الملاكمة حلبة الأفلام السينمائية مجدداً في شريط هاورد "الرجل السندريللا" صورة مجازية لأميركا المنبعثة من خرابها الاقتصادي ريما المسمار |
غالباً ما يقود الفراغ الى التنقيب في البديهي والحاضر. تلك هي حال دور العرض السينمائي منذ بعض الوقت؛ لا جديد تحت الشمس. الجمهور السينمائي شبه منكفئ منذ بعض الوقت كي لا نقول منذ أشهر. التراجع الاساسي حصل منذ الهزة الكبرى التي شهدها البلد قبل ثمانية أشهر مع اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتعزز بفعل الأحداث الأمنية التي جاءت في أعقابه. ولكن ثمة عوامل خاصة تُسهم أحياناً في توسيع الفجوة بين جمهور السينما والسينما. إما هي خطة التوزيع وإما المناسبات الخاصة (شهر رمضان مثلاً) وإما غياب الافلام الجاذبة عموماً. ثمة "وعود" من الموزعين بموسم سينمائي أفضل سينطلق في وقت قريب. ولكن ماذا يفعل هواة الافلام في اوقات الشح؟ بعضهم يلوذ فراراً بالـ"دي.في.دي" وبشاشته الصغرى. وهناك من يحاول البحث بين الافلام المعروضة عن مفاجآت والمفاجأة حيث يعثر عليها. من سوء حظ "الرجل السندريللا" Cinderella Man انه جاء في موسم الشح هذا وان عرضه تزامن مع عروض افلام نشاط "حروب ذوي القربى" المحلي الذي ينتظر كثيرون امثاله بهدف تنشق "هواءً سينمائي" مختلف. خلاصة القول ان شريط رون هاورد دخل باقة العروض وضاع فيها. الا ان ثمة اشارات (بحسب موظف في إحدى صالات عرضه) الى ان رواده يتكاثرون وان على نطاق ضيق. وأوضحها ربما ان عرض الثامنة كان جيداً لـ Cinderella Man في حين انه أُلغي لشريط الاكشن المدوي Infernal Affairs! في الصالات الاميركية حيث يمكن للأرقام ان تكون حَكَماً قاسياً، لم يحقق Cinderella Man الكثير على الرغم من الآراء النقدية الايجابية التي حازها. مرة أخرى، نحن امام تجربة ينفصل فيها الرأيان الجماهيري والنقدي ويختلفان. وليست تلك بمسألة مستغربة لاسيما هنا. فيكفي القول انه شريط ملاكمة او "فيلم بوكسينغ" (Boxing Movie) لتتشكل الآراء حوله سريعاً ومسبقاً. بين هواة النوع المتطلعين الى المزيد من عروض الحلبة الدامية من جهة والمهتمين للمعالجة الدرامية من جهة ثانية، يقف الفيلم في مواجهة عناوين كبرى من "روكي" الى Body and Soul وRequiem for a Heavyweight ووصولاً الى Raging Bull وAli ومؤخراً Million Dollar Baby. كيف اذاً سيواجه Cinderella Man هذا السيل من الافلام التي لا تُحصى عن الملاكمة؟ هناك أسباب ظاهرية وأخرى جوهرية تجعل من الفيلم تجربة مؤثرة. في الشكل، يجمع هذا الشريط مجدداً بين المخرج رون هاورد والممثل راسل كرو بعد A Beautiful Mind حائز عدد من جوائز الاوسكار عام 2001. ويقهر الفيلم الرأي الراسخ في هوليوود من ان كيمياء الممثلالمخرج لا تضرب الا مرة واحدة. وهو رأي يتسلح ببراهين من نوع فشل كاميرون مرو وتوم كروز بعد Jerry Maguire وروبرت زيميكس وتوم هانكس بعد Forrest Gump. الا انه يتغاضى عن أمثلة ناجحة مثل مارتن سكورسيزي وليوناردو ديكابريو (عصابات نيويورك والطيار) لنذكر مثالاً قريباً الى الذاكرة. في مطلق الأحوال، ينقض Cinderella Man ذلك الرأي بل انه يذهب أبعد إذ يبرهن ان الاخير يفوق الاول، A Beautiful Mind، جودة وتأثيراً. ثالثاً والأهم هو ان الفيلم الحالي يستند الى قصة واقعية اي سيرة ملاكم حقيقي يُدعى جايمس برادوك بما يجعله يتنافس مع افلام ملاكمة اقل ولكن يبقيه في علاقة مقارنة مباشرة مع افضلها Raging Bull الذي يروي هو الآخر حياة الملاكم الشهير جايك لاموتا. ولئن أثار الفيلم تكهنات مبكرة في الاوساط السينمائية الاميركية حول الاوسكارات فلأنه يصطف بين افضل افلام العام الفائت وان كانت توقعات الاوسكارات له تبدو صعبة بعض الشيء بعد فوز فيلم آخر عن الملاكمة، Million Dollar Baby، العام الفائت. بعيداً من الاسباب الظاهرة التي لا نستبعد نجومية راسل كرو منها لاسيما ان دوره هنا يعيد الى أذهان كثيرين "سترته الحديدي الكاملة" في Gladiator، تبقى لمميزات الفيلم الجوهرية دورها الأكبر في تميزه. تختلف الآراء حول ما اذا التوازي بين حكاية الفيلم السينمائي ومحيطها السياسي والاجتماعي هي ميزة ام نقطة ضعف. إذ هناك من يجد في تشتيت الحكاية او الحدث المحوري (سواء أشخصية ام حدث ام قصة...) دليل على افتقاد المخرج القدرة على تكثيف الدراما والاستعاضة عنها بعرض عام للخلفية. واذا كانت افلام مثل Raging Bull، لنبقى في الاطار السينمائي عينه، ترسم صورة ما سياسية واجتماعية من خلال تفاصيل صغرى تُبنى شيئاً فشيئاً، فإن تركيبة "الرجل السندريللا" استوجبت خطاً سردياً مختلفاً، يحضر المحيط الاجتماعي فيه بقوة ما يجعله موازياً للعالم الداخلي للملاكم. ففي حكاية جايمس برادوك الملاكم المغمور الخارج من نوادي نيوجيرسي السفلية منتصف عشرينات القرن الماضي، يتساوى تأثير عالميه الداخلي والخارجي. ومن هنا ربما تكتسب شخصيته بعداً انسانياً نبيلاً لا نعثر عليه في امثال جايك لا موتا الانوي المغرور. قد يبدو ذلك تقويماً او مفاضلة بعيدة من الشروط السينمائية الا ان مواصفات جايمس برادوك الانسانية تمنح الفيلم بشكل ما مقاربته وربما تفرده. الخرافة الواقعية يتخذ الفيلم عنوانه من لقب منحه الكاتب دايمن راينن لبرادوك في العام 1935. والوصف، الرجل السندريللا، يستعير من خرافة السندريللا تقلبها بين الثراء والفقر ومن ثم الثراء. ولكنه يشير أكثر الى نظرة الناس الى برادوك. فجزء من الافتتان بخرافة سندريللا قدرتها كفتاة عادية (او الاحرى كخادمة) على الفوز بقلب الامير. لم يفز "برادوك" بقلب اميرة ولكنه فاز بفرصة لا تتكرر. اليس امير سندريللا فرصة حياة لا تتكرر؟ ولكن قبل الفرصة التي لا تتكرر، كان "برادوك" في منتصف العشرينات ملاكماً شاباً لا يحتاج الى جهد كبير ليعتلي حلبة الملاكمة في نيويورك وأشهرها وقتذاك "غاردن سكوير". الا ان مصير الشاب يتحول (نشاهد ذلك بصرياً من خلال كاميرا المخرج التي تقوم بنصف استدارة في غرفته لتتحول من الرفاهية الوردية الى الرثاثة الباردة) مع قدوم الازمة الاقتصادية عام 1929 او ما سُمي بـ"اليأس الكبير". هذا ويتعرض لاصابات متتالية في يده اليمنى تقعده عن المبارزة وتؤدي به في نهاية المطاف الى سحب رخصته بعيد خوضه مباراة هزيلة. ولكن "برادوك" لا يأبه لمهنته الآخذة في التراجع بقدر ما ينشغل بعائلته (زوجته رينيه زيلويغر واولاده الثلاثة) الرازحة تحت وطأة الجوع والبرد والحرمان. سمِّ ذلك طموحاً محدوداً او نقصاً في الجنون والانانية التي يتصف بها العظماء في الميادين شتى. ولكن ذلك هو ما يميز هذا الرجل. انسانية تفوق الوصف وطيبة وبالقدر عينه عزة نفس. بقدر ما قد يبدو ذلك ضد الفيلم، الا ان أبرز مشاهده يدور خارج الحلبة مع "برادوك" الاسنان وليس الملاكم. فبعد ان يقطع عهداً لابنه بعدم ارساله الى أحد اقاربهم المقتدرين كما جرت العادة وقتذاك لحماية الاطفال من الموت جوعاً، يُفاجأ بزوجته وقد فعلت ذلك في غيابه. في تلك اللحظة، يترك المنزل وهو عازم على استعادتهم كي لا ينكث بوعده. يدخل نادياً مرموقاً يرتاده المتنفذون في كواليس الملاكمة ويطلب مساعدتهم لتسديد فاتورة الكهرباء المتراكمة ليتمكن من استعادة اولاده. يحمل قبعته ويدور بها على الحاضرين جامعاً حسنتهم. ولكنه ابداً لا يبدو منكسر النفس لأنه كما يردد في غير مكان يعرف تماماً لماذا يفعل ذلك. فإذار كان هدفه نبيلاً، تحول تسوله فعلاً نبيلاً في جوهره ايضاً! في أحلك ظروفه، تأتي "برادوك" فرصة العمر: مباراة واحدة استثنائية ليعبئ فراغ لاعب مصاب في وجه ملاكم شهير. إذ يتحضر للمباراة مدركاً تماماً لماذا يخوضها (بهدف الحصول على مكافأة مئتين وخمسين دولاراً لاعالة عائلته)، لا يعير الامر جهداً كبيراً حتى انه لا يملك الوقت ليتدرب. ولكنه ما ان يصعد الحلبة ويواجه الجمهور حتى يستعيد روح الملاكم. بهذا المعنى، لا يفتقد "برادوك" تلك الروحية. فهو على الرغم من انه يملك المال في جيبه بصرف النظر عن النتيجة، يبارز بكل قدراته. انه الرجل الذي يدرك اولوياته ويملأ مكانه بما يستلزم. يفوز "برادوك". هل لأنه متخلص من عبء النجومية الثقيل ومن توقعات الجمهور المرهقة؟ ليس لوقت طويل. ففوزه ذاك يحوله اسطورة شعبية ويكسبه لقب "السندريللا" المنتفضة من رماد الفقر والظلم والحرمان. يُحسَب للفيلم التقاطه تلك الحساسية السياسية والاجتماعية التي صنعت من "برادوك" نجماً واسطورة. ففي اميركا الرازحة تحت أزمتها الاقتصادية، يتحول "برادوك" رمزاً لأميركا نفسها. انه أميركا التي يتمنى شعبها ان تنتفض من أزمتها كما فعل برادوك. انه يجسد حلم امة بكاملها. لذلك فإن من لا يدرك ذلك البعد في رسم شخصية "برادوك" وربما في تحوله نجم ملاكمة سيجد في المشاهد الاخيرة مبالغات غير مبررة. ولكن زمن "برادوك" هو الذي صنعه. لذلك تكتسب اضاءة الفيلم على جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية وقتذاك أهمية قصوى. بكلام آخر، ربما ما كان "برادوك" بسيرته كملاكم فقط ليبرز من بين ملاكمي القرن العشرين. وهناك كثيرون حتماً من الملاكمين الذين خاضوا تجارب مهنية مماثلة وربما أكثر تأثيراً. ولكنها تلك الصورة المجازية التي مثلها، صورة اميركا المنبعثة من الخراب، هي التي اصطفته من بين ملاكمي زمنه وزمن غيره. بهذا المعنى ليس امراً مبالغاً ان يسير خلفه الى المباراة النهائية حشود من المصلين وان تتحول الكنيسة قاعة جماهيرية لمتابعة المباراة محاذية للمدرج. العنف تتوالى نجاحات "برادوك". يعود الى الاضواء مجدداً. يجد فيه مواطنوه بطلهم وقدوتهم. ولكن لماذا نطلق على النجاحات المتوالية وصف الخرافي؟ لماذا لا يكون الحظ العاثر المتواصل هو الآخر خرافة؟ فليكن اقرب الى الاساطير ذلك التحول الذي عرفه "برادوك" خلال سنة واحدة من حزيران 1934 الى حزيران 1935. في الاول، عاد بالمباراة الاستثنائية التي كان يُفترض ان تكون واحدة لا تتكرر. ولكن الحظ تكرر وفرصة العمر أكملت ليخوض سلسلة من المباريات في إطار التصفيات للبطولة ليصل الى المباراة الأخيرة مع "ماكس باير" الذي اردى قتيلين على الحلبة من قبل. في مشهد آخر مؤثر وخارج الحلبة ايضاً، يعرض منظم المباريات امام "برادوك" تسجيلاً لمباريات "باير" مع خصمه التي انتهت بموت الأخير ليخلي مسؤوليته من قدره المحتوم. على الرغم من قلقه، يطلب "برادوك" اعادة عرضه ليراقب تحركات "باير" وليدرس ربما نقاط ضعفه. هل اختلفت استراتيجية "برادوك" ليصبح رجلاً اقل اهتماماً بأولوياته؟ ربما يكون قد أصبح أكثر ثقة بقدراته ولكن ليست تلك كل الحكاية. في جملتين ذات دلالات عميقة، يقول برادوك لزوجته عن اصراره خوض المباراة الاخيرة برغم التكهنات بموته انه "في الحلبة، أعرف على الاقل من يوجه الضربات الي". وفي المؤتمر الصحافي الذي يسبق المباراة، يسأله أحد الصحافيين عن ماذا اختلف بين برادوك في السابق وبرادوك اليوم فيجيب: "اليوم أعرف تماماً لماذا الاكم." وحين يتساءل الصحافي "لماذا؟" يقول بإيجاز وثقة "من أجل الحليب." يؤكد جوابه الاخير انه يلاكم خوفاً من الفقر ليكون بذلك الاقرب الى شخصية "ماغي" (هيلاري سوانك) في شريط كلينت ايستوود Million Dollar Baby. من بين شخصيات الملاكمين في الافلام وليضع الفيلم في اطار اقل عنفاً وادانة لرياضة الملاكمة مما تفعل افلام أخرى. اما قوله لزوجته فيفسر منحى الفيلم الأخير. فهو لا يسعى الى تلطيف الجنب الدموي العنيف في تلك الرياضة بقدر ما يحاول القول ان عنف العالم الخارجي لا يقل عن العنف الدائر على الحلبة. فعمل "برادوك" حمالاً في المرفأ وتسكعه امام البوابة انتظاراً ليتكرم عليه مسؤول العمال ليس اقل عنفاً مما يتعرض له في الحلبة. هكذا يوازي الفيلم بين العالم الخارجي ونظيره الداخلي. يستغرق وقتاً طويلاً في بناء إحساس عميق لدى المشاهد بتلك المرحلة. الفقر، الجوع، البيوت الباردة، الموائد الفارغة، عجز الاهل امام مرض اطفالهم وربما موتهم، توحش الناس ضد الحكومة ومطالبتها بإيجاد حل للبطالة... كلها تفاصيل يصوغها هاورد بعناية لتتعدى كونها خلفية. انها الارضية التي يطلع منها برادوك ويكتسب منها عزمه واصراره ولكن الأهم انه لا يفقد انسانيته بسببها. في أحلك ظروفه، يعتقد ان هناك من يعيش في ظروف افظع. الجزء الثاني من الفيلم، يركز أكثر على العالم الداخلي، اي الحلبة. صحيح ان تصوير هاورد للمباريات لا يلامس فنية سكورسيزي في Raging Bull ولكنه يتميز بشيءٍ من العفوية والمفاجأة تماماً كما ضربات "برادوك" السريعة والمفاجئة. راسل كرو في الدور ليس لماعاً على الفور. ولكنه مع التكشف التدريجي للمزيج الذي يتكون منه "برادوك"، تتبين صعوبة تجسيد الدور وتتأكد تالياً رهافة الممثل في تجسيد الشخصية ودقته في نقل تلك الطينة (الطيبة، عزة النفس، التواضع...) التي يتشكل منها الملاكم. المستقبل اللبنانية في 28 أكتوبر 2005 |
الملاكمة في حلبة هوليوود ريما المسمار انها واحدة من أكثر الرياضات فساداً في اميركا الا ان "الملاكمة" شكلت موضوعاً سينمائياً بارز الحضور في تاريخ هوليوود. واللافت انها تشكل عنصراً مشتركاً بين ممثلين كبار لعبوا دور الملاكم في السينما من امثال بول نيومن ومارلون براندو وموننغومري كليف وراين اونيل وانتوني كوين وستايسي كيتش... وانجذب اليها سينمائيون فأخرجوا عنها وفيها افلاماً كألفرد هيتشكوك وجون هيوستن وراوول وولش وكلود لولوش. من بين اولئك، حاز جون غارفيلد (Body and soul) وكيرك دوغلاس (Champion) وسيلفستر ستالوني (Rocky) ترشيحاً لاوسكار افضل ممثل في ادوار ملاكمين. في العام 1931، حاز والاس بيري (The Champ) اوسكاراً عن تجسيده الدور وبعد تسعة واربعين عاماً حاز روبرت دي نيرو الاوسكار الثاني لدور ملاكم في السينما عن تجسيده جايك لا موتا في شريط سكورسيزي Raging Bull. في دراسة تحليلية لجوان دين، تبين ان الملاكمة دخلت السينما بعيد السيطرة الاميركية اواخر القرن التاسع عشر على فئة الوزن الثقيل في بطولات الملاكمة. وفي حين يعود تاريخ انتاج افلام الملاكمة الى العشرينات من القرن الماضي، فإن أفضل افلام النوع هي التي أُنجزت بعيد الحرب العالمية الثانية في ذروة صعود اميركا الامة.ففي حلبة الملاكمة، وجدت الافلام الدراما الاميركية المثالية التي تحاكي الواقع او تتشبه به عن ذلك الشاب الفقير الذي يشق طريقه الى الشهرة والاضواء بعزم واصرار متخطياً كل الصعوبات. في حين عرفت افلام الملاكمة ذروة انتاجها في الاربعينات والخمسينات، خبت في الستينات مع سيطرة الافرواميركيين على الملاكمة. في تلك الحقبة لم يبصر النور اي فيلم يقدم ملاكمين سوداً حتى كان العام 1970 عام انتاج The Great White Hope مع جايمس ايرل جونز في دور ملاكم اسود. ولكن الفيلم كان اسود ومتشائماً فلم يساعد على احياء الاهتمام بأفلام الملاكمة. بعد ست سنوات، قام سيلفستر ستالوني بالمهمة بإطلاق سلسلته الشهيرة "روكي" التي امتدت طوال خمس عشرة سنة بخمسة أجزاء. خلال تلك الفترة، برزت الام ملاكمة اخرى ابرزها Raging Bull الذي يعتبره كثيرون افضل فيلم ملاكمة في تاريخ السينما ومن بين افضل الافلام عموماً. مع بداية القرن الحادي والعشرين، أنجز مايكل مان فيلمه الجميل Ali عن الملاكم محمد علي والعام الفائت قدم كلينت ايستوود مساهمته في النوع عبر شريط مؤثر هو Million Dollar Baby. هنا لائحة بأبرز أفلام الملاكمة الروائية عبر تاريخ هوليوود: Battling Butler (1926)، The Champ (1931)، Gentlemen Jim (1942)، Body And Soul (1947)، Champion (1949)، On The Water Front (1954)، The Harder They Fall (1956)، Requiem for a Heavyweight (1962)، Fat City (1972)، Rocky (1976)، Tyson (1995)، When we Were Kings (1996، وثائقي)، Girlfight (2000)، Million Dollar Baby (2004). وهناك ايضاً افلام الملاكمة التي تناولت حيوات ملاكمين واقعيين: Joe Luis Story (1953 عن جو لويس)، Somebody Up There Likes Me (1956 عن روكي غرازيانو)، The Great White Hope (1970 عن جاك جونسن)، Raging Bull (1980 عن جايك لا موتا)، The Hurricane (1999 عن روبن كارتر) المستقبل اللبنانية في 28 أكتوبر 2005 |