الذي سيعمل معه، في حين رد ممثل ثالث وكان الأذكي من الجميع عندنا قال أن أي عمل أقدمه أراعي ان يكون العمل مع مجموعة جيدة بمعني ان يكون السيناريو جيد والمخرج موثوق في قدراته وبالتالي بقية فريق العمل.. قد تكون كل هذه الأسس مجتمعة هي السبب في نجاح ممثل معين في تأدية دوره وقد يكون سبب واحد من بينها لكن بالتأكيد جمهورنا لا يشفع للمثل إذا أخطأ في اختيار أدواره ورغم أن الفيلم مسئولية الجميع بدءا من أصغر عامل فيه إلي المخرج الذي هو دينامو العمل إلا أن الجمهور يحمل النجم بمفرده المسئولية وكأنه هو الوحيد الذي أخطأ وربما كان رد نادية الجندي عن الأساس الذي تختار بناء عليه أدوارها قالت: اسم المخرج أو بمعني ادق شهرته.. فأنا لا أقبل العمل مع مخرج مبتدئ وربما كان هذا الأساس الذي ارتأته نادية الجندي لنفسها هو السبب الذي جعلها مستمرة حتي هذه اللحظة سواء قبلنا ما تقدم أو رفضناه. لسنا هنا في معرض الحديث عن الجيل السابق ولكننا سنتحدث قليلا عن الجيل الحالي لنعرف منهم كيف يختارون أدوارهم ربما نسألهم يشكل قليل في معرفة السبب وراء نجاح نجم في مقابل فشل نجم آخر. شريف منير أكد أن اختياره لأي دور يكون أولا نابعا من ثقته في الجهة الإنتاجية التي تقدم له السيناريو بالتأكيد بعد إعجابه به، ولا يهمني إذا ما كان المخرج يقدم أولي تجاربه أم لا ولكنه يهتم بشدة بمعرفة قدرات هذا المخرج لأنه هو الذي سينفذ السيناريو المكتوب أما بقية العناصر فطالما أن الأساس موجود وهو السيناريو والإخراج والدور الجيد والجهة الإنتاجية السخية فعندها يمكن أن يتغاضي قليلا عنها. أحمد السقا أكد أنه لا يقدم علي أي بطولة أي فيلم إلا بعد اقتناعه بلسيناريو أو لا ثم تأكده من أن جهة الإنتاج قادرة علي الإنفاق بسخاء علي السيناريو الذي سيتم تنفيذه، وبالتالي يجب أن يتأكد من وجود مخرج جيد قدر علي تنفيذ هذا السيناريو وهذه هي كل الأسس لي يختار بناء عليها سيناريوهات أفلامه أو أدواره فالفكرة هنا أن العمل السينمائي عمل مكتمل لا يمكن أن أقول أنني اخترت هذا الدول لأنه أعجبني فقط بل لأنه أعجبني ووجدت القادرين علي تنفيذه ولذلك فالعثور علي مثل هذا المخرج عقبة أمامي دائما.. ويتفق أحمد حلمي مع أحمد السقا في أنه يختر أدواره بناء علي السيناريو المكتوب في المقام الأول خاصة وأن السيناريو الجيد هو أساس كل دور ناجح وكل عمل ناجح لأن الشخصيات تكون مرسوم بداخله بشكل جيد مما يتيح أمام الممثل القدرة علي الظهور في أفضل الحالات ففي حال ان السيناريو خطفني فمن المستحيل أن أرفض الفيلم لأي سبب حتي وإن كان شخصيا وبعد ذلك كل شيء يمكن أن يتم ترشيحه سواء المخرج أو مدير التصوير وبقية عناصر العمل. و من جهته أكد محمد نجاتي أن السبب الوحيد الذي يمكنه أن يجعله يتخلي عن دور في حين يقبل دورا آخر هو أن يكون غير مقتنع بالورق المكتوب لأن هذا يعني عدم اقتناعه ببقية فريق العمل، كذلك أكد أنه من المستحيل أن يقبل دورا لم يحبه فحبه للشخصية التي يؤديها هو الذي يساعده علي ادائها بشكل جيد ولا يفرق لديه في هذه اللحظة ما إذا كانت هذه الشخصية شريرة أو خيرة فالأهم لديه أن يتعاطف معها وأن يعلم جيدا انه قادر علي ادائها ليقنع الناس بها. لذلك تنتابني حالات من الحيرة والقلق عندما أفشل في العثور علي نصوص متميزة. أما مي عز الدين فقد أكدت أن أهم ما تأخذه في اعتبارها قبل بدء تصوير أي فيلم هو إذا كان الدور الذي تقرأه قد قدمته قبل ذلك ام لا فهي حريصة جدا علي ان تكون مختلفة في كل عمل تقدمه حتي لا تكرر نفسها، وبعد ذلك تهتم بمساحة الدور ومدي تأثيره علي الأحداث بالطبع بعد أن تكون قد أحبت هذا الدور بالفعل.. وهو الأمر الذي تطبقه في المسرح والسينما والتليفزيون. يري كريم عبد العزيز أن أكثر لمشاكل التي تواجهه عند اختيار ادواره علي الشاشة هي العثور علي عمل نظيف لأننا رفعنا في جيلنا شعار السينما النظيفة والتي يتهجم عليها البعض لكن جيلي نجح في إرساء مبادئها في أفلامنا ونقدم بالفعل سينما تخلو من الإباحية والسلوكيات الشاذة التي تؤذي عين المشاهد. تقول مني زكي: أهم المشاكل التي تواجهني عند اختيار أدواري ألا تتعرض للسلق في التصوير ولا تطلب منا الشركة المنتجة التعجل في العمل من أجل اللحاق بموسم سينمائي محدد.. فهذا يؤدي إلي تشويه العمل وأحيانا نشعر بالندم إذا نفذنا ذلك لأننا تضررنا من هذا.. ولا أسمح لنفسي بأن يشوه اسمي أو مكانتي الفنية من أجل التواجد في موسم معين لعرض الأفلام.. ما يهمني أن يراني الجمهور بالشكل الأفضل. القدس العربي في 1 ديسمبر 2005 |