صراع الأقوياء في هوليوود مواجهة ستالون وشوارتزنيجر تفتح الباب لأبطال جدد هوليوود ــ محمد رضا |
بين إعلان عودة أرنولد شوارتزنيجر إلي الشاشة الكبيرة وإعلان هجوم سلفستر ستالون الجديد لن تمر عليها ثمانية وأربعون ساعة لا أكثر. في أحد أيام الأسبوع الماضي تردد أن حاكم ولاية كاليفورنيا شوارتزنيجر وافق علي العودة إلي السينما بفيلمين من أمسه الناجح. سوف يقوم بتمثيل حلقة رابعة من ترميناتور, الفيلم الخيالي- العلمي الذي لا يزال أنجح ما مثله في حياته المهنية الأولي( علي إعتبار أن حياته المهنية الثانية التي عمد إليها قبل أربع سنوات هي سياسية). وسوف يقوم بتمثيل جزء ثان من أكاذيب حقيقية الذي أنجز الجزء الأول منه سنة.1994 سلفستر ستالون لديه فيلمان هما أيضا من نوع الاستكمالات, سوف يخرج ويمثل جزءا سادسا من روكي, الذي كان الجزء الأول منه خرج قبل أكثر من عقدين, وسوف يمثل الجزء الرابع من رامبو الذي كان خرج لأول مرة إلي العلن قبل أكثر من عقدين أيضا, ستالون سيخرج روكي الجديد بينما يخرج كاتب شخصية رامبو, واسمه ديفيد موريل, الجزء الجديد من رامبو. · أيام قبل ذلك, قال لي سلفستر ستالون: أنا لم أبتعد عن السينما أو أهجرها لكي أعود, لكني أعيد حاليا ترتيب أوراقي وتنظيم نفسي بحيث ألبي حاجتي الطبيعية للتواصل مع جمهوري. · تقصد في مقابل السنوات الأخيرة التي لم تشهد أفلامك نجاحا تجاريا كبيرا فيها. إذا أردت أن تضع المسألة في سياق ما هو ناجح وما هو فاشل نعم. هذه السنوات برهنت علي أن ممثلا نجح بنوعية معينة من الصعب له الإنتقال إلي غيرها علي ذات النحو من القبول. لكن هذا لم يحدث فقط معي, بل حدث مع الجميع. مع أرنولد مثلا. · كانت انطلقت شائعات قبل سنوات بعيدة من أنك ستمثل فيلما لجانب أرنولد شوارتزنيجر... هل كانت المسألة مطروحة فعلا؟ كانت مطروحة والذي طرحها هو أنا. التقيت به, وهذا قبل سنوات من جلوسه في منصب حاكم ولاية كاليفورنيا وقلت له: أرني. إن العمر يتقدم بنا. دعنا نقدم فيلما مشتركا أنت وأنا. لكني لا أعتقد إنه متحمس للفكرة. العودة إلي ترميناتور طبعا شوارتزنيجر ليس من الذين يمكن لهم أن يتحملوا فيلما لا يقودونه بشكل شبه مطلق. حتي حين لعب بطولة توأم أمام الكوميدي داني ديفيتو تحت إدارة إيفان رايتمان سنة1981, ذلك أن قوة شوارتزنيجر النجومية كانت آنذاك, ولا تزال لليوم, أقوي من تلك التي عند ديفيتو. وحتي حينما لعب باتمان وروبين تحت إدارة جوول شوماكر, توخي شوارتزنيجر السيطرة علي الفيلم بأسره وسحب البساط من بطله جورج كلوني في دور باتمان. وقد تسني له ذلك بفضل سيناريو غير متوازن وقيام المخرج بتلميع شخصية شوارتزنيجر الشريرة لحد غير مقبول. ماريو قصار, المنتج اللبناني الذي أنتج كل من حلقات رامبو وحلقات ترميناتور المستفيد الأول من عودة ستالون وشوارتزنيجر. يقول لي في منزله في منطقة بفرلي هيلز: لم يعرض علي أي منهما أن يشترك مع الآخر في بطولة فيلم مشترك. ولا أدري إذا كانت تلك فكرة جيدة فعلا. ربما كانت مناسبة حين كان كل منهما لا يزال نجما جماهيريا أولا. شيء مما فعله كلينت ايستوود وبيرت رينولدز منذ سنوات عديدة حينما اشتركا في بطولة فيلم واحد( الفيلم هو حرارة المدينة-1984). · هل تقف وراء عودة المخرج جيمس كاميرون إلي نطاق ترميناتور؟ الحقيقة أن عودة شوارتزنيجر إلي تمثيل جزء جديد من ترميناتور لم يكن صعبا. كل ما يطلبه الممثل هو سيناريو جيد, لكن نجاح أي ترميناتور جديد يتوقف علي ما إذا يرضي المخرج جيمس كاميرون العودة إلي هذه الأفلام. تابعت قبل سنوات محاولة ماريو قصار جذب كاميرون إلي إخراج ترميناتور3 لكن كاميرون تمنع. فجأة اليوم هو مستعد لـ ترميناتور4 وأكاذيب حقيقية2. ولا يرضي قصار كشف الأسباب التي دعت كاميرون للعدول عن تمنعه السابق. في كل هذه المسارات يتجلي أن التنافس الذي كان قائما بين ستالون وشوارتزنيجر طوال الثمانينيات وفي جزء من التسعينيات, قبل أن يصاب كل منهما بهزائم من قبل سطوع نجومية عدد جديد من الأبطال السينمائيين, يعود علي نطاق واسع. والحقيقة أن الفترة التي انطلقا بها كانت مواتية: الناس تبحث عن ممثل يفرض شروط عمله علي الآخرين. قوي بسواعد مفتولة ومهارات هي مزيج من الجرأة النادرة والقوة البدنية الفائقة. ولا يهم إذا كان مقدار ما يتحلي به أي منهما من مواهب أدائية. لكن في ملاحظة الموهبة الادائية يلفت أن بداية ستالون, الذي كان ظهر في أدوار ثانوية في أفلام عدة في السبعينيات, كانت درامية ممتزجة بمعالم القوة. فشخصية روكي هي تراجيدية في الأساس: الشخص المنهزم أمام عالم لا يستسيغ كل منهما الآخر. الخجول من مصارحة من يحب بحبه والذي يدرك إنه يستطيع الإنتصار علي ذلك الملاكم الشهير الذي ينتظره علي الحلبة مع أن أحدا غيره لا يشاركه هذه الثقة. بعد ذلك ورد دم أولFirstBlood وكان نجاحه إيذانا بسلسلة ثانية من الأعمال الرئيسية في ركاب ستالون عرفت بـ رامبو. دم أول كان أكشن لكن شخصيته الأساسية تحمل معاناة الرجل الوحيد في مجتمع تنكر له من بعد عودته إلي الحياة المدنية قادما من فييتنام. الثلاثة الآخرون كل من ستالون وشوارتزنيجر فتح الباب أمام عهد جديد من الأبطال. مجموعة من التي تعرف كيف تكيل اللكمات والرفسات وتمارس ألعاب القوة المستوردة من الصين وكوريا. شيء لم يحاول ستالون أو شوارتزنيجر القيام به. الجيل اللاحق مباشرة احتوي علي بضعة أسماء أكثرها نجاحا تشاك نوريس, ستيفن سيغال وجان-كلود فان دام. ومن المثير كيف تشابهت حياة كل واحد من هؤلاء في نطاق الشهرة وذبولها. تشاك نوريس, صاحب زنار أسود, عمد إلي أفلام يمينية التوجه( مفقود في المعركة) فاتحا جبهة قريبة من جبهة رامبو( إذ أن السلسلة المذكورة تنطلق أيضا في إطار الحرب الفييتنامية مستمرة في السر بعد توقفها) ومحققا نجاحات في قصص أخري متشابهة عليه فيها مواجهة الإرهاب( عربيا في أكثر من فيلم مثلNavySeal) وإنقاذ أمريكا كلها- وبمفرده- من خطره. جان-كلود فان دام عمد إلي سلسلة مستوحاة من روكي, فهو ملاكم ومقاتل في حلبات الشوارع يشق طريقه بفضل إيمانه المطلق بمهارته( يستخدم ونوريس قدمه في الضرب أكثر مما يستخدم يديه). وفي الكثير من أفلامه هو التوأم المفقود, او النسخة المصنوعة من أخيه او أي شيء مماثل في إطار القصة التي سيعمد إلي تمثيلها. هو أيضا صاحب زنار أسود ومثل تشاك نوريس لا يمتلك أي حيز من موهبة الأداء. كلاهما لا يمكن قراءة تعابير صادقة, وأحيانا أي تعابير, علي وجهيهما. ستيفن سيغال أفضل الثلاثة. خط سلسلة من الأفلام المختلفة, قصصيا وليس نوعيا, مسجلا النجاح الأفضل في فوق القانون( إخراج أندرو ديفيز) وتحت الحصار( نفس المخرج). والسبب في أنه أفضل الثلاثة يعود إلي مهاراته في القتال وعدم الرغبة في استعراض تلك القوي بأكثر مما يتطلبه المشهد. القتال عنده حركة دفاع سريعة تنتهي قبل أن تلحظها العين, بينما هي عند نوريس وفان دام حركة ممطوطة مصنوعة مثل الرقص في الأفلام المصرية القديمة حيث كان الحدث يتوقف لأجل أن يأخذنا الفيلم جانبا مع هز الوسط. لكنه هو أيضا سقط تجاريا في النصف الثاني من التسعينات مضطرا لتمثيل أفلام توجهت مباشرة إلي الفيديو مثل تجاوز الموت حيث لعب دور مسجون يخرج لينتقد. تشاك انتهي إلي سلسلة تلفزيونية بعنوانLoneRanger وجان-كلود فان دام إنتهي إلي إدمان الكوكايين وتمثيل بضعة أفلام توجهت مباشرة إلي الفيديو( لكنه الآن يتحدث عن عودته القريبة في حلقة ثانية من رياضة دموية وهو أحد أفلامه الأولي(1988) ومن بين الأفلام القليلة التي حققت نجاحا تجاريا كبيرا. أما ستيفن فلم يتوقف عن العمل رغم تراجع مكانته النجومية. وهو قريبا في فجر أسود يليه مرتزق ثم فيلم حربي بعنوان ظلالات الماضي. الذي تراجع مع هؤلاء الثلاثة ومع وشوارتزنيجر وستالون أمر واحد: القدرة علي الإحتفاظ بالمكانة النجومية في التسعينات وما بعد. حقب سياسية وما حدث بسيط من ناحية ومعقد من ناحية مقابلة. حين وطأ ستالون وشوارتزنيجر وبعدهما سيغال وفان دام ونوريس أرض الأحلام في هوليوود, كانت الفترة مناسبة جدا لأبطال من هذه النوعية. الفترة كانت فترة الرئيس رونالد ريجان وجورج بوش الأول وهي يمينية كما في فحوي العديد من الأفلام التي ظهر فيها هؤلاء. الجمهور كان مستعدا لقبول شخصيات تجسد الرجولية ذاتها التي توارثها كلينت ايستوود عن جون واين. في الفترة التالية, وهي فترة بيل كلينتون, ساد جو من الإسترخاء السياسي المتطرف وأقبلت البلاد علي فترة من الراحة النفسية والإجتماعية. البديل لذوي العضلات المفتولة والرجولة الممعنة هي شخصيات مرتاحة أيضا لا تريد البرهنة علي قدراتها بالضرب. سوق الخمسة المذكورين تراجعت بصورة ملحوظة في تلك الآونة ولسنوات بعد استلام جورج بوش الإبن مقاليد الحكم في الفترة الأولي( ذلك لأن النتائج او التحولات لا يمكن لها أن تقع في غضون عام او عامين). خلال تلك الفترة غزا نوع جديد من الأبطال الشاشة. البطل المضطرب, الحائر, المتسائل, الرجل في الثياب الرمادية التي لا تبرز لونا أكثر من لون. هذا البطل المضطرب عكسته حتي شخصية باتمان كما أداها مايكل كيتون وجورج كلوني, وعكستها تلك التي مثلها توم كروز علي الرغم من محاولاته القفز فوق سياج الأكشن وتمثيل الساموراي الأخير( بدوره يجسد شخصية حائرة) والمهمة: مستحيلة. كما عكسها بروس ويليس الذي جمع قليلا من القوة البدنية وقليلا من الصفات المناوئة واستمد بها نجاحات ملحوظة( سلسلة داي هارد) قبل أن يجد نفسه وقد ترك في العراء. الصراع علي البطولة اليوم ينتمي إلي مجموعة متناحرة من الأجيال والشخصيات. جوني دب ومنواله من التمثيل تحت الرادار يجد قبولا كبيرا بين المشاهدين, لكن هوليوود تدرك أنها في حاجة إلي البطل القوي. الذي قد يمضي ويغيب لكنه لابد عائد. وهذا هو السرد الذي يقف وراء قرار العودة عند ستالون وشوارتزنيجر. هذا الأخير, الذي يشغل منصب حاكم ولاية كاليفورنيا, لعله الأول الذي يجد أن السياسة لن تضعه في الواجهة ناصعا ونجما كما في السينما, فلم لا يعود إليها؟* الأهرام العربي في 12 نوفمبر 2005 |
جاين فوندا تصدر مذكراتها: السينما لم تلعب أي دور أساسي في حياتي ترجمة: كوليت مرشليان صدرت في باريس الطبعة الفرنسية من مذكرات الممثلة الأميركية جاين فوندا عن دار "بلون" بعنوان "حياتي" وتحكي فيها سيرة حياتها الشخصية والفنية مروراً بأحداث مهمة مثل مشاركتها في الاعتراض والتظاهرات ضد حرب فيتنام وقصص الحب والزواج والخيانات الى جانب سر كبير في حياتها وهو سر شبابها الدائم وهي اليوم تبلغ 68 عاماً. تعترف فوندا في مذكراتها بأنها أحبت جميع أزواجها لكن الخيانة كانت لها بالمرصاد دوماً: من روجيه فاديم الى توم هايدن الى تيد تورنر، كما تعترف بأنها كانت مصابة بمرض البوليمية أو شراهة الأكل قبل أن تتوصل الى حل جعلها فيما بعد أميرة الرشاقة في هوليوود خاصة بعد اصدار اشرطتها الفيديو الخاصة برياضة "الأيروبيك". مجلة "لوفيغارو" الفرنسية أجرت معها حديثاً نقتطف منه: · ثمة أمر ليس متوقعا في مذكراتك وهو انك لم تأت كثيراً على ذكر السينما، لماذا؟ ـ لأن السينما لم تؤد يوماً الدور الأساسي في حياتي. في الواقع، دخلت هذا المجال بالمصادفة إذ كنت قد طردت من عملي في شركة كبيرة كنت اعمل سكرتيرية ادارية فيها فقلت لنفسي: يجب أن أتدبر أموري لأكسب عيشي. وفي تلك الفترة التقيت الممثل لي ستراسبرغ من "الأكتورز ستوديو" وشجعني على خوض تجربة التمثيل. · ألم يكن والدك مثالاً يحتذى به لتشجيعك على الأمر؟ ـ ابداً. وتماماً كما ذكرت في كتابي، لم يجلب والدي يوماً السعادة الى المنزل وهو عائد من التصوير، لم يترك لي انطباعاً بأنه يمارس عملاً سعيداً. · على الرغم من كل هذا، غالباً ما تصرحين بأنك سعيدة لأنك تمتلكين جينات والدك الوراثية... ـ طبعاً، كنت معجبة به أشد الاعجاب، كممثل وكأنسان. ولكن يصعب أن نكون رائعين في كل مكان. لا يمكن أن يكون الانسان بطلاً في نظر العالم ووالداً رائعاً في نفس الوقت. لقد فعل ما بوسعه القيام به لينجح في الأمرين. · ما كان مؤلماً لديه كونه والداً بارداً مع محيطه أو كونه ممثلا يجسد شخصية الرجل الأميركي على الشاشة؟ ـ كانت المشكلة في التناقص بين الأمرين. · وهل وجدت الحل بأن أصبحت ممثلة بدورك؟ ـ أبداً وجدت الحل عندما بدأت أشيخ وأتقدم في العمر. وقبل موته، استطعت ان أقول له: "أحبك كثيراً يا أبي وأعرف أنك فعلت المستحيل لتنجح معنا". وظل يبكي طويلاً ولم أره في حياتي يبكي بهذا القدر. · وربما رأيته يبكي قبل تلك الحادثة حين مات روزفلت؟ ـ أجل. وأنا بكيت حين مات كينيدي، لكن لم أبك حين ماتت أمي. انا لا أبكي بسهولة لكن أعرف أن الأمر مهم جدا ويجب أن تخرج الدموع. · ربما ان الصعوبة انك فقدت والدتك وكنت صغيرة جداً. ـ انتحرت حين كنت أبلغ 12 عاماً. لم أعرف ذلك الا بعد انقضاء عام على رحيلها. في لحظة موتها، قالوا لي انها ماتت أثر سكتة قلبية. لم أكن قريبة جداً منها و لم أكن أعرفها جيداً. لذا أهديت اليها كتابي، واجبرت نفسي على القيام بأبحاث حول حياتها وكان ذلك ضرورياً لاداري نفسي في جراح الطفولة لكن عندما علمت أنها تعرضت لاعتداء جنسي وهي صغيرة فهمت كل الأمور. · وهل تعرضت يوماً لتجربة الانتحار؟ ـ ابداً. لم أفكر في الموضوع يوماً. · لدينا انطباع انك وبعد ثلاثة ازواج ترغبين في البقاء وحيدة. ـ تماماً، انظري الى الغرفة التي تجمعنا. يمكن أن أسميها غرفة الدببة. شخصياً أحب كثيراً الدب، انه حيواني المفضل. أنا أشبهه في ناحية انه يحب كثيراً الناس لكنه بحاجة الى الوحدة. أحب كثيراً الاختلاط بالناس ولكن أخيراً احتاج الى ان اكون وحدي. · في البداية لم يكن الأمر مماثلاً؟ ـ لا، كنت دوماً بحاجة الى رجل في حياتي لأتمكن من الاستمرار، لأعيد الثقة الى نفسي. · حين تكتبين عن أفلامك تقولين: أتساءل كيف استمررت مع هذا الكم من الأفلام السيئة"... ـ من بين خمسين فيلماً قمت بأدوار بطولية وثانوية فيهم أجد أن السيئ طغى على الجيد. · وما هي أحب أفلامك اليك؟ ـ يصعب تحديد ذلك، تماماً حين نخير بين أولادنا الأحب الى قلوبنا. بالطبع، الفيلم "بيت البحيرة" قريب جداً مني لأنه كان من انتاجي واخبرت فيه كل قصتي مع والدي وكان من بطولته. كما أحببت "كلوت" والشخصية المعقدة التي قدمتها فيه. · لم تكن السينما مهمة بالنسبة إليك ومع هذا حصلت على جائزتي "أوسكار"، كيف تنظرين الى الأمر؟ ـ بالطبع، أحببت ذلك، لكن الغريب والعجيب في الأمر أنني حصلت على الأوسكار قبل والدي، زمنياً، ولم يكن ذلك عادلاً على الاطلاق. · لقد عملت مع جان لوك غودار في فيلم "كل شيء على ما يرام"، كيف كانت التجربة؟ ـ ليست ذكرى جميلة على الاطلاق. غودار يكره النساء وبالنسبة الي، كان الأمر فظيعاً ولم اكن قادرة على التحمل. لم أكن أحبه كأنسان، لكن كمخرج كان جيداً. في اي حال، لم أشاهد الفيلم بعد انتهائه، وحتى الآن لا أغرب في ذلك. · كنت شديدة الاعجاب بفانيسا ريدغريف. ـ أجل، والى جانب الممثلة فيها أحببت نضالها. لم تكن ترميالى عمل الخير بالمعنى التقليدي، كانت مناضلة من الدرجة الأولى. · وكنت معجبة بكاترين هيبرن؟ ـ لا أعرف إذا كنت أستطيع أن أقول انني معجبة بها، لكنها كانت ساحرة. كان لديها حس المنافسة بقوة. أنا لست كذلك. وفي اليوم الأول في تصوير "منزل البحيرة" قالت لي: "انا لا أحبك". كانت صعبة جدا. · لم تفكري يوماً في الترشح للانتخابات؟ ـ الترشح للانتخابات؟ أبداً، لا تجذبني هذه الأمور. · بين العامين 1971 و1973، كنت مراقبة من قبل الـ "أف. بي. اي"، حسب مذكراتك، هل حصلت على التفاصيل بسهولة؟ ـ هناك حوالي 22 الف صفحة معلومات سرية عني في مركز الـ "اف.بي.اي"! هذا جنون، اليس كذلك؟ وحسب معلومات أحد أعضاء الـ "أف.بي.آي"، كانت السلطات الأميركية تراقب كلماتي وتصريحاتي في فترة معينة أكثر مما تراقب كلمات بريجنيف! يا للتعاسة! · تقولين ان هذا الكتاب قد غير حياتك. لماذا؟ ـ يستحيل ان يكتب الانسان مذكراته من دون أن تحصل بعض التغييرات في شخصيته. لأننا نجد أنفسنا مجبرين على النظر الى بحيرة حياتنا من بعيد، وهنا، تتغير احكامنا. لذا، تمكنت من انهائه، وأخيراً، رأيت حياتي بوضوح... المستقبل اللبنانية في 12 نوفمبر 2005 |