جديد الموقع

كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما

 

 

التالي
السابق

كتبوا في السينما

سينما المقاومة في فلسطين

«الحس» للإيطالي فيسكونتي

يسري نصر الله: أفلامي بسيطة وشديدة الخصوصية

غودار: نحن أقرب إلى نقطة النهاية لأننا عاجزون عن الكلام

آسيا جبار تتمسك بجذورها العربية الإسلامية:

الكتابة لم توقف سنوات الموت والجمر فى الجزائر

أجرت الحوار ـ ياسمينة صالح

آسيا جبار‏,‏ واسمها الحقيقي فاطمة الزهراء إيملاين الجزائرية التي تحولت من شاعرة إلي مخرجة سينمائية ومن ثم إلي روائية فرانكفونية‏,‏ إلي عضو في الأكاديمية الفرنسية خلفا للأديب الراحل جورج فيدال‏..‏ ولدت في مدينة شرشال الساحلية قرب الجزائر العاصمة عام‏1936‏ في عائلة محافظة‏..‏ هي الأولي التي تصل إلي أكاديمية لم يدخلها أي أديب عربي من قبل‏.‏ قالت الصحف الفرنسية يوم ترشحها لذلك المنصب الرفيع إن آسيا جبار تستعيد مجدها أخيرا‏,‏ ولكنها هي التي حين سمعت بالخبر صرحت لوكالة الأنباء الفرنسية بعبارتها التي تناقلتها وكالات الأنباء العالمية قائلة‏:‏ لست أدري هل أنا من سيدخل إلي الأكاديمية الفرنسية أم أن الأكاديمية الفرنسية هي التي ستدخل إلي أدبي‏!‏ وحين وصلت إلي قاعة الأكاديمية يوم تسلمها ميدالية الامتياز‏,‏ قالت لأكثر من‏1500‏ أديب حاضر من مختلف الدول الأوروبية‏:‏ أنا سعيدة جدا لموافقة الأكاديمية ـ التي لا يعرف العديد من أعضائها كتبي‏!‏ ـ علي أن تعتبر أن لدي إصرار كاتبة من أجل الأدب ومن خلال هذا الأدب أتمسك بجذوري العربية وثقافتي الإسلامية‏,‏ تلك المرأة التي أثارت الكثير من الجدال داخل فرنسا وخارجها‏..‏ المرأة الهادئة والأديبة المشاغبة التي قبلت بهذا الحوار الذي نورده حصريا ولأول مرة في صحيفة عربية‏.‏

·     كل هذا المشوار من الكتابة ومن التألق والعطاء‏,‏ وهذا العمر الذي ربما حين تلتفتين إليه ترين أشياء لم يكن بمقدورك رؤيتها في خضم المشي نحو مجدك الراهن؟

تبتسم لم أر ما يمكنني رؤيته‏,‏ ما تمنيت رؤيته أو انتظرت أن أراه‏.‏ أن تكوني كاتبة معناه أن تعيشي لأجل أن يري الآخر بدل أن يعنيك المنظر تماما‏..‏ دعيني أقول لك إنني طوال السنوات التي تبدو لي طويلة جدا التي مرت‏,‏ أشعر أنني متعبة‏.‏ هو التعب الذي فجأة يأتي لأنه جاء من قبل‏,‏ لأنه يأتي كل يوم‏,‏ ولكن نستطيع أن نقول لأنفسنا أن الكتابة تهزم التعب أيضا‏,‏ مثلما تهزم غرورنا الخاص ومثلما هزمت غرور من كتبوا قبلنا‏!‏ أنا كاتبة مبهورة بالتاريخ وخائفة منه‏.‏ يمكنني أن أقول أشياء ربما من الصعب أن أقولها خارج ذاكرة النص‏,‏ سواء كان ذلك النص رواية أم مسرحية أم فيلما سينمائيا‏..‏ لقد مارست ذلك البحث المضني عن الصورة ـ الفلاش التي تختزن الحقيقة المطلقة‏,‏ لأن الكاتب لا يخلو من تطرف أيضا‏,‏ ولأنه كذلك يظل يبحث عن شيء يشعر أنه يحتاجه ليستند عليه في آخر عمره‏!‏

·     الحقيقة التي تبحثين عنها‏,‏ أليست هي نفسها التي نجدها في روايات الأولي والأخيرة‏,‏ تلك التي تعنيك وتعنينا داخل نفس السؤال الأزلي من أنا وسط هذا الخراب اليومي كما جاء علي لسان أحد أبطالك؟

نعم‏.‏ من نحن داخل هذا الهباء اليومي والمتكرر منذ سنوات؟ نعيش حالة من حصار داخلي حين نكتشف أن ما نقوم به علي أهميته‏,‏ علي خطورته الكتابة لا يوقف الحرب ولا يطعم جائعا في إفريقيا أو في مكان آخر‏.‏ لم توقف الكتابة سنوات الجمر والموت في الجزائر‏,‏ مثلما لم توقف هذا الخراب الذي نفتح عليه صباحات الجريدة في خبر عاجل يصور بورتريه مجزرة جماعية في العراق أو في كل مكان يعاني من الاضطهاد وفق المدلول الشمولي للاضطهاد الحالي والذي يعنون الصورة بعبارة عليك أن تموت وأنت ساكت‏'!‏

·         دعيني أعيدك إلي الوراء إلي الذاكرة كما تسمينها‏..‏ إلي‏'‏ فاطمة الزهراء إيملاين التي صارت مع الوقت‏'‏ آسيا جبار‏'‏؟

تلك ذاكرة تشبه ذاكرة وطن لمن عاش طويلا بعيدا عنه‏.'‏ فاطمة الزهراء‏'‏ تلك الجزائرية التي كانت تعشق مدينة عاشت فيها إلي سن العشرين تقريبا‏,‏ قبل أن تسرقها القطارات ويأخذها سفر الجنون إلي ما لا نهاية‏.‏ كيف أنظر إليها؟ كمن يطل من قطار يسير بسرعة مجنونة نحو جهة يجهلها الركاب‏..‏ أكاد أحيانا أري الطفلة الصغيرة بضفائرها الطويلة‏,‏ تركض في حقل كانت الشمس لا تغيب عنه‏,‏ في مدينة‏'‏ شرشال‏'‏ الساحلية الجزائرية أين كان البحر غير البحر‏..‏ وأين تركت أشيائي الأولي‏,‏ وبيت لم أعد أعرف هل ما زال كما تركته أول مرة أم تغير؟ حين أقابل أحد الجزائريين صدفة أسأله عن الوطن‏,‏ هل لا يزال كما أمس؟ كما تفاصيله الأولي في ذاكرتنا؟ يصدمونني حين يقولون لي إن الوطن تغير وإن الذي يعيش في ذاكرتنا وطن صنعناه من وهم وأحلام من ورق وكتابة فقط‏!‏ أستغرب ذلك الهرب الجماعي حين أكتشف أن الجزائريين لم يعودوا قادرين علي العيش داخل الوطن في الوقت الذي أشعر فيه بأن الوطن يسكننا‏..‏ كلها تناقضات تتفجر في لحظة عري إزاء تلك الذاكرة‏,‏ حين تطل‏'‏ فاطمة الزهراء‏'‏ برأسها من مكان ما‏,‏ من جملة قالتها من قبل‏,‏ أو من موسيقي استمعت إليها وأحبتها من قبل‏,‏ بينما آسيا جبار فهي التي وجدت نفسها جاهزة لصنع لنفسها ذاكرة أخري علي أرصفة أوطان لم تكن لها‏,‏ وبلغة ظلت تبحث عن البديل الممكن للغة الأولي التي كانت تقول كل شيء‏!‏

·     لهذا قلت يوم حظيت بالتكريم في الأكاديمية الفرنسية إن لديك إصرار كاتبة من أجل الأدب وأنك من خلال ذلك الأدب تتمسكين بجذورك العربية وثقافتك الإسلامية؟

أنا وإن كنت أكتب بالفرنسية لم أفقد علاقتي بجذوري الأولي‏..‏ ما زلت مسكونة بهاجس العربية وبثقافتي الإسلامية التي مع البحث والقراءة والدراسة وجدتها جديرة بأن نتمسك بها ونحتمي بها أيضا‏.‏ أنا لا أنكر جذوري ولا إسلاميتي أينما ذهبت‏,‏ هذا الشيء في دمي وأورثه لأبنائي الذين برغم أنهم ولدوا في فرنسا يشعرون أن انتماءاتهم جزائرية وعربية ومسلمة‏..‏ لست من فرض عليهم ذلك‏,‏ بل أدركوه من عمق فطرتهم أيضا‏..‏ وهو ما أؤمن أن علي الكتابة عنه والحديث فيه أيضا دونما عقدة النقص التاريخية‏..‏ لم يكن الإسلام مخيفا كي أخافه‏,‏ كان منبع فخري ومن هذا المنطلق كتبت عنه وفق قناعاتي كأديبة وكجزائرية الأصل أيضا‏,‏ بمعني أنني أنظر إلي الإسلام كدين حضاري وليس كتشريع الغاب كما يستحلي البعض وصفه أو إلصاقه به وأعني أيضا أولئك الذين يعتقدون أنهم أحق بالدفاع عن الإسلام بالعنف‏,‏ وهم يمارسون أبشع التشويه عليه‏..‏ ما يعنيني في الإسلام هو الذي يعنينا جميعنا‏..‏ هو أنه يجمعنا ويلمنا حين تعجز اللغة ويعجز الوطن عن فعل ذلك‏..‏

·         من يسمعك يقول إنك داعية إسلامية ولست تلك التي دخلت إلي الأكاديمية الفرنسية للآداب؟

تضحك لست أحتاج إلي أن أدخل الأكاديمية الفرنسية لأعبر عما قلته الآن‏..‏ أنا كاتبة‏,‏ وهذه وظيفتي وربما تهمتي أيضا‏.‏ كما قلت نحن نمارس أشياء عبر الكتابة ربما لا تتسني لنا ممارستها خارجها ومن أهم تلك الأشياء التعايش مع ذاكرتنا بكل حالاتها وكيفما كانت طقوسها أيضا‏.‏ وحديثي عن الإسلام هو نفسه الكلام الذي أكتبه حين أتطرق إلي العقيدة من عمق ما درسته وما عرفته والذي جعلني لا أخجل من القول بأنني متمسكة بجذوري العربية وثقافتي الإسلامية‏.‏

·         هذا الكلام انتقدته بعض الصحف الفرنسية‏,‏ ووقفت أمامه بعض الصحف الجزائرية بتهكم‏!‏

أنا لست معنية بكل ذلك‏,‏ أن تمتدحني الصحف الفرنسية أو الجزائرية أو تذمني فلن تغير مني شيئا‏..‏ لا يمكن أن يعنيني ما يقوله الإعلام عني حتي في لحظات التعظيم القصوي كما حدث بعد إعلان عن خبر انضمامي إلي الأكاديمية الفرنسية أو تكريمي في المعهد الألماني الأعلي للآداب‏.‏ الصحف تكتشف الكاتب لحظة الضوء وتنساه حين تسقط الستارة‏,‏ ولهذا لست معنية لا بالأضواء ولا بالستائر التي تسقط علي مشهد ما‏.‏ ما يعنيني هو الكتابة التي أمارسها منذ كنت في الثامنة عشر من عمري إلي يومنا‏.‏ منذ هربت روايتي بريديا إلي فرنسا لأكتشف أنها تفجرت هناك كقنبلة أدبية واسعة الصيت في الوقت الذي تجاهلتها الصحف الجزائرية وكأن الأمر لا يعنيها‏.‏ أنا لست معنية بما يقوله الإعلام عني‏,‏ لأنني في النهاية أفعل ما يدور في رأسي وليس في رأسهم‏,‏ أي أنا أكتب ما أريد كتابته‏!‏

·         علي ذكر الصحف الجزائرية‏,‏ كيف قرأت ما كتبته عنك منذ تكريمك في هولندا وفي ألمانيا وفي فرنسا أخيرا؟

تصلني ردود جيدة‏,‏ وأنا أعتز كثيرا بأصدقاء أدباء يكتبون داخل الجزائر برغم كل شيء‏.‏ ربما الذي أحزنني أنني‏'‏ غـيـبـت‏'‏ قسرا لسنوات بحجة أنني‏'‏ فرنسية الجنسية‏'‏ في الوقت الذي تم فيه تكريم العديد من‏'‏ أصدقاء الجزائر‏!'‏ الذين كانوا‏'‏ أقل جدارة‏'‏ من أولئك الذين كانوا يحتاجون إلي التكريم الحقيقي‏..‏ لقد توفي الأديب والروائي الكبير‏'‏محمد ديب‏'‏ في منفاه من دون أن تلتفت إليه الجزائر أو تكرمه‏,‏ مع أنه كان الأحق والأجدر بالتكريم من وطن أحبه حتي الموت وعاش يكتب عنه إلي آخر يوم في حياته‏..‏ محمد ديب هو وجه الكاتب الجزائري الحزين والمنسي‏,‏ سواء كان ذلك الكاتب يكتب بالفرنسية أم حتي بالعربية‏,‏ لأن الوطن لا يكرم عشاقه الشرفاء إلا نادرا‏,‏ ولأن الشرفاء يموتون دوما بعيدين عن أوطانهم عادة‏.‏ أنا حزنت يوم علمت أن التليفزيون الجزائري رفض بث صور تكريمي في المعهد الألماني الأعلي للآداب‏..‏ تساءلت لماذا؟ وفي النهاية لم يكن يعنيني معرفة الإجابة لأنني كنت أدركها مسبقا‏!‏

·         وما هي الإجابة التي كنت تدركينها مسبقا؟

هي أن الوطن لا يكرم إلا التوابيت التي تعود إليه مباشرة إلي قبرها‏.‏ قدر الأديب أو المبدع أن يظل بعيدا إلي أن يموت فيحدث الاعتراف به كدولة حققت استقلالها بعد فوات الأوان‏!‏

·         لعلك تقصدين ما صرح به بعض الأدباء الجزائريين مثل الروائي رشيد بوجدرة بأنك روائية تدخل في سياق ما يطلبه الفرنسيون؟

مشكلة الكتاب في الجزائر والعالم أنهم يتسلون ببعضهم أكثر مما يتسلون بقضاياهم الحقيقية‏.‏ لست معنية بما يقال كما قلت لك‏,‏ أنا معنية بما أقوله فقط‏!‏

·         تقولين إنك متمسكة بجذورك العربية وثقافتك الإسلامية‏,‏ كيف يمكن إدراك البعد التاريخي للعلاقة الـ‏'‏نمطية‏'‏ بين الجذور والثقافة؟

تبتسم سؤالك يشبه سؤال ابنتي التي أرادت أن تعرف متي وقعت في الحب أول مرة؟ قلت لها إنني في النهاية ما زلت أنتظر ذلك الحب الذي يحتاج أن أقع فيه أو أتورط‏!‏ أنا جزائرية‏,‏ أكتب بالفرنسية وأعتز بثقافتي الإسلامية التي فتحتني علي عوالم كبيرة ومهمة‏.‏ قرأت التاريخ الإسلامي وانبهرت كثيرا به‏,‏ واكتشفت عدالة الرسول صلي الله عليه وسلم وشجاعة قراراته ودفاعه عن الإنسان سواء كان رجلا أم امرأة‏..‏ هذا الأمر جعلني أستعيد أشياء مهمة فعلا‏,‏ وجعلني في النهاية أعي أن الكتابة عن التاريخ الإسلامي جزء من مهمة الكاتب‏,‏ بالخصوص إن كان يكتب بلغة أخري وبالتالي يتوجه إلي قراء مختلفين أيضا‏.‏ ما كتبته عن الإسلام كان عن قناعتي بأنه عادل وأنني فخورة بعدله أيضا‏.‏ لم أتبرأ منه ولم أغير جلدي حين تكلمت عن ثقافتي الإسلامية‏,‏ حتي إن كنت أكتب بلغة أخري‏.‏ تعنيني الفكرة أكثر مما تعنيني اللغة التي تطرح بها‏.‏ الفكرة تبقي وتترسخ وتصل إلي كل الناس مهما كانت لغاتهم أو دياناتهم‏..‏ بينما تنحصر اللغة في إطار ما يمكنك أن تقدمه لقراء اللغة التي تكتب بها‏,‏ بحيث إنك ستحتاج إلي الترجمة كي يقرأك كل الناس‏.‏

·     أنت معنية أيضا بحقوق المرأة‏,‏ تبدين أحيانا مهووسة بهذه القضية تحديدا‏,‏ حتي في تطرقك إلي التاريخ‏.‏ لعل الفيلم السينمائي الذي أخرجته عام‏1979‏ والذي حصلت من خلاله علي جائزة النقاد في مهرجان البندقية السينمائي الإيطالي‏.‏ كيف تنظرين إلي وضعية المرأة اليوم في ضوء كل التغييرات التي حدثت؟

لا أعرف هل تقصدين وضع المرأة الجزائرية أم في العالم عموما؟ إن كنت تقصدين المرأة الجزائرية فأعتقد أننا بحاجة إلي ساعات من النقاش حول وضعية المرأة الجزائرية التي برغم كل شيء أعتقد أنها لا تزال بحاجة إلي إعادة رؤية في الحقوق والواجبات‏,‏ وهو في الحقيقة ما تعانيه المرأة في كل مكان‏..‏ مسألة الحقوق لم تعد تقتصر علي القوانين التشريعية بل علي الفكر والوعي الجماعي‏..‏ قلت لك إنني بحكم قراءاتي الكثيرة في التاريخ الإسلامي اكتشفت أن المرأة المسلمة أيام الرسالة النبوية في وجود الرسول عليه الصلاة والسلام كانت أفضل حالا من المرأة اليوم‏..‏ كانت حقوقها محمية واضحة وواجباتها واضحة أيضا‏..‏ كانت كيانا فاعلا وضروريا في المجتمع‏..‏ لقد عرفت الحضارة الإسلامية أول ممرضة في التاريخ وأول وزيرة وأول سيدة أعمال‏..‏ لم يكن الأمر مقتصرا علي قوانين رجعية‏,‏ بل كانت الشريعة واضحة ومفهومة ومقبولة‏..‏ أعتقد أن التراجع الكبير الذي عرفته المرأة يعود إلي تراجع في الفكر أيضا‏,‏ حيث إن انحصار القيم في‏'‏ الشرف الأسري‏'‏ جعل المرأة نفسها تنحصر في نفس السياق‏,‏ من دون أن تؤدي دورها الحقيقي‏,‏ ولا حتي في نفس الإطار‏'‏ الأسري‏'.‏ في أوقات الحرب المرأة هي أول من يتعرض للاغتصاب والإهانة‏..‏ وفي أوقات السلم المرأة هي أول من يتعرض للإهانة أيضا لأن عليها أن تؤدي أكثر من دور في وقت واحد‏..‏ هذا يحدث في الدول المتقدمة أيضا‏..‏ بينما نكتشف بشكل لا يخلو من دهشة أن في القري‏,‏ يمكن أن تتعايش المرأة بشكل أوضح مع واقعها حين يتجرد الواقع من أنانيته‏.‏ المرأة التي تعمل في الحقول إلي جانب أخيها الرجل‏,‏ والتي تساهم في أعباء الحياة إلي جانب والدها وشقيقها وابنها‏..‏ هي التي تفقد دورها في المدن لأسباب تبقي مثيرة وأحيانا غريبة‏..‏ يبقي أن أقول إن غياب الفكر الاجتماعي الفاعل هو الذي جعل الوضع يصير هكذا انحدار وتراجع نحو الوراء‏.‏

·     حين قمت بالاتصال بك‏,‏ اشترطت ألا يزيد الحوار معك علي ربع ساعة‏,‏ وها هي الربع ساعة تنقضي‏..‏ لعلك ترغبين في قول كلمة لقراء العربية الذين بلا شك سعداء لما حققته إبداعيا؟

أنا كاتبة خيارها الوحيد هو الكتابة‏.‏ كل ما نقوم به في حالتنا أننا نقع بين أيدي القراء أينما كانوا‏.‏ نصير نوارس البحر حين لا يمكن قبالة البحر إلا أن نحوم‏.‏ يسرني أن أحيي كل قراء العربية عبركم‏.‏ يسرني أنهم يطالعون‏,‏ ويتابعون ويتفاعلون أيضا مع كل ما يجري حولهم‏..‏ يسرني أكثر أنني في ضيافتكم اليوم‏.‏ تقبلوا مودتي الكبيرة والدائمة‏..‏ آسيا جبار

سيرة آسيا جبار‏

من مواليد الجزائر سنة‏1936‏

من إصداراتها الأدبية‏:‏

رواية العطش الصادرة عن منشورات‏'‏ جوليارد‏'‏ الفرنسية عام‏1959‏

رواية‏:‏ أطفال العالم الجديد‏,‏ منشورات جوليارد‏,1962‏

رواية‏:‏ بعيدا عن المدينة‏,‏ منشورات‏'‏ ألبن ميشيل‏'1991‏

رواية‏:‏ نقاش حول صيف جزائري‏,‏ منشورات‏'‏ بلوم‏'1993‏

رواية‏:‏ شاسع هو السجن‏,‏ منشورات ألبن ميشيل‏,1995‏

رواية‏:‏ بياض الجزائر‏,‏ منشورات ألبن ميشيل‏1996‏

رواية‏:‏ ليالي ستراسبورج‏,‏ منشورات‏'‏ أكث سود‏'1997‏

رواية‏:‏ وهران‏,‏ اللغة الميتة‏,‏ منشورات‏'‏ أكث سود‏'1998‏

رواية‏:‏ تلك الأصوات التي تحاصرني‏,‏ منشورات ألبن ميشيل‏,1999‏

رواية‏:‏ نساء بلا حياء‏,‏ منشورات ألبن ميشيل‏,2002‏

رواية‏:‏ اختفاء اللغة الفرنسية‏,‏ منشورات ألبن ميشيل‏,2003‏

الأهرام العربي في 5 نوفمبر 2005

السوري غسان مسعود‏..

 خرجت من مملكة الجنة نجما.. وأتمني اعتزال التليفزيون

دمشق‏-‏ هدي الزين 

بعد سلسلة من النجاحات التي حققها الفنان السوري غسان مسعود علي صعيدي المسرح والتليفزيون‏,‏ تم اختياره بين مجموعة كبيرة من الممثلين من مختلف دول العالم ليجسد شخصية البطل الإسلامي صلاح الدين الأيوبي‏,‏ والفنان مسعود هو أستاذ في المعهد العالي للفنون المسرحية وعضو مؤسس للمركز العربي الإفريقي للبحوث المسرحية من أهم أعماله المسرحية جنون في الأسطبل فتاة شرقية‏.‏ المتبقي وتقاسيم علي العنبر‏,‏ وشارك في العديد من المسلسلات التليفزيونية السورية التاريخية والاجتماعية‏,‏ ورغم أن مشاركة الممثل السوري غسان مسعود في فيلم مملكة الجنة للمخرج الأمريكي ريدلي سكوت قد أثارت الكثير من اللغط والانتقادات خاصة أن مسعود مثل شخصية البطل الكبير صلاح الدين الأيوبي‏.‏ إذ رأي البعض أن صورة البطل صلاح الدين ضعيفة‏.‏ إلا أن الفيلم يخلص بالنهاية إلي مقولة عظيمة تهدم كل المزاعم الصهيونية هي أن القدس دولة للديانات السماوية‏,‏ وأن صلاح الدين ظهر في الفيلم كرجل دولة يؤمن بالحوار والسياسة والتسامح‏.‏

·         كيف تم اختيارك للمشاركة في فيلم مملكة الجنة؟

كان المخرج ريدلي سكوت يبحث عن ممثل يحمل في ذهنيته الثقافة الإسلامية ليقوم بشخصية صلاح الدين الأيوبي‏,‏ وقد أجري اختبارات عدة مع عدد كبير من الممثلين بغية اختيار الممثل المناسب للدور‏,‏ وقد أجري لي اختبارا عبر السيدة نشوي الرويني‏,‏ ووقع الاختيار علي‏.‏ وقد طلب المخرج سكوت أن يلتقي بي فسافرت إلي أسبانيا‏.‏ وقبل أن يقابلني أديت مشهدا مع أحد المساعدين ورأي سكوت المشهد‏.‏ ثم التقينا معا وتحدثنا عن المسرح‏.‏ وقد سألني وقتها‏.‏ هل تعتقد أن صلاح الدين رجل دولة أم رجل حرب‏:‏ فقلت له رجل دولة فشكرني‏.‏ وفي المساء قالوا لي لقد وقع اختيار سكوت عليك لتمثيل الدور‏.‏

·         بعد مشاهدتك الفيلم لأول مرة كيف كان شعورك؟ هل أحسست أنك أديت الأداء الجيد والمقنع؟

أنا أعرف جيدا قبل أن أصور وقبل أن يظهر الفيلم للناس حجم الشخصية كما هو مطروح‏.‏ وأعرف تماما كم من الجوانب في هذه الشخصية ستضاء‏.‏ وهو المطلوب مني أدائيا في هذه اللحظة أو تلك‏,‏ اشتغلت بدقة علي هذه اللحظات التي رأيتموها في الفيلم‏,‏ ووجدت بعد عرض الفيلم أن المونتاج وجهد المخرج خدمني أكثر من المتوقع‏.‏ فقد اشتغل علي وجهي بشكل جيد‏,‏ وهذا أراحني جدا‏.‏ وبدون تو اضع أقول إنني سعدت بالفيلم لأول مرة في تاريخ السينما العالمية تقدم وجهة نظر في السينما العالمية فيها تتعامل مع المسلم أو الشخصية المسلمة علي أنها شخصية تصح أن تكون شخصية كونية‏,‏ وهذه أول مرة تحصل في تاريخ هوليوود‏.‏ لذلك أشعر بأن هذا ليس انتصارا لوحدي كممثل‏.‏ بل هو انتصار لجهة معينة كبيرة جدا تشكل في العالم مليارا و‏200‏ ألف نسمة وهم المسلمون في العالم‏.‏

·         هناك نقد واسع في الغرب ضد الفيلم‏..‏ هل أحسست وأنت تتابع فيلمك عبر عدد من الدول الأوروبية بهذا؟

لقد أحسست بهذا في هولندا وأسبانيا وفي عدد من الدول الغربية‏,‏ فهناك العديد من المنغلقين لا يريدون أن ينفتحوا علي الآخر ولا يؤمنون بالرأي الآخر‏.‏ عندهم أيضا مجموعات أصولية ترفض الآخر‏.‏ وتريد أن تقول إن الإسلام مجموعة من البرابرة ومن البشر المتخلفين‏,‏ وغير الجديرين بأن يكونوا أصحاب حضارة وأصحاب مدنية‏.‏ وهذا الشئ توقعته ولم أستغربه‏.‏

·         بعد تاريخك من الأعمال الفنية العديدة في المسرح والتليفزيون لماذا لم تشارك في السينما السورية؟

هذا السؤال تعرضت له أكثر من مرة وحاولت دائما ألا أبدو وكأن السينما السورية خصما لي أو خصما لها‏.‏ وسأصر بالمقابل علي أني غير حريص علي أن أتعامل معهم‏.‏ أعتقد أن هذا السؤال يجب أن يوجه لمن يصنع السينما السورية وعليهم هم أن يجيبوا عنه‏.‏ وهم لم يكترثوا حتي بتهنئتي علي المشاركة في فيلم مملكة الجنة‏.‏ أنا شخصيا لست نادما علي ذلك وليس لدي شعور بأنني فقدت الكثير‏.‏

·         بعد نجاح فيلم مملكة الجنة وعرضه عالميا‏..‏ هل بدأت بالتعامل مع سينما عالمية أيضا؟

أنا الآن أشترك في فيلم جزائري سعودي‏.‏ وآخر أيضا سأصوره في تركيا وبريطانيا إنتاج مشترك‏,‏ أنا الآن أتلقي عروضا كثيرة من عدة جهات‏,‏ ومن العام المقبل أمامي عرض عالمي‏,‏ أما الفيلم التركي البريطاني الذي سنصوره قريبا جدا بعنوان غال يونس‏.‏

·         من المؤكد أنك الآن تحرص علي مستواك الفني؟

أنا أفترض أن اعتذاري عن فيلم جاءني بعد فيلم مملكة الجنة يؤكد أنني لست بوارد أن أعمل شخصية أقل مما قدمته في السينما الهوليوودية علي مستوي القيمة‏.‏

ليس دائما ممكن أن أجد شخصية مثل صلاح الدين كرمز‏,‏ لكن يمكن أن أجد شخصيات جيدة ممكن تنفيذها‏.‏ فالشخصية التي سأمثلها في الفيلم الجديد أعجبتني جدا تحكي عن شيخ عشيرة عربي يحمي المقاومة في مواجهة العدو والاحتلال‏.‏ أنا سعيد بهذا الدور وأتمني أن يترك بصمة وأن يقدم أثرا جيدا‏,‏ أو يكون نقلة لا بأس بها علي التجربة السابقة‏.‏

·         قلت إنك قدمت صلاح الدين كرجل دولة وليس كرجل حرب في إحدي مقابلاتك‏..‏ ماذا قصدت من هذا؟

نحن كمسلمين وعرب متهمون بالإرهاب والهمجية والبربرية والتخلف‏,‏ وعندما أقدم صلاح الدين كرجل دولة‏,‏ فأنا أسقط مثل هذه التهم‏,‏ فقد طرح الفيلم قيما بديلة عن العنف والحرب مثل الحوار والسياسة والتسامح واشتغلنا علي صورة صلاح الدين المدنية بامتياز‏.‏

·         كيف وجدت التعامل مع تجربة السينما الهوليوودية؟

في هوليوود يجيدون إظهار الفنان أمام العالم وتسويق حضوره‏.‏ إذ يملكون الوسائل الإعلامية العملاقة إضافة إلي التقنيات الكبيرة والعظيمة‏.‏

·         لك العديد من الأعمال التليفزيونية والمسلسلات‏..‏ هل إذا عرض عليك مسلسل جديد تقبل به؟

نعم لقد عرضت علي مسلسلات وأعمال خلال هذا العام لا تقل عن عشرة أعمال أو أكثر‏.‏ جربت أن أنتقي الأفضل وأن أختار منها عملين لا أكثر‏.‏ وشركات الإنتاج تعرف أنني لا أتعامل علي مستوي المادة ومستوي الدور إلا بشروطي‏.‏ لقد وافقت علي عملين وبشروطي التي وافقت عليها الجهة الإنتاجية وقدموا لي كل ما طلبته‏.‏

·         هل هناك شخصيات معينة تحب أن تمثلها كإنسان تمتلك تجربة وثقافة واسعتين؟

أعتقد أن المخرجين أصبحوا يعرفون غسان بأي لون هو موجود وعندما يقدمون لي دورا ما يقدمون لي شخصيات تتقاطع مع المناخ العام الذي أديت فيه أدواري السابقة وما بعدها‏.‏ وأنا قرأت أعمالا كثيرة واعتذرت عنها‏.‏

·         أنت من رجال المسرح السوري فهل هناك تفكير في أن تقدم أعمالا مسرحية في المستقبل؟

أنا أولا وأخيرا في المسرح تمثيلا وإخراجا وتدريسا‏,‏ وبالتالي سأبقي في المسرح مهما جاءتني المغريات ومهما اشتغلت‏.‏ أنا أقدم كل سنتين مسرحية أما بالنسبة لي ليست وظيفة وليس واجبا‏.‏ بل المسرح بالنسبة لي له علاقة بأحلامي‏.‏ هو حالة حلم وعندما يكون ما يشبه الحلم أجري باتجاه إما كتابة النص أو إعداده أو التمثيل أو الإخراج‏.‏ ودرجت العادة عندما أشتغل أي مسرحية فأنا أقدم مسرحية كثيرة الجدل والمشاكل والنقد‏,‏ وأنا أري أن المسرح من أحد مهامه أن يفجر مشكلة‏,‏ وألا يكون تحت عنوان مسرح جيد أو شئ‏.‏ أو جميل هذا كلام فارغ في المسرح‏.‏ المسرح عليه أن يكون مختلفا عليه أن يثير التساؤلات أن يكرس حالة ديمقراطية في الحوار‏.‏

·         أنت أمام مفترق طريق في حياتك‏..‏ بماذا تفكر؟

عندما أريد أن أفكر بصوت عال‏.‏ قد أفكر أن أتوقف نهائيا عن التليفزيون‏.‏ أن أشتغل سنة أو كل سنتين فيلما وأن أشتغل كل سنة مسرحية فقط‏.‏

·         هل هناك شخصية معينة تحب أن تقدمها يوما ما؟

أحب أمثل شخصية قد تكون ابن شارع‏.‏ لكن تطرح قضايا قد تبدو سخيفة‏,‏ لكنها بالنسبة للدراما قد تكون قضايا عليا وبالنسبة للمجتمع تشريحه تبدو قضايا مهمة‏,‏ أما الشخصية الموجودة في الكتب بعد أن قرأت التاريخ إلي حد ما‏,‏ وأدعي أنني قارئ جيد بالتاريخ‏.‏ أكتشف أحيانا أن كل هذه الشخصيات قد أستطيع أن أشتمها قبل أن أقول بارك الله فيها ومعرفتي بهم لم يعودوا بالنسبة لي مثلا أعلي‏.‏ لكن هذا لا يمنع من أن نجد شخصية ملتبسة ومثيرة للجدل تصلح للدراما وأحب تجسيدها‏.‏ لكن بعد أن أقرأها وأقول وجهة نظري فيها‏.‏ نحن العرب في ثقافتنا العربية نحب التقديس لكل شخصية في التاريخ‏.‏ فهناك شخصيات تاريخية هي نصف إله‏,‏ وقد يكون يشبه أي حاكم عربي في كل عيوبه‏,‏ وأنا لست مستعدا لتقديمه‏.‏ مجتمعنا ملئ بالمشاكل‏.‏ وفكرة البطولة المليئة بالأوهام عندما تنزلها علي الأرض تجد فيها الكثير من العيوب والسلبيات‏,‏ وأنا أغضب جدا عندما أري كيف نتآمر علي وعي الناس ولا نسهم في تطوير دعمهم‏.‏ بل في تغييب الوعي عبر تقديم الزيف بشكل مضاعف عبر الدراما التاريخية‏.‏ لأنهم يقدمون الشخصيات معصومة عن الخطأ‏.‏

·         عندما حضرت عرض مملكة الجنة في لندن كيف واجهت الجمهور؟

حدثت معي مفارقة جميلة‏.‏ هوايتي دخلت كأي إنسان مجهول‏.‏ وخرجت من الصالة نجما يصفقون له بحماس‏*‏

الأهرام العربي في 5 نوفمبر 2005

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التالي
السابق
أعلى