جديد الموقع

كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما

 

 

التالي
السابق

كتبوا في السينما

سينما المقاومة في فلسطين

«الحس» للإيطالي فيسكونتي

يسري نصر الله: أفلامي بسيطة وشديدة الخصوصية

غودار: نحن أقرب إلى نقطة النهاية لأننا عاجزون عن الكلام

نجوم هوليوود والملك القادم من بلاد الشرق!

رسالة لوس إنجلوس: أمال عثمان

تلقيت دعوة من متحف لوس أنجلوس للفنون لحضور مراسم الاحتفال بوداع الملك القادم من بلاد الشرق.. ومشاهدة الأيام الأخيرة للفرعون الصغير توت عنخ آمون في مدينة الأضواء والسينما والنجوم.. قبل أن ينهي فترة إقامته في لوس أتجلوس التي اختارها لتكون أول مدينة يعود إليها بعد 27 عاما من زيارته الأولي للولايات المتحدة الأمريكية.

كنت أعتقد أن مضي عامين كاملين علي زيارتي الأخيرة لأمريكا ,كفيل بان يمحو من شريط ذكرياتي متاعب وصعاب ومشقة السفر الي بلاد العم سام , بداية من إجراءات التفتيش والاستجوابات والتحقيقات التي يمارسها ضباط الأمن والجوازات في المطارات الأمريكية , وصولا الي الحكايات والقصص العجيبة التي يرويها الأصدقاء بعد عبور الأراضي الأمريكية حول ما يتعرض له بعض زوار وضيوف أرض الأحلام في المطارات من سوء معاملة قد تصل في بعض الأحيان إلي حدود الإهانة و السجن والترحيل !!

ولأنني أؤمن بالمثل القائل اختار الرفيق قبل الطريق طرحت كل مخاوفي وذكرياتي جانبا , وبدأت أهيئ نفسي للرحلة التي سأقضي خلالها أكثر من 20ساعة فوق السحاب نتنقل بين الطائرات والمطارات مع رفيقا رحلتي الصديقة العزيزة الدكتورة نورا عبيد مستشار الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار ومسئولة حملة جمع الأموال لمشروع المتحف المصري الكبير , والآثري أيمن عبد المنعم مدير صندوق التنمية الثقافية والمشرف علي مشروع متحف الحضارة .

***

مرت الساعات سريعا وهبطنا في مطار" شارل ديجول "الفرنسي لنستقل منه الطائرة التي ستحملنا بين جنباتها , وتعبر بنا إلي الساحل الغربي للولايات المتحدة الأمريكية , ولان "الشمس" آبت أن تفارقنا وظل ضياؤها يلاحقنا طوال ساعات السفر, لم ننجح في ترويض "الساعة البيولوجية" ونقتنص ساعات من النوم تعيننا علي سفرنا الطويل .

وقبل أن تهبط الطائرة في مطار لوس أنجلوس , كنا قد رفعنا حالة الاستعداد القصوي وهيأنا أنفسنا لتقبل الإجراءات الأمنية المشددة وتحمل الاستجوابات والاستفزازات التي يمارسها بعض ضباط الأمن والجوازات علي أبواب الإمبراطورية الأمريكية ! لكن سرعان ما تبدد ت تلك المشاعر, وبدأ الهدوء والارتياح يتسلل إلينا بعد أن لاحظنا من الوهلة الأولي اختفاء ملامح التجهم والغلظة والحدة من فوق الوجوه التي تستقبلنا لتحل مكانها ملامح الترحيب و الابتسامة , صحيح أن الإجراءات الأمنية مازالت في غاية الشدة والصرامة , ولكن اختفت نظرات العداء والشك والاتهام التي كانت تجعل من زوار بلاد العم سام متهمين وإرهابيين حتي تثبت براءتهم!!

لم تستغرق إجراءات الدخول أمام ضابط الجوازات سوي دقائق تحقق خلالها من بصمة "الإبهام" وكذلك بصمة "العين" , وقام بمراجعة التأشيرة التي تمنحني الحق في زيارة أمريكا كصحفية طوال خمسة سنوات , لكني فوجئت به يستفسر عن سبب وجود تأشيرة للمملكة العربية السعودية في جواز سفري , ويطرح علي سؤال غريب عن رأي في حزب الله وتنظيم الزرقاوي !!

حملنا حقائبنا وخرجنا من المطار في بساطة ويسر لنجد في استقبالنا إحدي المسئولين عن تنظيم معرض توت عنخ آمون , لتصحبنا في السيارة السوداء الليموزين الأمريكية فارهة الطول إلي الفندق الذي يقع في منطقة "بيفرلي هيلز" حي الأثرياء والنجوم والمشاهير .

***

انطلقنا في الصباح الباكر إلي متحف لوس أنجلوس للفنون لنلقي التحية علي الفرعون الصغير ونبلغه تحيات وأشواق كل المصريين وأمنياتهم بعودته إلي أرض الوطن سالما بعد انتهاء جولته التي يتنقل فيها بين المدن والعواصم الأوروبية والأمريكية , سفيرا يمد جسور السلام والحوار بين مصر والعالم.

وأمام أبواب المعرض وجدنا طوابير الزوار من جميع الأعمار تمتد لعدة أمتار , وعشرات الأتوبيسات تحمل المئات من تلاميذ المدارس ينتظرون جميعهم لحظة اللقاء مع الفرعون المصري الصغير الذي حل ضيفا كريما علي مدينتهم , قبل أن يشد الرحال وينطلق إلي "قلعة لوديردال " بمدينة ميامي ثاني محطة له في الأراضي الأمريكية .

استقبلنا عدد من مسئولين عن المتحف ومنظمو المعرض ترافقهم الأثرية فاطمة بركات كبيرة باحثين المتحف اليوناني الروماني والمرافقة للمعرض , وبدأنا جولتنا من داخل قاعة صغيرة مظلمة , وبعد دقائق كان صوت الفنان العالمي عمر الشريف ينطلق في أرجاء القاعة ليروي قصة الملك توت عنخ آمون من خلال فيلم تسجيلي قصير ثم يصحبنا بصوته في جولة ممتعة يكشف لنا أسرار وتاريخ كل قطعة فنية داخل المعرض من خلال جهاز صوتي صغيرAudio Tour مع كل زائر .

ومعرض توت عنخ آمون والعصر الذهبي كما تقول الأثرية فاطمة بركات يضم 50 قطعة تم اختيارها من بين خمسة ألاف قطعة عثر عليها "هوارد كارتر " عندما اكتشف المقبرة , والموجودة الأن في المتحف المصري , ولكن القطع جميعا التي تم اختيارها ليس بها أي قطعة من القطع الفريدة المحظور خروجها من مصر مثلما حدث في المعرض السابق منذ 27 عاما , مما جعل أغلب الزوار يتساءلون عن سبب غياب قناع الملك توت عنخ آمون , ومع ذلك فقد حقق المعرض إقبالا شديدا وبلغ عدد الزوار منذ افتتاح المعرض في15 يونيه الماضي وحتي الآن حوالي 850 ألف زائر وبلغت قيمة مبيعات التذاكر إلي 18مليون دولار , وبذلك يرتفع العائد الذي يحققه المجلس الأعلي للآثار من 5مليون دولار إلي 9 مليون دولار , وهو أكبر عائد حصلت عليه مصر من معارض الأثار حيث ينص العقد علي سداد مليون دولار عن كل 100 ألف زائر في حالة زيادة عدد الزوار عن 650 ألف زائر , هذا إلي جانب النسبة المخصصة من مبيعات بيت الهدايا والمطبوعات , والذي لاقي أيضا إقبالا شديدا من الزوار , ولذلك فقد طلب المسئولون مد فترة المعرض أسبوعا واستمرت الزيارة يوم السبت الماضي إلي الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل لأول مرة .

وقد زار المعرض العديد من نجوم هوليوود منهم جودي فوستر وشارون ستون والنجم الأسمر سيدني بواتييه وليوناردو دي كابريو .. وغيرهم من النجوم والمشاهير.

والحقيقة إنني شعرت بفخر كبير وأنا أري الانبهار في عيون أبناء الشعب الأمريكي بكنوز الحضارة المصرية التي تركها لنا أجدادنا والتي تتضاءل بجانبها الحضارات الحديثة , وأشكر الدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار علي إتاحة الفرصة لأول مرة أمام كل أمناء المتاحف ومفتشي الآثار والمرممين للسفر مع المعارض التي أصبحت خير سفير لنا في العالم .

***

أكثر ما لفت نظري خلال جولتي في المعرض الإقبال الشديد من تلاميذ المدارس بصحبة المدرسات , وجميعهم يحملون أوراقا بها أسئلة عن القطع الأثرية الموجودة بالمعرض ويقومون بالإجابة عليها ورسم القطع ,وهم في حالة من السعادة والبهجة وكأنهم ملكوا السماء بين أيديهم , وأكثر ما جذب انتباههم الصور المعروضة للفرعون الصغير في نهاية المعرض , حيث خصص جانب من القاعات لعرض الصور التي توصل إليها فريق من علماء الآثار المصريين والفرنسيين والأمريكيين لرسم ملامح وجه توت عنخ آمون عن طريق تجربة يطلق عليها forensic technique? " , يتم خلالها عمل موديل من البلاستيك يغطي بالطمي وموديل آخر من "السليكون " ويضاف إليه العيون والشعر , والتي اتفقوا فيها علي شكل الجمجمة والعينين , بينما اختلفوا علي شكل الأنف والأذن , وذلك من خلال التجربة التي قاموا بها للكشف عن سر موت الفرعون الصغير الذي حير العالم .. وهل مات مقتولا ؟! وأثبتت التجربة انه أصيب في قدمه اليسري في حادث , وأدي تلوث الجرح إلي الوفاة !

***

وخلال جولتنا علقت د. نورا عبيد علي القطع الأثرية التي تم اختيارها بعناية للمعرض , والمعلومات المصاحبة لكل قطعة , وسيناريو العرض المتحفي الذي يتيح للزائر_ في سهولة ويسر _ فرصة التعرف علي هذه الحقبة التاريخية الهامة من التاريخ الفرعوني , والاستمتاع بروائع الفن المصري القديم .

ولم يفت الآثري أيمن عبد المنعم أن يروي لنا بعض المعلومات والقصص التاريخية الشيقة والممتعة حول بعض القطع الأثرية , ووضح لنا الكثير عن حياة ومعتقدات الملوك المصريين القدماء.

***

انتهت جولتنا في المعرض وخرجت أحمل بداخلي الكثير من الأفكار والمشاعر حول هذا الملك الشاب الذي مات وعمرة لا يزيد عن 19 عاما لكنه استطاع أن يحقق شهرة, ويحتل مكانة في قلوب العالم لم يحققها أي فرعون مصري في التاريخ , وكيف يستقبل في كل مدينة في العالم استقبال كبار الملوك والرؤساء , وكيف نجح في أن يحقق لمصر دعاية سياحية وإعلامية وسياسية إلي جانب العائد الأقتصادي الكبير الذي يساهم في بناء المتاحف الجديدة وترميم الآثار ,فقد أفردت له كبري الجرائد والمجلات وأوسعها انتشارا في العالم صفحاتها مثل نيويورك تايمز ولوس انجلوس تايمز وغيرهما وخصصت معظم المحطات التليفزيونية الشهيرة برامجها لهذا الحدث مثل good morning America وTo day show وغيرها من البرامج الشهيرة .

***

كانت المحطة الثانية التي تنتظرنا في برنامج الرحلة زيارة معهد " بول جيتي " أشهر مؤسسة علمية في مجال المتاحف والآثار , وكانت الزيارة معدة من قبل اليونسكو لزيارة معامل الترميم والوقوف علي أحدث والتكنولوجيا المستخدمة في مجال الآثار ,والوظائف المتحفية وزيارة المكتبة والمتحف الذي يعد من أهم المتاحف العالمية , وعقد بعض واللقاءات مع المسئولين عن المنح والتدريب .

وخلال الاجتماعات قامت د. نورا عبيد بالتفاوض مع المسئولين حول إمكانية مساهمتهم في مشروع انشاء المتحف المصري الكبير , وقد أبدوا ترحيبا كبيرا , ووافقوا من حيث المبدأ علي المساهمة في دعم ترميم القطع الأثرية التي تم اختيارها للعرض في المتحف الجديد , وكذلك المساهمة في عمليات نقل القطع الأثرية, وخاصة القطع الخاصة بالملك توت عنخ آمون والتي يصل عددها إلي 5 آلاف قطعة .

كما تناولت الاجتماعات بعض المشاورات حول إقامة احتفالية كبيرة علي هامش معرض توت عنخ آمون الذي يقام الشهر القادم في مدينة ميامي , لدعم مشروع انشاء المتحف المصري الكبير بالتنسيق مع مؤسسة الناشيونال جيوجرافيك والشركة الدولية للفن والمعارض المسئولين عن تنظيم المعرض .

كما ناقش أيمن عبد المنعم موضوع الدورات التدريبية التي ينظمها معهد بول جيتي كل عام للعاملين في المتاحف الأمريكية , ونجح في أن يحصل علي موافقة منهم علي تدريب عدد من العاملين بالمتاحف المصرية .

أخبار النجوم في 26 نوفمبر 2005

نجوم هوليوود يشاركون في إعادة المشهد:

اغتيال رؤساء امريكا

إعداد: ماريان نبيل 

صيحة جديدة تبثها السينما الامريكية في الفترة الأخيرة حيث إتجهت إلي تجسيد قصص وسير كبار القادة وعلي وجه الأخص الرؤساء الامريكيين بعد أن تم التعاقد مع أكثر من فنان عالمي للمشاركة في فيلم لإحياء ذكري الرؤساء ومنهم ليونارد دي كابريو وهاريسون فورد وانتوني هوبكنز.

فاللمرة الرابعة يشارك ليوناردو دي كابريو والمخرج الكبير مارتن سكورسيزي في فيلم عن حياة الرئيس الامريكي رقم 26 'تيودور روزفلت' والذي يكتبه نيكولاس ماير وفقا لما ذكرته مجلة فاريتي الامريكية.

وقد استطاع ليوناردو وسكوسيزي تكوين ثنائي متميز منذ قيامهما بفيلم 'عصابات نيويورك' ثم فيلم 'الطيار' وأخيرا 'الراحل' الذي يقومون بتصويره في الوقت الحالي وهو إعادة إنتاج لفيلم 'الملاك الثمل'

وتقوم قصة فيلم 'تيودور' علي السيرة الذاتية للرئيس والتي تحمل عنوان 'نشأة تيودور روزفلت' للكاتب أدمون موريس الذي حاز علي جائزة بوليتزر عن هذا العمل، ويبدأ الفيلم بقصة السياسي الراحل منذ أن كان في الخامسة والعشرين من عمره وتحوله إلي واحد من أبرز السياسيين الامريكيين وقد نشأ روزفلت في الولايات المتحدة لدي واحدة من العائلات الألمانية التي أستقرت في أمريكا خلال القرن السابع عشر والتحق بجامعة هارفرد في الثامنة عشرة من عمره حيث قضي أربعة أعوام للدراسة. وتم ترشيحه لمجلس نيويورك وخلال ثلاثة أعوام، ظهرت فيها مهاراته السياسية، ولكنه ترك منصبه وعمله عام 1884 بسبب تدهور صحته ووفاة زوجته، وقد استثمر جزءا من ثروته التي ورثها من والده في مزرعة اشتراها في أراضي داكوتا حيث توقع أن يمكث في الغرب سنوات طويلة. وبدأ يتحول روزفلت إلي صائد للحيوانات وكان يؤمن بالحياة البرية التي جلبت له الصحة والقوة. ولكنه عاد إلي نيويورك مرة أخري حيث تزوج مرة أخري وانغمس ثانية في الحياة السياسية.

وعند انتخاب الرئيس هاريسون قام بتعيين روزفلت كعضو في لجنة الخدمات المدنية ثم انضم الي ادارة ماكينلي حيث بدأ في الإعداد للحرب الكوبية وقد حاز علي شهرة كبيرة كقائد لهذه الحرب، ثم تولي منصب نائب الرئيس ماكينلي وعقب اغتياله تم انتخابه كرئيس للولايات المتحدة وقد تمتع روزفلت بقوة وإصدار حتي أنه عند إغتياله في طريقه لإلقاء خطاب استطاع الصمود بعد أن أطلق الرصاص علي صدره وقد أعرب ليوناردو دي كابريو عن سعادته بترشيحه لتجسيد دور زعيم سياسي بارز مثل روزفلت وقد جاء هذا الترشيح من شركة الانتاج ومن المخرج مارتن سكورسيز الذي شاركه العديد من الافلام وينشغل دي كابريو في الفترة القادمة بتصوير فيلم جديد مع المخرج الكبير ستيفن جيجان. بعنوان 'لمحة' ويتناول الفيلم ظاهرة كيفية تأثير الانطباعات الأولي للآخرين علي حياتنا الشخصية.

أخبار النجوم في 26 نوفمبر 2005

 

جديد روبرتو بنيني فيلم «النمر والثلج»...

حين يكشف الحب عبثية الحرب

روما – شوقي الريس 

هل تركت المأساة العراقية الممعنة في عبثيتها مساحة للحلم؟ هل أبقت فصول القتل المنتظمة في مواعيد شبه قدرية فسحة للأمل؟ اما زالت هناك نافذة ينثر منها الشعراء قصائدهم على عاصمة الشعر التي يجيئها الموت من كل حدب وتكاد الحياة لا تأتيها الا بغفلة غافل؟. قد تبدو السينما وحدها القادرة على اقناعنا بأن معجزات كهذه قابلة للحدوث في مواسم الدمار المتعاقبة على وقع التحليلات والفرضيات العقيمة، ولا غرابة في ذلك. لكن المستغرب ان يأتي ذلك على يد مخرج وممثل ايطالي يعتبر نفسه سليل فليني ويجسد الفكاهية في ذروة مظاهرها التهريجية.

«النمرة والثلج» هو الفيلم الاخير الذي اراد روبرتو بنيني ان يصور من خلاله «حربه» في العراق، والذي دفع بعض النقاد الى اعتباره «معجزة نعتقد معها بأن المستحيل بات ممكناً في زمن الحسابات والواقعية المفرطة».

عنوان الفيلم مقتبس من لوحة شهيرة للرسام الياباني هوكوساي، وتدور وقائعه حول قصة حب بين شاعر ايطالي من توسكانا، مسقط رأس بنيني الذي يلعب ايضاً دور البطولة في الفيلم، وزوجته – تؤدي دورها زوجته الممثلة نيكوليتا براشي، كما فيلمه السابق «جميلة هي الحياة» الذي نال جائزة الاوسكار – التي تصاب بانفجار في بغداد حيث ذهبت لانجاز سيرة شاعر عراقي معاصر يلعب دوره الممثل الفرنسي الاندلسي الاصل جان رينو.

يقول بنيني ان الغرض من فيلمه الذي صور في تونس واستخدمت فيه دبابات واسلحة اميركية حقيقية «ليس انتقاد الحرب او توجيه رسالة سياسية... بل هو فيلم عن الحب الذي، وحده، يظهر لنا عبثية الحرب وتفاهتها». ويضيف: «قبل ان أصبح العراق كابوساً، كان بالنسبة اليّ حلماً تحملني اليه مراكب الحكايات التي اختزنتها منذ صغري كنوزاً مضخمة بعبائر الشرق وسحره». اما السيناريو، وهو ايضاً من وضع بنيني، فهو مرصع بمقتبسات من اشعار ادونيس ونيرودا وبورخيس وناظم حكمت وايلوار وابي الطيب الذي يقول عنه انه «دانتي الحرب».

«ان ارتكاب مجزرة لا يحول دون وقوع مجازر اخرى، ولا شيء ينقذنا من القنابل سوى الشعر والحب» يقول آتيليو، الشاعر التوسكاني الذي انتحل صفة جراح في بعثة للصليب الاحمر ليذهب الى بغداد بحثاً عن زوجته المحتضرة في احد المستشفيات. ويضيف، واقفاً على ضفة دجلة ومحدقاً في سماء تجرح عتمتها شهب القذائف ويهز سكوتها دوي الانفجارات «هذه السماء المطهمة بالنجوم هي سماء الف ليلة وليلة... سماء العرب الذين اهدتنا ثقافتهم مخيلة وسع السماء... ثقافة خصبت وتخصبت ووهبتنا من الجمال ما يقتضي ان نكون ممتنين لها وان ننظر اليها بمحبة واحترام».

وفيما يضرم الفيلم الجدل المستعر في ايطاليا حول بقاء القوات الايطالية او سحبها من العراق، يرفض بنيني تسييس عمله الذي يترقب النقاد بشغف ردود فعل الجمهور الاميركي عليه عندما يبدأ عرضه قريباً في الولايات المتحدة، ويقول: «هذه قصة حب تختصرها اربع ساعات تبقت لانسان يفارق الحياة على مسرح تنتظم فيه مواقيت الموت بدقة مرعبة، والآن يطرحون عليّ اسئلة حول الماريتر وبوش وحركة السلم!... أذكر فلليني الذي، اذ سئل عن السياسة، كان يقول: «لا اعرف ولا أريد ان اعرف... الفنان سائر في منامه على طريق غامض ومجهول، ان ايقظته فجأة وسالته ان يشرح لك الى اين يسير، يبدو ابلهاً او مجنوناً».

الحياة اللبنانية في 25 نوفمبر 2005

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التالي
السابق
أعلى