يجمع كبار نجوم الشاشة اللبنانيين "فلافل" وصفة إنتاجية خاصة بميشال كمون بيروت - هوفيك حبشيان |
شهدت العجلة السينمائية في بيروت في العامين الماضيين، دوراناً سريعاً، اذ صور أكثر من فيلم سينمائي في العاصمة وخارجها، لمخرجين مثل غسان سلهب، وفيليب عرقتنجي، وبرهان علوية، ورندة الشهال صباغ، والثنائي خليل جريج وجوانا حاجي توما. واذا كانت هذه الافلام حظيت بتمويل عبر اساليب الانتاج التقليدية، فهذه ليست حال فيلم “فلافل” الذي جاء نتيجة مبادرة فردية قام بها صاحب الفيلم ميشال كمّون، أي انه حمل على عاتقه جزءاً كبيراً من تكاليف التصوير والمونتاج، بعدما حاول خلال سنوات طويلة، اللجوء الى الآلية الانتاجية الاعتيادية، لكن بلا جدوى. مبادرة لا يسعنا الا ان نرحب بها، ولكننا نؤكد ان الخط الاستثنائي الذي يسير فيه مخرج هذا المشروع ينبغي الاّ يتحول قاعدة، بل ان يبقى في اطار المغامرة، للتأكيد على صدقية صاحب العمل وموهبته وامكان ان يكون اهلاً للثقة من جانب المنتجين في القريب العاجل. ولشح الامكانات الانتاجية، كان لا بد لكمّون ان يستعين بفريق عمل متجانس ومؤلف من عناصر شابة ويملك ما يكفي من الحماسة لاطلاق عملية التصوير. ويتلاءم فريق العمل المقتضب مع موازنة المشروع وامكاناته المادية الضئيلة، شأنه شأن الكثير من الاعمال السينمائية اللبنانية التي أبصرت النور في السنوات الاخيرة، بعدما بذل اصحابها جهوداً كبيرة. لم ينتظر كمّون استكمال عملية ايجاد المال لمشروع بدأ يتبلور عام 1999. هذا الثلاثيني الذي يخوض مع “فلافل” تجربته الاخراجية الاولى يقول: الفيلم نتيجة شعور بالالحاح والحاجة ولد لديه. ويتابع: “كان لا بد أن أنضج قبل ان أنطلق في هذا العمل”. لكن في السينما عموماً، من الصعب التحكم بكل شاردة وواردة. هناك مشكلات عديدة قد تعرقل مسار الفيلم، مثل المشكلة التقنية التي حصلت بعد مضي اربعة ايام فقط على بدء عملية التقاط المشاهد، والتي عادت بالتصوير الى نقطة الانطلاق، ما أحدث تضخماً في حجم التكاليف. يقول المخرج: “العملية كانت مضنية واللسان عاجز عن تفسير مدى صعوبتها، لكني تمسكت به بكامل قواي وقررت انجازه لأنه يستحق ان يوجد. ثم عملت ميدانياً وبدأت مرحلة التنفيذ”. يعترف كمون ان وضع السينما في لبنان ليس سليماً، ولكنه يرفض ان يكون لقمة سهلة في فم الحلقة المفرغة التي ملها المبدعون الشباب. فهو ينطلق من مبدأ ان كل فيلم حالة خاصة وكل صاحب مشروع مسؤول عن ايجاد الحل المناسب له، ويقول: لا بد لنا نحن اللبنانيين من ان نعثر على طريقنا الخاص لانتاج الافلام. ويجب عدم اعتبار هذا الكلام لاغياً دور ومسؤولية الدولة في احتضان هواجس السينمائيين اللبنانيين ومطاليبهم، ولا يندرج مضمونه في اطار الخطاب الذي ساد اخيراً ومفاده ان مطالبة الدولة بإنشاء صندوق دعم للسينما، تعني القضاء على هامش الحرية التي تبقى لهم. في هذا السياق يقول المخرج: “هذا الكلام يعكس منطقاً استسلامياً. لا شيء يتحقق من دون تجارب متكررة. الرافضون لهذا النظام، وكأنهم يتخوفون ان يكون النظام حافلا بالشوائب. فلا يجوز رفض هذا النظام قبل وجوده”. برغم ضعف الموازنة، لم يلجأ المخرج الى تقنيات الديجيتال لتصوير فيلمه، علماً ان الفكرة طُرحت في البدء. وحين سنحت له فرصة تصويره بكاميرا سوبر 16 مم، لم يتوانَ كمّون في تبني هذا الوسيط السينمائي العزيز على قلبه. يعلق: “ألفت السيناريو في الاساس لتصويره سينمائياً، ال16 او ال35 مم تتلاءمان أكثر مع مَشاهد الليل الكثيرة التي اصوّرها، لأن حساسية ضوء السينما اعلى شأناً من حساسية الفيديو. غير ان هذه امور باتت ثانوية ولا يتوقف عليها نجاح الفيلم او فشله”. ويروي كمّون ان فكرة الفيلم عنده انطلقت من شخصية شقيقه الذي توفي، وعلاقته به. ومنذ ان بدأ تأليف السيناريو، لم يكف عن التعديل والتغيير والتجديد، حتى ان النص السينمائي تغيّر خمس مرات، الى ان صار على ما هو عليه اليوم. “للانتقال من النسخة الاولى الى الاخيرة، لم ألمس المحتوى، بل غيّرت بعض التفاصيل”، يقول كمّون معلناً ان ثمة جملة عوامل حثته على انجاز الفيلم. ويتابع: “كان لدي شعور بأن القصة نضجت في رأسي، وانه آن الاوان لنقلها الى الشاشة قبل ان تتجمد الحياة من حولي. اعتبر ان لكل سيناريو لحظة مناسبة لكي يتجسد، قبل ان يفقد عفويته وآنيته. ثم ان رغبتي بانجاز الفيلم لا توصف، فضلاً عن ان احساسي به حقيقي”. تجري حوادث “فلافل” في ليلة واحدة فقط، ويتطرق الى مجموعة شخصيات وعلاقات بعضها ببعض وارتباطهما بالحياة، لكل من هذه الشخوص التي تنتمي الى اجيال عدة، عالم يتصادم مع عالم الآخر. وهناك في طليعة هذه الشخصيات شاب اسمه توفيق. يقول المخرج ان الفيلم يتضمن نحو 40 شخصية، الا ان حصة الظهور الاكبر سيكون من نصيب أبناء الجيل الذي ترعرع اثناء الحرب اللبنانية، في محاولة لرصد سلوكهم وتصرفاتهم واسلوب عيشهم وعلاقات بعضهم ببعض. “حاولت ان اكتب الشخصيات على نحو حقيقي”، يقول كمّون مؤكداً انه سعى الى ان يرسم عوالم الشخصيات بطريقة حقيقية، وهذا ما يمكنها العيش من خلال هاجس او فلسفة خاصة. باختصار، انها شخصيات من الحياة اليومية التي قد نصادفها اينما كان. يضيف: “شخصياتي من وحي بيروت الحالية. انها بيروت من خلال نظرتي. اما صفة بيروت ما بعد الحرب فهي حتماً جزء من بيروت اليوم. اما العالم الذي اصوره في الفيلم فهو يعكس نظرتي ورؤيتي لهذا المجتمع. هناك ايضاً جانب شخصي يتجلى في رؤيتي ومخيلتي”. وكمّون الذي سبق ان انجز فيلماً عن الحرب اللبنانية عام 1995 بعنوان “ظلال”، وكأنه يعلن من خلال عقد مقارنة بين مرحلتي الحرب وما بعدها، موقفاً من نهايتها وآخر ضد نسيانها. “لم اعرف بيروت في مرحلة ما قبل الحرب. آنذاك كنت ابلغ من العمر خمس سنوات. عشت جزءاً من الحرب قبل ان اسافر الى باريس عندما توقف صوت المدافع”. هذا هو ربما السبب الرئيسي، لكي يصوب كمّون كاميراته في اتجاه الشباب الذي كبر خلال الحرب، من دون تهميش اجيال اخرى من خلال الاهل الذين عرفوا بيروت قبل الحرب. هناك شخصيات كثيرة في الفيلم منبثقة من الواقع البيروتي. الخليج الإماراتية في 2 نوفمبر 2005 |
هيفاء المنصور أول مخرجة سعودية: الفيلــم الناجـــح هو الذي يثير الجدل! حوار : أميرة انور يظل اسم هيفاء المنصور محفورا في ذاكرة المجتمع السعودي باعتبارها أول مخرجة سعودية شابة, بالاضافة إلي ماقدمته من أفلام تطرح المشاكل التي يعاني منها المجتمع السعودي بجرأة تحسب لها.وقد قدمت هيفاء المنصور عددا من الأفلام الروائية القصيرة والتي شاركت في المهرجانات العربية والدولية, وهذه الأفلام هي: من؟ والرحيل المر, وأنا والآخر, وأخيرا نساء بلاظل الذي عرض خارج المسابقة الرسمية لمهرجان الاسماعيلية هذا العام.. وعن بدايتها الفنية, وماأثير حول أفلامها كان هذا الحوار... · كيف جاءت بدايتك الفنية؟ ـ بدايتي كانت من خلال فيلم من؟ ومدته7 دقائق وهو فيلم روائي قصير يتناول قضية جريئة حول أحد السفاحين الذي يستغل النقاب في التخفي وهو يرتكب عددا من الجرائم. · هل آثار الفيلم جدلا في السعودية؟ ـ كنت سعيدة جدا برد الفعل الذي أحدثه الفيلم, واعتقد أن الفيلم الناجح هو الذي يثير حوله الكثير من الجدل, وأمر طبيعي ان تجدي من يؤيدك, ومن يعارضك, وبصراحة يجب ألا نكون مثل النعامة وندفن رءوسنا في الرمال, فلابد من طرح قضايانا بحرية دون أي قيود اجتماعية.. · طرح القضايا الاجتماعية الا يسبب لك المشاكل من بعض العناصر المتشددة في المجتمع السعودي؟ ـ هذا أمر طبيعي, ولكنني مؤمنة بضرورة طرح قضايانا بحرية حتي نستطيع الإلمام بمشاكلها والعمل علي حلها.وتضيف: لاتزال هناك كثير من القيود المفروضة علي المرأة والتي تمثل عائقا يجعلها غير قادرة علي ممارسة حياتها بحرية, وهو ماأكدت عليه في فيلمينساء بلاظل. · من وجهة نظرك ماأسباب ابتعاد السعودية عن الانتاج السينمائي حتي الآن؟ ـ عدم النجاح الذي صادف الفيلم الكويتي بس يابحر عام1970, جعل الجميع يبتعد عن انتاج الأفلام خوفا من الخسارة. · هل قضايا المرأة هي محور اهتمامك في أفلامك القادمة؟ ـ لاأنكر أن المرأة هي الأكثر قدرة علي تقديم أفلاما تناقش قضاياها, ولكنني في ذات الوقت أعتبره تصرفا أنانيا من جانبها, فلابد منا بالاهتمام بجميع القضايا الاخري ولاينحصر الأمر علي قضايا المرأة فقط. · ماطموحاتك خلال الفترة القادمة؟ ـ أتمني تقديم افلام جادة تناقش قضايا اجتماعية وتعبر عن مجتمعي.. وقد بدأت بالفعل في التحضير لفيلم روائي طويل سوف يتم انتاجه من خلال محطة فضائية عربية. الأهرام اليومي في 2 نوفمبر 2005 سينما نعم.. ســينما لا دفاتر أكاديمية الفنون.. وسينما الدوجما! كتب ـ فتحي العشري بداية تناول دفاتر الأكاديمية تتطلب نظرة عامة عليها.. عناوينها الفرعية والرئيسية والمصطلحات المستحدثة المطروحة.. فقد صدرت عشرة دفاتر متنوعة في المسرح والموسيقي والفنون والسينما, يحمل كل دفتر عنوانا ذاتيا من قبيل دفتري وتجربتي وتقويمي وفرضياتي, وهكذا.. بعض هذه العناوين مألوف والبعض الآخر غير مألوف ولا ضرورة له, فاللغة العربية لا تحتمل تعقيدات ولا مزيدا من المصطلحات الغريبة, وهذا ما يؤكده د. مدكور ثابت رئيس أكاديمية الفنون في تقديمه الثابت الدائم لهذه الدفاتر, إذ يقول: إذا ما بدا اللجوء إلي العنوان وكأنه منحي شخصي, فإنه لكذلك فعلا, لأن هذا هو ما أردناه لسلسلة دفاتر الأكاديمية كي تخرج إلي النور كل ذاتية المبدع. أما ما صدر عن السينما في الدفاتر فينحصر في دفترين حتي الآن, الأول بعنوان سينما الدوجما لإيمان عاطف, والآخر بعنوان فرضياتي لاكتشاف السينما المصرية لمدكور ثابت. دفتر سينما الدوجما هو ملخص لرسالة الدكتوراه التي نوقشت في معهد السينما منذ عام, أما سينما الدوجما فقد كانت دعوة إلي الاتجاه لعمل أفلام متحررة من كل القيود ومجردة من كل المؤثرات والخدع السينمائية كما تقول الباحثة. وكلمة دوجما لها أكثر من معني, فهي الجمود العقائدي والموضوعية والرأي, وهي معان تتصل بنزعات أخلاقية شكلية اجتماعية, وبنظم ثابتة غير قابلة للتحاور والجدل, وبعقيدة إيمانية مقدسة فوق النقد وبمفهوم حتي لا يمكن تغييره, واختيار الكلمة لا يعني التسليم بما تعنيه, ولكن تعني مناهضة كل ما تعنيه الكلمة, فقد قامت حركة الدوجما السينمائية علي التغيير و الجدل والتجديد وكسر الجمود, مع إرساء قواعد جديدة ارتبط بها المخرجون الذين قاموا بهذه الحركة الفنية الفكرية نظريا وعمليا في الوقت نفسه. وحركة الدوجما بدأت عام1995 ردا علي الأفلام الهوليوودية المصطنعة برغم تطورها التقني علي أيدي مجموعة من المخرجين الدنماركيين الرافضين لتملق مشاعر المشاهدين عن طريق المؤثرات والخدع والنجوم واعتبار الفيلم أداة للتعبير عن المشاعر بشكل حقيقي وبسيط وبطريقة قوية وحادة تجعل المتفرجين أكثر قربا وتصديقا لحياتهم وأفعالهم. ورواد الدوجما الأوائل الذين ظهروا في كوبنهاجن هم لارسي فونترير وتوماس فنتربرج وكريستيان لفرينج وسورن كراج جاكوبش, وقد اتفقوا علي وضع عشر قواعد كأساس لحركتهم:(1) التصوير في الموقع الأصلي بلا ديكورات ولا اكسسوارات(2) تسجيل الصوت مع الصورة في الوقت نفسه بالموسيقي الطبيعية(3) التصوير بكاميرا محمولة(4) الفيلم الملون أساسي(5) منع المؤثرات البصرية والمرشحات أو الفلاتر الضوئية(6) منع الأحداث المصطنعة(7) غير مسموح بالإيهام الزمني والجغرافي(8) أفلام النوع مثل الكوميدي, الرومانسي, الحركة, غير مقبولة(9) مقاس الفيلم هو المقاس الأكاديمي.. أي35 مم(10) لا ينسب الفيلم لاسم مخرجه, فلا فضل له وحده في إنجاز الفيلم. ومع هذا يقفز تناقض هذه الحركة إلي الأذهان, فالقواعد التي وضعوها هي قيود تحل محل القيود القديمة, بينما قامت الحركة علي أساس تحطيم القيود وإطلاق حرية الإبداع.. فكيف ذلك؟! وبغض النظر عن مناقشة هذه القواعد لاستخراج المعقول منها والاعتراض علي غير المعقول نتوقف عند اعتراف بعض مخرجي الدوجما أنفسهم في مخالفتهم الاضطرارية لهذه القواعد الصارمة, وأولهم فينتربرج أحد مؤسسي الحركة الذي يقدم علي استخدام ستارة سوداء لتغطية نافذة في إحدي اللقطات, وشراء ثلاث بدل أو سترة للممثلين من حساب الإنتاج, وتحويل منزل إلي فندق باستخدام طاولة فندقية. ومع هذا انبثقت عن الدوجما( الروائية) حركة دوجمانتيري التسجيلية التي ظهرت عام2002 بمانيفستو أو قواعد ثماني هذه المرة:(1) أماكن التصوير تذكر كتابة في الشريط(2) فكرة الفيلم توضح منذ البداية(3) المحتوي يكتب أو يذكر علي لسان الشخصية الرئيسية في نهاية الفيلم(4) يشار إلي اللقطات بكادرات سوداء(5) لا توظيف جمالي للصوت والصورة ولا استخدام للمؤثرات والإضاءة والفلاتر(6) تسجيل الصوت مع الصورة دون إضافة بعد ذلك(7) عدم استخدام الكاميرا المختفية(8) عدم استخدام لقطات أرشيفية كانت معدة لاستخدامات أخري. ويلاحظ أنها قواعد قريبة من قواعد الدوجما الأصلية أو الروائية.. وهما معا حركة تتفق في الرغبة في التغيير مع حركات سابقة مثل السينما الجديدة في فرنسا, والسينما الأمريكية الجديدة, وسينما تحت الأرض, وسينما الحقيقة, والسينما المباشرة, ولكنها تختلف في القواعد والوسائل والأهداف أيضا! و..كلمـــــــــــة: من يتمسك بالشاطئ لا يمكنه أن يسبح! الخليج الإماراتية في 2 نوفمبر 2005
|