في «بنات وسط البلد» محمد خان يعود إلى سينما المهمشين القاهرة ــ فوزي سليمان |
أمام أزمة الإنتاج في السينما المصرية، وتحكم حفنة من المنتجين هم أنفسهم أصحاب دور العرض وسعيهم للربح السريع عن طريق الأفلام الهزلية وما سمي بالشبابية يضطر مخرج كبير له تاريخه وباعه الفني، مثل محمد خان، بعد فيلمه السينمائي الأخير »أيام السادات« إنتاج 2001، إلى أن يلجأ إلى »الديجيتال« الذي هو الإنتاج الأرخص ليصور به فيلمه »كليفتي« 2003 من إنتاجه، ببثه على الفضائيات بعيداً عن دور العرض، وهذه المرة يعود خان للسينما بفيلمه »بنات وسط البلد« سيناريو وحوار وسام سليمان وهو بطولة مطلقة للثنائي هند صبري ومنة شلبي ومعهما خالد أبو النجا ومحمد نجاتي، إلى جانب أحمد بدير وماجدة الخطيب وعزت أبو عوف وأحمد راتب ومنال عفيفي. »المكان« هو أهم سمات سينما محمد خان، القاهرة بالذات لها مكانة خاصة في أفلامه، حيث جابت الكاميرا شوارعها في أول أفلامه »ضربة شمس« 1980، واستمرت تلاحق تطورها الاجتماعي من خلال فيلم »أحلام هند وكاميليا« 1988، و»فارس المدينة« 1992 و»كليفتي« 2003، متناولاً أساساً حياة ومشكلات المهمشين في هذه المدينة الضخمة في الثمانينات والتسعينات من القرن العشرين. في فيلمه الجديد »بنات وسط البلد« يلاحق تطور أو تغير القاهرة الاجتماعي والحضاري حيث نجد، كمكان رئيسي بالفيلم، مترو الأنفاق وسيلة المواصلات الأساسية و»الموبايل« وسيلة الاتصال الأساسية. الشخصيتان الرئيسيتيان في الفيلم هند صبري ومنة شلبي تربط بينهما صداقة وثيقة تنتميان إلى مجتمع المهمشين أو الشريحة الدنيا من الطبقة الوسطى، إحداهما »هند صبري« تعمل في محل ملابس نسائية في حين أن منة شلبي تعمل في محل كوافير يملكه أحمد بدير أو جورج الذي يضع باروكة وزائغ العينين ويتحرش بها. من حق الفتاتين وهما تعملان في وسط البلد بين المحلات التجارية التي تزخر بالسلع والملابس النسائية المغرية أو محل الكوافير الذي تتردد عليه نماذج نسائية مستريحة مادياً أن يكون لهما تطلعاتهما الطبقية. يتعرفان في محطة مترو الأنفاق على شابين هما محمد نجاتي وخالد أبو النجا تدعيان أنهما فنانتان إحداهما مصممة أزياء والثانية موسيقية ومطربة، الاتصال بينهما دائماً بالموبايل ولقاءات الصدفة أصبحت متعمدة ويتصور نجاتي أن هند سهلة المنال، يدعوها لمسكنه ولكنها تصده في حين تنمو صداقة بين منة وخالد الذي يعمل طباخاً أول في أحد المطاعم. خالد يتفوق في أداء دوره، يجيد إعداد أصناف الأكلات، يدعو الفتاتين وصديقه إلى بيته العتيق حيث يعيش والده. الأب عزت أبو عوف يبارك هذه الصداقة من أجل المشاهد التي تفوقت فيها منة وهي تشارك في غناء جماعي بقيادة الفنان الأسمر »ريكو« وفرقته، وهي لا تستطيع أن تلاحق الفريق، يعبر وجهها بعمق عن الإحباط، ولكنها تعوض من قبل خالد وحبه لها، حيث نراها ترتدي طرحة الزفاف ومشهد أخير للأسرة السعيدة بين طفلها وزوجها خالد وجده.. في حين أصبحت صديقتها هند مضيفة طيران. استطاع محمد خان كمخرج أن يعتصر قدرات ممثليه ليقدموا أحسن ما عندهم، وليعبروا عن مشاعرهم، وخاصة في اللقطات المقربة، كلوز أب، تساعده كاميرا حساسة من الفنان كمال عبد العزيز وإيقاع متسق للمونتيرة الشابة دينا فاروق ولم يبخل خان على جمهوره بمتعة الغناء في أغنية »بنات وسط البلد« تلحين وغناء »ريكو«. ولكن السؤال هل يصمد فيلم خان رغم ما فيه من جاذبية أمام الأفلام الغنائية والكوميدية في السوق، ويبقى الأهم وهو الفيلم عودة لمخرج كبير له بصمته أمام تراجع مخرجين كبار من جيله بسبب ظروف الإنتاج في السينما المصرية. البيان الإماراتية في 9 نوفمبر 2005
بنات وسط البلد! محمد صلاح الدين مازال محمد خان أسيراً لعشق المدينة أو وسط القاهرة.. وعنده حق. فرغم كل ازدحامها وقرفها إلا اننا لانستطيع أن نستغني عنها. خاصة هؤلاء الذين ولدوا وكبروا فيها.. وليسوا وافدين عليها أو مهاجرين عنها. لذلك جاء فيلمه الأخير "بنات وسط البلد" استكمالاً لمسيرة بدأها منذ "ضربة شمس" عام 1980 واستمرت طوال "21" فيلماً.. أهم ما فيها إصراره علي رصد الطبقات الوسطي والدنيا واختلالها المدهش أمام نظم اقتصادية واجتماعية مختلفة إلا انها تتمرد وتقاوم!! وهذا ما حاول أن يظهره في فيلمه الجديد.. إلا انه استبدل هذه المرة "الفوارس" الذين كانوا يحاربون طواحين الهواء. بالعنصر النسائي الذي أصبح يقاوم أكثر من الرجال.. وهذه ميزة أولية للفيلم.. لذلك جاء سيناريو وسام سليمان متسقاً مع الحالة التي يعيها المخرج. وكانت النتيجة رؤية بصرية جيدة تحابا فيها النص مع المنظر لتكوين حالة حب معشقة كما قال بذلك "فولكر فولر"!. إن جومانة "هند صبري" بائعة في محل ملابس. وياسمين "منة شلبي" كوافيرة في محلات وسط البلد. تجمع بينهما صداقة متينة. صداقة الهم والشقاء وقسوة الحياة. وأيضاً الشقاوة والمرح والبراءة التي تتحول إلي شراسة إذا لزم الأمر.. وطبيعة التجوال في شوارع المدينة يوقعهما في حبائل الشباب.. منهم الصادق وكثير منهم اللاهي.. فكان الشيف "خالد أبو النجا" وتاجر الموبايلات "محمد نجاتي". ورغم التطعيم الذي اكتسبته الفتيات من تخبطهن في الحياة. إلا أن الحب طرق أبوابهما فصدق واحد مع بنت. وخلف واحد مع الأخري! الحرص علي البعد الاجتماعي مهم في "دراما الشوارع" إن جاز لنا هذا التعبير.. فكانت أسرة كل فتاة بها ما يكفيها من مشكلات.. فظهرت أحوال الفتيات نتاجاً طبيعياً لما يحدث في هذه البيوت.. إلا أن هذه الأحوال كانت مقتضبة مما أضعف هذا الجانب. فضلاً عن عدم وجود أخريات!. ومع ذلك كانت مشاهد أحمد بدير وأحمد راتب وماجدة الخطيب تقول الكثير. وكأن هناك جيلاً مغيباً تماما عن الآخر. أو مبتعداً لمسافات شاسعة.. كما كانت الدقائق والتفاصيل الصغيرة والكثيرة تدعم الموقف الدرامي. إلا أن هناك أخري اتخذت الصبغة التجارية. وأبرزها غناء "ريكو" الذي يطل علي شباك التذاكر بكل فجاجة!. أهم ما في الفيلم هو عودة جيل سينمائي كان محيداً لصالح آخر عابث.. وأعتقد أن وجوده ضروري لاعتدال الدفة.. وعلي المنتجين أن يستقطبوا الباقي للحفاظ علي هذه السينما!! Salaheldin- g@hotmail.com الجمهورية المصرية في 10 نوفمبر 2005
البيان/ أ.ف.ب: في فيلم »بنات وسط البلد«، الذي عاد به الى السينما اثر انقطاع أربع سنوات، صوّر المخرج المصري محمد خان عالم المهمشين الذين يستمرون في الحلم، رغم انسحاقهم. يتمحور الفيلم حول فتاتين من العاملات في محلات وسط البلد في القاهرة، تلعب دورهما التونسية هند صبري (جمانة) والمصرية منة شلبي (ياسمين)، مع خالد أبو النجا الذي يلعب دور الطباخ، ومحمد نجاتي الذي يؤدي دور بائع أثاث. وتدور الأحداث حول العلاقة بين الأربعة، وشخصيات تحيط بهم مثل أصحاب المحلات، وخاصة العلاقة بين الفتاتين المهمشتين والشابين العاملين حيث ترتبط ياسمين مع الطباخ وترتبط جمانة، عن بعد ببائع الأثاث. ورغم ان الفيلم جاء ثالثاً من حيث الإيرادات منذ بدء عرضه قبل أسبوعين محققا ما يقارب المليون جنيه مصري (180 الف دولار)، فقد اختير الى جانب فيلم »فرحان ملازم آدم«، من إخراج عمر عبدالعزيز، لتمثيل مصري في المسابقة الرسمية في مهرجان دمشق الذي سيبدأ فعالياته اليوم الأحد. والفيلم من تأليف كاتبة السيناريو زوجة المخرج وسام سليمان.يخوض خان في تجربته، بين صفوف فئة اجتماعية تبحث عن مكان لها، في ظل احتكاكها اليومي مع نوعيات مختلفة من الناس في وسط القاهرة، التي تضم كافة الشرائح الاجتماعية وتتولد لديها في حياتها اليومية الكثير من الأحلام. وهو ما يرى فيه النقاد »محاولة جديدة للعودة إلى العمل والى السوق التجاري، بأفلام جدية وحقيقية تقترب من التجاري، لكنها تبتعد عن الإسفاف وتعيد للمخرج، اعتباره في وقت فقد المخرج رؤيته في ظل الكتابة، تفصل مؤلفاتها على مقاسات النجوم«. وكان آخر فيلم سينمائي أخرجه محمد خان »أيام السادات« عام 2001. ويشير الناقد السينمائي طارق الشناوي إلى ان »المخرج حافظ على حماسه وأفكاره . ونبضه الفني في توجيه العمل« ورأى ان »اختياره لبطولة المرأة في الفيلم ليس مغازلة تجارية بقدر ما هي رؤية فنية. فخان يختار نجومه بناء على موقعهم في عمله الإبداعي«. وأضاف »يسجل نقطة ايجابية لخان ولكاتبة السيناريو، أنهما قدما في الفيلم عبر شخصية الكوافير القبطي، شخصية مصري صميم ينبض بمصريته، بعيدا عن الضجيج في الدراما المصرية حول هذا الموضع. فالدين هنا لا معنى له والمصرية سبقت الديانتين المتعايشتين في مصر«. لكن الفيلم لا يشكل علامة فارقة في إبداعات خان او كما يقول الناقد رفيق الصبان عنه انه »نسمه عذبة من نسمات السينما في هذا القيظ السينمائي الحارق وعودة إلى السينما التي نحب، لكنه قد لا يرتقي الى أعظم أعمال خان مثل »أحلام هند وكاميليا« و »زوجة رجل مهم«. وأبرز الفيلم، كما يشير الصبان، نجومية الفنانة منة شلبي، حتى وصل الأمر به إلى اعتبار ان »منة شلبي أثبتت بدور العاملة في صالون حلاقة نسائي، أنها بأدائها المبهر من أفضل ممثلات جيلها«. وهذا أيضاً ما رآه الشناوي الذي أشاد كذلك بأداء الفنانة التونسية هند صبري التي كانت رسخت لنفسها مكاناً مهماً منذ بدايتها الفنية في الفيلم التونسي »صمت القصور« مع مفيدة تلاتلي، ومصريا في »مواطن ومخبر وحرامي« مع داود عبدالسيد،»أحلى الأوقات« مع هالة خليل. البيان الإماراتية في 20 نوفمبر 2005
بنات وسط البلد بطولة مطلقة لمنة شلبي الانتصار للبساطة والبنات الحلوين صفاء الليثي فيلم محمد خان الجديد حدث انتظره عشاق سينما الثمانينيات بشكل عام وعشاق سينما محمد خان خاصة، فى بنات وسط البلد يتعاون خان مع السيناريست الشابة وسام سليمان، ليس فنيا فقط بل إنسانيا أيضا، حيث تزوجا قبل نهاية تصوير الفيلم، والتى سبق أن قدمت سيناريو أحلى الأوقات ويمكننا أن نقول -حتى لو لم توافق- إن عمليها ينتميان لسينما المرأة بمعناها الحقيقى والفنى الذى يتم فيه رسم عوالم النساء الداخلية بتفاصيل شديدة الحساسية وفى نفس الوقت نجدها متخلصة ليس تماما من عقدة قهر الرجل للمرأة. لا ترسم وسام كل النساء متشابهات بل قدمت بطلتيها ياسمين منة شلبي، وجومانا هند صبري، باختلافات كبيرة، ياسمين تمارس أكاذيب صغيرة غير أنك تكتشف مدى صدقها الداخلى وقوة شخصيتها وشفافيتها، بينما جومانا تبدو بمظهر مثالى تحب القراءة وتنتقد ميل صديقتها للكذب فيتكشف كم المشاكل النفسية والعقد التى تخفيها جومانا . أضافت منة شلبى للدور المرسوم بعناية ووصلت فى أدائها لشخصية ياسمين إلى قمة من قمم التمثيل فى لحظات مرحها وحزنها، أحبتها كاميرا كمال عبد العزيز وقادها محمد خان لتؤدى دورا مركبا مقنعا محبوبا، كل ما حولها رسم بعناية فائقة، أمها التى تختلس سيجارة وتدخنها خلسة فى الحمام، أخوها المراهق الذى يمارس عليها رجولة مبكرة فى غياب الأب ولكنها تحتويه بحنوها، الوالد وقد تزوج بأخرى أصغر ويبوح لابنته بسره فى مشهد جميل فى الشوارع التى يعشقها محمد خان، ياسمين خلف والدها على الدراجة سعيدة بدفء العلاقة، والأب أحمد راتب فى أداء جميل كعادته يحكى لها عن حياته الأخرى مع زوجة ثانية فلا تغضب الابنة. الأم تذبح أوزة ياسمين أهواك التى تربيها بحب، وبدون ثرثرة يتم رسم شخصية الأم متبلدة الحس ويترك للمشاهد تقدير الموقف كله، علاقة ياسمين بصاحب العمل -محل الكوافير- مستر جورج أحمد بدير، وزوجته صاحبة رأس المال، أجواء طبيعية تفاصيلها شديدة الواقعية تتضافر لخلق صورة متكاملة لشخصية البطلة، وبدرجة أقل رسم ما حول جومانا أمها فاقدة الذاكرة ماجدة الخطيب وأختها الغائبة، وعندما تبدأ علاقة البنتين بخالد أبو النجا و محمد نجاتي، تظهر الخلافات وتتكشف أعماق كل الشخصيات أبو النجا فى دور يناسبه تماما، وينتصر الفيلم للشخصيات النقية لتنتهى قصتهما نهاية سعيدة بالزواج البسيط فى منزل عريق بمباركة الوالد عزت أبوعوف. الشخصيات مسندة للممثلين المناسبين تماما الكاستنج كما عودنا محمد خان، مشاهد المترو لم تكن غنية بدرجة كافية، نعرف مبررات التصوير فى أوقات محددة نتيجة صعوبة التصوير وسط الجمهور فى أوقات الذروة، وحتى هذا نجد له عذرا فى الفيلم نتيجة طبيعة عمل الشخصيات وتأخرهما فى الليل عن مواعيد الطلبة والموظفين المزدحمة. كما فى أفلامنا القديمة قد ننسى الأبطال والنجوم، ولكن الأدوار الثانوية تظل حية فى ذاكرتنا وهنا فى بنات وسط البلد نجد عددا كبيرا من الشخصيات الثانوية أدوارها لطيفة وليست نمطية مثل سارة عنانى المغنية بجسدها الممتلئ وروحها المرحة وعطائها الجميل مع عاملة الكوافير التى تعتنى بشعرها، ريكو وأغنيته بنات وسط البلد، فقط افتقدنا أن نشعر بشكل كامل ببنات وسط البلد وألا يتركزن فقط فى ياسمين وجومانا، لكى يصبح الفيلم اسما على مسمى وينجح تماما فى رسم مجتمع وسط البلد ببناته وشبابه. تعاون محمد خان مع عدد كبير من شباب السينما المعاصرة فى مصر، المونتير دينا فاروق، ومؤلف الموسيقى تامر كروان، واستمر تعاونه مع جيله من فنانى السينما المنتج محمد زين ومدير التصوير كمال عبد العزيز، ليثبت خان أنه قادر على التكيف بتقديم أفلام قادرة على المنافسة مع الأفلام السائدة ويبقى فى نفس الوقت محتفظا ومحافظا على أهم ملامح سينماه التى تتناول شخصيات هامشية تعمل فى مهن عادية طباخ وكوافيره وبائعة فى محل ملابس، سائق قطار ومندوب مبيعات، كشف عن مواقع فقيرة ولكنها جميلة، اقترب من الدراما دون أن يسقط فى الميلودراما، وأخيرا حيا صديقه المخرج خيرى بشارة بلقطة عابرة، والذى نتمنى أن ينضم إلى صديقه ويعود لنا بفيلم جديد. العربي المصرية في 13 نوفمبر 2005
|
بنات وسط البلد متابعة : مي الشناوي - مروة عبد الله عدسة : محمد حامد امتلأت القاعة بالنجوم قرب الساعة الثامنة مساء استعدادا للاحتفال بأحد أهم مخرجي السينما المصرية في أحدث إبداعاته "بنات وسط البلد" .. على وجوههم جميعا ترتسم علامات البهجة الممزوجة بالترقب .. الكل ينتظر موعد عرض الفيلم. من خلال اسم الفيلم توقعنا أنه سوف يدخلنا إلى عالم المهمشين الذي يعشق محمد خان رصد همومهم و مشاكلهم، فالقصة كانت له و بالتأكيد سوف يصطحبنا إلى عالمهم و لكن برؤيته الخاصة. وجدنا "محمد خان" يستقبل الأصدقاء والزملاء والصحفيين، والابتسامة العذبة لا تفارقه.. وظللنا نبحث في وسط الزحام عن "وسام سليمان" زوجة المخرج و كاتبة السيناريو التي سبقت و أن قدمت لنا باكورة أعمالها فيلم "أحلى الأوقات".. و أخيرا وجدنها تبتسم لتخفي علامات التوتر.. "كيف سيستقبل الجمهور فيلمها الجديد؟؟" و حاولنا الاقتراب منها لنسألها عن شعورها اليوم فقالت " أتمنى النجاح للفيلم و أن يحظى بمصداقية لدى الجمهور".. ثم سكتت قليلا و قالت " لا أستطيع الكلام أكثر من ذلك لأني متوترة جدا". وعندما وصل "محمد نجاتي" اجتمعت حوله عدسات الصحفيين ووقف سعيدا يحكي لهم كيف استفاد من مخرجا بحجم "محمد خان".. وجاءت الجميلة "منة شلبي" لتضفي حالة من البهجة على الجميع ولكنها لم تستطع إخفاء مشاعر الخوف والقلق من صدى الفيلم.. كنا هناك نرصد ونتابع تصريحات النجوم وتهنئتهم لأبطال الفيلم. الفنانة لبلبة: أتوقع للفيلم نجاح كبير، لأن "محمد خان" مخرج غير عادي.. فله رؤية سينمائية و تكنيك عالي جدا في الإخراج، وأنا مبسوطة جدا اليوم أني سأحضر فيلم له. الممثل خالد النبوي: أقول مبروك لمحمد خان ففيلمه يمثل حدث في السينما المصرية وأنا قادم اليوم و أعلم أنني سأخرج مبسوط ..وربنا يوفقه. المخرجة هالة خليل: المخرج "محمد خان" أستاذي، و هو مخرج جميل تعلمت منه الكثير.. اليوم يمثل عرض خاص جدا بالنسبة لي، فإن شاء الله الفيلم يكون جميل و يمتعنا مثل كل الأفلام السابقة لخان الذي متعنا بها.. أما وسام سليمان فهي صديقتي التي أعتز بها وسعيدة جدا بمشاركتي لها في فرحتها بثاني أفلامها بعد فيلمها الذي أخرجته "أحلى الأوقات". المخرج إسماعيل مراد: لم أشاهد الفيلم بعد، و لكن أرى أن مجموعة الفيلم مستواها عالي جدا و بالتأكيد سيكون الفيلم متميز إن شاء الله. المطرب ريكو: شاركت في الفيلم بأغنية "بنات وسط البلد"، الكلمات للمخرج "محمد خان" و "شكري محجوب" و تلحيني. و عن تجربته مع "محمد خان" قال: إن العمل معه علمني الالتزام ، سواء في ميعاد العمل و تنفيذه.. و أحب أن أقول له اليوم ربنا يوفقك و مبروك عليك الفيلم الذي جاء بعد طول غياب، فالناس اشتاقت لأفلام "محمد خان" الجميلة التي عودنا عليها. و بعد الانتهاء من حديثنا مع "ريكو" وجدنا الجميع يتجه إلى قاعة العرض التي أعلن بها بدء عرض الفيلم و بالفعل توجهنا إليها لنستمتع بأحداث الفيلم........... وبعد ساعة و نصف تقريبا انتهت أحداث الفيلم الرائع التي لم نشعر ولو للحظة واحدة منه بالملل أو عدم الصدق.. بل شعرنا أن "ياسمين"و"جومانا" بطلتا الفيلم.. مننا، أخواتنا، صديقاتنا أو ربما صادفناهن مرة في شوارع وسط البلد.. و كذلك الحال بالنسبة لكل من "عثمان"، و"سمير" أو "محمد نجاتي" و "خالد أبو النجا"، الفيلم متكامل بكل عناصره. اتجهنا مرة أخرى للحضور لنسألهم عن ردود أفعالهم ورأيهم في الفيلم، و علمنا أن بطلة الفيلم الفنانة "منة شلبي" قد وصلت.. فحاولنا الوصول إليها وسط زحام شديد من المعجبين و المهنئين و المصورين.. اخترقنا لنسألها عن شعورها اليوم فقالت "أنا فرحانة و خايفة في نفس الوقت.. الحمد لله، بجد لا أستطيع الآن أكثر من ذلك!! " فتركناها لتحيي معجبيها و توجهنا لـ "تامر كروان" واضع الموسيقى التصويرية للفيلم التي أقل ما يمكن أن توصف به هو أنها كانت رائعة.. فقال "إن الفيلم يحقق من الآن نجاح.. فالحمد لله، وقد حاولت من خلال الفيلم أن تكون الموسيقى قادرة على توصيل أحاسيس و مشاعر الأبطال و بالطبع أنا سعيد أني عملت مع مخرج كبير مثل "محمد خان" فهو شرف لي أن يختارني و لم يحاول لمرة أن يتدخل في عملي بل كل ما يفعله أن يقول لي إذا كانت مناسبة للدراما أم لا، فهو بالفعل مخرج كبير. وظللنا نبحث عن المخرج "محمد خان" و السيناريست "وسام سليمان" لنهنئهما بالعمل ، فوجدناهما أخيرا و لكنهما كانا لا يزالان يشعران بالقلق حتى بعد القبول والنجاح الذي حظى به الفيلم اليوم. وحاولنا بعدها أن نتعرف على آراء السينمائيين الذين حضروا العرض فقالوا....... السيناريست أحمد البيه: الفيلم أرجعني لنفس حالة "خان" في فيلم "أحلام هند وكاميليا" و لكن بأسلوب هذا العصر .. وهو فيلم حلو أوي ، فكون "محمد خان" استطاع أن يجسد مشاكل البنات بهذا الشكل شيء أكثر من رائع ، إلى جانب أن الممثلين كانوا في حالة عالية جدا فمنة شلبي كانت أكثر من رائعة و طبعا "هند صبري" ممثلة الجوائز و "محمد نجاتي" كان ظريف جدا في الفيلم و "خالد أبو النجا" كان ممتاز جدا في اللون الكوميدي و أنصحه بالاتجاه للكوميديا. الممثل طلعت زكريا: فوجئت اليوم بفيلم جميل، إخراج عالي للأستاذ "محمد خان"، أداء متميز من "منة شلبي" و "هند صبري"،خفة ظل لكل من "نجاتي" و "أبو النجا"، و فرحت جدا أنني وجدت فيلم بهذا المستوى الآن في السينما وتمنيت بداخلي أن أكون مشاركا بالفيلم و لو بمشهد واحد. المخرج خالد يوسف: فيلم رائع ، رجعنا للأفلام المحترمة التي تخاطب الوجدان، فشعرت أنه حميمي جدا وبه روح الشعب المصري، فأحيي "محمد خان" و أهنئه علي هذا الفيلم. السيناريست تامر حبيب: فيلم حلو جدا ، وقد جئت اليوم متوقعا ذلك من مخرج عظيم مثل "محمد خان"، أما "وسام سليمان" فقد قدمت سيناريو حلو رائع و "منة" و "هند" قدما أدوار جميلة ، فاستمتعت و اندمجت معهم في أحداث الفيلم.. ومن المؤكد أن الجمهور سيقبل عليه و يحبه ، فالفيلم يشبه الناس. المخرج محمد النجار: الفيلم حالة جميلة.. فمن أول الفيلم تتفاعل مع البطلتين وتشعر بالاستمتاع، وذلك يرجع لفضل كل العناصر الفنية القائمة علي الفيلم من أول الكتابة.. للإخراج.. للممثلين.. للموسيقى.. للتصوير، فالفيلم استطاع أن يقدم سينما لذيذة و هكذا كنا ننتظر من مخرج كبير مثل "محمد خان". الممثل فتحي عبد الوهاب: فيلم جميل، وحكمي عليه كمتفرج، فقد استمتعت به جدا و شعرت أنني أشاهد فيلم دسم و محترم في نفس الوقت و لكن ليس الاحترام بمنعى ثقل الدم و لكن يحترم عقلية المشاهد. غير ذلك فالفيلم فنيا أكثر من رائع و الممثلين عاليين إلى أقصى درجة، لا نستطيع تحديد من أفضل من الآخر.. و أتمنى له مزيد من النجاح. وهكذا تركنا قاعة العرض و تمنينا مع المخرج أن يحظى الفيلم برضا الجمهور وأن يكون خطوة ناجحة في طريق العودة للأفلام الجادة المحترمة.
قصة الفيلم: يرصد الفيلم أجواء المهمشين من خلال فتاتين هما "جومانا" وهي بنت نصف مصرية ونصف لبنانية تعيش بحلوان وتعمل في محل ملابس بوسط البلد، والشيء الوحيد المرح في حياتها هو صداقتها مع "ياسمين" وهي البنت المندفعة التي تحب الحياة، والتي تقود صديقتها دائما للمغامرة.. تتعرف الفتاتان على "سمير" الذي يعمل طباخ في وسط البلد وهو شخص خجول، وصديقه "عثمان" الذي يعمل في محل لبيع التليفونات المحمولة.. وتحدث العديد من المفارقات بين الشباب الأربعة يحاول بها الفيلم الاقتراب من حياة تلك الفئة من الشباب. بنات وسط البلد ـ بطاقة تمثيل: منة شلبي، هند صبري، خاد أبو النجا، محمد نجاتي، عزت أبو عوف، أحمد بدير، ريكو، منال عفيفي. إخراج: محمد خان. قصة: محمد خان. سيناريو وحوار: وسام سليمان. مدير تصوير: كمال عبد العزيز. مونتاج: دينا فاروق. موسيقى تصويرية: تامر كروان إنتاج: أفلام زين. توزيع داخلي: النصر ، أوسكار ، الماسة. توزيع خارجي: الإخوة المتحدين. موقع "كلاكيت" في 9 نوفمبر 2005 |