جديد الموقع

كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما

 

 

التالي
السابق

كتبوا في السينما

سينما المقاومة في فلسطين

«الحس» للإيطالي فيسكونتي

يسري نصر الله: أفلامي بسيطة وشديدة الخصوصية

غودار: نحن أقرب إلى نقطة النهاية لأننا عاجزون عن الكلام

عن مفهوم التسامح في وطني!

المخرج جون بورمان يراجع سياسة الأبارثايد

قيس قاسم

أحد أقوى الأسباب التي جعلت من الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، قائدا ورمزا سياسيا عالميا هو قدرته على التسامح والنظر دوما الى البعيد متجاوزا الرغبة في الأنتقام من خصومه الذين رموه في غياهب السجون لأكثر من ربع قرن، متمعنا في القوة الداخلية/ الأيجابية الهائلة التي يملكها البشر وقدرتهم على نسيان الماضي وبدء العيش مجددا، في مناخ أنساني رحب. أراد للتميز العنصري أن ينتهي الى الأبد، أراد أقتلاعه من جذوره، بالمكاشفة والصفح. فالضحية لاتسامح جلادها إلا إذا أحست حقا بأنه نادم على فعلته، والمهم معترفا بجرائمه ومن بعد يحق طلب العفو منه. بهذة الطريقة أراد مانديلا أن يؤسس لجنوب أفريقيا خالية من الأحقاد، والفوارق بين السود والبيض. لكن هل سادت هذة الروح وسارت ممارسات التسامح بيسر ومثالية، الجميع يعرف صعوبة تطبيقات روح التسامح في ظل تاريخ طويل من العزل والكراهية، فتشكلت من أجل تطبيق واقعي وأنساني لها لجنة سميت (لجنة الحقيقة والتسامح الجنوب أفريقية) وبدأت عام 1996 عملها الأخلاقي بأبعاد صفة المحكمة عنها، مستبدلتها بروح ال" الندوتي" الأفريقية التي تملي قدرة العفو بدلا من الأنتقام في لحظات الغضب. أنتقلت بين القرى، على طول البلاد وعرضها، أستمعت خلالها الى شهادات أقرباء وأهالي الضحايا الذين  فقدوا أحبتهم، في المعتقلات أو في مراكز التعذيب التي أنتشرت بسرية كبيرة في مزارع وبيوت المالكين البيض، وأيضا الى شهادات الضحايا أنفسهم بيضا كانوا أم سودا. سجلت شهاداتهم أمام معذيهم وجلاديهم، منتظرة بعدها لحظة صدق الجاني في طلب العفو إذا ما شعر حقا بذنبه. على وقائع جلسات الحقيقة هذة بنى المخرج الأنكليزي جون بورمان فيلمه "في وطني" مانحا لها شكلا ميلودراميا وفر له متسعا كبيرا لتوصيل أفكاره السياسية والدروس المستخلصة من التجربة الجريئة التي تابعها العالم وغطتها معظم الوكالات ووسائل الأعلام، من بينهم الصحفية الجنوب أفريقية أنتي كروغ التي كلفت بملاحقة عمل اللجنة لصالح أذاعة محلية، وقامت لاحقا بنشر وقائعها  في كتاب عنوانه (وطن من رأسي) الذي أستعان به المخرج بورمان لرسم شخصية فلمه الرئيسية آنا مالان (الممثلة الفرنسية الأصل جوليت بينوش) مضيفا اليها لانغستون وايتفيلد (الممثل صومائيل ل. جاكسون) موفد صحيفة الواشنطن بوست الى هناك. أحكام مسبقة ويقين واهن.

العلاقة بين الشخصيتين تعكس رؤى مختلفة لما يجري في جنوب أفريقيا. آنا، صحفية وشاعرة بيضاء، نشأت في هذا البلد ولا تعرف موطنا سواه، تصر على الدفاع عن حقوق السود والمساواة، ولكنها تجهل الحدود بين ممارسات عائلتها، التي لا تبارك حماستها، وبين ما يجري على الأرض حقا. بالمقابل يأتي لانغستون الأسود من الولايات المتحدة حاملا حكما مسبقا، يصر على أن البيض وبسيطرتهم على مقاليد الحكم لحقب طويل، سوف يتملصون من أي عقاب. تصادم الأفكار هذا وأحتدام شدته بعد كل جلسة في قرية ما، سيجدد قناعات لدى الكاتبين، وبنفس الوقت، سيخلق علاقة عاطفية بينهما هي الأخرى تحتاج الى حالة من التسامح بين آنا وزوجها المخدوع. متابعة أحداث الفيلم تفضي الى أنتقالات مختلفة والى مستويات مختلفة من المعالجة، وهذا بالضبط ما هدف اليه بورمان. التصادم الفكري سيحتاج الى تسامح، يوفر أمكانية الأستماع الى الأخر، والأقرار بصحة رأية عند أصابته الصواب. فآنا ستعرف كم كانت واهمة عندما صدقت قبول البيض بالواقع الجديد، ولم تجهد نفسها كثيرا في معرفة حجم الكراهية التي كان يكنها البيض للسود، وكم كانت لامبالية في معرفة الحدود التي يمكن ان تذهب اليها عائلتها في تعذيب السود، وهي التي رأت بنفسها لحظة أطلاق أخيها النار على بعض اللصوص السود الذين دخلوا الى مزرعتهم لسرقة ماشيتها. لانغستون سيعرف صدق ونبل مشاعر آنا, وأيضا سيقر بقدرة الحكمة والعدالة.

مفارقة فكرية!

يحيلنا بورمان الى طبيعة العلاقات النفسية وتباينها عند النظر الى أية قضية شائكة، وبورمان يريد توصيف هذة الحالة الى المشاهد بلغة سينمائية تعبر عن المفارقة الفكرية داخلها. فالصحفي الأسود ينطلق من موقف قوي لكونه المضطهد، عبر أضطهاد أبناء جلدته السود. هنا اللون هو مصدر القوة، فتراه صامتا وغاضبا طيلة جلسات اللجنة في حين تعبر آنا عن خجلها وضعفها من أنتمائها العرقي للمجموعة البيضاء المتسلطة على السود، فنجدها بكائة الى حد الهستيريا، لسماعها لأي شهادة تدليها أم فقدت ولدها أو رجل فقد رجولته أثناء التعذيب أو صار معوقا. الشعور بالذنب يسري كما يسري الشعور بالتفوق بالرغم من الموقف الفكري الموحد. فآنا البيضاء هي شريكة لانغستون في موقفها المعادي للتمييز العرقي وفي حبها لوطنها، بكل ما فيه من موروث ثقافي أفريقي (الغناء، الرقص، الشعر واللغة). هذة المفارقة الفكرية سيحاول المخرج بورمان تفتيتها عبر نسج علاقة عاطفية بينهما. بدت هذة العلاقة سينمائيا ضعيفة من الناحية البنائية/ الدراماتولوغية، فجأت أقرب الى العلاقة الهوليودية منها الى روح ونسيج المجتمع الأفريقي، فائدتها الوحيدة أنها أعطت شكلا أخرا لنوع من التسامح الشخصي ألتمسته الزوجة من زوجها بعد أعترافها بفعلتها المشينة.

مشهد كامل للأبارثيد

يصر بورمان على رسم صورة كاملة للمشهد في عرضه لمتطرفين، من الطرفين، رافضين الواقع الجديد يسممون بقناعتهم العمياء روح التسامح، فيصرون على  أذكاء روح الكراهية والحقد، يقدمهم بورمان بصورة واقعية. ضابط المخابرات الأبيض (بريندان غليسون) نموذجا لهؤلاء. يبقى مصرا حتى النهاية على صحة موقفه ونظافة سلوكه، وممارساته البشعة في أنتزاع أعترافات المعارضين لسياسية الأبارثيد. فيرفض طلب العفو مفشلا كل محاولات الصحفي لانغستون في الحصول منه على أعترافات كاملة لدوره في تعذيب الكثير من السود. الحوارات الرتيبة بينهما هي من أكثر نقاط الفيلم ضعفا. ظهر فيها لانغستون بطلا يقينيا، يخاطب الأبيض المتطرف وكأنه دمية جامدة، لامشاعر تحركها ولا دوافع كريهة تغذيها كدوافع العنصرية البغيضة. هناك الكثير من البطأ في حركة الممثلين وثمة رتابة مملة في الكثير من المشاهد، وتفاوت ملحوظ حتى في أداء الممثلة جوليت بينوش الذي غطى عليه الإنفعال والمبالغة. شخصية لانغستون التي جسدها صومائيل ل. جاكسون، جاءت، متخلخلة، فيها عجالة بنائية، ومع ذلك أرتفع مستوى الفيلم بفضل قوة حضورهما. أداء الممثلين الثانويين، ساعد على تحقيق العمق الدرامي للقصة دون شك، والسيناريو ساعد بورمان كثيرا، ولكن لابد لنا من العودة الى ملاحظة تدعونا الى التفكير في شغل بعض المخرجين السينمائيين الكبار مثل جون بورمان صاحب روائع " الجنرال" و" الأمل والمجد" و"جحيم في الباسفيك" ، فأنت ورغم يقينك من وجود ضعف ما في بعض جوانب عملهم، إلا أنك في النهاية  تجد نفسك مجرورا الى المتابعة والأندماج في مسار التطور الدرامي لأفلامهم. قسم كبير في هذا يعود الى خبرتهم، وفي حالة بورمان الى قناعاته الفكرية وإيمانه بالمادة التي يشتغل عليها. أختياره لفكرة التسامح بعد عشرة سنوات من تطبيقها في جنوب أفريقيا يريد منا، بورمان، عبرها البحث عن شكل جديد ومعاصر لها، ولا أجد وطنا أكثر من العراق حاجة لتحقيقها ولا ضرورة أكثر من ضرورة عرض هذا هذا الفيلم "في وطني".

أسم الفيلم: في وطني

أخراج: جون بورمان

تمثيل: جوليت بينوش، صومائيل ل. جاكسون، بريندان غليسون، وأخرون

دراما، 2005

موقع "إيلاف" في 24 نوفمبر 2005

ابراهيم الحكيم وزهور القرآن

سلوى اللوباني من القاهرة:  

نظمت دار الشروق يوم 22 نوفمبر احتفالية لتوقيع كتاب "مسيو ابراهيم وزهور القرآن" بحضور مؤلف الرواية الفرنسي "اريك ايمانويل شميث"، تحت رعاية أ. ابراهيم المعلم ونخبة من المثقفين والادباء الى جانب عدد من الشخصيات الفرنسية، وتمت ترجمة وتقديم الرواية من قبل أ. محمد سلماوي، حققت الرواية منذ نشرها عام 2001 مبيعات هائلة، بيع منها في فرنسا 300 الف نسخة، وترجمت الى 20 لغة كانت آخرها الايطالية التي بيع منها أكثر من 80 الف نسخة، والجدير بالذكر ان روايات اخرى صدرت للمؤلف وهي "ميلاريبا" عن الديانة البوذية "اوسكار والسيدة الوردية" عن المسيحية، و"طفل نوح" عن اليهودية، واختار المؤلف لهذه الاعمال التي تعالج مختلف الاديان عنوان سلسلة وهو "غير المرئي"، بالاضافة  الى اعمال أخرى للمؤلف منها 4 روايات و8 مسرحيات، ولكن العمل الاكثر شهرة له هو رواية "مسيو ابراهيم وزهور القرآن"، وقد نال "ايريك شميث"  الوسام الاكبر للاكاديمية الفرنسية على مجمل اعماله عام 2001.

مسيو عمر الشريف:

تم انتاج فيلم "مسيو ابراهيم وزهور القرآن" بعد ان ذاع صيت الرواية عند نشرها في أوروبا، وحصل الفنان العالمي عمر الشريف على جائزة معرض فرانكفورت في التقريب بين الشعوب بناء على دوره في الفيلم، والجدير بالذكر ان السيدة "سوزان مبارك" قد حضرت تكريم عمر الشريف في قاعة المؤتمرات في معرض فرانكفورت وسلمته الجائزة بنفسها، واشاد أ. محمد سلماوي في مقدمة الكتاب بالقيمة الفنية للفيلم ومضمونه الفكري، "فقد قدم صورة عن الاسلام والمسلمين تختلف عن تلك الصورة المشوهة التي تقدمها السينما الامريكية وبعض اجهزة الاعلام الغربي"، واعتبر أداء عمر الشريف في الفيلم ميلاد جديد له فهو دور بعيد عن الوسامة ومعتمد فقط على موهبته، فدور مسيو ابراهيم يعتمد على الجمال الروحي، وقدمه عمر بكل تلقائية وكانه لم يكن يمثل.

لذلك سرقته مستباحة:

تحمل الرواية العديد من المعاني الانسانية والقيم الجميلة التي قدمها مسيو ابراهيم (صاحب محل البقالة في فرنسا)، للصبي مويس(16 عاما) من خلال أحاديثهم وأسئلة مويس الكثيرة، جسد مسيو ابراهيم فلسفة الاسلام بالاعتماد على الله والايمان بما ورد في القرآن، كما جسد الشرق فهو المانح للحب والحنان، هو الحكيم الذي قدم النصائح، اما الصبي مويس فقد جسد عالم الماديات والمال من خلال سرقته لمسيو ابراهيم، فكان يسرق بعض علب الاكل المحفوظ، فهو عربي لذلك سرقته مستباحة، بهذه العبارة كان يحلل سرقته... "كان مسيو ابراهيم عجوزا منذ عرفناه.....كانت بشرته القمحية قد امتلأت بالبقع الداكنة الدالة على الحكمة والتي تأتي مع التقدم في العمر، كان في نظر الجميع يعتبر حكيماً.. بلا شك لانه ظل لمدة 40 عاما على الاقل العربي الوحيد في حي يهودي، بلا شك لانه كان يبتسم كثيرا ويتحدث قليلاً".

علاقة روحانية:

ومن ثم تبدا العلاقة تنسج خيوطها بين ابراهيم والصبي مويس، هذه العلاقة بدأت عندما قدم مسيو ابراهيم افكاراً لمويس كي يوفر لنفسه بعض المال... "بفضل مساعدة مسيو ابراهيم انشق امامي عالم الكبار ولم يعد يمثل ذلك الحائط المنيع الذي كنت ارتطم به وها هي يد قد امتدت الى الان من خلال هذا الشق"، مويس يعيش مع والده الذي يهتم فقط بالقراءة، مكتئب، منعزل، والدته هجرت المنزل بعد ولادته بفترة قصيرة،... "عندما كنت انظر الى والدي وهو يقرأ منعزلا في مكتبته التي تحوي خلاصة العقل الانساني، كان منغلقا على نفسه ولم يكن يعيرني اي اهتمام، بينما كنت اشعر بالدفء مع مسيو ابراهيم ونتبادل الحديث ويقدم لي النصائح".

اني أعرف ما في قرآني:

تستمر العلاقة بين مسيو ابراهيم ومويس، يعلمه من خلالها قيم جميلة، مثل اهمية الابتسام،.... "لم يعد هناك شئ يستطيع مقاومتي لقد منحني مسيو ابراهيم امضى سلاح أخذت أمطر العالم بوابل من ابتساماتي لم يعد احد يعاملني كصرصار"، استمرت العلاقة من خلال التواصل الدائم بين صبي صغير يود معرفة الكثير وتدور برأسه العديد من الاسئلة يبحث عن اجابات لها غير موجودة لدى والده أو في عالمه،.. "ماذا تفعل يا مسيو ابراهيم  كي تكون سعيدا؟"، لماذا انت دائم الابتسام؟ وغيرها من الاسئلة، اسئلة موجهة للروح في عالم ملئ بالماديات، وكانت معظم اجابات "مسيو ابراهيم" في جملة متكررة هي "اني اعرف ما في قرآني"، فالجمال موجود في كل مكان....

رحلة بين الغرب والشرق:

انهى والد مويس حياته بالانتحار، لتبدأ علاقة ابوة جديدة بين ابراهيم ومويس علاقة التبني، ويستمر ابراهيم في تقديم حكمه وفكره السمح للصبي مويس..." يجب الا تكره والدك، والدك لم يكن امامه مثلا يحتذي به، فقد والديه صغيرا حين القى النازيون القبض عليهما وتوفيا في معسكرات الاعتقال، لم تكن لديه القوة على الحياة بسبب كل ما حدث"، وتبدأ من هنا العلاقة في رحلة بين الغرب (فرنسا) والشرق (منطقة الاناضول)،..."كان يجعلني مسيو ابراهيم أدخل الى الاماكن الدينية معصوم العينين، لاتبين كل دين من رائحة مكان عبادته"، فتلتقي ارواحهم حيث الحب والجمال والموسيقى، والرقص الصوفي والسمو الروحي، وتنتهي الرواية برحيل ابراهيم الى عالم الخلود، بعد ان وصل الصبي مويس الى قدر من الثراء المعرفي والروحي من خلال ابراهيم ليواصل حياته ويصل الى باريس ليجد ان مسيو ابراهيم قد أعد كل شئ، فورث أمواله، بقالته، قرآنه ويصبح "صاحب محل البقالة".

هي علاقة انسانية نادرة بين السيد ابراهيم المسلم الذي تخطى 70 عاما والصبي اليهودي مويس، هي قصة حب بين روحين، وقيمة هذه الرواية تكمن في هذه العلاقة النادرة بين روحين في ظل ما يشهده العالم من صراعات كل يوم، فهي كسرت الحواجز العنصرية والدينية والحضارية لتنجب لنا علاقة انسانية بين مسلم ويهودي، بين شرقي وغربي، بين عجوز وصبي.

salwalubani@hotmail.com

موقع "إيلاف" في 24 نوفمبر 2005

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التالي
السابق
أعلى