'مـــعـــــارك حــــب' عـــــائــــــلــيـــــة لــدانــــــيــال عـــــــربــــــيــد الخــــــواء والـتــصـــحـــر فـــي زمـــــن الـحـــــرب محمد أبي سمرا |
ببطء البحث الأنثروبولوجي والرواية الأنثروبولوجية تروي دانيال عربيد في "معارك حب" قصة عائلة مسيحية لبنانية تعيش على خط التماس في زمن الحرب: عمة مسنة غير متزوجة، تسكن مع خادمتها السورية الصغيرة (في أواخر العقد الثاني من عمرها) في شقة من البناية نفسها التي يسكن فيها أخوها وزوجته وابنتهما (في الثانية عشرة). إلى هذه الشخصيات الرئيسية في الفيلم، هناك الشقيق الأصغر للأخ المتزوج والأخت العانس (العمة). لكن هذا الشقيق وغيره من الشخصيات الثانوية الكثيرة المغفلة، وحضور الأماكن، وقسوة الرابط العائلي وقدريته، استثنائية القوة في خلقها مناخ الفيلم وقوته الدرامية. يصور "معارك حب" بؤس الحياة اليومية المسمومة في زمن الحرب التي تجرع اللبنانيون بؤسها وسمّها بطيئاً بطيئاً حتى الإدمان والتدمير الذاتي البطيء، مدنيين وعائلات وأفراداً في البيوت والملاجىء، ومقاتلين على خطوط التماس وخلفها. وهذه هي حال شخصيات الفيلم كلها، رئيسية وثانوية، نساء ورجالا وأطفالا. في مشهد باهر سينمائياً من بدايات "معارك حب" وهو يذكّر بالمشاهد العائلية في سينما الستينات والسبعينات الايطالية أثر دبيب الفاشية الزاحف على الحياة العائلية والأسرية والفردية نشاهد العائلة مجتمعة حول مائدة للغداء العائلي في بيت العمة ببناية على خط التماس. يشوب تأثيث الصالة الحرص الذي كانت تحرصه عائلات مسيحية لبنانية في ستينات القرن الماضي وسبعيناته، لإظهار طقوسية تقيّدها الصارم حتى العبادة بتنظيم شؤون الحياة البيتية وبنظام المراتب، وبالمحافظة اللاهثة على المرتبة، أو بالسعي الدؤوب لحيازتها عبر تكبير قطع الأثاث والمبالغة في قوة حضورها. طقوس الكراهية العائلية في الصالة، يسري بين افراد العائلة المجتمعين، طقس ثقيل الوطأة. المائدة عامرة بأصناف طعام تبالغ أمثال هذه العائلة في تكثيرها وعرضها والتهامها حتى الغثيان في اجتماعها الروتيني، لتجديد رباطها في المناسبات ونهارات الآحاد. كأنما المآكل وكثرتها وقوة حضورها على المائدة، تمنح الرابط العائلي قوته المادية التي تخترق أجسام المتحلقين حول المائدة، كأنهم يتحلقون لالتهام ذلك الرابط الدموي نفسه. لكن طقس المؤاكلة العائلية هذا، كما يصوّره "معارك حبّ"، يشوبه تنافر وتربص مكتومان يشيان بضيق خانق من الطقس نفسه. ضيق تلابسه كراهية دفينة، قد تكون غير واعية، تتقنع بإلفة الرابط العائلي المتخشب او الذي يظل يمارس قوته القسرية الدموية على "الأفراد" حتى تتحول الإلفة العائلية رماداً يتأجج فيه عنف دفين مسموم، أحيته حروبنا الأهلية الملبننة ومنحته قوة وقسوة مضاعفتين، حين بعثت الروابط العائلية و الجمعية والدموية من رمادها، وأحيتها في نهارات الخوف الرمادية وليالي الرعب المظلمة في الملاجىء. التصحر العاطفي يناقض فيلم "معارك حب" من عنوانه مقولة شائعة، بل يكشف عن أكاذيبها: على خلاف ظن شائع، لا لم تبعث الحرب التي رمت الناس في عراء التهجير والخوف والهجرة، قوة في روابطهم الأهلية والطائفية والعائلية والأسرية كي تزيدهم تضامناً وإلفة وتماسكاً، إلا لكي تجري في شبكات التضامن والإلفة والتماسك هذه قوة داخلية معاكسة في الطائفة الواحدة والجماعة الواحدة والعائلة الواحدة والأسرة الواحدة... وصولاً إلى كل شخص بمفرده. قوة داخلية على الاحتقان والتنافر والضيق والكبت والتذرر والقسوة والعنف والكراهية التي لا بد أن تسري وتنفجر داخل كل طائفة وجماعة. وهذا ما تفسره وقائع حروبنا الملبننة التي سرعان ما انفجرت بقوة مضاعفة داخل الطوائف ومنظماتها الأهلية العسكرية والأمنية التي راحت تقتتل أقتتالاً داخلياً شرساً، وأشد كلفة، ربما، من اقتتالها في ما بينها. تستمد دانيال عربيد من ذاكرتها الحربية الحية وقائع ومشاهد وحوادث لتبيّن لنا بالصورة السينمائية الباهرة كيف تفشى خوف الحرب ورعبها تلاحماً وانكفاءً وتضامناً وإلفة في كل عائلة وأسرة، مشوبة كلها بالضيق والكبت والاحتقان والتنافر والكراهية والعنف والقسوة، وبالتحلل الاخلاقي والتصحر العاطفي والخواء النفسي والخور والتهدم الجسمانيين... حتى القتل او التدمير الذاتي. وهذا ما يصوره الفيلم حقاً، لكن بشيء من إشباع وإطالة حتى التخمة المملة لمشاهده، غير المتعجل والمتضامن مع صنيع المخرجة. غير أن هذين الاشباع والتخمة المملين لا يفقدان "معارك حب" قوته السينمائية في السرد وتقنيات التصوير، وفي جدة التعبير البصري والرؤية الاخراجية. وللتنويه تجدر الاشارة الى أن عربيد لم تستعن بخبرات غربية في التصوير السينمائي، على خلاف غيرها من المخرجين اللبنانيين. الحرب في الداخل نعود الى ما يدور على مائدة العائلة في الفيلم. تتصدر المائدة الاخت العمة العانس التي نحل وجهها وجسمها المقدد اليابس، بسبب السن والعنوسة اللذين اختطا على جلدها تجاعيد العقم والصلابة والتسلط، التي بقوتها تصفع خادمتها السورية صفعة مسمومة بالتعالي الطبقي المفرط حتى العنصرية. كأن هذه الصفعة التي تفتتح بها العمة العانس طقس مائدة الأحد العائلية المسيحية "المقدسة"، إنما تفتتح بها ايضاً جريان السم في نسيج العلاقات العائلية الداخلية التي ناءت عليها الحرب بثقلها وضاعفت نفث السم فيها حتى حوّلت نسيجها جحيماً... تجلت فجأة في مشهد إقدام ابنة شقيق العمة على سحب شرشف طاولة المائدة العائلية العامرة، بقوة تلك الصفعة العنصرية المسمومة، ليندلق كل ما على الطاولة من مآكل وشراب (العرق البلدي اللبناني) على المتحلقين حولها، ولتندلع قوة العنف العائلي وقسوته، محولة صالة السفرة ساحة حرب عائلية "مقدسة": يهجم الأب كذئب على ابنته الصغيرة التي يحاول الآخرون الحؤول دون وصوله اليها، فيندلع العراك العائلي ضارياً شرساً، في وقع معنوي ونفسي "أشد مضاضة على الفتى من وقع الحسام المهند"، وأين منه الوقع المادي الجسماني. وسرعان ما يؤدي العنف المعنوي والنفسي بالابنة الصغيرة الى حجز نفسها في غرفة الحمام وإقفال بابه، لتحاول تدمير نفسها ذاتياً بالانتحار، فتغرق رأسها في دورة المياه حتى الاختناق الذي ينقذها منه والدها نفسه الذي، بقوة عاطفته الابوية المسمومة، يحطم باب الحمّام وسط كرنفال العنف العائلي، ليرينا كيف يدمر هذا العنف بطيئاً بطيئاً أفراد عائلة، فيما يحاول كل منهم عبثاً اجتراح خلاصه الفردي المستحيل من حصار الحرب وعقمها وشقائها، ومن تسلط منظماتها العسكرية على المدنيين الذين يتجرعون سم الحصار خلف جدران البيوت وفي عتمات الملاجئ اللزجة الخانقة: العمة ونسوة البناية من جاراتها يدمنّ المقامرة البيتية إدماناً هستيرياً، على طاولة السفرة نفسها التي تتحلق العائلة حولها في غداءات الآحاد الطقسية البائسة الكئيبة. أخوها، والد الطفلة، يذهب به إدمانه المقامرة مع غيره أمثاله، في مقهى الحي على خط التماس، مذهباً شرساً يكاد يدفعه الى القتل، قبل أن يدفعه الى الموت كمداً. زوجته تحاول عبثاً تدارك إدمانه بإحضار خوري الرعية لحمله على التوبة، فتتوغل بعيداً بعيداً في الشقاء والتعاسة، بلا أمل في الخلاص. الخادمة السورية تصطحب ابنة الزوجين المحطمة اصلاً، الى لقاءات غرامية ماجنة مع حثالة المقاتلين في سيارة أحدهم الذي يقودها الى أرض قفر مسكونة بالخواء نفسه الذي يسكن تلك اللقاءات الغرامية التعيسة. قفر وخواء مروعان يكتنفان حياة البشر والاماكن في أزمنة الحرب التي يرينا "معارك حب" كيف تجرعنا في كل يوم وساعة عنفها وقسوتها على النفوس والاجسام والاشياء من حولنا. ومهما جاهدنا في سبيل دفع العنف والقسوة عنا، سرعان ما ينفجران أو سينفجران فجأة من الداخل العميق كعاصفة هوجاء في نسيج حياتنا اليومية المريضة، ما دامت هذه الحياة خلف خطوط التماس، اقرب الى أن تكون صحراء من اليباس.
النوم المبنّج الى أوقات المقامرة، يصور الفيلم ايضاً أوقات الحياة الليلية في عتمة ملاجئ البنايات في ليالي القصف العشوائي. تأوي شخصيات "معارك حب" مجهدة متعبة الى الملجأ، حيث تتصبر الاجسام المتقاربة، بل المتداخلة الاعضاء في الاضاءة الشحيحة اللزجة. وإن أغمض أصحاب هذه الاجسام عيونهم، فليناموا نصف نوم مؤلم او ربعه. أي ذلك النوم المبنّج بقوة التعب والاجهاد اللذين يغرقان الجسم في لزوجة رحم كبيرة تُذيق اللائذين بها رعباً، كرعب الأجنّة المفترض حين الخروج من ظلماء أرحام أمهاتهم، الى نور العالم، في لحظات الولادة. لكن أوقات الملاجئ هذه ليست ايضاً الا وجهاً من وجوه الخواء والتصحر الحربيين في "معارك حب" الذي يدفعنا الى التساؤل: كيف استطعنا أن نتجرع كل هذين البؤس والشقاء طوال تلك السنوات؟! النهار اللبنانية في 6 نوفمبر 2005 |
«الجنة الآن» لغز العمليات الفدائية في صالات أميركا لم يكن انتاج فيلم »الجنة الآن« الذي يروي قصة تحول عاملي اصلاح سيارات بسيطين إلى فدائيين أمرا سهلاً بالنسبة للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد فقد اضطر لخوض معركة لم تقتصر فقط على الكفاح للحصول على تمويل بل شملت أيضا تفادي هجوم صاروخي من إسرائيل وألغام برية وتهديدات من متشددين. ولكن التصوير في نابلس حيث خطف مصمم المناظر الذي يعمل معه لفترة وجيزة كتحذير من الفصائل التي خافت أن يكون الفيلم حافلا بالانتقادات كان مجرد عقبة واحدة. ويأخذ الفيلم الذي بدأ عرضه عبر الولايات المتحدة مكانه إلى جانب فيلمين آخرين يتطرقان أيضا إلى السؤال الذي أثير بعد هجمات 11 سبتمبر ولم يعثر له على إجابة وهو: ما الذي يجعل شخصاً يتحول إلى مفجر فدائي على استعداد لانهاء حياته وحياة غرباء أبرياء.. هل هو الوعد بالجنة والعذارى أم هو عمل يعبر عن الانتقام أو الشجاعة أو اليأس أو العجز... ويعرض حاليا أيضا فيلم »الحرب الداخلية« للمخرج جوزيف كاستيلو الذي يحكي قصة خلية من الارهابيين الباكستانيين الذين يخططون لتفجير محطة جراند سنترال في نيويورك في أعقاب هجمات 11 سبتمبر. ويرتكز فيلم كاستيلو على اصطدام قيم الشرق والغرب ولاقى استحسانا كبيرا من النقاد. أما الفيلم الثالث الذي سيفتتح الشهر المقبل فهو »سوريانا« وهو فيلم حركة ميزانيته نحو 50 مليون دولار ويقوم ببطولته الممثل جورج كلوني. ويتعامل الفيلم بشكل جزئي مع القضية ذاتها ولكن بشكل تجاري وهو من اخراج ستيفن جاهان الذي فاز بجائزة أوسكار أفضل سيناريو عنفيلم »تهريب«. ولا يدافع فيلما »الجنة الان« و»الحرب الداخلية« عن المفجرين الفدائيين ولكن كل منهما يحاول بطريقته أن يفسر الحالة العقلية التي تتمخض عن مثل هذه الأفعال لان الفهم هو أول خطوة للامام على حد قول أبو أسعد. ويدور أحد مشاهد الفيلم في متجر لبيع شرائط الفيديو يبدو كأي متجر عادي في الغرب باستثناء أنه يبيع شرائط لمفجرين فدائيين يشرحون فيها أفعالهم لالهام من يسيرون على نهجهم. ويعبر أبو أسعد عن اعتقاده بأن العجز هو السبب وراء التفجيرات وتبرز كلمات شخصياته هذه الفكرة فيما يمضون في حياتهم اليومية في الأراضي المحتلة التي يصورها الفيلم على أنها سجن مغلق وخانق. ويقول المخرج »احساس العجز قوي للغاية لدى هؤلاء الناس لدرجة انهم يقتلون أنفسهم والاخرين لمجرد القول »أنا لست عاجزا«. انه موقف معقد للغاية ولكن المظلة التي يستظلون بها هي الوضع الظالم«. ويعرض الفيلم حاليا في اسرائيل التي ساهمت في تمويله ويلقى أراء قوية كما يحدث معه في الضفة الغربية. ويقول أبو أسعد »لم يتغير رد الفعل في اسرائيل...الكثير من الاسرائيليين يرون أن اللعب بالسياسة هو أكبر المشكلات«. وسجلت السلطة الفلسطينية الفيلم في جائزة الاوسكار لفئة أفضل فيلم أجنبي وسيكون من المثير أن يصبح الفيلم واحدا من الأفلام الخمسة النهائية بعد التصفيات. ولكن أبو أسعد أشار الى أنه تلقى شكاوى من الحكومة بأن الفيلم ذو طابع غربي اكثر من اللازم. ويرى أبو أسعد أن فيلمه لا يحاول فرض وجهة نظر معينة ولكنه يحاول أن يظهر »شيئا خفيا ولم يقدم من قبل«. (رويترز) البيان الإماراتية في 6 نوفمبر 2005
فيلم فلسطيني يتطرق لدوافع القتل لدى الانتحاريين أرثر سبيجلمان إيلاف لوس أنجليس (رويترز) - لم يكن انتاج فيلم (الجنة الان) Paradise Now الذي يروي قصة تحول عاملي اصلاح سيارات بسيطين الى مفجرين انتحاريين أمرا هينا بالنسبة للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد فهو اضطر لخوض معركة لم تقتصر فقط على الكفاح للحصول على تمويل بل شملت أيضا تفادي هجوم صاروخي من اسرائيل وألغام برية وتهديدات من متشددين. ولكن التصوير في نابلس حيث خطف مصصم المناظر الذي يعمل معه لفترة وجيزة كتحذير من الفصائل التي خافت أن يكون الفيلم حافلا بالانتقادات كان مجرد عقبة واحدة. فالسؤال الاهم كان هل سيجد اذانا صاغيا فيما يحاول توضيح حقيقة جديدة من حقائق الحياة المعاصرة. ويأخذ الفيلم الذي بدأ عرضه عبر الولايات المتحدة مكانه الى جانب فيلمين اخرين يتطرقان أيضا الى السؤال الذي أثير بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول ولم يعثر له على اجابة وهو: ما الذي يجعل شخص يتحول الى مفجر انتحاري على استعداد لإنهاء حياته وحياة اخرين لا يعرفهم؟ هل هو الوعد بالجنة والعذارى؟ أم هو عمل يعبر عن الانتقام أو الشجاعة أو اليأس أو العجز؟ ويعرض حاليا أيضا فيلم (الحرب الداخلية) The War Within للمخرج جوزيف كاستيلو الذي يحكي قصة خلية من الارهابيين الباكستانيين الذين يخططون لتفجير محطة جراند سنترال في نيويورك في أعقاب هجمات 11 سبتمبر أيلول. ويرتكز فيلم كاستيلو على اصطدام قيم الشرق والغرب ولاقى استحسانا كبيرا من النقاد. أما الفيلم الثالث الذي سيفتتح الشهر المقبل فهو "سوريانا" Syriana وهو فيلم حركة ميزانيته نحو 50 مليون دولار ويقوم ببطولته الممثل جورج كلوني. ويتعامل الفيلم بشكل جزئي من القضية ذاتها ولكن بشكل تجاري وهو من اخراج ستيفن جاهان الذي فاز بجائزة أوسكار أفضل سيناريو عن فيلم "تهريب"Traffic . ولا يدافع فيلما (الجنة الان) و (الحرب الداخلية) عن المفجرين الانتحاريين ولكن كل منهما يحاول بطريقته أن يفسر الحالة العقلية التي تتمخض عن مثل هذه الافعال لان الفهم هو أول خطوة للامام على حد قول أبو أسعد. ويدور أحد مشاهد الفيلم في متجر لبيع شرائط الفيديو يبدو كأي متجر عادي في الغرب باستثناء أنه يبيع شرائط لمفجرين انتحاريين يشرحون فيها أفعالهم لإلهام من يسيرون على نهجهم. ويعبر أبو أسعد عن اعتقاده بأن العجز هو السبب وراء التفجيرات وتبرز كلمات شخصياته هذه الفكرة فيما يمضون في حياتهم اليومية في الاراضي المحتلة التي يصورها الفيلم على أنها سجن مغلق وخانق. ويقول المخرج "احساس العجز قوي للغاية لدى هؤلاء الناس لدرجة انهم يقتلون أنفسهم والاخرين لمجرد القول (أنا لست عاجزا). انه موقف معقد للغاية ولكن المظلة التي سيتظلون بها هي الوضع الظالم." ويعرض الفيلم حاليا في اسرائيل التي ساهمت في تمويله ويلقى أراء قوية كما يحدث معه في الضفة الغربية. ويقول أبو أسعد "لم يتغير رد الفعل في اسرائيل...الكثير من الاسرائيليين يرون أن اللعب بالسياسة هو أكبر المشاكل." وسجلت السلطة الفلسطينية الفيلم في جائزة الاوسكار لفئة أفضل فيلم أجنبي وسيكون من المثير أن يصبح الفيلم واحدا من الافلام الخمسة النهائية بعد التصفيات. ولكن أبو أسعد أشار الى أنه تلقى شكاوى من الحكومة بأن الفيلم ذو طابع غربي اكثر من اللازم. ويرى أبو أسعد أن فيلمه لا يحاول فرض وجهة نظر معينة ولكنه يحاول أن يظهر "شيئا خفيا ولم يقدم من قبل." وتصف ريتشل ابراموفيتش الناقدة السينمائية في صحيفة لوس انجليس تايمز الفيلم بأنه النسخة الفلسطينية من مسرحية "موت روزنكرانتز وجيلدنشتيرن" للكاتب الانجليزي توم ستوبارد فهو يركز على حياة شخصين في لحظة تاريخية معينة ويراقبهما وهما يتنفسان. وهذا ما فعله أبو أسعد. ويبقى عليه الان أن يعرف ما اذا كان أحد سيسمع صوت هذا التنفس. موقع "إيلاف" في 5 نوفمبر 2005 |